هل يحلّق «الرسام» بريشة «الصقور»؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
سلطان آل علي (دبي)
أعلن نادي الإمارات تعاقده مع أندريس إنييستا أسطورة إسبانيا وبرشلونة، وأحد الأسماء المحفورة في تاريخ المستديرة، وخطفت الصفقة الأضواء العالمية ووجّهتها إلى «دوري أدنوك للمحترفين» وإمارة رأس الخيمة التي ما زالت تعيش فرحة التعاقد مع نجم بهذا الحجم والقيمة.
ولا شك أنّ التعاقد مع أسطورة مثل إنييستا لها التأثير التسويقي الكبير على «دورينا» ونادي الإمارات بشكل خاص، نظراً للاهتمام الواسع الذي يحظى به «الرسّام» الذي حسم كأس العالم 2010 لمصلحة «الماتادور»، ورسم أجمل اللوحات مع برشلونة على مدى سنوات طويلة.
ولكنه يأتي اليوم بعد تجربة قضى بها 5 سنوات في اليابان، وبلغ الآن 39 عاماً، ولعلّ آخر موسمين اتضح فيهما حالة اللاعب البدنية والفنية المتراجعة، ولم يلعب إنييستا إلا 95 دقيقة هذا الموسم في الدوري الياباني مع فيسل كوبي على مدى 4 مباريات، وكان بديلاً في 3 منها، وأساسياً في واحدة فقط!، ولم يسجل أو يصنع أي هدف خلال هذه الدقائق القليلة. أخبار ذات صلة
ولم يشارك النجم الإسباني في 18 مباراة بالدوري خلال 22 جولة، ورغم غيابه عن الفريق، إلّا أن فيسل كوبي هو متصدر الدوري بالشراكة مع يوكوهاما إف مارينوس بـ44 نقطة.
والموسم الماضي 2021-2022، شارك إنييستا في 24 مباراة بالدوري الياباني، من أصل 34 جولة بمعدل 62 دقيقة كل مباراة، وأسهم في 5 أهداف للفريق، بتسجيل اثنين وصناعة ثلاثة أخرى.
وعانى فيسل من شبح الهبوط في الموسم الماضي، حتى الجولات الأخيرة، حيث أنهى الفريق الدوري، بفارق 4 نقاط فقط عن ملحق الهبوط!
وعلى مستوى دوري أبطال آسيا، لم يشارك «الرسام» في أي مباراة على الإطلاق مع فيسل الذي وصل إلى ربع النهائي، وخسر في الأوقات الإضافية أمام تشونبوك الكوري.
ولا تعد هذه الحالة غريبة، وأصبح فيسل كوبي يلعب بصورة أفضل، عندما يغيب إنييستا بسبب اختلاف الأسلوب، كما أنّ الكثير من جماهير الفريق كانت ترتفع توقعاتها بالخسارة، عندما يشارك الإسباني في الموسمين الأخيرين.
وتشير الأرقام في آخر موسمين إلى أنّ نسبة فوز فيسل كوبي، عندما يتواجد إنييستا في الملعب 21% فقط، في حين أنها ترتفع إلى 64% عندما يغيب عن المشاركة!
وعلى مدى 5 سنوات، بلغ مجموع المباريات التي غابها إنييستا عن فيسل كوبي ما يقارب 102 من أصل 236 مباراة، بنسبة بلغت 43% من الإجمالي، ويعد هذا الموسم الأعلى بنسبة غياب 80% عن المشاركة.
ويعوّل نادي الإمارات الكثير على الأسطورة الإسبانية في مساعدة الفريق للبقاء، والتقدم في المراكز إذا سنحت الفرصة، ولكن تبقى استمرارية المشاركة والحالة البدنية محل قلق وشك بناء على الأرقام في الفترة الماضية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات نادي الإمارات دوري أدنوك للمحترفين أندريس إنييستا برشلونة
إقرأ أيضاً:
الفريق اول ركن مهندس سفير !
مناظير السبت 8 مارس، 2025
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* لا ادري السبب في حالة العشق الأزلية في بلادنا (ومعظم الدول العربية) للألقاب لدرجة ان البعض يصر على ان يسبق اسمه باكثر من لقب واحد، وربما ثلاثة أو اربعة ألقاب!
