ماذا وراء زيارة العليمي التاريخية إلى تعز؟
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
عدن– في أول زيارة له منذ أكثر من عامين بعد اختياره رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي باليمن خلفا للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، حظي الرئيس رشاد العليمي في زيارته اليوم الثلاء إلى مسقط رأسه مدينة تعز، باستقبال شعبي كبير، مصحوبا بتفاؤل المواطنين بإحداث تغييرات تنعكس إيجابا على واقعهم المعيشي.
وتتقاسم محافظةَ تعز ومدينتها الإستراتيجية، والتي يربو عدد سكانها على 6 ملايين نسمة، وتعد الأكبر على مستوى اليمن، 3 قوى عسكرية، هي حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأنصار الله الحوثيون، وقوات حراس الجمهورية التي يقودها العميد طارق صالح.
ويعاني المواطنون في تعز منذ 10 سنوات جراء الحرب في البلد، وخاصة قطع الطرقات الرئيسية للمدينة من قبل أطراف الصراع، مما صعّب عليهم التنقل والحركة من تعز وخارجها، وكان فتح الطرقات وإنهاء الحصار على أجندة المبعوث الأممي.
وفي يونيو/حزيران الماضي فتح الحوثيون طريق "الحوبان" الرئيسي المؤدي إلى المدينة، فيما فتحت سلطات تعز الطريق المقابل له وهو شارع "جولة القصر".
أهلاً وسهلاً بكم في #تعز
رئيس وعضوي #مجلس_القيادة_الرئاسي
د. رشاد العليمي
الشيخ عثمان مجلي
د. عبدالله العليمي
خرجت تعز بأحرارها مستبشرة بكم وعلى ثقة بأنكم ستبادلوها الوفاء من خلال معالجة أوضاعها بدءاً بالكهرباء والمياه وكافة الخدمات وانتهاءً بدعم جيشها لتحريرها من حصار #الحوثي. pic.twitter.com/BXXPUlvjDg
— شوقي القاضي (@shawkialkadhi) August 27, 2024
زيارة تاريخيةواعتبر كثير من اليمنيين زيارة الرئيس العليمي "تاريخية" وإن جاءت متأخرة. وكان من اللافت مرافقة عضوي مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، والدكتور عبدالله العليمي الوزير، القيادي في حزب الإصلاح اليمني.
كما رافق العليمي أيضا وزير الدفاع الأسبق الفريق محمود الصبيحي، الذي أفرج عنه الحوثيون في نهاية أبريل/نيسان 2023، بعد أسره مع اللواء ناصر هادي منصور، شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ومعهما اللواء فيصل رجب.
سار العليمي ووفده المرافق على الطريق البري من عدن مرورا بمديرية طور الباحة بمحافظة لحج وحتى وصوله إلى منطقة بير باشا في تعز عبر طريق هيجة العبد، وهي جبلية وعرة شهدت وفاة وجرح المئات من اليمنيين في السنوات السابقة، نتيجة قطع الطرقات الرئيسية للمدينة بسبب الحرب.
وشارك جنود من القوات الخاصة السعودية في فريق الحماية الأمنية للعليمي الذي كان داخل مدرعة عسكرية ضمن عشرات المدرعات والمركبات والدوريات المسلحة المحملة بعشرات الجنود اليمنيين. ووقع في طريق تعز حادث انقلبت فيه مدرعة عسكرية ونتج عن ذلك إصابة جنديين سعوديين أحدهما بحالة خطرة.
الرئيس في تعز، ماذا نتمنى أن يقول ؟
1- استعادة الدولة ومواجهة الإنقلاب.
2- تأمين احتياجات الجيش وتقوية الدولة.
3- التحقيق في قضايا الفساد واستعادة الأموال المنهوبة قبل وأثناء الحرب، ورفد الخزينة العامة بها.
4- تسليم مرتبات الموظفين في كل أنحاء الجمهورية لاستعادة مركزية الدولة.… pic.twitter.com/Q7lMaJBlLi
— Abdulsalam Mohammed (@salamyemen2) August 27, 2024
أجندة سياسيةويعتقد مراقبون أن ثمة أجندات سياسية تصاحب زيارة العليمي إلى تعز، وهو ناصري سابق وقيادي بارز لاحقا في حزب المؤتمر الشعبي، وأحد أركان نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح سابقا، برغم أنه انفصل عنه خلال الأزمة في اليمن عام 2014 في أعقاب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، والتحاقه بالرئيس السابق منصور هادي، وتأييده ما يوصف بـ"التدخل العسكري السعودي والإماراتي".
وقال الدكتور عادل الشجاع، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، إن زيارة العليمي إلى تعز تأتي بعد 10 سنوات من الحرب الدائرة في اليمن والتي كانت أكثر ضراوة في هذه المحافظة وأشد معاناة لسكانها.
ورأى أن الزيارة تحمل رسائل متعددة، أولها للحوثيين من أجل الانصياع للسلام، "كما أن اصطفاف المواطنين بالآلاف في الطريق لاستقباله يؤكد تعطشهم لحضور الدولة وللأمن والاستقرار".
وعبّر الشجاع عن خشيته من أن تكون زيارة العليمي عاملا آخر لإدخال "قوى جديدة" تعزّز من الفرقة والانقسام الذي تعيشه محافظة تعز.
وقال في حديث للجزيرة نت "تعز لن تستفيد من هذه الزيارة، كونها تمثل نوعا من الاستعراض المتفق عليه مع الحوثيين؛ فقد شاهدنا كيف مر موكبه بسلام دون أن يستهدفه الحوثيون الموجودون على مقربة من امتداد الطريق الذي مرّ به من محافظة لحج وصولا لمدينة التربة في الحجرية وحتى داخل مدينة تعز".
واعتبر الشجاع أن "الزيارة، وفقا لمعطيات السياسة في اليمن، ليست لتعزيز الجانب العسكري لقوات الجيش، ولا هي أيضا لتعزيز الجانب الاقتصادي والخدماتي، كون الفساد الناتج عن انقسام الجماعات المسلحة يبطش بهذه المحافظة".
العليمي يبدأ مهمة تفكيك الإصلاح على تعز
YNP_خاص:
بدأ رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ، تحركاً لتفكيك منظومة سلطة حزب الإصلاح في مدينة تعز جنوب غربي اليمن .
وقالت مصادر إن العليمي وصل إلى مدينة تعز ، ترافقه قوة عسكرية للقاء قيادات الاصلاح ، ومناقشة إعادة هيكلة قوات محور تعز ،… pic.twitter.com/zTdmLbbFx9
— البوابة الإخبارية اليمنية (@yemnews1) August 27, 2024
قبضة الإصلاحويعتقد كثيرون أن ثمة مهمة قد تكون غير ظاهرة للعيان يقودها الرئيس العليمي في زيارته إلى تعز، لعل أهمها إعادة تشكيل الحضور السياسي والعسكري في المدينة، الذي يهيمن عليه حزب الإصلاح اليمني، وإدخال قوى مؤثرة أهمها حزب المؤتمر الشعبي وقوات طارق صالح التي تحظى برعاية الرياض وأبوظبي.
لكن القيادي في حزب الإصلاح فؤاد الحميري، والذي كان من قادة ثورة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس صالح، قال للجزيرة نت إن " تعز عصية على محاولة سلخها عن المشروع الوطني".
وأكد الحميري، وهو نائب وزير الإعلام الأسبق، أن حزب "الإصلاح وسائر الشركاء السياسيين هم رافعة من روافع المشروع الوطني، والأمل كبير في أن عقدًا كاملا من الحرب قد أقنع الوطنيين بضرورة الانتقال من خانة الفرقاء إلى خانة الشركاء".
ورأى أن "اليمن الكبير المتنوع المتسع لكل أبنائه هو ما ينبغي أن يُعمل له ويُسعى إليه وقد علمنا التاريخ قديمه وحديثه أن الذي لا يستوعب دروس الماضي يغدو درسا للآتي".
وحول ما يقال من أن زيارة العليمي ربما تهدف لتفكيك قبضة حزب الإصلاح الأمنية والعسكرية على تعز، اعتبر الحميري ذلك "حديثا دعائيا يقوم على دعوى باطلة بوجود وهمي لما يسمى بقبضة إصلاحية هنا أو هناك، وهي قبضة في رؤوس وألسنة مروجيها لا أكثر" على حد قوله.
واستدرك "أنا بهذا لا أنكر وجود الإصلاحيين القوي والمؤثر في أطر وتشكيلات المقاومة ابتداءً، ثم في وحدات وأطر الجيش والأمن كمؤسستين للتضحية والفداء لا أكثر".
وأضاف موضحا "هناك فرق كبير بين الوجود الإصلاحي في مؤسستي الجيش والأمن من قبل مواطنين يمنيين ينتمون لحزب الإصلاح وبين اعتبار ذلك الوجود الفردي قبضة حزبية وسيطرة منظمة من ذلك الحزب عليهما، وهو ما لا حقيقة له ولا دليل عليه".
ومن وجهة نظر الحميري، فإن "ممثلي السلطة بحاجة إلى رأب الصدع الذي أحدثه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في جدار شرعيتها بمزيد من التلاحم مع أبناء الشعب اليمني والانسجام مع طموحاتهم وتطلعاتهم التي ثاروا بالأمس لها ويقاومون اليوم في سبيلها، لا بالسباحة ضد التيار الشعبي والتغريد خارج السرب الوطني".
واعتبر أن هذا الكلام "يشمل مجلس القيادة الرئاسي بكل رموزه ومكوناته، وإنّ في شرعية الإنجاز ما يمكن اعتباره إنجازا للشرعية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مجلس القیادة الرئاسی حزب المؤتمر الشعبی القیادی فی حزب زیارة العلیمی حزب الإصلاح مدینة تعز إلى تعز
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة يشيد بالدعم الذي يقدمه الرئيس السيسي للرياضة والرياضيين والشباب
تقدم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بخالص الشكر والتقدير والعرفان للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على دعمه المتواصل والمستمر للرياضة المصرية والرياضيين، ودعمه اللامحدود للشباب المصري لتعظيم إسهاماته وتحقيق ما يصبو إليه نشء وشباب وطننا العزيز من طموحات وتطلعات.
جاء ذلك عقب افتتاح نادي الهجن والفروسية الدولي في الخارجة بالوادي الجديد، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والمحافظ والقيادات التنفيذية بالمحافظة.
وخلال كلمته، عبر وزير الشباب والرياضة عن سعادته الغامرة بالتواجد في محافظة الوادي الجديد، إحدى المحافظات الحدودية الغالية على قلوبنا جميعاً، والتي تلقى اهتماماً بالغاً من القيادة السياسية، كونها تمثل واحة من الخيرات والطاقات الشابة، مؤكدا أنها تتمتع بموقع استراتيجي وموارد طبيعية غنية، مما يجعلها قادرة على تحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات.
وقال الدكتور أشرف صبحي: "ما نراه اليوم بمحافظة الوادي الجديد هو تغييراً حقيقياً على الأرض يعكس حجم المشروعات المنفذة، لاسيما مشروعات البنية الأساسية في مختلف المجالات"، مؤكداً أن الشباب وطاقتهم الحيوية بمثابة الوقود لاسـتمرار تطـور المجتمعات التي يعيشون فيهـا، وهم أسـاس التنميـة المجتمعيـة، لذا أولــت الدولــة المصــرية اهتماماً بالغاً لهــم في إطـار البُعـد الاجتماعي لسياساتها التنموية؛ بهدف التأكيد على أهمية دورهم في المجتمع، وضـرورة مشـاركتهم فـي جميـع مجـالات التنميـة الشاملة التي تشهدها البلاد.
وأضاف الوزير: "انطلاقا مما سبق فإننا في وزارة الشباب والرياضة نؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار في المستقبل، ولهذا السبب، فإننا نولي اهتماماً كبيراً بتمكين الشباب وتطوير قدراتهم، ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، بهدف إعداد قادة للتغيير، لديهم القدرة على إحداث أثر في مجتمعاتهم المحلية والممتدة".
