محللون صينيون: الولايات المتحدة والناتو يدفعان آسيا إلى إشعال حرب عالمية ثالثة
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
حذر محللون سياسيون صينيون، من أن آسيا تخاطر بأن تصبح «قنبلة موقوتة» قد تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وألقى الأكاديمي الصيني تشينج يونج نيان الأستاذ في جامعة هونج كونج الصينية باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها في العمل على انزلاق آسيا نحو هاوية الحرب، وفقا لمقال نشرته صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست»، اليوم الأربعاء.
كما حذر تشينج من أن الصين ستكون في بؤرة العاصفة مع تحول الولايات المتحدة عن التركيز الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى التوترات النووية في شبه الجزيرة الكورية التي قد تؤدي أيضا إلى اندلاع أزمة.
وقال الأكاديمي الصيني البارز أنه "على الرغم من ادعاءات الولايات المتحدة بالعمل على تحقيق السلام في آسيا تحت قيادتها، فإن الواقع هو العكس تماما، إذ أن آسيا تحت هيمنة الولايات المتحدة تنزلق بسرعة نحو الحرب.
ونوه تشينج أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ مقدر لها أن تكون ساحة معركة لأي حرب عالمية مستقبلية لأنها تحتوي على جميع العناصر الرئيسية من المصالح الاقتصادية والجهود الرامية إلى إنشاء ما يعادل حلف الناتو في آسيا، بالإضافة إلى التطوير العسكري والقومية.
ورغم أن الولايات المتحدة والصين حاولتا منع التوترات من التصعيد، إلا أن هناك انقسامات عميقة بشأن قضايا في التجارة والتكنولوجيا والفضاء، كما يظل بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان نقاط اشتعال محتملة رئيسية.
وقال تشينج، إن الولايات المتحدة متجذرة بعمق في آسيا أكثر من أية دولة أخرى، وأصبحت منظما رئيسيا للصراعات في المنطقة، ومنذ تحول الولايات المتحدة نحو آسيا في أواخر عام 2011، شكلت ما لا يقل عن سبعة تحالفات متعددة الأطراف صغيرة تهدف جميعها إلى مواجهة الصين، إلا أنه لم يوضح التحالفات التي يقصدها.
ولفت المحلل الصيني إلى أن الأولوية الرئيسية للولايات المتحدة هي إحداث تحول استراتيجي في تفكير حلف الناتو لجعل الصين محورا رئيسيا، الأمر الذي يتطلب من الدول الأوروبية الرائدة أن تنظر إليها على أنها تهديد.
وقد تدهورت علاقة الصين بالاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة مع ظهور انقسامات كبيرة حول قضايا مثل إعانات دعم المركبات الكهربائية وتعميق علاقات بكين مع روسيا، كما عززت الدول الأعضاء الرئيسية في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا مشاركتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأشار تشينج إلى أنه في حين ادعت الولايات المتحدة أن أفعالها كانت بهدف احتواء الصراعات التي قد تنشأ نتيجة لأفعال الصين، إلا أنها في الواقع تبني إطارا لحرب عالمية، وأكد أن الصين ستكون بلا شك في بؤرة العاصفة في هذا الوضع الجيوسياسي وستكون كيفية الاستجابة لمثل هذه التغييرات الجيوسياسية العميقة هي التحدي الأكثر صعوبة الذي يواجهه الجيل الحالي.
وذكر أنه على الرغم من أن حلف «الناتو» تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لردع الغزو السوفييتي المحتمل لأوروبا الغربية إلا أنه لم يعد مبعوثا للسلام كما إدعى وأصبح محرضا للحرب.
وحذر من أن الولايات المتحدة تحاول الآن إنشاء ما يعادل حلف الناتو في آسيا، ففي السنوات الأخيرة تحركت الولايات المتحدة لتعميق شبكتها من التحالفات مع دول مثل الفلبين واليابان وكوريا الجنوبية، وتشكيل تجمعات جديدة مثل «أوكوس» مع بريطانيا وأستراليا ورباعية مع اليابان والهند وأستراليا.
كما تمت دعوة أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا إلى قمم حلف الناتو الأخيرة في خطوة قال عنها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إنها تهدف إلى كسر الحواجز بين أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، وأن اليابان تلعب دورا محوريا باعتبارها وكيلا للولايات المتحدة، وأصبحت جسرا بين أوروبا وشمال شرق آسيا، وأن التطورات مثل اتفاقية الدفاع المتبادل الأخيرة بين روسيا وكوريا الشمالية كانت عاملا آخر سيدفع اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها الدفاعية بسبب المخاوف بشأن ترسانة بيونج يانج النووية.
وربط العديد من المراقبين الاتفاقية الدفاعية بالحاجة قصيرة الأجل لروسيا إلى الأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا ورغبة كوريا الشمالية في الحصول على التكنولوجيا العسكرية، لكن تشينج قال إن تصرفات الولايات المتحدة كانت سببا آخر لهذا التعديل الاستراتيجي.
كما حذر تشينج من أن السلام الإقليمي في آسيا أصبح «هشا» بسبب المظالم التاريخية والنزاعات الحالية، التي وفرت نفوذا إضافيا للولايات المتحدة، وقال "إن القومية المتزايدة تزيد من المخاطر، فمن الناحية التارخية كانت القومية غالبا محركا رئيسيا للصراعات والحروب بين الدول، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح صناع القرار أكثر عرضة للمشاعر القومية والتي يمكن أن تؤدي إلى قرارات غير عقلانية.
اقرأ أيضاًتراجع الأسواق الآسيوية متأثرة بفرض كندا رسوما على السيارات الكهربائية الصينية
قائمة السعودية لمباراتي إندونيسيا والصين بتصفيات كأس العالم 2026
رغم تحذيرات الشراء.. «المركزي الصيني» لن يحظر الاستثمار في السندات الحكومية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا أستراليا الناتو حلف الناتو الصين الولايات المتحدة الأمريكية آسيا كوريا الشمالية الولایات المتحدة حلف الناتو فی آسیا إلا أن
إقرأ أيضاً:
الغاز والمفاعلات النووية.. أسلحة واشنطن لمواجهة تمدد الصين
بعد أن نجحت الصين خلال العقدين الماضيين في تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي على مستوى العالم وبخاصة في دول الجنوب، تتحدث دوائر صناعة القرار والفكر الاستراتيجي الأمريكي عن ضرورة إيجاد السبل المناسبة لمواجهة هذا التحدي.
ويعترف الأمريكيون بصعوبة مواجهة نفوذ الصين في الدول النامية بعد أن أصبحت أكبر شريك تجاري لدول العالم، من ناحية وإطلاقها للعديد من المبادرات متعددة الأطراف التي تعزز هذا النفوذ مثل تجمع بريكس بلس ومبادرة الحزام والطريق.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول الجنرال تيموثي راي الريس التنفيذي لمؤسسة "رؤساء تنفيذيون من أجل الأمن القومي" ورامون ماركس المحامي الدولي المتقاعد ونائب رئيس "رؤساء تنفيذيون من أجل الأمن القومي" إنه على عكس الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية أثناء الحرب الباردة، فإن الصين اندمجت تماماً في اقتصاد السوق العالمي، وهو ما يجعلها منافساً قوياً للولايات المتحدة والديمقراطيات الغربية، في إطار نظام عالمي متغير، حيث تلعب فيه الاعتبارات الاقتصادية نفس الدور المهم الذي تلعبه الاعتبارات السياسية والاقتصادية التقليدية.
الديمقراطية الغربية ومواجهة الصينوخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت واشنطن أخيراً إدراك هذه الحقيقة الجديدة، وأدركت أن القوة العسكرية الصلبة والسياسية لم تعد كافية لحماية نظام السوق الحرة العالمي أو دعم القيم الديمقراطية.
ويؤكد المحللان الأمريكيان أن الديمقراطيات الغربية الآن غير مستعدة بالشكل المناسب للتعامل مع المكانة الصاعدة للصين في الجنوب العالمي.
وعلى عكس الحال بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، لا تستطيع واشنطن توجيه الشركات الأمريكية نحو الاستثمار في دولة محددة لمنافسة الصين فيها. كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعطي الأولوية للعلاقات الاقتصادية الثنائية مع دول العالم، على حساب الاتفاقيات التجارية المتعددة الأطراف. ولكي تستفيد الولايات المتحدة من النهج الثنائي في التعامل الاقتصادي مع دول العالم، في مواجهة المنافسة الصينية، عليها الاستفادة بشكل أفضل من القطاعات التي تتمتع فيها بمزايا نسبية.
ويعتبر قطاع الطاقة القطاع الأمثل الذي يمكن لواشنطن الاستفادة من مزاياها النسبية فيه للفوز في سباق النفوذ مع الصين.
فالولايات المتحدة هي أكبر منتج للوقود الأحفوري بما في ذلك الغاز الطبيعي في العالم. وحتى مع الزيادة المستمرة لإنتاج العالم من الطاقة المتجددة، فإن الطلب على الوقود الأحفوري سيواصل النمو، مع استمرار دوره في تلبية الطلب العالمي على الطاقة.
ويعتبر الغاز الطبيعي بديلاً أنظف من النفط أو الفحم. في الوقت نفسه تمتلك الولايات المتحدة موارد ضخمة منه، وتعتبر أكبر منتج له في العالم. وعلى واشنطن الاستفادة من هذه الثروة لمساعدة دول عالم الجنوب في تقليص اعتمادها على النفط والفحم الأكثر تلويثاً للهواء في إنتاج الكهرباء.
#China’s #DeepSeek #AI should be a ‘wakeup call’ for the #US, says #DonaldTrump | https://t.co/RAZ2i14Dfx pic.twitter.com/QD1U0d9eBE
— Economic Times (@EconomicTimes) January 28, 2025 تطوير الطاقة في الفلبين وفيتناموفي منطقة المحيط الهادئ، هناك دولتان واعدتان مرشحتان لكي تطور الولايات المتحدة معهما برنامجاً ثنائياً للطاقة النظيفة وهما الفلبين وفيتنام.
فموارد الفلبين من النفط والغاز محدودة، وتعتمد على الوقود الأحفوري المستورد بدرجة كبيرة. وتعتبر محطات التوليد التي تستخدم الفحم المحلي بعد النفط المصدر الرئيسي والمتنامي للكهرباء. كما تعتبر أسعار الكهرباء في الفلبين من بين أعلى أسعارها في جنوب شرق آسيا. في الوقت نفسه، فإن مواردها المحلية من الغاز الطبيعي محدودة وتقتصر على حقل مالامبايا المتوقع نفاد احتياطياته بحلول 2027، لذلك بدأت تطور قدراتها في مجال استيراد الغاز المسال حيث نطور بالفعل أربعة مشروعات لاستقبال شحناته.
أما فيتنام فتعتمد على الوقود الأحفوري لإنتاج 80% من احتياجاتها من الكهرباء. ورغم أنها تنتج كميات من النفط والغاز، يسيطر الفحم على إنتاج الكهرباء في البلاد، حيث يمثل حوالي 60% من إنتاجها حتى أبريل(نيسان) 2024 كما تعمل فيتنام بجد لتنمية قدراتها في مجال استيراد الغاز الطبيعي المسال، حيث أقامت محطتين لاستقباله.
في الوقت نفسه تحتل الصين مكانة كبيرة بالنسبة للفلبين وفيتنام. فهي أكبر شريك تجاري للفلبين من حيث الواردات، في حين تعاني الولايات المتحدة باستمرار من عجز تجاري مع الفلبين. أما بالنسبة لفيتنام، فإن الصين هي أيضاً أكبر شريك تجاري إجمالي للبلاد بفارق كبير، فضلاً عن كونها المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر لديها، في حين بلغ العجز التجاري للولايات المتحدة مع فيتنام مستويات مرتفعة جديدة خلال العام الماضي.
لذلك على واشنطن التفكير في تطوير استراتيجية للتجارة والمساعدات الخارجية لتزويد الفلبين وفيتنام وغيرهما من بلدان الجنوب العالمي بالغاز الطبيعي المسال الأكثر نظافة بيئياً بموجب سلسلة من الاتفاقيات الثنائية. وقد تشمل هذه الصفقات أيضاً إلزام تلك الدول بخفض استخدام الفحم في إنتاج الكهرباء. ولتعزيز هذه العملية بشكل أكبر، يمكن لواشنطن بيع الغاز المسال الذي تشتريه من المنتجين الأمريكيين إلى تلك الدول بأسعار أقل من سعر السوق، وهو ما لا يمكن للصين أن تنافس الولايات المتحدة فيه.
كما ينبغي على واشنطن بحث تمويل وبيع المفاعلات النووية المعيارية الأصغر حجماً لإنتاج الكهرباء في تلك الدول، خاصة أنه في أوائل عام 2023، صادقت هيئة تنظيم الطاقة النووية على أول تصميم للمفاعل النووي المعياري للاستخدام في الولايات المتحدة. ويمكن لهذا المفاعل أن يولد خمسين ميجاوات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات.
وكذلك يتعين على واشنطن أن تطور نهجاً سياسياً جديداً لمواجهة النفوذ المتزايد للصين باعتبارها الشريك التجاري الأول لدول العالم. فواشنطن لا تملك رفاهية خسارة مثل هذا السباق أمام بكين. ويمكن لبرامج مثل تصدير الغاز الطبيعي المسال والمفاعلات النووية الصغيرة أن تتيح للولايات المتحدة أدوات فعالة لمنافسة الصين تجارياً، ليس فقط في الفلبين وفيتنام ولكن أيضا مع عالم الجنوب بأكمله.
China now controls much of the Panama Canal including 2 of the 5 main ports, bridges over it, and the telecom services for much of the Canal zone. It would not take much for China to cripple the Canal and US trade along with it. Trump CANNOT let this continue. pic.twitter.com/pyAMZjQICo
— Glenn Beck (@glennbeck) January 23, 2025وأخيراً تحتاج واشنطن لمزيد من الدعم الاستراتيجي للقطاع الخاص الأمريكي في المجالات التي يمكن أن تساعد فيها المزايا النسبية الأمريكية في بناء علاقات تجارية ثنائية أوثق لمواجهة النفوذ المتزايد للصين في ذلك الجزء من العالم، حيث يكون الغاز الطبيعي المسال والمفاعلات النووية الصغيرة الأمريكية أوراقاً مهمة في يد الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع تلك الدول من ناحية، والحد من النفوذ الصيني من ناحية أخرى.