(CNN)-- أشادت عائلة فرحان القاضي، أول رهينة إسرائيلية يتم إنقاذها على قيد الحياة من شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحماس تحت غزة، بوصف عملية الإنقاذ بأنها "لا تصدق"، وكأنه "أعيد إلى الحياة".

أوضحت والدة القاضي، عليا السناي، أن عائلتها أخفت عنها في البداية الحقيقة المؤلمة لاختفائه، وأخبروها بأنه كان مسافراً، وبعد مرور عدة أشهر على هجمات 7 أكتوبر، تم إبلاغها بأن ابنها محتجز لدى حماس في غزة، وهي الآن تنتظر عودة ابنها.

وقالت عليا السناي لـ CNN: إن خبر إطلاق سراحه كان" لا يصدق"، مضيفةً: " قلبي طار من الفرح".

جمعة، شقيق فرحان القاضي

وقال جمعة، شقيق القاضي لـCNN: "قد كان ميتاً والآن أعيد إلى الحياة"، وذلك بتصريح بعد أن التقى القاضي بأفراد من عائلته، في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، حيث يتلقى الرعاية بعد إنقاذه، وأضاف جمعة أن شقيقه لم يكن يتوقع أن يعود حياً.

وأضاف جمعة، خلال مقابلة في قرية ترابين البدوية، في صحراء النقب الإسرائيلية: "كانت كلها دموع. دموع الفرح. المهم أننا رأيناه"، مضيفاً أن شقيقه قال له في وقت سابق من اليوم أن أمنيته الوحيدة كانت "أن أراكم (العائلة) ثم أموت".

وقال أفراد من عائلة القاضي لـ CNN أنه من المتوقع أن يعود إلى ترابين، الأربعاء، وكان إخوته وأطفاله الأحد عشر، مع أبناء عمومته وجيرانه، الثلاثاء، منشغلين بإعداد الخيام والكراسي والأضواء استعداداً لعودته إلى القرية.

واحتجز فرحان القاضي، البالغ من العمر 52 عاماً، وهو مواطن إسرائيلي من البدو من مدينة رهط في جنوب إسرائيل كرهينة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لـ CNN، الثلاثاء، إنه "في حالة طبية مستقرة" بعد أن تم إنقاذه من نفق في جنوب غزة في "عملية معقدة".

وأوضح مسؤولان عسكريان إسرائيليان لـ CNN أن القوات الخاصة الإسرائيلية، كانت تقوم بتفتيش شبكة من الأنفاق في جنوب غزة بناءً على معلومات استخباراتية، عندما وجدوا القاضي، في حين أشار أحد المسؤولين الإسرائيليين أن القاضي كان بمفرده عندما تم العثور عليه من قبل الجيش، دون وجود لخاطفيه من حماس.

وأشار المدير العام لمركز سوروكا الطبي، شلومي كوديش، إن القاضي سيحتاج إلى يوم أو يومين آخرين من الفحوصات الطبية للتأكد من أنه لا يزال بخير، ووصف مازن أبو سليم، صديق القاضي، مشاهد الفرح و"الاحتفال الكبير" في المستشفى، حيث وصل "مئات الأصدقاء والأقارب" لزيارة الرهينة السابق.

من الصعب عليه محو الأشياء التي رآها

قال جمعة إن شقيقه أصيب بطلق ناري في ساقه وخُطف في 7 أكتوبر، خلال الهجمات التي شنتها حماس وأسفر عنها مقتل 1200 شخص وأخذ أكثر من 250 آخرين كرهائن، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

وأضاف جمعة أن ساق شقيقه بدت وكأنها عولجت بشكل سيئ وأنه تم إجراء عملية جراحية له بدون تخدير، "كما يفعلون مع الحيوانات"، وتابع أن الـ 11 شهراً التي قضاها شقيقه في الأسر لن ينساها أبداً.

واستطرد جمعة أنه "من الصعب عليه محو الأشياء التي رآها هناك"، مضيفاً أنه هو الآخر لن يتعافى تماماً من فقدان شقيقه لمدة تقارب العام.

وأفاد عطا أبو مديغم، الرئيس السابق لبلدية مدينة رهط البدوية العربية في جنوب إسرائيل والقريبة من مكان إقامة القاضي، بأنه زار الأخير في المستشفى، وأشار إلى أنه أخبره بأن رهينة آخر قد توفي بجواره في بداية فترة أسره.

وقال أبو مديغم: "لقد أخبرني أن الأسر كان قاسياً. ظلام دائم، لم يرَ ضوء النهار، كان يُعامل مثل باقي الرهائن، كإسرائيلي بكل الطرق".

وألمح أبو محمد، شقيق آخر للقاضي لـ CNN أن من خطفوا شقيقه فروا عندما سمعوا القوات الإسرائيلية تقترب من الأنفاق، قائلاً إن شقيقه سمع أصواتًا بالعبرية وصرخ لإيصال مكانه.

وسأل جيم سيوتو، مراسل CNN، نداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عما إذا كان يعتقد أن خاطفي القاضي قد تخلوا عنه وهربوا، ليرد قائلا: إن ذلك "أحد الاحتمالات التي يتم النظر فيها".

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فيديو يظهر محادثة مع فرحان القاضي، حيث قال: "فرحان، أنا سعيد جداً، بالتحدث معك"، وتابع: "أريدك أن تعلم أننا لم ننسَ أحداً، تماماً مثلما لم ننساك"، ورد القاضي، الذي كان رهينة لدى حماس، قائلاً: "أنا سعيد أيضاً. كنت أنتظر هذه اللحظة".

في سياق متصل، احتفل منتدى عائلات الرهائن، الذي يعمل على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، بعودة القاضي، والد الأطفال الإحدى عشر.

وجاء في البيان "عودته إلى المنزل لا تقل عن كونها معجزة.. ومع ذلك، يجب أن نتذكر: العمليات العسكرية وحدها لا يمكنها تحرير الرهائن الـ 108 المتبقين، الذين عانوا من 326 يومًا من سوء المعاملة والرعب ".

وتستمر الاحتجاجات التي تطالب الحكومة الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهود لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين منذ عدة أشهر.

وقال صديق القاضي، أبو سيام، إنه شارك في بعض تلك الاحتجاجات، وأنه سأل القاضي عندما زاره في المستشفى إذا كان على علم بتلك التظاهرات.

وأكد أبو سيام لـ CNN: "سألته إذا كان قد رآني في الطرقات والشوارع أنادي بإطلاق سراحه من الأسر، فأخبرني أنه كان معزولاً عن الأخبار الإسرائيلية".

وقال يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي إنها "عملية جريئة وشجاعة" أدت إلى إنقاذ القاضي، ومن جانبه، قال إسحاق هرتسوغ، الرئيس الإسرائيلي: إنه "في غاية السعادة" بهذا التطور.

لم يُسفك قطرة دم واحدة

يشكل المجتمع البدوي في إسرائيل، وهم مجموعة مسلمة شبه بدوية ذات أصول عربية، جزءاً من السكان العرب في البلاد، الذين يمثلون حوالي 20٪ من إجمالي السكان.

وبينما يعرّف بعضهم أنفسهم كبدو إسرائيليين، يعتبر آخرون أنفسهم مواطنين فلسطينيين في إسرائيل، وعلى عكس اليهود الإسرائيليين، لا يُلزم البدو بالخدمة في الجيش الإسرائيلي، إلا أن بعضهم يختار التطوع، وغالباً ما يخدمون في وحدات متخصصة مثل كتيبة غدسار 585، المعروفة بالكتيبة البدوية، والتي تعمل في صحراء النقب، حيث ينحدر معظم أفراد المجتمع البدوي.

ولفت جمعة، شقيق القاضي، إن المجتمع البدوي في قرية ترابين كان فخوراً بأنه "لم تُسفك قطرة دم واحدة" خلال إنقاذ القاضي، مضيفاً: "لا طفل، لا فلسطيني، لا يهودي أو أي شخص سفك الدماء من أجل أخي".

وقبل تأسيس إسرائيل في عام 1948، كانت صحراء النقب موطنًا لحوالي 92,000 بدوي، ولكن بعد الحرب العربية الإسرائيلية في ذلك العام، بقي منهم 11,000 فقط، وفقًا لما ذكرته مجموعة حقوق الأقليات، وأن البدو الذين بقوا "يتعرضون لمعاملة قاسية ويجبرون على العيش في محميات مراراً وتكرارا".

ووفقاً للمكتبة الوطنية في إسرائيل، يعيش حالياً ما يقرب من 250,000 بدوي في إسرائيل، حيث يقطن العديد منهم في مدن لم تحصل بعد على الاعتراف الرسمي من الدولة، بينما يعيش آخرون في قرى غير مدمجة.

ووفقاً لأرقام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومنتدى الرهائن والعائلات المفقودة، بلغ عددهم 104 رهائن، ويفترض أن 34 محتجز من بين هؤلاء قد فارقوا الحياة.

وتمكنت القوات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، من استرداد جثث ستة رهائن إسرائيليين من غزة خلال عملية عسكرية ليلية في خان يونس، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.

ورغم أن الآمال قد تجددت مراراً وتكراراً في صفقة لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، مما قد يؤدي إلى وقف القتال في غزة وإعادة الأشخاص المحتجزين لدى حماس، إلا أن تلك الآمال قد تحطمت خلال الأشهر الأخيرة.

يواصل المفاوضون العمل على التوصل إلى صفقة، وقد تزايدت وتيرة الاجتماعات في الأسابيع الأخيرة، وأفاد مسؤول أمريكي كبير مطلع على المناقشات التي جرت في القاهرة، مصر، بأن الوسطاء ناقشوا "التفاصيل النهائية" لاتفاق محتمل، وأحرزت المحادثات تقدمًا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وصرح مسؤول إسرائيلي لـ CNN بأن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى الدوحة، الأربعاء، لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة فی إسرائیل لدى حماس فی جنوب

إقرأ أيضاً:

مباحثات جديدة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

أعلن مصدر مصري، “اختتام مباحثات الدوحة للتهدئة في قطاع غزة بمشاركة رئيس المخابرات الوزير عباس كامل ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن ووفد من “حمـاس” برئاسة خليل الحية”.

وقال المصدر: إن “مباحثات الدوحة اتسمت بالجدية”، مؤكدًا “أنها تشكل بادرة أمل لانتهاء الأزمة في قطاع غزة”.

من جهتها، رحبت حركة حماس، في بيان لها، “بالدور المصري القطري وجهودهما المبذولة في المفاوضات غير المباشرة لوقف العدوان على شعبنا”، مؤكدةً على “استمرار إيجابيتها ومرونتها من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، بما يحقق مصالح شعبنا ويفسح المجال لصفقة تبادل أسرى وإغاثة أهلنا وعودة النازحين وإعادة الإعمار”.

وأكدت الحركة على “استعدادها للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار على أساس إعلان الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن رقم 2735 وما تم التوافق عليه سابقاً، دون وضع أية مطالب جديدة، ورفضها لأي شروط مستجدة على هذا الاتفاق من قبل أي طرف”.

وشدد البيان على رفض الحركة أيضا “أية مشروعات تتعلق بمرحلة ما بعد وقف العدوان على قطاع غزة، مع التأكيد على أن إدارة القطاع هي شأن فلسطيني داخلي يتم التوافق عليه برؤية فلسطينية متفق عليها”.

وختمت حركة حماس بيانها بالتأكيد على “تجاوبها مع جهود الوسطاء، واستمرار دورهم وجهودهم من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة والإغاثة لشعبنا وتبادل الأسرى وإعادة الإعمار”.

هذا ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من  أكتوبر 2023، وأسفر الهجوم الإسرائيلي حتى الآن، عن سقوط أكثر من 41 ألف قتيل ونحو 95 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.

في سياق متصل، نشرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، “وثيقة زعمت  أنها موجهة من رافع سلامة قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، إلى رئيس الحركة يحيى السنوار وشقيقه محمد”.

واستعرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الوثيقة زاعما أنها “تصف الوضع الصعب الذي تواجهه حركة حماس”.

و”في حين تظهر الصفحة الأولى من الوثيقة التي استعرضها “غالانت” ملاحظات على مقترح صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة، في ما يتعلق بالأعداد والفئات التي قد يشملها المقترح”، زعم غالانت، “أن الوثيقة تبين “تدمير 70% من الأسلحة و95% من الصواريخ” عند حماس، و”مقتل أو إصابة 50%” من مقاتلي الحركة و”فرار الكثير منهم”، بحيث “لم يتبق سوى 20%”.

مقالات مشابهة

  • حزب الله ينشر رسالة يحيى السنوار إلى حسن نصرالله.. إليكم ما قاله
  • اجتماع قطري مصري مع حماس للدفع بصفقة التبادل.. القاهرة تتحدث عن بادرة أمل
  • عملية النصيرات.. إسرائيل تتحدث عن "خسائر حماس"
  • مباحثات جديدة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
  • صحيفة تتحدث عن مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • عائلة أسير إسرائيلي: وجدنا أذنا صاغية من قطر
  • دبلوماسي يكشف لـCNN ما إذا كان يحيى السنوار يرغب بمغادرة غزة عبر ممر آمن
  • خروج السنوار مقابل الرهائن.. ما وراء الخطة الإسرائيلية الجديدة؟
  • ممر آمن مقابل إطلاق سراح الرهائن.. عرض إسرائيلي على السنوار
  • خوفاً من الضربات الإسرائيلية.. ملاجئ غزة ترفض عناصر حماس