موقع 24:
2025-03-11@12:52:39 GMT

تقرير: الهجوم الأوكراني على كورسك مغامرة غير مدروسة

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

تقرير: الهجوم الأوكراني على كورسك مغامرة غير مدروسة

في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، توغلت القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، فيما وصف بأنه أكبر هجوم بري تتعرض له روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الروسية، فيما أثار ردود فعل متباينة بين المحللين والمتابعين، خاصة وأن روسيا ردت قبل يومين بأكبر هجوم جوي على الأراضي الأوكرانية منذ بدء الحرب بين البلدين في فبراير (شباط) 2022.

"The notion of wresting territory from Russia exudes a certain allure on the logic that paybacks are hell, but do the prospective rewards qualify as exceptional?" https://t.co/QzmMecvdnM

— National Interest (@TheNatlInterest) August 28, 2024

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال الدكتور جيمس هولمز رئيس كرسي جيه.سي ويلي للاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية الأمريكية، والزميل في كلية الشوون العامة والدولية بجامعة جورجيا الأمريكية إن "كبار الخبراء الاستراتيجيين على مر التاريخ لو كانوا بيننا الآن لوبخوا قيادة أوكرانيا على شن هذا الهجوم بسبب تداعياته الخطيرة على أوكرانيا".

وأضاف "رغم أن المفكر الاستراتيجي الألماني الراحل كارل فون كلاوسفيتس، كان يؤيد فتح مسارح قتال ثانوية في ظروف معينة لتشتيت قوة العدو، لكنه فعل ذلك على مضض وحذر من أن يكون ذلك على حساب النجاح في مسرح العمليات الرئيسي والذي يمثل في نهاية المطاف المسرح الأهم بالنسبة لقيادة الجيش".

ويرى هولمز أن الاستراتيجية تعني قبل أي شيء تحديد الأولويات وتنفيذها. وهذا يتطلب ضبط النفس. وبالتالي من غير المنطقي من الناحية الاستراتيجية المخاطرة بالأهم من أجل شيء أقل أهمية، مهما كان ذلك مغرياً. وبالنسبة لأوكرانيا التي تخوض معركة وتواجه خطراً مدمراً، يجب أن تكون الأولوية القصوى للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الأرض الأوكرانية، في حين تسعى إلى استعادة الأرض التي سيطرت عليها روسيا في بداية الحرب، بدلاً من التوغل في أرض روسية لن تحقق أكثر من مكسب دعائي بلا أي فائدة حقيقية.

ويقول كلاوسفيتس صاحب كتاب "الحرب" الشهير،  إن فتح أي مسرح ثانوي أثناء القتال يجب أن يخضع لثلاثة محددات هي "العائد والمخاطرة والموارد"، أي أنه يجب أن يكون لدى القيادة العسكرية الموارد الكافية لفتح هذا المسرح، دون أن يؤثر ذلك على المجهود الحربي في المسرح الرئيسي، وأن تكون المخاطر محسوبة، وأخيراً أن يكون العائد المنتظر أكثر من مجرد مكاسب يعد الحصول عليها أمراً محبوباً وإنما يكون "مكسباً استثنائياً". وفي كل الأحوال كان المفكر الاستراتيجي الكبير يقول إذا لم يكن من الضروري فتح مسرح ثانوي فمن الضروري عدم فتحه.

ويقول هولمز "هل يعتقد أحد أن القوات الأوكرانية تتمتع بتفوق عسكري حاسم على روسيا في مسرح العمليات الرئيسي بشرق أوكرانيا؟ إذا لم تكن الإجابة بنعم، فإن كييف ستكون أقدمت على مخاطرة غير مقبولة بفتح جبهة ثانوية في كورسك من وجهة نظر كلاوسفيتس الذي عاش خلال الفترة من 1780 إلى 1831، الذي كان سينتقد بالتأكيد القادة العسكريين والسياسيين الأوكرانيين بسبب عدم انضباطهم الاستراتيجي".

وربما لن ينتقد المفكر العسكري الصيني القديم صن تسو صاحب كتاب "فن الحرب" التوغل الأوكراني في كورسك، بل إن تسو كان سينصح جنرالات أوكرانيا  بتبني نهج انتهازي شديد المرونة في التعامل مع العمليات في ساحة المعركة، باستخدام خطوط قتال "مباشرة"، والتي تترجم أحياناً بكلمة "عادية" أو "تقليدية"، وخطوط  "غير مباشرة" تترجم أحياناً بكلمة "استثنائية" أو "غير تقليدية".

وفي ظاهره، يمكن أن يكون غزو أوكرانيا لكورسك هجوماً واسعاً غير مباشر يرضي صن تسو. فلا شك أن هذا الهجوم فاجأ موسكو. ولكن هذا هو جوهر الأمر. فمثله كمثل كلاوسفيتس بعد ألفي عام، كان الحكيم الصيني مهتماً دائماً بعنصري المخاطر والموارد. فإذا كان الجيش يضم 10 أضعاف عدد جنود العدو، فإنه يحث الجنرال على إصدار الأوامر بتطويق العدو، وإذا كان عدد جنوده 5 أضعاف عدد جنود العدو، فإنه يتعين على الجنرال مهاجمة العدو،.

