وداع كابتن طارق محمود طرزان الغربية.. وزملاؤه: فقدنا دبابة بشرية وصاحب القوى الخارقة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
سادت حالة من الحزن والوجيعة بين صفوف الأسر والعائلات بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، واستمرار حالة من الصدمة والوجيعة بين صفوف الأسر والعائلات، عقب شيوع نبأ وفاة الكابتن طارق محمد، في العقد الرابع من عمره، والمعروف إعلاميا بلقب "طرزان الغربية"، وصاحب ألعاب القوى الخارقة، إثر تناول جرعة منشطات تسببت في رفع ضغط الدم والسكر بشكل مفاجئ، ما أدى إلى وفاته جراء أزمة قلبية مفاجئة حال تواجده بأحد المستشفيات الخاصة بمنطقة الاستاد.
كان طارق محمود، البطل الرياضي، تمكن من سحب أكثر من 7 سيارات تريلا في تجربة لمواكبة ألعاب القوى الخارقة، فضلا عن تمكنه من سحب أكثر من 15 سيارة ملاكي بمنطقة المرشحة بطنطا، وهو ما لاقي استحسان أسرته وذويه والمارة.
وأفادت مصادر مقربة من أسرة الشاب بأنه تعرض لوعكة صحية عقب تدريب شاق برفقة زملائه، حيث شعر بدوار وعدم القدرة على الوقوف على قدميه وهذيان مفاجئ لتناوله عقاقير وأدوية منشطة، الأمر الذي دفع أفراد أسرته إلى نقله بواسطة سيارة إسعاف، ودخل مستشفى خاص ومكث أكثر من 18 ساعة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية جراء ارتفاع ضغط الدم والسكر.
وقالت المصادر المقربة من أسرة البطل الرياضي إنه تم تشييع جثمان الشاب عقب أداء صلاة الجنازة بمسقط رأسه بقرية حصة شبشير، ودفنه بمقابر أسرته، الأمر الذي أوجع قلوب محبيه وزملائه.
ودشنت أسرة البطل الرياضي سرادق عزاء كبير له بمنطقة سوق قحافة لاستقبال جميع المعزين من زملائه اللاعبين في مجال ألعاب القوى البدنية، وسط مشاهد من الحزن خيمت ملامحه على وجوه جميع الحاضرين من أفراد أسرته والجيران وزملائه.
ونعى زملاء البطل الرياضي رحيله المفاجئ بعبارات الحزن والوجيعة والأسى بالدعاء له بكلمات عديدة، من بينها "ربنا يرحمك يا طارق ويسكنك فسيح جناته يا رب العالمين، في الجنة ونعيمها، وربنا يصبرنا على فراقك" .
جدير بالذكر أن البطل الرياضي الراحل كان يلقى محبة الآلاف من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة، كونه كان المسئول الأول عن تدريبهم وتأهيلهم رياضيا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ارتفاع ضغط الدم الدورة الدموية ألعاب القوى هبوط حاد
إقرأ أيضاً:
وداع البابا فرانسيس.. مشهد جنائزي تاريخي لرجل غيّر وجه الكنيسة الكاثوليكية
في مشهد مهيب على درجات كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، ودّعت الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس، أول بابا من أمريكا الجنوبية، الذي طبع حبريته، الممتدة على مدى اثني عشر عامًا، ببصمة إنسانية عميقة، ونظرة رعوية منفتحة على قضايا العصر.
وترك رحيل فرانسيس أثرًا بالغًا في قلوب الملايين حول العالم، الذين رأوا فيه زعيمًا روحيًا سعى لجعل الكنيسة أكثر رحمة وانفتاحًا وشمولية في زمن يعصف به الانقسام والاضطراب العالمي.
حضور عالمي ووداع مؤثرحسب صحيفة نيويورك تايمز السبت 26 أبريل 2025، في قداس مهيب أقيم يوم السبت، شيعت الكنيسة الكاثوليكية جثمان البابا فرانسيس، الذي توفي عن عمر ناهز 88 عامًا، وجلس رؤساء الدول، والملوك، وقادة الكنائس الدينية، بجانب كرادلة وأساقفة بملابسهم الحمراء البراقة، حول نعش مغلق مصنوع من خشب السرو، وُضعت فوقه صفحات كتاب الأناجيل التي راحت تتمايل مع نسيم ساحة القديس بطرس.
