الحرة:
2025-02-06@20:38:30 GMT

لماذا يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية؟

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

لماذا يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية؟

في ظل الحرب بقطاع غزة، وارتفاع منسوب التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية، بينما يكشف مسؤولون ومختصون لموقع "الحرة" ما وراء ذلك التصعيد، ومدى ارتباطه بـ"الرد الإيراني المرتقب".

عملية عسكرية "واسعة"

الأربعاء، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل عشرة فلسطينيين، وإصابة نحو 15 شخصا، في العملية العسكرية "الواسعة" التي يشنها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية.

وعلى جانب آخر، قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه قتل "خمسة إرهابيين في غرفة عمليات" في مخيم نور شمس في طولكرم.

وكشفت نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الضابطة إيلا واوية، لموقع "الحرة"، عن أسباب تكثيف القوات الإسرائيلية عملياتها في مدينتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية.

وفي الآونة الأخيرة، هناك تصاعد في "النشاط الإرهابي" خاصة في شمال الضفة، حيث سيطرت "منظمات إرهابية" على المخيمات، ويتم تنفيذ هجمات من قبلها في الضفة الغربية وإسرائيل، وفق ما ذكرته واوية.

وقالت:" خلال الفترة الأخيرة هناك عمليات إرهابية، تخرج من هذه المناطق، ويوجد (مخربين) هناك يزرعون عبوات ناسفة في الشوارع، للإضرار بجنود الجيش الإسرائيلي".

وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي بدأ الليلة عملية واسعة لمكافحة (الإرهاب) في طولكرم وجنين، وفي نفس الوقت تعمل القوات الإسرائيلية في مخيم الفارعة في الأغوار".

وخلال العملية، وقعت اشتباكات مع "مخربين"، حيث تم قتل بعضهم، وتم رصد وتفكيك عبوات ناسفة وضعت تحت البنى التحتية، وفق نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

ما وراء "العمليات المكثفة"؟

غالبا ما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات في مدن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

وتشهد مناطق مختلفة بالضفة الغربية تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - في السابع من أكتوبر.

وشهدت الأسابيع الماضية تزايدا في العمليات الإسرائيلية في مناطق شمال الضفة حيث تنشط مجموعات من فصائل فلسطينية مسلحة، إذ كثفت إسرائيل العمليات التي تستهدف عناصر الفصائل المسلحة بما في ذلك حماس وحركة الجهاد الإسلامي - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

ويكشف المحلل السياسي الإسرائيلي، إيدي كوهين، عن "وجود خلايا جديدة تابعة لإيران يتم تشكيلها في الضفة الغربية من عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي".

وهناك معلومات استخباراتية إسرائيلية حول "تأسيس طهران لخلايا جديدة لتكون على غرار حماس، في الضفة الغربية، ومدهم بالأموال والتكنولوجيا والمتفجرات والأسلحة"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويتحدث المحلل السياسي الإسرائيلي عن "تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لحماية الضفة الغربية من السقوط بيد حماس".

وخفف الجيش الإسرائيلي من عملياته في قطاع غزة، ويركز حاليا على "تطهير الضفة الغربية"، وفق كوهين.

ومن جانبه، يشير وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين السابق، أشرف العجرمي، إلى أن الضفة الغربية تحولت لـ"غزة صغيرة".

وتوجد في الضفة الغربية مجموعات مسلحة على غرار "كتائب جنين، وطولكرم، ونابلس، وهي تنفذ عمليات (مقاومة) ضد الجيش الإسرائيلي منذ فترة"، فضلا عن "مجموعات مسلحة أخرى عديدة"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويتحدث العجرمي عن "زيادة نشاطات الجماعات المسلحة خلال الفترة الماضية، بدعم من إيران وفصائل فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي".

ولذلك يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة بهدف "وأد الظاهرة"، لكنه في الوقت نفسه "يعاقب السكان المدنيين، ويدمر البنية التحتية"، وفق العجرمي.

