بيت الصفاة.. شاهد على العراقة وفن العمارة
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
العمانية: تُعد البيوت الأثرية العمانية معلما وشاهدا على عراقة التاريخ التي عكست براعة الهندسة المعمارية العمانية القديمة وتنوّع البيوت بأشكالها، وطرق بنائها، وفي المواد المستخدمة فيها بحسب المناخ السائد في تلك المنطقة.
ومن ضمن الموروث الأثري الذي حافظت عليه ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية "بيت الصفاة" الذي يُعد حسب المؤرخين العمانيين معلما أثريا يتميز بموقعه الفريد وسط البلدة القديمة وبجوار مسجد الصلف وبجانب مجموعة من البساتين وأشجار النخيل المثمرة وفلج الحارة.
وكان "بيت الصفاة" منطقةَ تجمعٍ علمية ودينية وتخرج منه الكثير من العلماء والمشايخ، ويعد دارا بجمال بنائه ومقصدا للسياح والباحثين والدارسين للعلوم الأثرية والتاريخ، ويحتوي على أكثر من 25 غرفة متفاوتة المساحة ويبلغ طوله حوالي 20 مترا وبابه الخشبي يزيد عمره على 400 عام وما زال صامدا بجمال نقوشه.
وبُني "بيت الصفاة" من الطين الممزوج بالتبن ومن الصاروج وبحسب المؤرخين العمانيين بني هذا البيت في عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي -قيد الأرض- في حوالي عام 1655م، وأشرف على بنائه الشيخ العلّامة محمد بن يوسف العبري، وشُق بجانبه فلج الشريعة وكذلك تم تشييد بلدة مسفاة العبريين.
وكان الهدف من بناء البيت أن يكون مقرا لإدارة بلدة الحمراء، وليكون منطقة تجمع علمية ودينية وسُمي هذا المبنى بـ"بيت الصفاة"؛ لأنه بُني على صخرة مستوية ملساء كقاعدة له.
ومر هذا البيت بمراحل متعددة في تشييده أقدمها الجانب الشرقي الذي عاصر بناء حصن جبرين العريق وكان معلما للثقافة والعلم والفكر والأدب ومقرا للصلح والوفاق والحكمة على مدى قرون من الزمن.
ويُعد "بيت الصفاة" من البيوت الأثرية القديمة التي تتحدث عن ماضي الإنسان العماني وتصور صورة عن حضارة ثقافية ترسم تاريخا يتتبع في مسيرته معالم نهضة علمية وفكرية قديمة تفوح منها رائحة كفاح الإنسان العماني وسعيه للعلم، وتوضح جدرانه جانبا من العمارة بتداخل أجزائه كالسلالم والغرف والممرات والزخرفة في الأسقف ومرافقه.
وقد تم ترميم البيت في السنوات الماضية ويظهر حاليا وكأنه متحف حي بشكل رائع وتم ذلك باستخدام قطع أثرية قديمة ومفروشات تقليدية، ويعكس البناء حياة الإنسان العماني في بيوت الطين القديمة والأدوات المستخدمة في الحياة.
ويتميز بيت الصفاة بطراز معماري فريد بتعدد طوابقه وارتفاع بنيانه والزخرفة والنقوش على الجدران والأسقف والأبواب والإبداع في الهندسة المعمارية.
وقال راشد بن سيف العبري مدير "بيت الصفاة": إن البيت يتميز منذ القدم بعمارته الفريدة التي تمت على مراحل بناء متعاقبة، وقد تم ترميم البيت عدة مرات وأضيفت فيه غرف حسب مقتضيات الحاجة في ذلك الزمان.
وبين أن هذا البيت كان سكنا ومقرا لإدارة بلدة الحمراء وكانت فيه تُعقد الاجتماعات وتُتخذ القرارات وتخرّج منه علماء وقصده طلاب العلم.
وأضاف العبري إن "بيت الصفاة" أصبح الآن مقصدا سياحيا للزوار نظرا لما يتميز به من فن العمارة وتم تحويله حاليا إلى مقصد سياحي يعكس العادات والتقاليد العُمانية العريقة وتُقام فيه بعض المهن والحرف التي كانت تمارس في الماضي مثل الغزل والنسيج واستخراج بعض الزيوت المحلية كزيت الشوع والقفص، وكذلك يوجد به مكان مخصص لصناعة ماء الورد وأدوات منزلية قديمة وصناعات حرفية كالخزف والفخاريات والمنسوجات والسعفيات، موضحا أنّ الصناعات الصوفية والأدوات الزراعية الموجودة بـ"بيت الصفاة" تبرز للزوار مدى براعة الإنسان العماني في الاعتماد على ما تصنعه يده وما تنتجه أرضه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الإنسان العمانی
إقرأ أيضاً:
فوز البنك الوطني العماني بـ"جائزة الأفضل في الخدمات المصرفية الرقمية"
مسقط- الرؤية
حصل البنك الوطني العُماني على جائزة أفضل بنك في الخدمات المصرفية الرقمية في عُمان لعام 2024 من مجلة Global Banking and Finance Review، إذ تأتي هذه الجائزة تقديراً لسعي البنك المتواصل نحو توفير حلول مصرفية رقمية قائمة على رضا العملاء عبر تبني التقنيات الحديثة والابتكار.
