أطلقت مؤسسة القدس الدولية، الأربعاء، تقريرها السنوي الـ 18 تحت عنوان "عين على الأقصى" في الذكرى الـ55 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، والتي تتزامن مع العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل على قطاع غزة والتصعيد ضد الضفة الغربية بما في ذلك القدس المحتلة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في مدينة إسطنبول بمشاركة عدد من المفكرين والسياسيين، بما في ذلك رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج خالد مشعل، ورئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي، النائب حسن توران، ورئيس "رابطة برلمانيون من أجل القدس" حميد بن عبد الله الأحمر، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري.





وتطرق تقرير مؤسسة القدس الدولية، إلى ترسيخ المقاومة الفلسطينية المسجد الأقصى "كعنوان غير قابل للشطب" في معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023.

وتناول مسار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى على وقع التضييق على الفلسطينيين ومنع وصولهم إلى المسجد والاقتحامات المتصاعدة من قبل المستوطنين بدفع من المنظمات اليهودية المتطرفة، بالإضافة إلى تشديد وجود قوات الاحتلال داخل المسجد وتعزيز الرقابة عليه.


وتضمن المؤتمر فقرة تحت عنوان "وفاء للشهيد القائد إسماعيل هنية"، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي نهاية شهر تموز /يوليو الماضي عبر استهداف مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.

"واشنطن شريكة في العدوان"
وقال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، إن "الطوفان اتخذ المسجد الأقصى اسما وعنوانا ورمزا وروحا"، مشيرا إلى أن المسجد الأقصى يتعرض الآن إلى خطر داهم متصاعد" في ظل الاعتداءات الإسرائيلية والاقتحامات المتواصلة.



وأضاف خلال كلمته عبر خاصية الفيديو، أن "الأقصى مقدس إسلامي خالص لنا وهو انتماء لأمتنا العربية والإسلامية ولن نسمح لأي حق للصهاينة فيه، وسنُبقي الأقصى  بطهره وانتمائه لأمته".

وأشار إلى ضرورة تحويل عنوان المؤتمر الذي احتضنته إسطنبول إلى "استراتيجية حقيقية"، مبينا أن "غزة تخوض حربا عالمية تقريبا وحدها، وهذه وقفة يجب أن تصدمنا وتذكرنا بالحقيقة".

وتطرق مشعل إلى الدور الأمريكي في مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، مشددا على أن "الولايات المتحدة ليست جادة وليست وسيطا بل هي شريك في العدوان"، حسب تعبيره.

ولفت القيادي الفلسطيني، إلى إمداد واشنطن دولة الاحتلال الإسرائيلي بكافة أسلحة الدمار خلال العدوان، موضحا أن المقترح الذي وافقت عليه حماس في 2 تموز /يوليو الماضي "تخلت عنه واشنطن، قامت بوضع للوم على حماس وهي تعلم أن نتنياهو من عطله".

"انحدار التفاعل العربي مع الأقصى"
من جهته، قال رئيس "رابطة برلمانيون من أجل القدس"، حميد بن عبد الله الأحمر، إن "المسجد الأقصى يعيش في واحدة من أخطرِ مراحلِه التاريخية"، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى أسباب عديدة منها "جنوح المجتمع الصهيوني نحو التطرف، وبروز تيار الصهيونية الدينية التي تؤمن بمعتقدات الإلغاء، والإقصاء، وشطب الوجود الفلسطيني، وإزالة المسجد الأقصى، وبناء المعبد اليهودي المزعومِ، وتهويد القدس".



وأضاف أن السبب الثاني يتمثل "بوجود حكومة (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنينامين) نتنياهو التي تُعد أشرس حكومة لجهة عدد الوزراء الذين يؤيدون فكرة استهداف المسجد الأقصى، وتصفية القضية الفلسطينية".

وشدد الأحمر، على أنه "لم يكن أمام الشعب الفلسطيني سوى طوفانِ الأقصى ليرد على العدوان الصهيوني المفتوح على الأرض، والشعب، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والأسرى، والحقوق المختلفة للشعب الفلسطيني".

وأوضح الأحمر خلال حديثه، أن السبب الثالث يرجع إلى "انحدار التفاعل العربي والإسلامي مع شؤونِ المسجد الأقصى وآلام غزة إلى مستويات صادمة"، مشيرا إلى أن بعض الأنظمة العربية "اختار الوقوف في صف القاتل، واختار بعضها الصمت، واختار بعضها نصرة فلسطين على استحياء"، حسب تعبيره.

فلسطين على رأس الاهتمام العالمي
بدوره، قال رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي، النائب حسن توران، إن فلسطين والمسجد الأقصى المبارك عاد إلى أخذ مكانة متصدرة على رأس قائمة أجندة السياسات العالمية، موضحا أن ذلك حدث مع بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول /أكتوبر.



وأشاد توران في كلمته عبر خاصية الفيديو، بالمقاومة الفلسطينية التي بدأت عملية طوفان الأقصى قبل 11 شهرا، مرسلا تحياته إلى "الأبطال الذين يقولون أرواحنا وأولادنا فداء للأقصى".

وأشار إلى أن ضرورة المقاومة لمجابهة دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية، مشددا على اعتقاده بأن "النضال الذي يظهره المجاهدون سوف يسهم في توحيد الموقف الإسلامي" من القضية الفلسطينية.


والأربعاء الماضي، تزامن مع الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لحادثة إحراق المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة في 21 آب /أغسطس عام 1969، وذلك ضمن جرائم الاحتلال والمستوطنين التاريخية تجاه المقدسات الإسلامية، والتي بدأت منذ عام 1949 واستمرت إلى يومنا هذا.

