انطلاق جلسات ندوة "الفتوى في الحرمين" لمناقشة أركانها وشروطها وضوابطها
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
انطلقت اليوم أولى جلسات ندوة "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما"، في نسختها الثانية في رحاب المسجد النبوي والذي رعى انطلاق أعمالها مساء أمس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، بحضور عدد من أصحاب الفضيلة العلماء و تنظمها رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وبالشراكة الإعلامية مع هيئة وكالة الأنباء السعودية.
وترأس الجلسة الأولى المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، شكر فيها القيادة الرشيدة - حفظها الله - على إقامة هذه الندوة والقائمين عليها، وأثرها على قاصدي الحرمين الشريفين.
أخبار متعلقة 30 فرقة بلدية تكافح آفات الصحة العامة ونواقل الأمراض بالطائف"الالتزام البيئي": تقارير الأنشطة المختلفة تعزز التنمية المستدامة وترفع مستوى الالتزاموجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان (الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها على قاصديها _ المسجد النبوي أنموذجاً ) ومقررها وكيل الرئيس العام لشؤون الدينية بالمسجد النبوي الدكتور محمد بن أحمد الخضي.
وتحدث خلالها المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، عن منزلة الفتوى ومكانتها في الحرمين الشريفين.
وأوضح من خلالها أن المفتي هو الذي يخبر عن حكم الله -عز وجل-، لا على جهة الإلزام، فليس قاضيًا, وأن المستفتي هو السائل للمفتي عن الأحكام الشرعية. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } فعاليات ندوة الفتوى في الحرمين - واس
مناقشة شروط الفتوى
تطرق الدكتور الشثري إلى شروط الفتوى، وهي معرفة المفتي بالحكم الشرعي، والمسألة المسؤول عنها معرفة تامة، وألا يستعجل في المسألة فيحكم فيها قبل تمام النظر، وأن يكون المفتي من أهل الاجتهاد الذين توفرت فيهم شروط الاجتهاد.
وأضاف أنه يشترط لوجوب الفتوى من المفتي شروط؛ منها أن تكون المسألة سبق وقوعها، وأن تكون المسألة مما يتعلق بعمل السائل، وألا يترتب على الفتوى ضرر أكبر، وألا يوجد في ذلك البلد إلا ذلك المفتي، وأن يكون ذهن السائل مما يستوعب هذه المسألة.
من جهته تناول عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ بندر بن عبدالعزيز بليلة موضوع التيسير في الفتوى وأثره على الزائرين والقواعدِ الشرعية المتعلقة بالتَّيسير، والتي يستخدمُها الفقهاءُ فيما يتعلق بأمور المناسكِ، وزيارة الحرمين الشريفين، وتطبيقاتها المستجدة العديدة.
وأوضح أنَّ الفَتوَى إذا قامَتْ على أُسُسٍ صَحِيحَةٍ، مِن جِهَةِ أهلِيَّةِ المُفتِي للنَّظَرِ والاِسْتِدْلالِ، معَ استحضارِهِ لحالِ المُستَفتِي، كانَتْ مِن أعظَمِ ما يُسَهِّلُ على العِبادِ أُمُورَ دِينِهِمْ ودُنياهُمْ، وبِخَاصَّةٍ عَلى قاصِدِي الحَرمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ؛ وذلكَ لِكثْرَةِ ما يَعْرِضُ لهُمْ مِن المسائِلِ والإِشكالاتِ.
وأضاف الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة أن مِمَّا ينفَعُ في بابِ التَّيسيرِ في الفَتوى على قَاصِدِي المسجِدِ الحرامِ والمسجِدِ النَّبَوِيِّ؛ مَجمُوعَةٌ مِن القواعِدِ الفِقْهِيَّةِ، الَّتِي يَنبَغِي أن تَكُونَ عَلى ذِكْرٍ واِسْتِحضارٍ مِن المُفْتِي؛ كقاعِدَة "المَشَقَّةُ تجلِبُ التَّيْسيرَ"، وقاعِدَةِ: "لا تكلِيفَ إلا بمقْدُورٍ"، وقاعِدَةِ: "الضَّرُوراتُ تبيحُ المحظُوراتِ"، وقاعِدَةِ: "الحاجَةُ تُنَزَّلُ مَنزِلةَ الضَّرُورَةِ". .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
ضوابط الفتوى وربطها بالدليل الشرعي
بينما تطرق المدرس بالمسجد النبوي الشيخ الدكتور سليمان بن صالح الغصن إلى ضوابط الفتوى في الحرمين الشريفين وقال إن من ضوابط الفتوى ربطها بالدليل من الكتاب والسنة، بما يجعل المستفتي يدرك أن الفتوى في الحرمين الشريفين تأتي من خلال تحرى الدليل الشرعي.
وحول الشروط الأساسية الواجب توفرها في المفتي أوضح الدكتور الغصن وجوب علم المفتي بالكتاب والسنة، والقدرة على التمييز بين صحيح المرويات من ضعيفها، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وأنواع الدلالة، وقواعد فهم الخطاب، ومواطن الإجماع، وغير ذلك من الصفات التي سطرها العلماء في كتبهم.
وبين أن من ضوابط الفتوى سلوك منهج الوسط والاعتدال، واليسر ورفع الحرج، والبعد عن التشدد والانحلال، والإفراط والتفريط، فهذا هو منهج الإسلام.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: العودة للمدارس العودة للمدارس العودة للمدارس واس المدينة المنورة الفتوى في الحرمين ندوة الفتوى في الحرمين شروط الفتوى الفتوى فی الحرمین الشریفین المسجد النبوی الشیخ الدکتور ضوابط الفتوى article img ratio
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: الاستغفار هو أكبر الطاعات وأصل أسباب المغفرة
تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا عن فضل الاستغفار واقترانه برحمة الله لعباده وغفران الذنب وقبول التوبة، مبينًا أن الاستغفار من أعظم الحسنات، وأكبر الطاعات، التي ينال بها العباد أفضل الثواب، ويدفع عنهم بها سوء العذاب.
وأوضح الشيخ الدكتور خالد المهنا في خطبة الجمعة من المسجد النبوي اليوم، أن الله تعالى لما خلق آدم أبا البشر - عليه السلام - وخلق منه زوجه فطرهما على معرفته سبحانه ربًا خالقًا، وإلهًا أحدًا، مستحقًا لكمال المحبة والتعظيم مع غاية الذلّ، غير أنه سبحانه خلقهما وذريتهما مكلّفين مبتلين بالأمر والنهي، والشرّ والخير، إذ خلق سبحانه وتعالى النفوس، فأودع فيها الإرادة والحركة، والنيّة والهمّ، والحبّ والبغض، والتغيّر والتأثر، ولقد علِم سبحانه وهو الخلاّق العليم أن نفوس عباده وإن كانت مفطورةً على حبّ الخير واستحسانه إلا أنها لا تنفك عن إرادة الشر إذا ضلّت عن سواء السبيل، وأن لها إقبالًا على الطاعة، وإدبارًا عن المعصية، ورغبةً في الحسنة، وقصدًا إلى السيئة، ولكن رحمة الله تغلب غضبه سبحانه وتعالى.
وبيْن إمام وخطيب المسجد النبوي أن لرحمة الله الغالبة الواسعة، آثارًا عظيمةً على جميع خلقه في العالم السفلي والعلوي، وفي الدنيا وفي الآخرة، منها غفرانه تعالى ذنوب من شاء من عباده الموحدين المسلمين، فإنه جل وعلا واسع المغفرة، من أجل ذلك سمّى نفسه الغفور، والغفّار والغافر، وغفرانه جلّ جلاله الذنوب يكون بسترها عن أن يفضح بها أهلها في الدنيا والآخرة، مع محوها والتجاوز عنها، وعفوه عن العقوبة عليها، مالم تبلغ مبلغ الكفر أو الشرك الأكبر، فإنه الذنب الذي لا يغفر.
وذكر أن الاستغفار هو أصل أسباب المغفرة وأساسها، وأعظم موجباتها، من أجل ذلك أمر الله به خير خلقه، لتأتمر به أمته، وجعله تاليًا لأمره بالعلم بتوحيد، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير الاستغفار جدًا، وكان يُعدُّ له في المجلس الواحد مئة مرة قبل أن يقوم قوله :"رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور" وأخبر - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه أنه يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
وأضاف أن لشرف الاستغفار وفضله ألهم الله ملائكته المكرمين أن يستغفروا لعباده المؤمنين، وقال عليه الصلاة والسلام :"والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، مالم يؤذ فيه مالم يحدث" كما أن لفضل الاستغفار أرشد الله أن تختم به الليالي والأعمار، وقد كان الاستغفار آخر جملةٍ تحرك بها لسانه الطاهر عليه الصلاة والسلام أن قال وهو يعالج سكرات الموت: "اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى".
وأوضح الشيخ الدكتور خالد المهنا أن لفضل الاستغفار وعظم افتقار العبد إليه أرشد إمام المتقين أمته أن تفتتح به يومها وتختمه، فقال عليه الصلاة والسلام :"سيد الاستغفار أن تقول:- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" مشيرًا إلى ما يتضمنه هذا الدعاء النبوي المبارك من موجبات قبول الاستغفار، من التوسّل العظيم لله بتوحيده في ربوبيته وألوهيته، والخضوع له بصفة العبودية، والإقرار لله بنعمته، واعتراف العبد بذنبه، وافتقاره إلى ربه في غفرانه، حيث لا يملك الغفران إلا هو سبحانه، وذلك من خصائص الربوبية التي ليست لأحد سوى الله.
وأكد أن ارتكاب الذنوب ظلم للنفس، وذلك أن النفوس مفطورةٌ على حبّ الخالق وتعظيمه، فإذا ارتكب العبد الذنب فقد ظلمها بمخالفة من فطرت على حبّه وتعظيمه، وعرضها لعذاب الدنيا والآخرة، فالدعاء المشتمل على الاعتراف بالذنب مع الثناء على الربّ والتوسل إليه بصفاته، هو دعاء العارفين العظيم قدره وثوابه، الدال على معرفة المستغفر بعيوب نفسه، وندمه على خطيئته، وانكسار قلبه، وذهاب العجب عنه، وهو الدعاء المرجو إجابته، الواجد قائله برد الغفران، مبينًا أن الاستغفار هو ترجمان ما في القلب من ندم على الذنب، وتقصير في حق الرب.
وتابع مذكرًا أن من تأمل صفتي المغفرة والرحمة لله جلّ جلاله، وجدهما مقترنتين في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى، تربو على سبعين آية، إذ تجيء صفة الرحمة فيها تاليةً صفة المغفرة، وسرُّ ذلك والله أعلم أن رحمة الله تعالى بعبده أقرب ما تكون إليه حين يستغفره، فالاستغفار موجب الرحمة، فتحلُّ على المستغفرين رحمة الله التي لاحدّ لها من سِترِ الذنب والتجاوز عنه، ومنع العذاب الذي يوجبه الذنب، وتبديل السيئة حسنة، والهداية لنور الطاعة وحبها وإلفها، وكُره المعصية والنفرة منها.
وحثّ على فعل الأسباب من الأعمال الصالحة التي توجب مغفرة الله جلّ وعلا، سمبينًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل ربّه موجبات رحمته وعزائم مغفرته، وهي أعمال البر والطاعة وأفعال الخير التي تتأكد بها مغفرة الذنوب وتتعزم، وتدلّ على صحة توبة العبد وصدق إنابته.
واختتم خطبة الجمعة موصيًا العباد إلى الإكثار من الصلاة والسلام على النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليغفر لهم الذنوب، ويكفيهم الهموم، داعيًا الله جلّ وعلا أن يحفظ بلادنا وقيادتها ولاة أمرنا من شرّ الأشرار، ومكر الماكرين الحاقدين الفجّار، وأن ينصر إخواننا في فلسطين على الصهاينة الغاصبين، ويُبدل فزعهم أمنًا، ويكشف كربهم، ويرفع عنهم الغمّة، وأن يحفظ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين المتربصين، وأن يحفظ جميع بلاد المسلمين.