وفي إطار سعيه لإثراء تجربة العملاء وتعزيز سلاسة مُعاملاتهم، أطلق البنك مجموعة من الخدمات الرقمية المبتكرة تضمنت خدمة فتح الحسابات رقميًّا وبسهولة عبر تطبيق الخدمات المصرفية، بالإضافة إلى خدمة طلب البطاقات الائتمانية بسهولة عبر التطبيق للعملاء وغير العملاء، وتتضمن العملية استيفاء متطلبات "اعرف عميلك"، وآلية الاستحقاق، وتوظيف ميزة التوقيع الرقمي بما يتوافق مع تعليمات البنك المركزي العُماني. ويقدم البنك كذلك خدمة تحديث البيانات الشخصية للعملاء رقميًّا عبر تطبيق الخدمات المصرفية، إذ تتيح هذه الميزة للعملاء الحاليين تحديث بياناتهم مباشرة من خلال التطبيق، مما يُعزز الكفاءة وتجربة المستخدم دون الحاجة لزيارة الفروع.
وإلى جانب ذلك، يوفر البنك خدمة أبل باي (Apple Pay) ومحفظة سامسونج، وجارمن باي، استكمالاً لجهوده نحو توفير حلول مصرفية رقمية تمكن العملاء من الدفع عن بعد بطريقة آمنة وسلسة.
ولخدمة العملاء على مدار الساعة، أطلق البنك الوطني العماني أيضاً 12 ركناً رقميًّا في مواقع مختلفة، وتوفر خدمة فتح الحسابات وإصدار بطاقات الخصم المباشر ومعاملات الشيكات والمعاملات النقدية. كما وفر البنك أيضاً أجهزة صرف خردة العيد الأولى من نوعها في عُمان في خمس مواقع مختلفة، مؤكداً التزامه بتوفير تجربة مصرفية سلسة لعملائه.
وتوفر مزن للصيرفة الإسلامية من البنك الوطني العماني كذلك خدمة فتح الحسابات رقميًّا عبر تطبيق الخدمات المصرفية وتضمن الخدمة مستويات عالية من الموثوقية والأمن مع ميزات التحقق الرقمي المتقدمة، كما توفر مزن أيضاً خدمة الدفع عن طريق أبل باي (Apple Pay) ومحفظة سامسونج.
كما تقدم مزن منصة الخدمة المصرفية للشركات عبر الإنترنت المتوافقة مع الشريعة والمصممة لتعزيز جودة وكفاءة العمليات المالية لعملائها من الشركات. وتقدم المنصة العديد من الخدمات أهمها التحويلات المالية المحلية والأجنبية، ودفع فواتير الخدمات، ونظام حماية الأجور لدفع الرواتب بسلاسة، وغيرها من المدفوعات.
ولخدمة عملائه التجاريين، يقدم البنك الوطني العماني منصة الخدمة المصرفية للشركات عبر الإنترنت الحائزة على جوائز، والتي تسهل عمليات إتمام المعاملات الفورية ومعاملات المدفوعات والتحويلات بمختلف العملات بالإضافة إلى تحديث البيانات في الوقت الفعلي وتكامل سلس للمدفوعات الضخمة بين الشركات، وميزات الأمان المتقدمة مثل المصادقة الثنائية، تضمن المنصة كفاءة وأمان العمليات المصرفية الرقمية.
وتتيح بوابة التجارة الإلكترونية للعملاء تنفيذ المعاملات بسلاسة لمجموعة متنوعة من المنتجات التجارية، ويشمل ذلك خطابات الاعتماد، والضمانات، والقروض مقابل إيصالات الأمانة، مما يتيح للعملاء إمكانية الاستعلام الفوري لتفاصيل مثل حالة المعاملة، والأرصدة المستحقة.
وفي إطار سعيه للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040، أطلق البنك برنامج مسرعة أعمال شركات التقنية المالية وهاكاثون البنك الوطني العماني بهدف دعم الجهود الوطنية في تعزيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتحفيز الابتكار من خلال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز استدامة الأعمال، حيث يسعى إلى تطوير قطاع التقنية المالية، وإيجاد حلول متقدمة، وتشجيع ريادة الأعمال عبر توفير الموارد، والتمويل، والتوجيه. كما يساهم البرنامج في إيجاد فرص عمل للشباب العماني، وترسيخ مكانة السلطنة كمركز للابتكار والتكنولوجيا، مما يساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية.