عادت بقوة ظاهرة تعذيب الحيوانات في لبنان. قد يكون هذا الأمر فرعاً من فروع "فشة الخلق" لدى الكثيرين ممّن يعتبرون أن الإستقواء على كائنات هو بطولة، في زمن باتت الغرائب والظواهر الغريبة عادية. حجج كثيرة يختبئ خلفها ممتهنو هذا النوع من الإجرام، حتى وصل بهم الأمر لنشر سلوكياتهم المريضة عبر مواقع التواصل الإجتماعي.



يحتفل العالم باليوم العالمي للكلاب في 26 آب. إلا أن هذا اليوم أعاد إلى الذاكرة أهمية تحصين الحيوانات من العنف الذي يمارسه كثيرون تجاههم من دون وجه حق، إنما فقط للتنفيس عن أمراضهم. وفي حين قد يعتبر الكثيرون هذا الموضوع ثانوياً ولا قيمة له في زمن استفحال الأزمات الإقتصادية والإجتماعية، إلا أن الإنسانية هي من أكثر ما نحتاج إليه اليوم، خاصة وأن الحيوانات لا علاقة لها بما آلت إليه الأوضاع في لبنان.

منذ أيام، ضجّت المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي بخبر هزّ من لا تزال الرحمة موجودة في نفوسهم. فقد ألقى شاب في طرابلس بقطّة من على الشرفة، من الطابق الثالث، وعمد لنشر الفيديو المصوّر الذي أظهر وحشيته عبر "تيك توك"، ما أحدث عاصفة من الردود المستنكرة وأخرى المهلّلة له.

وقبلها، أطلق شاب قاصر في الضنية النار على كلبة هربت الى تحت سيارة وعاد وسحبها واطلق النار عليها مجدداً، وذلك عدا عن القصص اليومية التي نسمعها عن إلقاء مواطنين بحيواناتهم الأليفة من بيوتهم بسبب غلاء المعيشة وعدم قدرتهم على الإعتناء بهم، فيرمونهم على قارعة الطريق.

وهنا تعود قضية الكلاب الشاردة إلى الواجهة وقد فاق عددها الـ70 ألفاً في مختلف المناطق، مع غياب أي عمل جدي للبلديات لإزاحة خطرها عن الأهالي والأطفال الأكثر عرضة للنهش بسبب عدم قدرتهم على مجابهتها ما قد يؤدي إلى مقتلهم.

لا البلديات ولا الجمعيات قادرة اليوم في ظل الظروف الراهنة على وقف هذه الأعمال الوحشية، بينما القوانين حاضرة وغائبة في الوقت عينه. فقبل صدور قانون حماية الحيوانات والرفق بها رقم 47 الصادر في 5 أيلول 2017، توجد بعض المواد في قانون العقوبات التي تجرم التعرض للحيوانات.

وبحسب القوانين، قد تتراوح العقوبة بين دفع الغرامة أو الحبس بحسب نوع الجريمة والطريقة التي ارتكبت بها، خاصة إذا كانت عن قصد.

إلا أن المقلق في هذا الموضوع، ليس فقط تلذذ البعض بممارسة التعذيب على الحيوانات، ولكن فاق الأمر فداحة مع افتخارهم بأفعالهم المريضة والشنيعة عبر مواقع التواصل، والأكثر رعباً هو الإستحسان الذي يلقونه من قبل المتابعين، وكأن في الأمر مادة ترفيهية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قوات حفظ السلام تفتح الطريق بين مواقع الأمم المتحدة في جنوب لبنان

فتحت قوات حفظ السلام الطريق بين مواقع الأمم المتحدة في ميس الجبل وتبنين جنوب لبنان، والتي قُطعت بسبب الحطام الناتج عن قصف إسرائيلي، وفق نبأ عاجل أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية».

مقالات مشابهة

  • ميدل ايست آي: الجيش الاسرائيلي يطالب بوقف الحرب بسبب عدد القتلى الذي تخفيه الرقابة
  • ترامب عن الحرب في لبنان: يجب الانتهاء من هذا الأمر برمته
  • محادثات وقف إطلاق النار في السودان: ما الذي كان مفقودًا حتى الآن؟ بقلم السفير دونالد إي بوث والسفير نور الدين ساتي
  • العفو الدولية:تعذيب واعتقالات عشوائية وتغييب قسري للعراقيين في ظل حكومة السوداني الإطارية
  • ارتفاع سعر الغاز على أبواب الشتاء.. هذه أسبابه
  • لبنان تعلن بدعم عراقي “متميز” خاصة في مجال النفط
  • قوات حفظ السلام تفتح الطريق بين مواقع الأمم المتحدة في جنوب لبنان
  • خالد الجندي: الرحمة مفهوم نسبي.. وإغراق قوم فرعون كان نتيجة عنادهم ورفضهم للحق
  • آثار الدمار بعد الفيضانات التي ضربت فالنسيا ..صورة
  • اجتماع برئاسة السوداني يُقر مشاريع سكنية وصناعية وخدمية ومدينة ترفيهية