ترقبا لـ"الرد الإيراني"؟

ارتفع منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط، بعد اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله - المدرج على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى -، فؤاد شكر، بغارة اسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو، ثم مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد ساعات في طهران بضربة نسبت إلى إسرائيل.

واتهمت حماس وإيران إسرائيل بـ"قتل هنية"، وتوعدتا بالرد لمقتله، لكن الجانب الإسرائيلي لم يعلن مسؤوليته ولم ينفها.

وعند سؤال الضابطة إيلا عن مدى ارتباط عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بـ"الاستعداد للرد الإيراني المرتقب"، رفضت التعقيب.

ومن جانبه، يؤكد كوهين أن "التمويل الإيراني ينعش (الإرهاب) بالضفة الغربية"، رافضا في الوقت نفسه الربط بين التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وبين "الرد الإيراني المرتقب".

وتواصل موقع "الحرة" مع المتحدثين باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، وعبدالفتاح دولة، للتعقيب على ما تم ذكره، لكن لم نتحصل على رد حتى موعد نشر التقرير.

لكن العجرمي يؤكد أن "هناك تطور نوعي بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، في ظل محاولات إيرانية لتحريك الأوضاع في شمال الضفة الغربية".

واكتشفت إسرائيل "محاولات لتهريب السلاح وإدخال أموال للضفة الغربية، وربما تكون هناك (معلومات استخباراتية إسرائيلية) حول دعم إيران للمجموعات المسلحة هناك لتنفيذ عمليات بالداخل الإسرائيلي"، وفق تقديرات العجرمي.

ويتحدث وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين السابق، عن "هدف إسرائيلي بعيد" بالضفة الغربية، يتعلق بـ"زيادة مساحة المستوطنات الإسرائيلية، والسيطرة على مناطق فلسطينية أوسع وإخلائها وتهجير سكانها".

وبالتالي فهناك مشروع إسرائيلي في الضفة الغربية "أكبر بكثير" من مواجهة مجموعات مسلحة مدعومة من إيران وفصائل فلسطينية تقاتل إسرائيل، وفق العجرمي.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قتل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 650 فلسطينيا برصاص مستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية.

وتم اعتقال الآلاف من الفلسطينيين في مداهمات للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية.

وعلى جانب آخر، قتل ما لا يقل عن 30 إسرائيليا بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في القدس والضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة بالضفة الغربیة شمال الضفة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل وأهداف عملية السور الحديدي الإسرائيلية شمال الضفة الغربية

رغم مرارة المشهد وقساوته، ربما كان النزوح أهون على عبير بني عودة وأبنائها الأربعة من الحصار المطبق الذي يفرضه عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بمنزلهم في بلدة طمون قرب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، حيث لا دخول ولا خروج وسط عمليات اقتحام للبيوت وتفتيشها والتنكيل بالمواطنين وإجراء تحقيقات ميدانية معهم.

ما تعيشه عبير لليوم الثالث على التوالي، تواجهه مدن ومخيمات شمال الضفة ولا سيما جنين وطولكرم منذ أسبوعين، حيث يشن الاحتلال عمليته العسكرية "السور الحديدي" التي استهدفت مخيمات جنين وطولكرم أولا وامتدت إلى محافظة طوباس، وخاصة طمون ومخيم الفارعة.

وعبر هذا التقرير، نجيب عن أسئلة حول العملية الإسرائيلية المستمرة والتي أصبحت تشكل تهديدا لحياة الفلسطينيين وجغرافيتهم أيضا.

انتشار جنود الاحتلال في بلدة طمون قرب مدينة طوباس شمال الضفة (الجزيرة) ما عملية السور الحديدي ومتى انطلقت؟

في 21 يناير/كانون الثاني، أطلق الاحتلال عمليته العسكرية "السور الحديدي" -كما سماها- في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة (أكثر من 20 ألف نسمة)، وتلتها عملية أخرى تحت المسمى ذاته في مخيم طولكرم (15 ألف نسمة) أيضا في 27 من الشهر نفسه.