ويواصل الاحتلال في تصعيده على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، وذلك بالتوازي مع حربه البربرية المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 660 شهيدا بينهم 149، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ووفقا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف منذ اندلاع العدوان المتواصل على قطاع غزة، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية القدس الدولية الأقصى غزة الفلسطينية فلسطين غزة الأقصى القدس الدولية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى المبارک الاحتلال الإسرائیلی طوفان الأقصى إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير: 10130 مستوطنًا اقتحموا الأقصى بأكتوبر

القدس المحتلة - صفا أفاد مركز معلومات وادي حلوة في القدس المحتلة، پأن أكثر من 10،130 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وأوضح المركز في تقرير يرصد انتهاكات الاحتلال في القدس خلال أكتوبر، أن المستوطنين أدوا خلال اقتحامات الأقصى الصلوات العلنية والفردية والجماعية كالرقص والغناء والانبطاح، إضافة الى النفخ بالبوق وتقديم القرابين النباتية "الخاصة بعيد العرش"، ورفع علم الاحتلال، ومباركة "الزفاف، والبلوغ". وأشار إلى أن سلطات الاحتلال فرضت خلال فترة الأعياد، قيودها على دخول المصلين إلى الأقصى، بمنع الشبان والفتيان "خلال فترة الاقتحامات" ومطالبتهم بالعودة بعد الساعة الثالثة عصرًا، إضافة الى حجز الهويات لمن يسمح لهم بالدخول وإخضاعهم للتفتيش. ولفت إلى أن قوات الاحتلال واصلت سياسة إطلاق النار بحجة "تنفيذ عمليات أو المشاركة في مواجهات"، وخلال أكتوبر الماضي، أطلقت النار على شاب وفتى في القدس. وأواخر أكتوبر، أقرّت الهيئة العامة للكنيست، القانون الذي يحظر نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" داخل "إسرائيل"، إضافة إلى قانون يحظر الاتصال معها. وخلال الحرب على قطاع غزة، تصاعدت حملة التحريض على وكالة الغوث، وتعالت الأصوات لإغلاقها ووقف تمويلها. ووفق مركز المعلومات، فإن ما تُسمى "سلطة أراضي إسرائيل" قررت مصادرة أراضي مقر وكالة الغوث في القدس المحتلة، وإقامة مشروع استيطاني، يشمل 1440 وحدة سكنية. وكانت سلطات الاحتلال طالبت "أونروا" في أيار/مايو الماضي، إخلاء مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح بحجة "استخدام الأرض دون موافقة سلطة أراضي إسرائيل". وخلال أكتوبر، تواصلت اعتداءات المستوطنين على المقدسيين وممتلكاتهم، إذ اقتحم المستوطنون الأراضي في حي وادي الربابة في سلوان، وقطفوا أشجار الزيتون في وقت تفرض على العائلات القيود والمضايقات لجني المحصول السنوي، إضافة الى منع أصحاب الأراضي من العمل داخل أراضيهم من المستوطنين وشرطة الاحتلال. ورصد التقرير 1619 حالة اعتقال من مدينة القدس، من بينهم" 26 فتى "أقل من 18 عامًا 3 إناث"، 1360 شابًا من حملة "هوية الضفة الغربية"، بحجة الدخول الى القدس بطريقة غير قانونية. وأوضح أن سلطات الاحتلال قامت بأعمال تسوية لأراضي في قرية ام طوبا جنوبي القدس، دون إبلاغ أصحاب الأراضي، مستندة في ذلك الى ما يعرف بقانون "تسوية الأراضي الإسرائيلي"، حيث سجلت نحو 63 دونمًا من أراضي البلدة باسم "الصندوق القومي اليهودي"، مما يهدد بإخلاء ما يقارب 30 منزلًا يعيش فيها 139 مقدسيًا. وجرت أعمال التسوية بعد أن تقدم أحد السكان "صاحب أرض" بطلب إصدار رخصة بناء من الجهات المختصة، وفوجئ بأن الأرض التي ينوي البناء عليها مسجلة باسم "الصندوق القومي اليهودي". وخلال الشهر المنصرم، استولى مستوطنون بشكل متزامن على قطعتي أرض في حي الفاروق وحي وادي حلوة في سلوان، بعد تسريبهما من المالك. وحسب مركز معلومات وادي حلوة، أعلنت شرطة الاحتلال، نيتها بناء "مقر للشرطة" في شارع الواد داخل القدس القديمة، مكون من 3 طوابق، وطالبت الجهات المختصة اصدار التراخيص اللازمة للبدء بالبناء. ورصد هدم وإغلاق 16 منشأة بشكل كلي أو جزئي، منها 4 منشآت اغلقت لمدة شهر، بحجة "تشغيل أو ايواء عمال من الضفة الغربية "دون تصاريح إقامة"، و10 منشآت هدمت ذاتيا بشكل قسري بأيدي أصحابها. وواصلت أيضًا توزيع "إخطارات وقرارات الهدم والاستدعاءات للبلدية". ووثق المركز 20 قرار إبعاد عن مدينة القدس، المسجد الأقصى، القدس القديمة، واستهدفت الابعادات عن القدس عددًا من الأسرى المحررين.

مقالات مشابهة

  • تقرير: 10130 مستوطنًا اقتحموا الأقصى بأكتوبر
  • 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى
  • 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • 40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • حماس تدعو لمواصلة الحشد في الأقصى لإفشال مخططات المستوطنين
  • القدس في أكتوبر.. 10 آلاف مقتحم للأقصى وابتلاع مزيد من الأراضي
  • تنديد واسع بجرائم العدو الصهيوني خلال وقفات تضامنية في تعز
  • الإفتاء يحذر من عواقب اعتداءات الاحتلال بالأقصى والإبراهيمي
  • بحماية مشددة من جيش الاحتلال.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى