جريدة الوطن:
2024-09-14@00:33:48 GMT

كيف نتعافى من الصدمات؟

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

كيف نتعافى من الصدمات؟

د.هند الرستماني اختصاصية إماراتية في الصحة النفسية، المؤسّسة والرئيسة التنفيذية لعيادة أمان للعافية

يعد الوعي بالصدمة أمراً بالغ الأهمية لتعزيز التفاهم وتوفير الدعم المناسب، وتعزيز الوقاية، وبناء القدرة على الصمود. ومن خلال إدراك تأثير التجارب المؤلمة والعمل على الشفاء والتعافي، يمكن للأفراد والمجتمعات خلق بيئة أكثر أمانًا ودعمًا لأولئك الذين عانوا من الصدمات.


وتشير الصدمة إلى تجربة مؤلمة أو مزعجة للغاية تطغى على قدرة الفرد على التأقلم. يمكن أن يكون سببها مجموعة من الأحداث، مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث أو العنف أو سوء المعاملة أو فقدان أحد أفراد الأسرة. قد يكون للصدمة تأثير دائم على صحة الشخص الجسدية والعاطفية والنفسية، وقد تؤدي إلى أعراض مثل القلق والاكتئاب وذكريات الماضي وصعوبة تكوين العلاقات. يتضمن الشفاء من الصدمة التعرف على آثار هذه التجارب ومعالجتها من أجل المضي قدمًا نحو التعافي والمرونة في الحياة.
إن الشفاء من الصدمة قد يستغرق وقتًا وجهدًا للتغلب على آثار التجارب المؤلمة. سواء كانت الصدمة نتيجة لحدث واحد أو سوء معاملة مستمر، فإن التأثير يمكن أن يكون عميقًا وطويل الأمد. ومع ذلك، مع الدعم والموارد المناسبة، من الممكن الشفاء والمضي قدمًا من هذه التجارب.

خطوات
إحدى الخطوات الأولى للشفاء من الصدمة هي التعرف على المشاعر والاعتراف بمشاعر الفرد والتحقق من صحتها وتقبلها. يمكن أن تؤدي الصدمة للشعور بالإرهاق أو الخوف أو الغضب أو الخدر. من المهم أن يسمح الفرد لنفسه الإحساس بتلك المشاعر وعدم الحكم على النفس بسبب تجربتها. من المفيد أيضًا ايجاد مساحة آمنة للتحدث عن مشاعر الفرد المصاب، سواء كان ذلك مع معالج نفسي، أو صديق يثق به، أو مجموعة دعم. التحدث عن تجارب ومشاعر الفرد يمكن أن تساعد على معالجة ما حدث له وفهمه.

تعلم آليات التكيف
هناك جانب آخر مهم للشفاء من الصدمة وهو تعلم آليات التكيف لإدارة آثار التجارب. يمكن أن يشمل ذلك ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية مثل التمارين الرياضية أو التأمل أو كتابة اليوميات أو قضاء الوقت في الطبيعة. ومن المفيد أيضًا تطوير آليات التكيف الصحية لإدارة التوتر والقلق، مثل تمارين التنفس العميق أو استرخاء العضلات التدريجي. إن العثور على طرق لتهدئة النفس وإراحتها يمكن أن يساعد على الشعور بمزيد من الثبات والمرونة في مواجهة المشاعر الصعبة.

المعتقدات السلبية
من المهم أيضًا معالجة أي معتقدات سلبية أو لوم ذاتي قد يكون نشأ عن التجارب المؤلمة. يمكن للصدمة في كثير من الأحيان أن تجعل الأفراد يشعرون بالذنب أو الخجل بشأن ما حدث لهم. ومن المهم تحدي هذه المعتقدات وتذكير النفس بأنها ليست المسؤول عما حدث. يمكن أن يساعد العمل مع معالج أو مستشار في إعادة صياغة هذه المعتقدات وتطوير موقف أكثر تعاطفًا وتسامحًا تجاه نفس الفرد المصاب بالصدمة.

مجموعات الدعم
بالإضافة إلى العلاج الفردي، يمكن أن تكون مجموعات الدعم مصدرًا قيمًا للشفاء من الصدمات. إن التواصل مع الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة يمكن أن يوفر التحقق من الصحة والفهم والشعور بالانتماء للمجتمع. قد يكون من المفيد أيضًا سماع قصص الآخرين عن المرونة والتعافي، ومعرفة أن الفرد ليس وحده في رحلته نحو الشفاء.

خلق شعور بالأمان
جانب آخر مهم للشفاء من الصدمة هو خلق شعور بالأمان والاستقرار في حياة الفرد. يمكن أن يتضمن ذلك وضع حدود مع الآخرين، وإنشاء روتين يعزز البنية والقدرة على التنبؤ، والانخراط في الأنشطة التي تجلب السعادة والراحة. إن تطوير شبكة دعم من الأصدقاء أو العائلة أو غيرهم من الأفراد الجديرين بالثقة يمكن أن يوفر أيضًا إحساسًا بالأمان والتواصل الضروري للشفاء.