كما اقتحم الاحتلال مناطق محافظة طوباس الجنوبية، مستهدفا على وجه التحديد بلدة طمون (17 ألف نسمة) ومخيم الفارعة (7 آلاف نسمة) في الثاني من فبراير/شباط الجاري.

إعلان

وإلى جانب مسميات عمليات الاحتلال العسكرية السابقة بالضفة على غرار "كاسر الأمواج" و"مخيمات صيفية" وغيرها، لا يوجد اقتباس توراتي لعملية "السور الحديدي"، غير أنها تعني التعامل بشدة وحزم أكثر مع الضفة الغربية والمناطق الشمالية تحديدا.

ماذا يريد الاحتلال من "السور الحديدي" خاصة أن أعدادا كبيرة من قواته تشارك بها؟

لم يعط الاحتلال هدفا واضحا ومحددا لعمليته العسكرية بالرغم من إعلانه أنها قد تستمر لأسابيع، وأن هناك مناطق لن ينسحب منها بسرعة، وأن القرار بيد المستوى السياسي كما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

ويشارك في العملية قوات حرس الحدود ووحدات خاصة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، وتهدف إلى "استمرار الحفاظ على حرية حركة الجيش بكامل الضفة الغربية، وتدمير وتحييد بنى تحتية إرهابية وملاحقة القنابل الموقوتة"، حسب الصحيفة.

كيف تدحرجت العملية العسكرية لجيش الاحتلال في المناطق المستهدفة؟ وبماذا اتسمت؟

قبل أن يقتحم الاحتلال مخيم جنين بدقائق معدودة، أعلن داخل المخيم أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى أحد أحيائه وتم اكتشافها، بينما كان الاقتحام مباشرا لمدينة طولكرم ومخيمها، والحال ذاته في اقتحام مناطق محافظة طوباس.

حملت العملية طابعا عسكريا من بدايتها، حيث استُخدمت عشرات الآليات العسكرية المجهزة تقنيا بأحدث الأسلحة وأدوات المراقبة، وناقلات الجند مختلفة النوع والحجم وكان آخرها مدرعة "إيتان" الأكثر تحصينا والتي تستخدم لأول مرة بالضفة الغربية، والجرافات العسكرية "دي 9″ و"دي 10" المجنزرة وذوات العجلات.

ومن الجو، يساعد الطيران الحربي الإسرائيلي -ومعه طائرات درون مسيّرة- الجنود على الأرض ويمدهم بكل البيانات اللازمة ويرصد تحركات المقاومين ويقوم بقصفهم.

العملية العسكرية في طمون شلت الحركة الاقتصادية فيها ومنعت السكان من العمل في أراضيهم (الجزيرة) كيف تسير عملية "السور الحديدي" وإجراءاتها العسكرية على الأرض؟

في كل المواقع المستهدفة ينتشر مئات الجنود المدججين بشتى أنواع الأسلحة بين الأزقة والأحياء، ويطبقون الحصار الكامل على المكان، ويفرضون حظر التجوال ويمنعون دخول المواطنين وخروجهم، إلا بتنسيق مسبق قلما يسمح به الاحتلال، ومن ثم يقتحمون منازل المواطنين ويعيثون فيها فسادا عبر ما يمارسوه من سياسة "العقاب الجماعي وسط عنف غير مسبوق".

إعلان

وفضلا عن التنكيل بالمواطنين وترويعهم وممارسة الضغوط عليهم أثناء التحقيق الميداني معهم خلال احتجازهم داخل منازلهم وفي الأماكن التي يسوقهم إليها جماعيا، استخدمهم جيش الاحتلال كدروع بشرية وخاصة داخل المخيمات للوصول لأهدافه.

وبعد إخلاء السكان وطردهم خارج مناطقهم السكنية، حول الاحتلال منازلهم لثكنات عسكرية لجنوده واعتلى أسطح بنايات أخرى ونصب عليها قناصته.

