رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، تواصل موسكو تسجيل معدلات نمو اقتصادي قوية بفضل شبكة من الوسطاء في آسيا الوسطى.

وحسب تقرير نُشر على موقع جيوبوليتيك، حققت روسيا نموا اقتصاديا بنسبة 3.6% في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى 3.2% في عام 2024، وذلك على الرغم من 14 حزمة عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي حتى الآن.

العقوبات التي استهدفت صادرات الطاقة الروسية، خصوصا النفط والغاز، لم تكن كافية لتعطيل الاقتصاد الروسي.

ويرجع هذا -وفقا للتقرير- إلى استمرار الدعم الحكومي للاستهلاك المحلي، بالإضافة إلى "وسطاء الظل" من السفن الناقلة التي تتجنب العقوبات، والأهم من ذلك، الدور الكبير الذي تلعبه دول آسيا الوسطى كوسطاء اقتصاديين.

ازدهار في آسيا الوسطى

وتظهر الأرقام أن دول آسيا الوسطى قد شهدت نموا اقتصاديا غير متوقع نتيجة لتلك الديناميكيات. ويذكر التقرير كازاخستان على سبيل المثال، فقد زادت صادراتها إلى روسيا من 40 مليون دولار في عام 2021 إلى 298 مليون دولار في عام 2023.

كما ارتفعت واردات كازاخستان من الإلكترونيات من أوروبا بشكل كبير، ما يشير إلى أن كازاخستان قد أصبحت وسيطا لنقل المنتجات الأوروبية إلى روسيا، مما يعزز اقتصادها بشكل كبير.

وتوسعت أيضا اقتصادات دول أخرى مثل أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وتركيا بالكيفية ذاتها.

ووفقا لتقرير سابق لصحيفة الإيكونوميست، زادت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى هذه الدول بنسبة 50% في عام 2023 مقارنة بعام 2021، ما يعكس تحول التجارة بعيدا عن روسيا مباشرة عبر وسطاء في آسيا الوسطى.

عقوبات ثانوية

وفي مواجهة هذه التحديات، لجأ الغرب إلى فرض عقوبات ثانوية على شركات في أرمينيا وأوزبكستان. ومع ذلك، يبدو أن هذه الإستراتيجية أشبه بلعبة القط والفأر، حيث تظهر شركات جديدة لتحل محل تلك التي أُدرجت في القائمة السوداء وفقا لجيوبوليتيك.

علاوة على ذلك، فإن توتر العلاقات مع دول آسيا الوسطى يشكل خطرا على الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد الآن بشكل متزايد على الغاز الطبيعي من دول مثل أذربيجان.

لكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى تأثير العقوبات، فوفقا لتقرير نشرته "ذي إنسايدر"، انخفضت واردات روسيا من تركيا بنسبة 30% خلال 6 أشهر، كما انخفضت التجارة مع الصين بعد ارتفاعها الملحوظ، وذلك بسبب تزايد الحذر في القطاع المصرفي.

لكن جيوبوليتيك يرى أن ذلك سيمكّن روسيا من مواصلة استغلال شبكتها من الوسطاء في آسيا الوسطى للتغلب على العقوبات، بينما يواجه الغرب تحديات كبيرة في محاولة إيقاف هذا التدفق التجاري السري الذي يعزز الاقتصاد الروسي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی آسیا الوسطى فی عام

إقرأ أيضاً:

ترامب يلغي العقوبات الأمريكية على المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن السابقة على جماعات المستوطنين الإسرائيليين اليمينية المتطرفة والأشخاص المتهمين بالتورط في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وذكر الموقع الإلكتروني الجديد للبيت الأبيض، أن ترامب ألغى الأمر التنفيذي رقم 14115 الصادر في الأول من فبراير 2024، والذي سمح بفرض عقوبات معينة "على الأشخاص الذين يقوضون السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية".

ويمثل قرار ترامب تراجعا عن إجراء سياسي رئيسي اتخذته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، والذي فرض عقوبات على العديد من المستوطنين والكيانات الإسرائيلية، وتجميد أصولهم في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين بشكل عام من التعامل معهم.

وقد أثار تزايد العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والاستيلاء على الأراضي في الأراضي المحتلة القلق بين بعض حلفاء إسرائيل الغربيين.

مقالات مشابهة

  • ترامب يلغي العقوبات الأمريكية على المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية
  • ترامب: التعريفات الجمركية تحمي الدولار وتواجه روسيا
  • ترامب يلغي العقوبات الأمريكية المفروضة على مستوطنين بالضفة الغربية
  • أستاذ علاقات دولية: أول قرار لترامب سيكون وقف العقوبات ضد روسيا
  • انخفاض أسعار النفط وسط توقعات تخفيف ترامب العقوبات ضد روسيا
  • أسعار النفط تترقب وسط توقعات تخفيف «ترامب» العقوبات ضد روسيا
  • بلينكن يبحث مع نظيره الأوكراني تعزيز العقوبات على روسيا
  • العقوبات على روسيا ترفع أسعار النفط
  • الاستخبارات الغربية تنفي تورط روسيا في إتلاف الكابلات في بحر البلطيق
  • تكامل آسيا الوسطى يصب في مصلحة واشنطن