* من اشهر النماذج الوزير السابق والمجرم الهارب من العدالة الدولية (عبدالرحيم محمد حسين) الذي كان مصرا على ان يسبق اسمه بلقب (الفريق اول ركن مهندس طيار) رغم انه لم يكن طيارا ولا مهندسا (دبلوم هندسة)، ولم يكن سيحصل على رتبة (الفريق اول) في الجيش السوداني لولا انتمائه للنظام البائد وصداقته لرأس النظام، وربما توقفت مسيرته العسكرية عند رتبة (رائد) لفشله المؤكد في إمتحان الترقي الى رتبة (المقدم)، وكلنا يذكر تبريره المضحك لاختراق طائرة إسرائيلية للمجال الجوي السوداني وقصفها لسيارة تحمل احد الارهابيين، عندما قال (الطيارة جات بى فوق وطافية نورها وقت صلاة العشا)، وكان وقتها وزيرا للدفاع ..!!
* جرت العادة فى الدول التى تحترم الألقاب، ان يُستخدم اللقب في أضيق نطاق ممكن، فالطبيب أو (الدكتور) هو دكتور فى المستشفى، والبروفيسور هو بروفيسور فى الجامعة، والمهندس هو مهندس فى المصنع أو الورشة أو مكان العمل، وليس فى السوق أو السينما أو أى مكان آخر !
* بل كثيرا ما تختفي الألقاب فى اماكن العمل نفسها الا للضرورة القصوى، فطيلة دراستي وعملي في الغرب لم اسمع لقب بروفيسور أو دكتور في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والعلمية الا نادرا جدا، ولم يحدث ان عرَّفنى شخص بنفسه مقدما اللقب على اسمه، رغم ان الجميع يحمل ارفع الدرجات الاكاديمية، بل قد يطلب الشخص في أغلب الاحيان ان يناديه الآخرون باسمه الاول أو (الإسم الذى يحبه) مجردا من اى ألقاب أو شكليات او رسميات، وبالمناسبة فإن الكثير من السياسيين والوزراء وشاغلي المناصب العامة في الغرب يحملون أرفع الدرجات الاكاديمية والعلمية، ولكن هل سمعتم في يوم من الأيام مَن يطلق على رئيس الوزراء او وزير الصحة او وزير الخارجية او وزير التعليم أو عضو الكونجرس ..إلخ، لقب بروفيسور او دكتور، رغم ان كثيرين منهم بروفيسيرات ودكاترة؟!
* أما صاحب اللقب في بلادنا فتجده مصرا عليه حتى في اماكن لا علاقة لها بعمله او مهنته او تخصصه، وإذا حدث عن طريق الخطأ أن ناديته باسمه مجردا من اللقب، تجده يغضب (ويمد بوزه شبرين) وربما يقاطعك مدى الحياة، كأنك انتقصت من قدره أو أسأت إليه، هذا بالطبع غير الألقاب المزورة التي يطلقها كثيرون على أنفسهم، وما اكثر البروفيسورات والدكاترة والمهندسين المزيفين وغيرهم!
* وهنالك من يعتقد ان حصوله على درجة فخرية مثل الدكتوراة الفخرية من إحدى الجامعات تقديرا لتبرعه لها ببعض المال (وقد يكون مسروقا)، تجعله دكتورا بالفعل، وتسمع المنافقين ينادونه "يا دكتور يا دكتور" وهو في غاية الانبساط والانشراح من الدكترة التي لا يستحقها !
* هذا كوم والرتب والألقاب العسكرية التي لا يتناسب نوعها وعددها على الاطلاق مع مقدرات وتسليح وتعداد الجيش كوم آخر، ففي الجيش السوداني المئات من الفرقاء الأوائل والفرقاء والالوية .. إلخ، ربما أكثر عددا من اقرانهم في الجيش المصري او حتى البريطاني أو الأمريكي رغم الفارق الضخم في كل شئ بينه وبين تلك الجيوش، دعك من الرتب والألقاب التي تُمنح بدون الحصول على المؤهل العسكري المطلوب (يجيك واحد من الخلا لا يعرف كيف يكتب اسمه، ثم تسمع به بعد ايام فريق أو لواء (واركان حرب كمان) في الجيش السوداني!
* وليت الأمر إقتصر على الجيش فقط، بل تعداه ليشمل الشرطة، وما أدراك ما فرقاء وألوية الشرطة .. (عمركم سمعتوا بضابط شرطة أمريكي أو بريطاني فريق أول أو فريق أو حتى لواء)؟!
* دعكم من كل ذلك .. هل هنالك ما يستدعي أن يصر احد السفراء على تعريف نفسه في المكاتبات والمحافل الرسمية وغير الرسمية داخل وخارج السودان بأنه (الفريق أول ركن مهندس)، أم أن لقب (سفير) ليس كافيا ليرضي غروره ويشبع طموحه ويشفيه من مركب النقص الذي يعاني منه؟!
* ارتحنا من الفريق أول ركن مهندس طيار، فابتلينا بالفريق أول ركن مهندس سفير .. اللهم لا اعتراض على حكمك !