وتدفقت جموع المؤمنين بكثافة إلى الساحة، وامتدت الصفوف الطويلة حتى ضفاف نهر التيبر. قبل الجنازة، انتظر أكثر من 250 ألف شخص لساعات طويلة لتوديع البابا، الذي وُضع جثمانه مرتديًا الثياب الحمراء التقليدية وحذاءً أسود متهالكًا أمام المذبح المركزي.
كنيسة بأبواب مفتوحةشدد الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، عميد مجمع الكرادلة، في عظته خلال القداس، على أن جوهر حبرية البابا فرانسيس كان قناعته الراسخة بأن الكنيسة يجب أن تكون "بيتًا للجميع، بأبواب مفتوحة دائمًا".
ابتعد ري عن أي تلميحات سياسية مباشرة، لكنه أبرز النهج الرعوي للبابا، الذي تجسّد في البساطة، والفرح، والانفتاح. أشار إلى أن فرانسيس نشر الإيمان بفرح غير متكلف، وعفوية طبيعية، وروح إنصات وترحيب قلّ نظيرها. كما أضاف أن البابا شارك بصدق مشاعر العالم المعاصر، وآلامه، وتطلعاته في عصر يشهد اضطراب العولمة المتسارع.
صوت للمهمشين والمضطهدينطوال سنوات حبريته، كان البابا فرانسيس صوتًا صريحًا للفقراء والمهاجرين والمهمشين. واليوم، مع رحيله، يغادر العالم في لحظة عصيبة، حيث تتزايد عمليات الترحيل الجماعية، ويتصاعد الاستبداد، وتتحول التحالفات العالمية التي لطالما نادى بحمايتها لضمان السلام.
جنازته، بحشدها الكبير ومكانتها الرمزية، شكّلت نهاية فصل لرجل لم يتوقف يومًا عن الدعوة إلى الرحمة والتسامح والانفتاح.
قادة العالم في وداع الباباحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجنازة، رغم تاريخه المليء بالخلافات مع البابا فرانسيس، الذي سبق أن شكك علنًا في إيمان ترامب.
وعقد ترامب لقاءً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل كاتدرائية القديس بطرس قبيل بدء المراسم، فيما وصفه البيت الأبيض بأنه "اجتماع مثمر للغاية".
شارك في الجنازة كذلك عدد كبير من القادة الأوروبيين، ورؤساء دول من مختلف أنحاء العالم، بينهم قادة من دول أفريقية وآسيوية كان البابا قد زارها، داعيًا إلى تعزيز السلام وحقوق الإنسان.
كما حضر الرئيس الأمريكي السابق جوزيف بايدن الابن، الذي سبق أن تلقى دعمًا ضمنيًا من البابا فرانسيس بالسماح له بتناول القربان المقدس، رغم مواقفه المؤيدة لحقوق الإجهاض، والتي كانت تثير الجدل داخل الأوساط الكنسية.
صمت يعانق الساحةمع دقات الجرس التي أعلنت وفاة البابا رسميًا، خيّم صمت مطبق على الساحة، لم يكسره سوى صوت طيور النورس التي كانت تحلق فوق كاتدرائية القديس بطرس.
حمل أربعة عشر حامل نعش البابا نعشه عبر ممر الكرادلة، وسط مشهد اختلط فيه الأحمر القاني لملابس الكرادلة، مع الأسود القاتم للبدلات الرسمية التي ارتداها القادة والشخصيات العالمية البارزة.
وامتدت جموع المؤمنين في الساحة حتى حدود نهر التيبر، وقد غطتها ألوان الأرجواني والأبيض والأسود، في مشهد جنائزي هو الأضخم منذ جنازة البابا يوحنا بولس الثاني.
مفترق طرق بين الانفتاح والمحافظةمع وفاة البابا فرانسيس، تجد الكنيسة الكاثوليكية نفسها أمام مفترق طرق: بين تيار يؤيد المضي قدمًا في مسار الانفتاح الذي دشنه فرانسيس، بما في ذلك قضايا مثل السماح للنساء بأن يصبحن شمامسة، والسماح لكهنة متزوجين بالخدمة، وتيار آخر ينادي بعودة إلى المزيد من المحافظة والالتزام الصارم بالتقاليد العقائدية.
