الجزيرة:
2024-09-14@01:46:03 GMT

موضوعات لا يجب التحدث عنها أمام طفلك

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

موضوعات لا يجب التحدث عنها أمام طفلك

رغم أن التربية الحديثة تسمح بمساحة أكبر من التحدث والنقاش مع الأطفال في معظم الموضوعات، ومشاركتهم في إيجاد حلول، فإن هناك موضوعات رئيسية يؤكد الخبراء على ضرورة تجنب الحديث عنها أو فعلها أمام الطفل، وهناك موضوعات أخرى من الضروري التحدث عنها أمام الطفل لكن بضوابط محددة، مع مراعاة تأثير القدوة عليه.

التحفيز الخاطئ يؤثر سلبا

تحذر مروة رخا، المتخصصة في التربية والتعليم بطريقة منتسوري، من موضوعيين رئيسيين قد يتعامل معهما الوالدان بنية تحفيز الطفل وتشجيعه، لكن تأثيرهما الحقيقي على الطفل سيئ للغاية.

مروة رخا المتخصصة في التربية والتعليم بطريقة منتسوري (الجزيرة) مقارنته بالآخرين

تصف رخا في حديثها للجزيرة نت مقارنة الطفل بالآخرين بـ"الكارثة"، قائلة إن مقارنة الطفل بزملائه أو أصدقائه أو أخوته أمر بالغ الخطورة لأنه يفقده الثقة بنفسه. وتعتبر رخا المقارنة "سرقة لبهجة الطفل" لأنها تعرضه للتوتر والضغوط النفسية.

وعند مقارنة الطفل بالآخرين أو سماعه ذلك سواء في الدراسة أو الرياضة أو الأنشطة الأخرى، قد يصاب بخيبة أمل، ويفقد الثقة في نفسه وفي قدراته. لذا، يجب على الآباء أن يدركوا أن كل طفل فريد ولديه قدرات خاصة تميزه عن غيره، وأن استخدام المقارنات وسيلة للتحفيز والتشجيع قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

التعليق على مظهره الجسدي

انتقاد جسم الطفل بسبب زيادة وزنه وعدم توافقه مع المعايير المجتمعية يؤثر على تقديره لذاته، على الرغم من كونه ما زال طفلا. وتؤكد رخا أنه حتى زيادة وزن الطفل ليست خطأه لأنه يتناول ما يقدمه له الوالدان.

إذا كان هناك خوف من الأمراض ورغبة من الوالدين في أن يكون الطفل أكثر صحة وشعورا بالسعادة تجاه نفسه، يجب مساعدته بشكل إيجابي من خلال إعداد طعام صحي مغذ وممارسة التمارين الرياضية معه، "ومن الضروري أن تشاركه الأسرة نوعية الطعام الصحي حتى لا يشعر أنه معاقب".

موضوعات للمناقشة بضوابط

تؤكد رخا على ضرورة مشاركة الأطفال في مناقشة المور الحياتية المختلفة لأنها تطور عقولهم وتكسبهم مهارات حياتية ضرورية، ومع ذلك تشير رخا إلى أن هناك أمورا يجب التحدث فيها مع الطفل بضوابط، منها:

الخلافات والمشكلات الزوجية

تحذر رخا من أن المشكلات الزوجية الشديدة، المصحوبة بالعنف أو الصراخ، يمكن أن تؤثر سلبًا على الطفل. ومع ذلك، تؤكد أنه من المفيد للأطفال أن يشاهدوا كيفية تعامل الوالدين مع الخلافات بطريقة حضارية، حيث يمكنهم تعلم مهارات التواصل وحل المشكلات والتفاوض والتعامل مع وجهات النظر المختلفة.

المشكلات الزوجية الشديدة المصحوبة بالعنف أو الصراخ يمكن أن تؤثر سلبًا على الأطفال (غيتي)

وتشدد المتخصصة في التربية والتعليم بطريقة منتسوري على أهمية أن يكون الوالدان نموذجًا يحتذى به في كيفية التعامل مع المشكلات، لأن الأطفال الذين يكبرون في بيئة تخفي عنهم المشكلات لن يتعلموا شيئًا من مهارات الحياة وحل الخلافات. فـ"تقديم صورة غير واقعية عن الزواج، وكأنه يخلو من المشكلات، ينقل لهم تصورًا خاطئا عن العلاقات عمومًا والزواج خصوصا".