وهكذا كلما قلت نسبة تفوق  قوات الدولة على قوات العدو، قلت قدرة القائد على المجازفة، وإذا ما قرر المجازفة في هذه الحالة فستكون النتيجة كارثية. ويقول صن تسو "إذا كانت قوتك أقل من قوة العدو من الناحية العددية فحاول الانسحاب، وإذا كانت القوة أقل من قوة العدو بكل المقاييس فحاول الهرب منه لأن القوة الصغيرة هي في النهاية غنيمة للقوة الأكبر".

ويقول هولمز إنه "إذا نظرنا إلى الحرب بين روسيا أوكرانيا من منظور تعداد جيش كل دولة منهما، فمن الصعب تصور أن صن تسو كان سيؤيد توغل أوكرانيا في روسيا. ورغم أن الجيش الأوكراني يقاتل بطريقة استثنائية مدهشة منذ بداية الغزو الروسي، فإنه لا يمكن أن يخفي ذلك حقيقة أن أوكرانيا كانت وستظل الطرف الأضعف في مواجهة عدو أكبر وأكثر موارد، ويرى أن مصالحه الحيوية على المحك ومستعد لاستخدام كل ما يملكه من وسائل للدفاع عنها.  فأوكرانيا أضعف من روسيا وفق أغلب المقاييس وعليها أن تتصرف وفقاً لهذه الحقيقة".

وأضاف "أخيراً يمكن القول إن (صوت كلاوسفيتس القادم من أوروبا في القرن الـ 19، وصوت صن تسو القادم من الصين منذ أكثر من ألفي عام، يحثان كييف على وقف عملية كورسك وتركيز قواتها للدفاع عن أشياء أكثر أهمية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح يوم المرأة الإماراتية أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا أوكرانيا كورسك الحرب الأوكرانية روسيا كورسك أن یکون

إقرأ أيضاً:

الكرملين: تم إبلاغ بوتين بالهجوم الأوكراني على موسكو

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "الكرملين" أنه تم إبلاغ بوتين بالهجوم الأوكراني على مقاطعة موسكو.

شلل في موسكو .. الدفاع الروسية تعلن إسقاط 337 مسيّرة أوكرانيةعمدة موسكو: إسقاط 69 مسيّرة اوكرانية في هجوم أسفر عن مقتل وإصابة 4 أشخاصتاس: توقف حركة القطارات بمنطقة دوموديدوفو في موسكو بعد هجوم بمسيرات اوكرانيةدبلوماسي أوكراني سابق: قرار إنهاء الحرب بيد موسكو وليس كييف أو واشنطن

شهدت العاصمة الروسية موسكو، صباح اليوم الثلاثاء، هجوماً جوياً واسع النطاق نفذته أوكرانيا باستخدام عشرات الطائرات المسيّرة، في أكبر عملية من نوعها منذ شهور.

وأعلن عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، أن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من إسقاط 69 طائرة مسيّرة كانت تستهدف المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية محدودة.

ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، أكد سوبيانين عبر قناته على تطبيق "تيليغرام" أن 11 طائرة مسيّرة تم اعتراضها في منطقتي رامنسكي ودوموديدوفو، بينما تم إسقاط البقية قبل وصولها إلى موسكو.

وأسفر الهجوم عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، بالإضافة إلى تضرر سبع شقق في منطقة رامنسكي وسقف مبنى في موسكو.

كما تم تعليق حركة الطيران في أربعة مطارات بموسكو، بما في ذلك دوموديدوفو وشيريميتيفو، وتوقفت حركة القطارات عبر محطة دوموديدوفو بشكل مؤقت.

من جانبها، أشارت وكالة "رويترز" إلى أن الهجوم تزامن مع محادثات مقررة في مدينة جدة السعودية بين وفدين أوكراني وأميركي بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأفادت بأن الهجوم أدى إلى اندلاع حرائق وتضرر منازل، مما أدى إلى إغلاق مؤقت لمطاري جوكوفو ودوموديدوفو لأسباب أمنية.

كما تم إغلاق مطارات في منطقتي ياروسلافل ونيجني نوفغورود. ورغم عدم الإبلاغ عن إصابات، تصدت الدفاعات الجوية لهجوم آخر بطائرة مسيّرة في منطقة ريازان.

يُذكر أن هذا الهجوم يأتي في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث تسعى الجهود الدبلوماسية الدولية إلى إيجاد حلول لإنهاء الصراع المستمر منذ فبراير 2022، والذي أودى بحياة آلاف المدنيين، معظمهم من الأوكرانيين.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: تم إبلاغ بوتين بالهجوم الأوكراني على موسكو
  • اليوم..إنطلاق المحادثات الأوكرانية الأمريكية في السعودية لإنهاء الحرب مع روسيا
  • أوكرانيا تشن "أضخم هجوم بالمسيّرات" منذ بدء الحرب
  • بعد أنباء عن قرب انسحابها..أوكرانيا تعزز وحداتها في كورسك بعد تقدم روسيا
  • الدفاع الروسية: خسائر القوات الأوكرانية في كورسك بلغت أكثر من 66 ألف جندي منذ أغسطس الماضي
  • ترامب بعد وقف المساعدات لكييف: أوكرانيا قد لا تنجو من الحرب مع روسيا
  • ترامب: أوكرانيا "قد لا تنجو" من الحرب مع روسيا
  • هل تسترد روسيا أوكرانيا (١).. !!
  • الرئيس الأوكراني: روسيا لا تفكر في كيفية إنهاء الحرب
  • روسيا : الغرب يسعى لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا حتى آخر جندي أوكراني