جريدة الوطن:
2024-11-23@21:44:14 GMT

كيف نتعافى من الصدمات؟

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

كيف نتعافى من الصدمات؟

د.هند الرستماني اختصاصية إماراتية في الصحة النفسية، المؤسّسة والرئيسة التنفيذية لعيادة أمان للعافية

يعد الوعي بالصدمة أمراً بالغ الأهمية لتعزيز التفاهم وتوفير الدعم المناسب، وتعزيز الوقاية، وبناء القدرة على الصمود. ومن خلال إدراك تأثير التجارب المؤلمة والعمل على الشفاء والتعافي، يمكن للأفراد والمجتمعات خلق بيئة أكثر أمانًا ودعمًا لأولئك الذين عانوا من الصدمات.


وتشير الصدمة إلى تجربة مؤلمة أو مزعجة للغاية تطغى على قدرة الفرد على التأقلم. يمكن أن يكون سببها مجموعة من الأحداث، مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث أو العنف أو سوء المعاملة أو فقدان أحد أفراد الأسرة. قد يكون للصدمة تأثير دائم على صحة الشخص الجسدية والعاطفية والنفسية، وقد تؤدي إلى أعراض مثل القلق والاكتئاب وذكريات الماضي وصعوبة تكوين العلاقات. يتضمن الشفاء من الصدمة التعرف على آثار هذه التجارب ومعالجتها من أجل المضي قدمًا نحو التعافي والمرونة في الحياة.
إن الشفاء من الصدمة قد يستغرق وقتًا وجهدًا للتغلب على آثار التجارب المؤلمة. سواء كانت الصدمة نتيجة لحدث واحد أو سوء معاملة مستمر، فإن التأثير يمكن أن يكون عميقًا وطويل الأمد. ومع ذلك، مع الدعم والموارد المناسبة، من الممكن الشفاء والمضي قدمًا من هذه التجارب.

خطوات
إحدى الخطوات الأولى للشفاء من الصدمة هي التعرف على المشاعر والاعتراف بمشاعر الفرد والتحقق من صحتها وتقبلها. يمكن أن تؤدي الصدمة للشعور بالإرهاق أو الخوف أو الغضب أو الخدر. من المهم أن يسمح الفرد لنفسه الإحساس بتلك المشاعر وعدم الحكم على النفس بسبب تجربتها. من المفيد أيضًا ايجاد مساحة آمنة للتحدث عن مشاعر الفرد المصاب، سواء كان ذلك مع معالج نفسي، أو صديق يثق به، أو مجموعة دعم. التحدث عن تجارب ومشاعر الفرد يمكن أن تساعد على معالجة ما حدث له وفهمه.

تعلم آليات التكيف
هناك جانب آخر مهم للشفاء من الصدمة وهو تعلم آليات التكيف لإدارة آثار التجارب. يمكن أن يشمل ذلك ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية مثل التمارين الرياضية أو التأمل أو كتابة اليوميات أو قضاء الوقت في الطبيعة. ومن المفيد أيضًا تطوير آليات التكيف الصحية لإدارة التوتر والقلق، مثل تمارين التنفس العميق أو استرخاء العضلات التدريجي. إن العثور على طرق لتهدئة النفس وإراحتها يمكن أن يساعد على الشعور بمزيد من الثبات والمرونة في مواجهة المشاعر الصعبة.

المعتقدات السلبية
من المهم أيضًا معالجة أي معتقدات سلبية أو لوم ذاتي قد يكون نشأ عن التجارب المؤلمة. يمكن للصدمة في كثير من الأحيان أن تجعل الأفراد يشعرون بالذنب أو الخجل بشأن ما حدث لهم. ومن المهم تحدي هذه المعتقدات وتذكير النفس بأنها ليست المسؤول عما حدث. يمكن أن يساعد العمل مع معالج أو مستشار في إعادة صياغة هذه المعتقدات وتطوير موقف أكثر تعاطفًا وتسامحًا تجاه نفس الفرد المصاب بالصدمة.

مجموعات الدعم
بالإضافة إلى العلاج الفردي، يمكن أن تكون مجموعات الدعم مصدرًا قيمًا للشفاء من الصدمات. إن التواصل مع الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة يمكن أن يوفر التحقق من الصحة والفهم والشعور بالانتماء للمجتمع. قد يكون من المفيد أيضًا سماع قصص الآخرين عن المرونة والتعافي، ومعرفة أن الفرد ليس وحده في رحلته نحو الشفاء.