وخلال كلمته، سلط وزير الشباب والرياضة الضوء على الإنجازات التي تحققت في قطاع الرياضة بمحافظة الوادي الجديد، والتي تمثلت في وجود 3700 مشارك ومشارك في المبادرة القومية للياقة البدنية بمراكز الشباب والشوارع والمنتزهات ضمت جميع الفئات من الشباب والمرأة والرواد وذوي القدرات والهمم، بجانب 1000 مستفيد من مبادرة "دراجتك صحتك"، إضافة إلى ٤ آلاف مشارك في المهرجانات الرياضية للدراجات والمشي والمناسبات القومية.
كما تضمنت الجهود والإنجازات التي تحققت مشاركة 1000 مشارك في دوري الساحات والشوارع بمدينتي الداخلة والخارجة، فضلا عن تنظيم 16 قافلة رياضية بالمناطق والقرى المحرومة، بالإضافة إلى 500 فتاة مشاركة في مشروع كرة القدم النسائية "ألف بنت ألف حلم"، وكذا 500 مشارك في مونديال "حياة كريمة" لكرة القدم.
كما ألقى وزير الشباب والرياضة الضوء على حجم الإنشاءات الشبابية والرياضية بمحافظة الوادي الجديد، حيث وصل إجمالي التكلفة الانشائية للمشروعات المنفذة في الخطة الاستثمارية بالمحافظة خلال السنوات الخمس الماضية نحو 433 مليون جنيه منها 141 مليون جنيه للمدينة الشبابية، كما تمت المساهمة مع المحافظة في مضمار الهجن بالخارجة بمبلغ 15 مليون جنيه، وتحملت وزارة الشباب والرياضة تكلفة إنشاء مضمار الدراجات بالكامل بمبلغ ٧ ملايين جنيه، كما تم ساهمت مع المحافظة في إنشاء مضمار الهجن ببغداد باريس بمبلغ 2.5 مليون جنيه من إجمالي 4.5 مليون جنيه، وبلغ إيراد المنشآت الشبابية والرياضية بالمحافظة للعام المالي 2023/ 2024 مبلغ 475,605 جنيه، كما بلغت قيمة الاستثمارات داخل نادي الوادي الجديد 2.819.520 جنيه، ويبلغ عدد مراكز الشباب بمحافظة الوادي الجديد 76 مركز شباب، 3 مراكز تنمية شبابية (الداخلة، الخارجة، الفرافرة).
وأضاف: "ويبلغ عدد أندية محافظة الوادي الجديد ١٣ ناديا، تم دعم عدد ٩ أندية بإجمالي مبلغ 498 ألف جنيه، بالإضافة إلى دعم نادى الوداي الجديد إضافياً بمبلغ 50 ألف جنيه، ومؤخراً تم إشهار عدد 3 أندية وهم "نادي الرماية والصيد، ونادي الهجن والفروسية بغرب الموهوب، ونادي الهجن والفروسية ببغداد".
وفي الوقت نفسه، أشاد وزير الشباب والرياضة بجهود القيادة السياسية والحكومة وحرصها على الارتقاء بالعمل الشبابي والرياضي وتعظيم إسهامات النشء والشباب في مختلف مسارات التنمية الشاملة التي يشهدها وطننا العزيز، مؤكداً حرص الوزارة على المضي قدما نحو المزيد من البناء والتنمية، رغم كل التحديات غير المسبوقة والظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها وطننا الغالي مصر.
واختتم وزير الشباب كلمته بالتقدم بخالص الشكر والامتنان والعرفان لرئيس مجلس الوزراء، والوزراء الحضور على الجهود المضنية التي يبذلونها لخدمة الشباب، متمنياً النجاح والتوفيق ولوطننا الرقى والتقدم والأمن والأمان، داعياً المولى عزّ وجلّ أن يوفق الجميع ويسدد على طريق الخير خطاهم لما فيه صالح وطننا الغالي مصر.