الأزمات المالية للأسرة

رغم تأكيد رخا أن التحدث عن الأزمات المالية أمر ضروري للطفل ويكسبه مهارات حياتية، فإنها تشير إلى ضرورة أن يكون الطفل في عمر مناسب يسمح له باستيعاب الأمر.

وتقول رخا يجب على الوالدين إشراك الطفل في الأمور المالية ليتعلم وقت الضائقة تحديد أولوياته وكيفية التخلي عن الرفاهية غير الضرورية وكيفية تسديد الديون، مضيفة "لكن الخطأ هو لوم الطفل على الضائقة المالية وتحميله مسؤولية ذلك".

انتقاد معلميه

من حق الطفل انتقاد معلمه كأن يقول رأيه الواضح والصريح فيه سواء بشأن طريقة تدريسه وقدرته على إيصال المعلومة والتعامل معه، وعلى الأهل تشجيع الطفل على ذلك ومشاركته. في الوقت نفسه تؤكد رخا على ضرورة أن يكون النقد بأسلوب مهذب حتى يتعلم الطفل ضرورة احترام المعلم.

بيئة الطفل ودور الوالدين يلعبان دورًا حاسما في تكوين سلوكياته (بيكسلز) بيئة الطفل وقدوته

تؤكد ريم عمران استشارية التربية وأخصائية تعديل سلوك الأطفال وصعوبات التعلم، أن بيئة الطفل ودور الوالدين يلعبان دورًا حاسما في تكوين سلوكياته. وفي حديثها للجزيرة نت، تشير ريم إلى أن الأطفال يتعلمون من القدوة أكثر من أي وسيلة تعليمية أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوالدين.

وتوضح ريم عمران أن الأطفال في سن مبكرة يميلون بشكل طبيعي إلى التقليد والمحاكاة، وهي سمة طبيعية لهذه المرحلة العمرية. وترى أن الوالدين يمثلان في نظر أطفالهم أبطالًا خارقين ومصدرًا رئيسيًا للأمان.

وتستند ريم إلى نظرية التعلم الاجتماعي التي تفترض أن الإنسان كائن اجتماعي يتأثر بسلوك الآخرين ومشاعرهم. ووفقًا لهذه النظرية، يتعلم الأطفال من خلال الملاحظة والتقليد سواء من الأشخاص المحيطين بهم أو من خلال الوسائط المختلفة مثل الكتب الصور والتلفزيون.

القدوة

لأن الوالدين قدوة للطفل، يجب عليهم مراعاة ذلك. تقول ريم إن الآباء ليسوا ملائكة، ومن الطبيعي أن يخطئوا، لكن هناك أخطاء مع ارتكابها وتكرارها يتعلمها الأطفال وينتهجونها مثل:

الكذب

من أكثر الأشياء المؤذية هي الكذب أمام الطفل، حتى لو كان كذبا بسيطا مثل أن ينكر أحد الوالدين وجوده في البيت حتى لا يقابل شخصا أو يرد على الهاتف. من السهل جدا أن يتعاطى الطفل مع تلك العادة ويكذب هو الآخر حتى يصبح طبعا من الصعب التغلب عليه.

قضاء وقت طويل على الأجهزة الإلكترونية

يحاكي الطفل والديه عندما يلاحظ أنهم يقضون وقتا أطول مع الأجهزة الإلكترونية كالهاتف أو الحاسوب، من الضروري الالتفات إلى قضاء المزيد من الوقت في قراءة الكتب واللعب في الهواء الطلق والاستمتاع بالتجارب الممتعة معه.

الطفل يحاكي والديه عندما يلاحظ أنهم يقضون وقتا أطول مع الأجهزة الإلكترونية كالهاتف أو الحاسوب (بيكسلز) التذمر المستمر

التذمر أمام الأطفال أمر سيئ جدا، ومع ملاحظة الأطفال أن والديهم يشكون ويتذمرون دائما فسوف يفعلون ذلك أيضا. ولن يرضى الأطفال أبدا عن أي شيء يمتلكونه لأنهم نشؤوا مع والدين، أو أحدهما، دائم الشكوى.

استخدام ألفاظ مسيئة

السباب أو وصف أحد بصفة سيئة يترك أثرا سلبيا على الطفل. مع سماع الطفل لتلك الكلمات، فإنه سيرددها وتصبح جزءا رئيسيا في سلوكه وتعامله مع الآخرين.

إستراتيجيات لمساعدة الآباء

تنصح ريم بعدد من الإستراتيجيات التي تساعد الوالدين في التعامل مع الأطفال، منها:

1- الثناء عليهم حتى في إنجازاتهم الصغيرة لمنحهم الثقة في النفس وتقدير الذات.

2- إظهار التقدير والاحترام للمعلمين والأصدقاء والآخرين بشكل عام.

3- ممارسة الرياضة واتباع العادات الغذائية الصحية.

4- النقاش الهادئ والإيجابي بين الوالدين يسهم في زيادة إدراكهم لواقع الحياة، ويؤكد لهم أن الخلافات يمكن أن تحدث، لكن الهدوء هو الطريقة المثالية للتعامل معها.

5- التحلي بالصدق يسهم في تكوين شخصية قوية قادرة على مواجهة الأخطاء وتحمل المسؤولية.

6- استقطاع وقت مخصص للتحدث معهم وإشراكهم في مسائل الحياة والأسرة بما يتناسب مع أعمارهم.

7- ممارسة هوايات مشتركة مثل القراءة أو الرسم أو التلوين، يعزز ذلك عند الطفل شعور الطمأنينة والتعاون والمشاركة مع الآخرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن یکون

إقرأ أيضاً:

هيئة الدواء: تطعيم الأطفال بلقاح الإنفلونزا الموسمية بدءا من 6 أشهر

أصدرت هيئة الدواء تقريرا رسميا بشأن تطعيم الإنفلونزا للطلاب مع دخول العام الدراسي الجديد، وذلك في إطار حرص الهيئة على صحة وسلامة المواطنين والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 للنهوض بالصحة العامة.

هل يحتاج الطفل إلى تطعيم الإنفلونزا مع الدراسة؟

وتابعت هيئة الدواء، أن الأطباء يوصون بضرورة حصول الطفل على لقاح الإنفلونزا بدءًا من عمر 6 أشهر​، لافتة إلى أنه قد يحتاج بعض الأطفال من عمر 6 أشهر وحتى 8 سنوات إلى جرعتين في حالة أخذ اللقاح لأول مرة، وأيضًا الأشخاص الذين سبق لهم الحصول على جرعة واحدة فقط، على أن يفصل بين الجرعتين أربعة أسابيع على الأقل؛ وذلك للحصول على حماية أفضل.​​

لقاح الإنفلونزا الموسمية

وأضافت هيئة الدواء، أنه إذا كان الطفل عمره أكثر من 9 سنوات أو تلقى سابقًا جرعتين من لقاح الإنفلونزا في السنوات السابقة؛ يحتاج إلى جرعة واحدة فقط من لقاح الإنفلونزا هذا الموسم.​​

ونصحت هيئة الدواء، بالرجوع إلى مقدم الرعاية المختص قبل أخذ لقاح الإنفلونزا للتأكد من أن الطفل غير مصاب بأي حالة مرضية مثل الربو أو الحساسية نتيجة لحصوله على اللقاح أو وجود أي موانع لاستخدامه.​​

مقالات مشابهة

  • 4 نصائح لتعليم الطفل التعامل مع أصحابه في المدرسة
  • أطفال مصر يشيدون بمبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"
  • رئيسة «القومي للطفولة» تجتمع بأطفال منتدى و برلمان الطفل المصري
  • لماذا يرفض طفلك المدرسة.. إليك الأسباب والحلول
  • شروط دخول حفل نويل وغالية في ساقية الصاوي
  • «بلاش بعد المدرسة».. خطوات بسيطة لتحفيز الأطفال على المذاكرة
  • نصائح لتشجيع طفلك على تكوين الصداقات في المدرسة.. «مضمونة وفعالة»
  • هيئة الدواء: تطعيم الأطفال بلقاح الإنفلونزا الموسمية بدءا من 6 أشهر
  • «معلومات الوزراء»: مصر تتقدم 6 مراكز في مؤشر حقوق الطفل بين 194 دولة
  • معلومات الوزراء: مصر الـ 28 عالمياً من بين 194 دولة في مؤشر حقوق الطفل 2024