خلق شعور بالأمان
جانب آخر مهم للشفاء من الصدمة هو خلق شعور بالأمان والاستقرار في حياة الفرد. يمكن أن يتضمن ذلك وضع حدود مع الآخرين، وإنشاء روتين يعزز البنية والقدرة على التنبؤ، والانخراط في الأنشطة التي تجلب السعادة والراحة. إن تطوير شبكة دعم من الأصدقاء أو العائلة أو غيرهم من الأفراد الجديرين بالثقة يمكن أن يوفر أيضًا إحساسًا بالأمان والتواصل الضروري للشفاء.

عملية تدريجية
ومن المهم أن نتذكر أن الشفاء من الصدمة هي عملية تدريجية ومستمرة. قد يكون هناك صعود وهبوط على طول الطريق، والنكسات هي جزء طبيعي من رحلة التعافي. من المهم أن يكون الفرد صبورًا ورحيمًا مع نفسه أثناء اجتياز تلك التحديات. يلزم التذكر أن الشفاء ممكن، ومع الدعم والموارد المناسبة، يمكن التغلب على آثار الصدمة والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

أمل ومساعدة متاحة
إن الشفاء من الصدمة عملية معقدة ومتعددة الأوجه تتطلب الوقت والجهد والدعم. من خلال الاعتراف بمشاعر الفرد المصاب والتحقق منها، وتطوير آليات التكيف الصحية، وتحدي المعتقدات السلبية، والتواصل مع الآخرين، وخلق شعور بالأمان والاستقرار في حياة الفرد، يمكن التغلب على آثار التجارب المؤلمة والتحرك نحو حياة أكثر إشباعًا وتمكينًا. ويلزم التذكر أن الفرد ليس وحده في رحلته نحو الشفاء، وأن هناك أمل ومساعدة متاحة لدعمه على طول الطريق.

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: آلیات التکیف للشفاء من على آثار من المهم یمکن أن قد یکون

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟

حذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم يحبس أنفاسه مع احتمال تفجر الصراع بين إسرائيل وإيران في أي وقت، وذكرت أن ما يقرب من شهر قد انقضى منذ هاجمت إسرائيل قواعد إيران العسكرية، ولا يزال العالم يترقب كيف سترد طهران.

وتتساءل الصحيفة، في تقرير لمراسلتها في روما، لارا جايكس، عن الأسباب التي تمنع القوتين في الشرق الأوسط من الدخول في حرب أوسع نطاقا بدت للوهلة الأولى أنها على وشك الانفجار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الحرس الثوري الإيراني: مواجهتنا مع إسرائيل لها امتداد دوليlist 2 of 2إعلام إسرائيل يتساءل: متى سترد إيران؟ وكيف؟end of list

وربما كان المحللون يتوقعون، منذ وقت ليس ببعيد، أن أي ضربة مباشرة من إيران على إسرائيل، أو من إسرائيل على إيران، ستؤدي إلى اندلاع حريق فوري، إلا أن الأمور لم تسر على هذا النحو.

كواليس

وذكرت الصحيفة أن أحد أسباب ذلك التحركات الدبلوماسية المحمومة "خلف الكواليس" من الولايات المتحدة ودول عربية.

ومع ذلك، فإن تبادل الهجمات "المدروسة والمحدودة" بين إسرائيل وإيران تنذر أيضا بحرب "صدمة وترويع" بينهما، قد تكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على معظم دول العالم.

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن جوليان بارنز داسي، مدير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن طبيعة الهجمات المتبادلة تشي -على ما يبدو- بأن الدولتين تدركان مدى خطورة نشوب حرب إقليمية أشد ضراوة، ترغب كلتاهما -على الأرجح- في تفاديها.

واستدرك أن ذلك لا يعني أن النهج الحالي يخلو من مزالق، فهو "مسار محفوف بمخاطر جمة وغير مستدام، سرعان ما قد يخرج عن السيطرة".

التصعيد تدريجيا

وأضاف أن إسرائيل ربما تتعمد التدرج في التصعيد بنية القيام، في نهاية المطاف، بشيء أوسع نطاقا وأكثر حسما.

ورغم كل ذلك، فإن نيويورك تايمز ترى أن الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لا تشبه كثيرا الحرب المعروفة باسم الصدمة والترويع التي تُستخدم فيها القوة النارية الماحقة والتكنولوجيا المتفوقة والسرعة لتدمير قدرات العدو المادية وإرادته في المقاومة، وهو مدلول أطلقه لأول مرة خبيران عسكريان أميركيان عام 1996.

