نشرت ورقة بحثية حديثة من مركز أبحاث الأمن القومي في إسرائيل تتناول تداعيات استمرار الحرب على اقتصاد دولة الاحتلال، موضحة ثلاث سيناريوهات محتملة تشرح كيفية تأثير الصراع المستمر على المؤشرات الاقتصادية الرئيسية.

تتناول الورقة البحثية، التي نشرت في "القاهرة الإخبارية"، التأثيرات المحتملة لكل سيناريو على الاقتصاد الإسرائيلي.

السيناريو الأول: استمرار الوضع الراهن

يشير السيناريو الأول إلى احتمالية استمرار الوضع الراهن، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة مع اشتباكات محدودة على الجبهة الشمالية.

وفقًا للورقة، فإن هذا السيناريو من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض معدل النمو الاقتصادي إلى نحو 1% في العام 2024، مما يؤثر سلبًا على نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. 

من المتوقع أن يرتفع عجز الميزانية إلى 8%، ويصل الدين إلى 70% من الناتج المحلي الإجمالي. 

وقد يؤدي هذا الوضع إلى تآكل مكانة إسرائيل الدولية، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع التكنولوجيا الفائقة، وزيادة التوترات الاجتماعية والسياسية الداخلية.

السيناريو الثاني: تداعيات اقتصادية أشد

يستعرض السيناريو الثاني احتمالية نشوب صراع حاد مع حزب الله على الجبهة الشمالية، مع احتمال امتداد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع تشمل جبهات متعددة. 

وفقًا لهذا السيناريو، قد ينكمش الناتج المحلي بنسبة تصل إلى 10% في العام 2024. من المتوقع أن يرتفع عجز الموازنة إلى نحو 15%، وأن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى ما بين 80% و85%. 

سيكون لهذا الوضع تأثير طويل الأجل مشابه للتداعيات الاقتصادية التي شهدتها إسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مما يعقد قدرة إسرائيل على جذب رأس المال والاستثمار.

السيناريو الثالث: التوصل إلى اتفاق سلام

يقدم السيناريو الثالث تصورًا أقل حدة، حيث يتوقع الورقة أن يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب في قطاع غزة. 

هذا الاتفاق قد يؤدي إلى انسحاب جيش الاحتلال، مما سيتسبب في انخفاض مؤقت في النفقات العسكرية وتحسن طفيف في عجز الميزانية ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.

مع إنهاء الحرب، يتوقع استقرار تدريجي مع معدل نمو محتمل يبلغ 4.6% في العام 2025 للناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، فإن هذه التوقعات تعتمد على وجود حل سلمي يعيد الثقة للمستثمرين ويعزز الاستقرار الاقتصادي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تأثير الحرب على الاقتصاد سيناريوهات اقتصادية اقتصاد اسرائيل الحرب على غزة نسبة الدين عجز الميزانية النمو الاقتصادي الناتج المحلی الإجمالی

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد السوداني في أزمة: الحرب والسيول تعمقان المعاناة

يسلط هذا التقرير الضوء على الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الاقتصاد السوداني بسبب الحرب المستمرة والسيول والأمطار، مع تزايد معاناة المواطنين تحت وطأة التضخم ونقص الخدمات..

التغيير: الخرطوم

تشير الإحصائيات الأولية لكارثة السيول والأمطار إلى تدمير أكثر من 15 ألف منزل في السودان، منها 4 آلاف منزل بشكل كامل و9 آلاف منزل بشكل جزئي.

كما تضررت 40 من المرافق العامة، وأصيبت 168 ألف فدان من الأراضي الزراعية بأضرار بالغة. الأمطار والسيول التي هطلت مؤخراً زادت من معاناة السودانيين، الذين يعانون من الفقر والجوع في ظل ظروف اقتصادية سيئة أفرزتها الحرب.

وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، هناك أكثر من 11 مليون سوداني نازح، ومع تزايد الضغط، وصل معدل التضخم إلى 244%، مما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين وعجزهم عن تلبية احتياجاتهم اليومية من السلع والخدمات.

إحصائيات حكومية

ووفقاً لوزارة الصحة السودانية، تجاوز عدد حالات الإصابة بالكوليرا 6600 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 235. كما أظهرت الوزارة تضرر أكثر من 54 ألف أسرة جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت 11 ولاية في البلاد.

مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين: أكثر من 11 مليون سوداني نازح، ومع تزايد الضغط، وصل معدل التضخم إلى 244%

تسببت السيول والأمطار في جرف ستة طرق وجسور تربط بين أقاليم السودان، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية في ولايات دارفور الخمس، حيث تم قطع معظم الطرق الرئيسة، بما في ذلك معبر “المالحة” الذي يربط بين شرق الإقليم وليبيا، والطرق التي تربط بين دارفور ودولتي تشاد وجنوب السودان.