تدور التكهنات أيضًا حول إمكانية انتخاب بابا من آسيا أو أفريقيا، حيث تشهد الكاثوليكية نموًا سريعًا، أو عودة الكرسي البابوي إلى إيطالي للمرة الأولى منذ قرابة قرن.
من شوارع بوينس آيرس إلى قمة الكنيسةولد خورخي ماريو بيرغوليو في حي شعبي متواضع بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. انضم إلى الرهبنة اليسوعية، وعُرف بتواضعه وقربه من الناس. صعد تدريجيًا عبر مراتب الكنيسة، حتى انتُخب بابا عام 2013، ليصبح أول بابا من نصف الكرة الجنوبي.
ومنذ لحظة انتخابه، شدد فرانسيس على ضرورة أن تكون الكنيسة "مستشفى ميداني" للمجروحين، لا محكمة تصدر الأحكام. غيّر وجه الكنيسة الكاثوليكية بأسلوبه القريب من الناس، وبمحبته للفقراء والمهمشين.
بناء الجسور بدل الجدراناستعاد الكاردينال ري خلال عظته موقفًا رمزيًا للبابا الراحل، عندما وقف على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، داعيًا إلى "بناء الجسور لا الجدران"، في رسالة واضحة لدعم المهاجرين واللاجئين.
جلس الرئيس ترامب قريبًا خلال العظة، وهو الذي بنى جزءًا من برنامجه السياسي على وعود ببناء الجدران لمنع المهاجرين.
سعى البابا فرانسيس إلى تبسيط مراسم جنازته. فألغى القيود التقليدية التي كانت تحصر المشاركة في الجنازات البابوية بالكرادلة والبطاركة، وفتح الباب أمام مشاركة جميع رجال الدين، تأكيدًا على أن الكنيسة بيت للجميع دون تمييز.
كانت هذه الرؤية التبسيطية جزءًا من مساعيه الدائمة لتقديم صورة أكثر تواضعًا وإنسانية للكنيسة الكاثوليكية.
إرث أخلاقي عالميفي عالم تراجعت فيه أصوات الدفاع عن حقوق المهاجرين والمستضعفين، بقي البابا فرانسيس صوتًا صادحًا بالحق. قال الأب أنطونيو سبادارو، أحد المقربين منه: "لقد كان الزعيم الأخلاقي العالمي الوحيد الذي كان لدينا."
ورغم تواضعه الذي كان يدفعه إلى السخرية من نفسه أحيانًا، لم ينكر البابا فرانسيس هذا التوصيف في آخر أيامه.
وتمنى البابا أن يُدفن في قبر بسيط بجوار أيقونة العذراء مريم في كنيسة سانتا ماريا ماجوري. وُضع في نعشه التقليدي البسيط إلى جانب ميداليات تذكارية ونص يروي حكاية حبريته، إلى جانب رداء الباليوم الأبيض التقليدي.
بالمقارنة، كانت جنازته أكبر بكثير من جنازة سلفه بنديكت السادس عشر الذي استقال في خطوة تاريخية، ودفنه فرانسيس بنفسه لاحقًا.
يوم روما توقفت فيهمع حلول مساء الجمعة، أغلقت الجسور والشوارع في العاصمة الإيطالية أمام حركة المرور.
حلقت المروحيات فوق المدينة منذ فجر السبت، فيما تعالت صفارات الإنذار استعدادًا للجنازة، قبل أن يعمّ الصمت التام خلال القداس، في مشهد نادر الحدوث.
بعد انتهاء القداس، أعيد نعش البابا فرانسيس إلى داخل بازيليكا القديس بطرس، ثم نُقل في السيارة البابوية الشهيرة، التي جاب بها العالم لعقد كامل، إلى مثواه الأخير.
اختتم الكاردينال ري العظة قائلاً: "صورة البابا الدائمة ستكون ظهوره على شرفة القديس بطرس يوم أحد الفصح، عندما أصرّ رغم مرضه على تقديم البركة للجماهير. لقد كان راعيًا حقيقيًا، وسيبقى في قلوبنا إلى الأبد."
وداع البابا فرانسيس لم يكن مجرد وداع لرجل دين، بل وداع لحقبة كاملة أعادت تعريف معنى القيادة الروحية في زمن معقد.