جنبلاط يكمل المسار الجديد.. الخلافات مع المعارضة بدأت
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
يستمر النائب السابق وليد جنبلاط بالمسار السياسي الجديد الذي ظهّره للعلن بعد بدء معركة "طوفان الاقصى"، اذ ان الرجل لا يطلق مواقف قريبة ومتناغمة مع سياسات واستراتيجيات "حزب الله" فقط، بل يمارس العمل السياسي بالكامل متحالفاً مع الحزب، ولعل الجهد الذي قام به جنبلاط في الايام الماضية في ظل اجواء الحرب الشاملة لإستقبال النازحين المفترضين من الجنوب وتهيئة البيئة الدرزية لاحتضانهم ومعالجة الازمات والاشكالات التي حصلت في بعض القرى، كبير جداً، حتى ان الحزب بات يتحدث بإيجابية مبالغ بها عن جنبلاط بعد كل الخلافات السياسية التي حكمت العلاقة بين الطرفين في المرحلة الماضية، لا في السنوات العشرين الاخيرة.
حتى ان جنبلاط دخل في خلافات حزبية مع بعض القيادات البارزة في حزبه والذين كانت لديهم آراء مختلفة مرتبطة بالموقف من "حزب الله" أولاً وبإستقبال النازحين ثانياً، لكن جنبلاط حسم هذا الخلاف بعدما تصدى بشكل شبه كامل للشأن الحزبي الداخلي والسياسي ايضاً في ظل موقف متحفظ لدى النائب تيمور جنبلاط استراتيجيا وداخليا. لذا فإن مواقف جنبلاط لا يمكن اعتبارها خطوات اعلامية أو آنية بل ان الرجل يقوم بإعادة تموضع سياسية واستراتيجية طويلة الأمد، وسيكون لها آثر حقيقي في المرحلة المقبلة على التوازنات الداخلية والاستحقاقات الدستورية، وعلى التحالفات وعلاقة القوى والاحزاب ببعضها البعض.
حاولت القوى المسيحية المعارضة، وتحديداً حزبا "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" عدم خوض أي نقاش او كباش اعلامي وسياسي علني مع جنبلاط، وبقيت التصريحات ايجابية وديبلوماسية من النقلة النوعية التي قام بها الرجل بالرغم من "تلطيشاته" بين الحين والآخر التي اصابت حلفاءه السابقين، لكن المصلحة الإنتخابية للقوات مثلاً تفرض عليها عدم الذهاب بعيداً في الخلاف مع جنبلاط والمصلحة الإستراتيجية للمعارضة تجعل من جنبلاط الحليف الذي لا غنى عنه في المرحلة المقبلة، لان التوازنات داخل المجلس النيابي ستجعل من المعارضة أقلية حقيقية من دون اي قدرة لا على التعطيل ولا على ايصال مرشح منها او إقرار قانون .
في الايام الاخيرة بدأ بعض قيادات"القوات اللبنانية" تحديداً مهاجمة الحزب الإشتراكي وانتقاد جنبلاط وان كان ذلك ضمن حدود دنيا من الاشتباك الكلامي والخطابي، لكن التحول الكبير الذي قام به جنبلاط افقد قوى المعارضة القدرة على الضغط على "حزب الله" وتحول موقفها المعارض للحزب وخطوته العسكرية الى موقف مسيحي بحت من دون ان يأخذ طابعاً وطنياً كما كان ايام ثورة 17 تشرين او ايام الخلاف التقليدي بين 14 و8 اذار، لذلك فإن الاحتضان الدرزي للحزب، شعبياً وسياسياً، اضافة الى وجهة النظر السنيّة العامة مما يحصل في المنطقة أعطى الحزب غطاء وطنياً وجعله قادراً على تخطي الضغوط الداخلية وتجاوزها بسهولة.
لا مفر من الذهاب الى خلاف واضح بين قوى المعارضة، المسيحية تحديدا، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، اذ ان الاختلاف في وجهات النظر اليوم يؤثر بشكل جذري على كامل المشروع السياسي للمعارضة ويصيبها عمليا في مقتل، لذلك فإن تدحرج العلاقة بين الطرفين نحو السلبية لن يطول وقد يشكل الامر خدمة سياسية لجنبلاط تخرجه من الاحراج السياسي وتجعله اقدر على تطويع قيادة الحزب اولا والذهاب نحو خيارات داخلية جذرية في الانتخابات الرئاسية على سبيل المثال، كل ذلك لن يكون من السهل احتواء نتائجه في المدى المتوسط.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الصين: حريصون على حل الخلافات مع الاتحاد الأوروبى من خلال الحوار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس الصيني شى جين بينج، أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المركبات الكهربائية الصينية تجذب اهتمام العالم، مشيرا إلى أن بلاده حريصة دومًا على حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور.
وقال الرئيس الصيني - خلال لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس، على هامش قمة قادة مجموعة العشرين المنعقدة في ريو دي جانيرو في البرازيل، وفقا لوكالة الأنباء الصينية- " إنه يأمل أن تواصل ألمانيا القيام بدور مهم في هذا الصدد".. موضحا أنه عقد مع شولتس تبادلات عميقة ومثمرة خلال زيارة الأخير للصين في أبريل هذا العام، لافتا إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية حققت الدولتان نتائج مهمة في مجالات التنمية الخضراء والنقل المستدام والتعاون الزراعي مع إفريقيا، وتواصل العلاقات الصينية-الألمانية التوهج بحيوية وديناميكية جديدتين.
وذكر رئيس الصين أن بلاده وألمانيا، باعتبارهما ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم، بحاجة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مؤكدا أنه يتعين على الصين وألمانيا التركيز على الارتقاء بالتعاون من خلال الرقمنة والذكاء والإجراءات منخفضة الكربون، والعمل معا لاستكشاف أسواق طرف ثالث لتحقيق التعاون المربح للجانبين.
وأضاف أن الصين تعد أوروبا قطبًا مهمًا في عالم متعدد الأقطاب، مؤكدا أن (بكين) ملتزمة بالتعاون مع أوروبا لمواجهة التحديات بشكل مشترك وتعزيز التنمية المستدامة والمستقرة والسليمة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، قال شولتس "إن العلاقات الألمانية-الصينية أحرزت تقدما إيجابيا منذ زيارته الأخيرة للصين" مضيفا أنه في ظل الوضع الدولي المعقد الحالي، من المهم جدا بالنسبة لألمانيا والصين تعزيز الاتصالات والتعاون.
وأوضح أن الجانب الألماني يأمل في تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين بشكل أكبر، وتعزيز الحوار والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بروح المساواة والصراحة والاحترام المتبادل، وحل الخلافات على نحو مناسب، وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، والإسهام في التعافي الاقتصادي والنمو والازدهار المشترك على المستوى العالمي.
كما أعرب شولتس عن أمله في أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والصين من حل مسألة المركبات الكهربائية في أقرب وقت ممكن من خلال الحوار والتفاوض، معربا عن استعداد الجانب الألماني لبذل جهود إيجابية في هذا الصدد.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن أزمة أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط وغيرها من القضايا.