تأثير الحرب على العملة الوطنية واضح، حيث ارتفع سعر الدولار من 600 جنيه سوداني في بداية الحرب إلى حوالي ألف ومئة جنيه في يناير 2024، ومع نهاية يوليو 2024، ارتفع السعر إلى ألفين وسبعمئة وواحد وأربعين جنيهاً، بنسبة تراجع تصل إلى 149% خلال السبعة أشهر الأولى. حالياً، يتراوح السعر في المتوسط حول 752 ألف جنيه.

تناقضات في التصريحات الحكومية

يقول الباحث الاقتصادي أحمد عثمان لـ”التغيير”:إن “الحكومة السودانية ليس لديها حلول للأزمة، حيث يتم توجيه كافة الموارد للحرب. لكن تصريحات وزير المالية السوداني، د. جبريل إبراهيم، تتناقض مع الواقع، حيث يصف الوضع الاقتصادي بالسوء بسبب الحرب، ويشير إلى تراجع إيرادات الدولة بأكثر من 80% وانخفاض الصادرات بأكثر من 60%، ويعزو ذلك إلى الضغط الكبير على العملة المحلية. ومع ذلك، يفاجئ الوزير الجميع بالقول إن الاقتصاد السوداني ما زال متماسكاً ولم يحدث الانهيار المتوقع.”

وأكد عثمان أن السيول والأمطار ضاعفت معاناة السودانيين الذين لا يجدون قوت يومهم في مناطق النزوح. كما أشار إلى أن الإغاثة التي يتم الإعلان عنها في الإعلام لا تصل إلا بشكل ضئيل، وتساءل عن اهتمام الحكومة بمواطنيها، مذكراً أن الموازنة لم تشمل أي بنود للكوارث الطبيعية حتى قبل الحرب، وهو أمر غير معتاد حيث تكون معظم الموازنات تحتوي على بنود للطوارئ.

وأشار أحمد عثمان إلى أن ارتفاع الأسعار يمكن ملاحظته من سعر البنزين، حيث وصل سعر الجالون إلى 100 ألف جنيه، مما يؤثر بشكل مباشر على كافة السلع والخدمات. كما أن فشل الموسم الزراعي في مشاريع الجزيرة وولاية سنار أدى إلى تضاعف تكلفة الزراعة في المناطق المتبقية.

تسييس الأزمة

وانتقد الناشط في منظمات المجتمع المدني إدريس حامد في حديثه لـ”التغيير” رفض الحكومة تسمية الوضع في السودان بالمجاعة، قائلاً: “الحكومة ترفض تسمية الوضع بالمجاعة وتكتفي بتقديم دعم ضئيل جداً للمواطنين، مع استمرار معاناة الملايين من موظفي القطاع الخاص الذين فقدوا وظائفهم. جاءت كارثة السيول والأمطار لتزيد من معاناتهم، حيث فقد الكثيرون بيوتهم ومدخراتهم للمرة الثانية، الأولى بسبب الحرب والثانية نتيجة السيول والأمطار.”

وأضاف إدريس: “الوضع الاقتصادي أصبح لا يطاق، فالوضع في المناطق البعيدة من الحرب يظهر أن بعض الأسر لا تملك ثمن وجبة، ويعتمدون على أكل الأشجار وأحياناً عجين الدقيق. يجب على الحكومة أن تعترف بالمجاعة وتفتح الممرات الإنسانية لتوصيل الإغاثة للملايين من المواطنين الذين لا يجدون الطعام والدواء.”

وأشار إلى أن الوضع في مناطق سيطرة الدعم السريع أسوأ بكثير، حيث تنتشر الأمراض مثل الكوليرا والملاريا والتيفوئيد وأمراض العيون نتيجة انهيار النظام الصحي وعدم قدرة المواطنين على الحصول على العلاج. الوضع الصحي المتأزم بسبب الحرب جعل هذه الأمراض تتحول إلى وباء يهدد حياة الآلاف من المواطنين، خاصةً النازحين.

الوسومالامطار والسيول انهيار اقتصاد السودان حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • لوفيغارو: اقتصاد إسرائيل يعاني بسبب حرب غزة
  • "أونكتاد": الناتج المحلي الإجمالي لغزة انخفض بنسبة 81% أواخر عام 2023
  • الاقتصاد السوداني في أزمة: الحرب والسيول تعمقان المعاناة
  • أونكتاد: الناتج المحلي الإجمالي لـ غزة انخفض بنسبة 81% في الربع الأخير من عام 2023
  • قفزة غير متوقعة في أسعار الذهب في مصر: تأثير الارتفاع العالمي على السوق المحلي
  • الأمم المتحدة: اقتصاد غزة انكمش منذ 7 أكتوبر إلى أقل من سدس حجمه قبل الحرب
  • «النقد الدولي» يتفق مع أوكرانيا على المراجعة الخامسة لبرنامج القروض صن
  • هل يمكن تحقيق الأمن والسلام مع استمرار الاحتلال؟
  • ترامب: هاريس تكره إسرائيل.. وحديث عن "الكارثة الإنسانية"
  • لبنان عالق بين نموذجَيْ سوريا والأردن