عملية تدريجية
ومن المهم أن نتذكر أن الشفاء من الصدمة هي عملية تدريجية ومستمرة. قد يكون هناك صعود وهبوط على طول الطريق، والنكسات هي جزء طبيعي من رحلة التعافي. من المهم أن يكون الفرد صبورًا ورحيمًا مع نفسه أثناء اجتياز تلك التحديات. يلزم التذكر أن الشفاء ممكن، ومع الدعم والموارد المناسبة، يمكن التغلب على آثار الصدمة والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

أمل ومساعدة متاحة
إن الشفاء من الصدمة عملية معقدة ومتعددة الأوجه تتطلب الوقت والجهد والدعم. من خلال الاعتراف بمشاعر الفرد المصاب والتحقق منها، وتطوير آليات التكيف الصحية، وتحدي المعتقدات السلبية، والتواصل مع الآخرين، وخلق شعور بالأمان والاستقرار في حياة الفرد، يمكن التغلب على آثار التجارب المؤلمة والتحرك نحو حياة أكثر إشباعًا وتمكينًا. ويلزم التذكر أن الفرد ليس وحده في رحلته نحو الشفاء، وأن هناك أمل ومساعدة متاحة لدعمه على طول الطريق.

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: آلیات التکیف للشفاء من على آثار من المهم یمکن أن قد یکون

إقرأ أيضاً:

ماركا الإسبانية: إبراهيم.. هل يكون الكرة الذهبية الأفريقية التالية للمغرب؟

ترجمة: هدى جميعي

بعد الأداء المميز الذي قدمه لاعب ريال مدريد، إبراهيم دياز، أمس أمام ليسوتو في أكادير (1-0)، ارتفعت الأصوات في المغرب مطالبة بمنحه الكرة الذهبية. 

الهدف الذي سجله براهيم في الدقيقة 93 كان الثاني له على التوالي في هذه النافذة من تصفيات كأس إفريقيا، حيث سجل هدفًا آخر الأسبوع الماضي ضد الغابون في الفوز (4-1).

إبراهيم، الذي جلس على مقاعد البدلاء وشارك في الشوط الثاني، استلم الكرة على حدود المنطقة، راوغ اثنين من المدافعين، وسجل هدفًا رائعًا. ولذا، من المفهوم حالة الفرح الكبيرة التي تعم الجماهير المغربية، خاصة بعد اختيار براهيم تمثيل المغرب بدلًا من إسبانيا، حيث وُلد في مدينة مالقا.

المغرب الآن يتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، سواء فيما يتعلق بتصفيات كأس العالم 2026، حيث يتصدر منتخب "أسود الأطلس" المجموعة الخامسة، أو باستضافة كأس إفريقيا 2025، البطولة التي ستقام في المملكة بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026.

الكرة الذهبية الأفريقية، التي ينظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، تُمنح عادة في نهاية دجنبر، حيث ستصدر قريبًا، قائمة أولية تضم 30 لاعبًا، قبل أن يتم تقليصها إلى 10 لاعبين يتنافسون على الجائزة.

جدير بالذكر أن France Football توقفت عن منح الكرة الذهبية الأفريقية منذ 1995 عندما قررت توسيع نطاق جائزتها لتشمل أي لاعب يلعب في نادٍ أوروبي، مما سمح للأفريقي جورج وياه بالفوز بالجائزة الكبرى في نفس العام.

إبراهيم دياز، الذي حصل على عدة ألقاب هذا العام، من بينها دوري الأبطال، الليغا، وكأس السوبر الإسبانية، حقق أفضل أرقامه مع ريال مدريد في 2024 بإجمالي 13 هدفًا وثماني تمريرات حاسمة، والآن، مع بداية موسم 2024-2025، يواصل تألقه في الفريق.

المغرب يحلم بإعادة الكرة الذهبية الأفريقية إلى خزانته منذ أن فاز بها مصطفى حجي في 1998 كلاعب في ديبورتيفو لاكورونيا، والجدير بالذكر أن آخر فائز بالجائزة في 2023 كان النيجيري فيكتور أوسيمين.

قد يكون المنافس الرئيسي لبراهيم هو النيجيري آدمولا لوكمان، لاعب أتالانتا، الذي تم إدراجه في قائمة France Football لجائزة الكرة الذهبية لعام 2024.

عن صحيفة ماركا الإسبانية

مقالات مشابهة

  • دعم إماراتي لمؤسسة مجدي يعقوب يعزز فرص الشفاء
  • نادال.. «مسلسل الصدمات»!
  • هل تفتح «التموين» إضافة المواليد لأسر تكافل وكرامة الجدد؟
  • كتلة سياسية وسطية تلوح في الأفق… فمن يكون المؤسس؟!
  • استخدام الأصباغ الغذائية لتحويل جلود فئران التجارب إلى اللون الشفاف
  • قيادي مؤتمري: فشلت كل التجارب ولم يبقى لنا الا مشروع واحد في اليمن
  • جمعية عناية الصحية تفوز بجائزة التطوع الصحي ضمن مبادرة رصد التجارب المميزة في تحفيز المتطوعين الصحيين
  • ماركا الإسبانية: إبراهيم.. هل يكون الكرة الذهبية الأفريقية التالية للمغرب؟
  • ندوة تناقش تعزيز الوعي المالي لطلبة المدارس والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية
  • «التخطيط العمراني»: تطوير المناطق غير المخططة يزيد نصيب الفرد من المساحة الخضراء