سفاح الأقارب والعطف على الفقراء و"متلازمة" أشهر نساء فرنسا
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
ماري أنطوانيت تعد من أكثر الشخصيات جدلا في التاريخ الفرنسي. وعلى الرغم ما ألصق بها من فجور وعربدة وتبذير بدرجات تفوق الوصف، يجد البعض لها حسنات ويقول إنها كانت تعطف على الفقراء!
إقرأ المزيدزُوجت ماري أنطوانيت، ابنة الإمبراطور فرانسيس الأول في النمسا وهي في سن 15 عاما من ولي عهد فرنسا، الدوق دي بيري الذي اعتلى عرش البلاد في عام 1774، وأصبح يدعى الملك لويس السادس عشر.
أقيم لهذه الصبية التي كانت توصف بأنها آية في الحسن حفل زفاف في فيينا قبل أن تنتقل إلى باريس ويقام لها حفل مشهود انتهى بكارثة ارتبطت بمصيرها المأساوي.
حفل الزفاف الثاني الذي أقيم في فرساي استمر لمدة أسبوعين، اختتم يومه الأخير في ساحة الكونكورد في باريس، إلا أن المنطقة التي نظمت فيها الاحتفالات كانت مليئة بخنادق البناء والحفر، وحين بدأت الألعاب النارية تنطلق وتنفجر بأصوات مدوية، تدافع السكان للهرب وسقط العديد منهم فيما سارت حشود أخرى على أجسادهم، وانتهت المأساة بمقتل 139 شخصا دهسا. جمعت الجثث ودفت في قبر مشترك.
مر هذا الأمر وأصبحت ماري انطوانيت ملكة على فرنسا، وكان زوجها الملك لويس السادس عشر يعاني من مشكلة تمنعه من إداء واجباته الزوجية، وبعد جهود وتدخلات من فيينا، أقنع الملك بإجراء عملية "ختام" لتصحيح الوضع، الأمر الذي جرى بنجاح، إلا أن المشكلة علقت بصاحب تاج فرنسا حينها، وأصبحت مادة للتندر والسخرية.
على خلفية هذا الأمر وجرأة ماري أنطوانيت في حفلات الرقص، انتشرت الشائعات عن عشاقها العديدين وعن ولعلها بالهدايا وتبذيرها على "نزواتها" المختلفة، ومن جهة أخرى اشتهرت بحدبها على الفقراء.
رواية شائعة تنسب لها قولها أثناء تدافع الجياع أمام قصرها قبيل تفجر الثورة الفرنسية قولها "إذا لم يكن لديهم خبز، فليأكلوا البسكويت"، إلا أن أصوات تشكك في هذه الرواية قائلة إن ماري أنطوانيت كانت تساعد الفقراء وكانت تدرك أوضاعهم بشكل جيد، ومن المستبعد أن تقول مثل هذه العبارة.
من الإيجابيات التي تنسب إلى ماري أنطوانيت أنها كانت تحب الأطفال كثيرا، وأنها بعد أن توفى لها طفلان من بين الأربعة الذين أنجبتهم، تبنت خمسة أطفال على الأقل في حياتها، آخرهم صبي من أصل سنغالي أهدي إليها، لكنها عمدته واعتبرته ابنا لها.
بالمقابل، يُذكر أنها شيدت مقرا منعزلا يشبه مزرعة فاخرة. وهنا سرت شائعات بأنها كانت تتصرف بطريقة غير لائقة، وأنها ونساء أخريات في هذه القرية الملكية كن منغمسات في الفجور سواء مع رجال أو فيما بينهن!
أطاحت الثورة الفرنسية بلويس السادس عشر، وبعد خمسة أشهر أعدم الملك، وانتهى الأمر بماري أنطوانيت والأسرة الملكية إلى السجن، فيما فشلت عدو محاولات من قبل أنصار الملكية لإنقاذها.
الثورة الفرنسية أنهت حياة الرخاء والرفاهية واللهو التي تعودت عليها ماري أنطوانيت، وبدأت رحلتها مع العذاب والإهانة. جرى استغلال ابنها الثاني لويس تشارلز في هذا الأمر الذي قام أحد رجالات الثورة الفرنسية، يوصف بالقسوة والجهل ويدعى أنطوان سيمون بالسيطرة على هذا الابن وتلقينه ودفعه للإدلاء بشهادة ضد والدته عن علاقاتها الحميمية، بل واعترف بانه ووالدته مارسا سفاح الأقارب، الأمر الذي نفته ماري أنطوانيت بشدة. اللافت أن لويس تشارلز ان صغيرا لن يتعدى في ذلك الوقت سن الثامنة.
يحكى أن ماري أنطوانيت في الليلة التي سبقت إعدامها بالمقصلة بعد إدانتها بالتآمر وخيانة مصالح البلاد، استحال شعرها فجأة إلى اللون الرمادي، وكانت تبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما فقط. وهذا التغيير المفاجئ في لون الشعر أرجع إلى الإجهاد الشديد، وأطلق عليه اسم "متلازمة ماري أنطوانيت".
بعد أن قطع رأسها بالمقصلة، ألقيت بقية جثة ماري أنطوانيت في نفس ذلك القبر الجماعي الذي ضم الضحايا الذين سقطوا في حفل زفافها في باريس.
الوضع تغير في يناير عام 1815، وتسنى التعرف على رفاتها وإعادة دفنه في دير "سان دوني"، وكذلك بقايا زوجها، الملك لويس السادس عشر.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
ما هي متلازمة النوم القصير؟ وهل تشكل خطرًا على الصحة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في العادة، من ينام أقل من ست ساعات في الليلة يشعر بالإرهاق خلال النهار، لكن هناك فئة من الناس لا تنطبق عليهم هذه القاعدة، ويعود ذلك لما يُعرف بـ”متلازمة النوم القصير”، وهذه المتلازمة تشير إلى أشخاص يتمتعون بنمط نوم طبيعي، إلا أن مدته أقصر من المعتاد، تتراوح غالبًا بين أربع إلى ست ساعات يوميًا، ومع ذلك يستيقظون بنشاط دون الإحساس بالنعاس أو التعب خلال النهار، على عكس أغلب من يحصلون على ساعات نوم مماثلة.
ورغم أن كلمة “متلازمة” قد توحي بوجود خلل أو اضطراب، فإن متلازمة النوم القصير لا تُعد مرضًا أو اضطرابًا في النوم، بل هي صفة بيولوجية يتمتع بها بعض الأفراد، ويُطلق عليهم “أصحاب النوم القصير الطبيعي”، وبمعنى أنهم لا يعانون من الأرق، ولا يقللون ساعات نومهم عمدًا، وإنما هذا هو نمطهم الفسيولوجي الطبيعي،!كما أن الاستيقاظ بالنسبة لهم غالبًا لا يحتاج إلى منبه.
لماذا ينام البعض فترات أقصر دون أن يتأثروا؟لا تزال الأبحاث في هذا المجال قائمة، لكن العلماء تمكنوا من رصد بعض الجينات المرتبطة بهذه الظاهرة، أبرزها الجين المعروف باسم DEC2، والذي يُعتقد أن له دورًا في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم.
كما اكتشف الباحثون جينًا آخر يُعرف بـADRB1، ظهر في تحليل وراثي أُجري على عائلة تضم ثلاثة أجيال من أصحاب النوم القصير الطبيعي. عند تجربة تعديل هذا الجين على الفئران، تبيّن أنه يؤثر في منطقة دماغية مسؤولة عن تنظيم دورات النوم.
لكن لا ينبغي القفز إلى استنتاجات مثل إمكانية “هندسة بشرية” لإنتاج أفراد يحتاجون إلى وقت نوم أقل، فالموضوع لا يزال تحت الدراسة. ما نعرفه حاليًا يأتي من تجارب على الحيوانات، وربما تُظهر الأبحاث مستقبلًا أن هذه السمة لا ترتبط بجين واحد فقط، بل بعدة عوامل وراثية معقدة.
هل قلة النوم دائمًا مضرة؟بالنسبة للأشخاص الذين لا يتمتعون بهذه السمة ويقلّصون ساعات نومهم بشكل مستمر، فإن قلة النوم ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، السمنة، واضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
أما من يملكون طبيعة نوم قصيرة بصورة فطرية، فإن النوم لخمس أو ست ساعات لا يبدو أنه يسبب لهم ضررًا. ومع ذلك، تظل الدراسات قائمة وقد تكشف مع الوقت عن تأثيرات لم يتم رصدها بعد، لكن لا يوجد في الوقت الحالي ما يثبت أن نمط النوم القصير الطبيعي يشكل خطرًا صحيًا.