وزامن عمليات جنوده بهدم البنى التحتية للمواقع التي يتوغل بها، فقطع الكهرباء والماء عنها، وشرع بتجريف واسع وكبير للشوارع، وقطع أواصر الأحياء عبر حواجز وسواتر ترابية أقامها، واستخدم سياسة الهدم "من منزل لآخر" لتسهيل تنقل الجنود بأمان أكثر.

كما منع الاحتلال الإمداد الطبي والغذائي للسكان، ومنع سيارات الإسعاف من التحرك إلا بتنسيق مسبق، وأعاق عمل طواقم إسعاف واعتدى عليهم، وحاصر المستشفيات ومنع تشييع الشهداء والموتى الذين تصل جثامينهم تباعا لثلاجاتها، وشوَّش على اتصالات المواطنين، وشل الحياة الاقتصادية بالكامل في المناطق التي توغل بها.

وهذا الشلل ظهر أكثر في بلدة طمون، حيث يعمل أكثر من ثلثي سكانها بالزراعة، وتعد البلدة سلة غذائية (زراعية وحيوانية) ومزودا لمناطق فلسطينية كثيرة، وهؤلاء ممنوعون من الوصول لمزارعهم وهو ما ينذر بعواقب وخيمة قد تطالهم ومنشآتهم إذا ما استمر الحصار.

نزوح 80% من أهالي مخيم طولكرم بعد تدمير بيوتهم (الجزيرة) عن ماذا أسفرت عملية السور الحديدي حتى اللحظة؟

قتلت إسرائيل منذ بداية العام الجاري 70 فلسطينيا بالضفة الغربية، بينهم 42 منذ بداية "السور الحديدي"، وهجرت آلاف المواطنين خارج مناطق سكناهم الذين نزحوا إلى الضواحي والقرى المحيطة والمدارس ومراكز الصحة والمساجد.

وفي بيان له نقله الاعلام الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، قال جيش الاحتلال إنه قتل 55 فلسطينيا واعتقل نحو 380 في الضفة خلال يناير/كانون الثاني الماضي والذي يتزامن مع إطلاق عمليته العسكرية "السور الحديدي".

إعلان كيف توزعت خريطة الأهداف ونتائجها على المناطق المستهدفة من العملية؟

في مخيم جنين قتل الاحتلال 26 فلسطينيا وجرح العشرات بينهم 70 إصابتهم حرجة. كما هجَّر 90% من سكان المخيم (نزوح 3420 عائلة من أصل 3490) بعد أن دمر حوالي 150 منزلا فيه عبر تفجير بعضها وحرق أخرى إضافة للهدم المباشر، وكان أخطرها قبل أيام بعد نسفه مربعا سكنيا بالمخيم طال أكثر من 20 مبنى دفعة واحدة في عملية لم تحدث منذ 2002.

وفي مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) المنكوبة عبر أكثر من 60 اقتحاما خلال عامين، وهدم أكثر 500 منزل بشكل كلي وجزئي، واصل الاحتلال ومنذ بدء "السور الحديدي" -ضد مخيم طولكرم تحديدا- هدم عشرات المنازل وتفجيرها عبر وحدات هندسية خاصة، مجبرا 80% من سكان المخيم على النزوح خارجه.

وفي مخيم الفارعة، سُجلت عديد عمليات الاقتحام ونزوح السكان من منازلها، والحال ذاته في بلدة طمون التي نزحت منها أكثر من 15 عائلة بعد أن احتل الجنود منازلهم وحولوها لثكنات عسكرية، فيما فرضوا حصارا عسكريا على عشرات المنازل وأحياء بأكملها.

وتشير معطيات نادي الأسير الفلسطيني إلى أن إسرائيل اعتقلت واحتجزت، منذ بدء عملية "السور الحديدي"، 115 فلسطينيا في جنين ومخيمها، وأكثر من 30 مواطنا في طوباس بينهم 28 في طمون وأفرجت عن بعضهم لاحقا. في حين نفذت بمدينة طولكرم ومخيمها نحو 35 حالة اعتقال، بينهم جرحى.