ولعل أبرز مظاهر الصدمة والترويع التي لا تنسى -حسب الصحيفة- تلك التي تجلت في وابل الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في بداية غزوها العراق عام 2003، وحربها على أفغانستان عام 2001.

وتعتقد الصحيفة أنه سيكون من الصعب تنفيذ حرب "الصدمة والترويع" في الصراع الدائر حاليا في الشرق الأوسط، ذلك أنه يستدعي إشراك قوات برية وتزويدها بعتاد بري وجوي وبحري أكثر مما قد ترغب إسرائيل أو إيران في نشره عبر مئات الأميال التي تفصل بينهما.

الصدمة والترويع

ولا تزال الأوساط العسكرية تتداول في إذا ما كان هجوم "الصدمة والترويع" قابلا للتطبيق. وهذا ما ناقشه رئيس هيئة الأركان المشتركة المتقاعد، الجنرال الأميركي مارك ميلي، والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت، في مقالهما التحليلي الذي نشرته مجلة فورين أفيرز أغسطس/آب الماضي.

وفي ذلك المقال، كتب الاثنان أن عصر حروب الصدمة والترويع، "التي كانت واشنطن قادرة فيها على القضاء على خصومها بقوة نيران قاهرة، قد ولى"، وأن الأسلحة ذاتية التشغيل والذكاء الاصطناعي يغيران طبيعة الحرب.

وقد رد محللان في مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للبحرية الملكية البريطانية، الشهر الماضي، على المقال المذكور بأن حرب الصدمة والترويع تتطور ولم تنتهِ، واستدلا على ذلك بهجوم إسرائيل على حزب الله في لبنان عبر أجهزة النداء واللاسلكي المفخخة.

ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن تبادل الهجمات الأشهر الماضية بين إسرائيل وإيران جعل المسؤولين حول العالم في حالة تأهب لحرب إقليمية أوسع نطاقا. وبعد ساعات من الضربات، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي إن بلاده قررت خلق "معادلة جديدة" في صراعها المستمر منذ سنوات مع إسرائيل.

مخاطر

غير أن فرزان ثابت، وهو محلل متخصص في السياسة الإيرانية والشرق أوسطية في معهد جنيف للدراسات العليا في سويسرا، صرح للصحيفة الأميركية بأن وابل الهجمات الصاروخية المنضبطة يبدو أنه يشير إلى نوع جديد من الحروب.

لكنه حذر أيضا من الأسوأ ربما يحدث حتى الآن، إذ أشارت إيران مؤخرا إلى أنها مستعدة لضرب مصادر الطاقة الرئيسية في إسرائيل -بما في ذلك حقول الغاز ومحطات الطاقة ومحطات استيراد النفط- في حال استُهدفت بنيتها التحتية المدنية.

ويعتقد ثابت أن إيران "تحاول أن تكون لها الكلمة الأخيرة"، بمعنى أنها "تريد أن تُظهر لشعبها وللرأي العام الإقليمي أنها فعلت شيئا، لكنها لا تريد تصعيد الصراع".

ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للسلطة، فإن نيويورك تايمز تتوقع على نطاق واسع أن ينتهج سياسة خارجية مواتية لإسرائيل، و"يحشد صقورا مناوئين لإيران في حكومته"، مما قد ينقل الحرب بين إيران وإسرائيل إلى مضمار جديد.

مقالات مشابهة

  • «اللهم لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك».. دعاء الفجر للمريض لطلب الشفاء
  • يمكن أن يكون أنت.. شاكيرا تبحث عن معجب لإهدائه سيارتها الفاخرة
  • دعاء بعد صلاة الفجر للشفاء وتيسير الأمور.. ردده بخشوع
  • «الهداف» يُصيب ليفركوزن بـ «الصدمة»!
  • تماثل 12 شخصا للشفاء في حادث عقر كلب ضال بملوي المنيا
  • نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
  • مستقبل وطن المنيا ينظم ندوه بعنوان "الشائعات وتأثيرها السلبي علي الفرد والمجتمع"
  • دعاء للمريض بالشفاء العاجل .. ردده الآن يعالج الآلام في دقائق
  • «مستقبل وطن» المنيا ينظم ندوة توعوية بعنوان «الشائعات وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع».. صور
  • هل نُزع فتيل الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي بعد الهجمات الأخيرة؟