كيف يقرأ الفلسطينيون عملية "السور الحديدي" العسكرية سياسيا؟

يبدو من طبيعة خارطة "السور الحديدي" أن الاحتلال يحاول أن يخلق حيزا جغرافيا متواصلا لمناطق عملياته العسكرية بالضفة الغربية بهذا الشكل وفي هذه المرحلة.

كما أن استهداف شمال الضفة، كما يقول سليمان بشارات الكاتب والمحلل السياسي للجزيرة نت، يعد فاتحة لمرحلة جديدة تتمثل في تعزيز السيطرة الإسرائيلية وإعادة هيكلة المنطقة الجغرافية والديمغرافية لتسهيل أهداف الاحتلال الإستراتيجية المتمثلة في ضم أراضي الضفة، ومحاولة خلق واقع سياسي وأمني جديد يسهل عمليه تعزيز الاستيطان بشكل كبير جدا.

إعلان

وتؤكد "السور الحديدي" أنه لدى الاحتلال رؤية ومخطط ينفذه وأهداف سياسية أشمل بكثير من المنطلق الأمني والعسكري في هذه المرحلة.

كيف تسير العملية بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي؟

أطلقت إسرائيل عمليتها لأهداف كثيرة، أولها الزرع في الخيال الإسرائيلي أنها متعلقة بمسألة الحرب، وبالتالي جعل المجتمع بحالة حرب وتأهب.

كما أنها -وإن كانت تقصد شمال الضفة الغربية الآن- إلا أن أهدافها أكبر نحو "عملية ترانسفير" داخلي، كما يقول ياسر مناع الباحث بالشأن الإسرائيلي للجزيرة نت.

وتسعى إسرائيل إلى إفراغ المخيمات والمدن والقرى المجاورة لها، وتعزيز فصل الضفة عن بعضها، وإعاقة إقامة أي كيان فلسطيني بشكل متواصل بما يخدم نظرة إسرائيلية مستقبلية للضفة من قبيل السيطرة على الأرض والضم وما شابه.

كما تريد إعادة تعريف السلطة الفلسطينية وظيفيا وجغرافيا، وتحديد وظيفتها بمناطق "أ" فقط، وهي إدارة السكان وتقديم الوظائف الأمنية لإسرائيل.

هل للعملية العسكرية "السور الحديدي" أمد زمني؟

تشير المعطيات على الأرض إلى أن الاحتلال ماضٍ في عمليته العسكرية في شمال الضفة الغربية، خاصة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبحث منذ الأيام الأولى للعملية توسيع نشاطها البري ليشمل جميع أنحاء الضفة، وهو ما يتزامن مع تصريحات لقادة في الجيش بأنه "لا يوجد سقف زمني لها"، وأنها "ستتوسع لتحقيق أهدافها وصولا إلى تفكيك كامل لقواعد الإرهاب".

وهو ما أكده هرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المستقيل بعد زيارته لمكان العملية الفدائية عند حاجز تياسير شرق مدينة طوباس التي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وجرح 8 آخرين، حيث قال: "سنزيد العملية ونوسعها لمناطق أخرى جديدة"، في حين ذكرت القناة 11 الإسرائيلية أن العملية ستستمر حتى رمضان.

مقالات مشابهة

  • "أطباء بلا حدود" تدين تصعيد هجمات إسرائيل بالضفة الغربية
  • جيش الاحتلال يتأهب لـ«سيناريو أمني خطير» في الضفة الغربية
  • تفاصيل وأهداف عملية السور الحديدي الإسرائيلية شمال الضفة الغربية
  • حماس تنعى منفذ عملية حاجز تياسير وتدعو لمواصلة المقاومة بالضفة الغربية
  • WSJ: هل تؤشّر عمليات الهدم في جنين لـنهج إسرائيلي جديد بالضفة الغربية؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يفرض حظر تجوال في جنوب طوباس بالضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يعتزم مواصلة عملياته في الضفة خلال رمضان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل 55 فلسطينيا ويعتقل 380 بالضفة الغربية
  • خبير استراتيجي: التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية يدفع حماس والجهاد للرد
  • الجيش الإسرائيلي يتأهب لسيناريو أمني خطير في الضفة الغربية