قدّم الادعاء الأميركي أمس الثلاثاء لائحة اتهام معدلة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في قضية محاولته قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020 وفاز فيها منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وتتكون لائحة الاتهام الجديدة من 36 صفحة، بينما كانت اللائحة السابقة تتضمن 45 صفحة، وقد حذفت منها مواد شملها قرار المحكمة العليا ذات الغالبية المحافظة.

لكنّ نواة اللائحة بقيت نفسها، إذ إنها تشير إلى أن ترامب خسر انتخابات 2020 وكان مع ذلك "مصمما على البقاء في السلطة" وحاول تاليا قلب النتائج.

وتبقي اللائحة على التهم الجنائية الـ4 نفسها، ولكنها تزيل بعض الادعاءات ضد ترامب، وذلك بعد حكم أصدرته المحكمة العليا في يوليو/تموز الماضي يقضي بأن الرؤساء السابقين يتمتعون بحصانة تحميهم من الملاحقة القضائية في قضايا جنائية عن الأعمال الرسمية أثناء فترة توليهم المنصب.

ويتهم ترامب وعدة أشخاص بمحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020 بعد خسارته أمام بايدن في ذلك الوقت واتهم بمحاولة تغيير نتيجة الانتخابات بأثر رجعي عن طريق الضغط على القادة السياسيين بالحكومة الفدرالية وفي ولايات مثل جورجيا.

وحسب اللائحة الاتهامية الجديدة، أسقط كل ما يشير إلى جيفري كلارك، وهو مسؤول رفيع سابق في وزارة العدل كان واحدا من 6 شركاء في التآمر مدرجين في اللائحة الاتهامية الأصلية.

أما بقية الشركاء في التآمر، ومن بينهم المحامي الشخصي السابق لترامب رودي جولياني، "فكانوا يتصرفون على نحو شخصي"، وفق اللائحة الاتهامية المعدلة "لمساعدته في جهوده الإجرامية لقلب النتائج الشرعية للانتخابات الرئاسية لعام 2020 والاحتفاظ بالسلطة".

ترامب يرفض

ووصف ترامب لائحة الاتهام المعدّلة بأنها "عمل يائس" يندرج في إطار ما يعتبره حملة اضطهاد يتعرض لها. وقال في منشور على منصته تروث سوشال إن "المستشار الخاص المعين خلافا للقانون جاك سميث، قدّم لائحة اتهام جديدة سخيفة ضدي، تحوي كل مشاكل اللائحة الاتهامية القديمة، ويجب ردّها على الفور".

ويأتي تقديم اللائحة الاتهامية المعدلة قبل 3 أيام من موعد تقديم المدعي الخاص جاك سميث الذي وجه التهم لترامب ومحامي الرئيس السابق جدولا زمنيا للإجراءات التمهيدية للمحاكمة.

ويوم الاثنين الماضي، استأنف جاك سميث حكما قضائيا رفض قضية الوثائق السرية التي احتفظ بها ترامب في مقر إقامته في مار إيه لاغو بفلوريدا بعد مغادرته البيت الأبيض.

وتم رفض القضية في منتصف يوليو/تموز الماضي بعد أن أعربت القاضية الاتحادية إيلين كانون، التي تم تعيينها من قبل ترامب، عن شكوكها بشأن قانونية تعيين وزارة العدل الأميركية لسميث.

ودفع ترامب ببراءته عندما تم تقديم التهم في ميامي العام الماضي. وقد يؤدي قبول الاستئناف في هذه القضية إلى إعادة فتح الإجراءات. ومع ذلك، يعتبر من المستحيل عمليا أن تتم المحاكمة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكانت القاضية تانيا تشاتكان التي ترأس المحاكمة، حدّدت موعدا لجلسة تقييمية في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت الجلسة ستعقد في موعدها بعد تقديم اللائحة الاتهامية المعدلة.

ويسعى محامو ترامب إلى تأجيل المحاكمة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي يتنافس فيها الرئيس السابق مع كامالا هاريس نائبة الرئيس.

وترامب متهم بالتآمر للاحتيال على نظام الولايات المتحدة والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية خلال الجلسة المشتركة للكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، التي هاجم خلالها مناصرون له مبنى الكابيتول.

كما أنه متهم بالسعي لحرمان ناخبين أميركيين من حق التصويت من خلال حملة ادعاءات كاذبة زعم فيها أنه فاز في انتخابات 2020. وكان مقررا أن تبدأ محاكمته في الرابع من مارس/آذار الماضي، لكنها عُلّقت بعدما استدعى دفع محاميه بتمتعه بالحصانة بتّ المحكمة العليا بالأمر.

وسيقع على عاتق تشاتكان التي عينها الرئيس الأسبق باراك أوباما أن تقرر أي أفعال لترامب في ما يتصل بانتخابات 2020 كانت رسمية وأيها كانت غير رسمية وبالتالي يمكن ملاحقته قضائيا عنها.

ومن المتوقع أن يستغرق ذلك، إلى جانب مسائل أخرى في الإجراءات التمهيدية للمحاكمة، أشهرا، مما يعني أنه سيكون من غير المرجح أن تحال القضية إلى المحاكمة قبل الانتخابات الرئاسية.

يذكر أن 34 إدانة قضائية صدرت بحق ترامب تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في المرحلة الأخيرة من انتخابات 2016.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الانتخابات الرئاسیة ترامب فی

إقرأ أيضاً:

المدعي العام لولاية ويسكونسن يرفع دعوى قضائية لمنع إيلون ماسك من التبرع بمبلغ 2 مليون دولار في الانتخابات

مارس 29, 2025آخر تحديث: مارس 29, 2025

المستقلة/- يسعى المدعي العام لولاية ويسكونسن إلى منع إيلون ماسك من منح مليوني دولار لناخبين قبل انتخابات المحكمة العليا للولاية.

وفي دعوى قضائية، وصف المدعي العام جوش كول هذا العرض بأنه “محاولة سافرة لشراء الأصوات”، وزعم أن ملياردير التكنولوجيا ولجنته السياسية انتهكا قوانين الانتخابات في ويسكونسن.

ستحدد انتخابات الأول من أبريل، التي لفتت انتباه الرأي العام على الصعيد الوطني، ما إذا كانت المحكمة العليا في ويسكونسن ستحظى بأغلبية ليبرالية أم محافظة.

في 27 مارس، نشر ماسك على منصة X أنه سيلقي محاضرة في ويسكونسن يوم الأحد، وسيسلم “شخصيًا شيكين بقيمة مليون دولار لكل منهما تقديرًا لوقتكم في التصويت”.

وأوضح ماسك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة في اليوم التالي أنه سيمنح شيكين لشخصين “ليكونا متحدثين باسم” عريضة تروج لها لجنة العمل السياسي التابعة له، “أمريكا باك”.

تطلب العريضة من الناخبين رفض “القضاة النشطاء”. وتتعهد صفحتها لناخبي ويسكونسن بمنحهم 100 دولار أمريكي مقابل توقيع العريضة، و100 دولار إضافية مقابل إحالة شخص آخر للتوقيع.

نشرت لجنة العمل السياسي الأمريكية (أمريكا باك) يوم الخميس أن رجلاً يُدعى سكوت أينسورث من غرين باي، ويسكونسن، كان أول “متحدث باسمنا بقيمة مليون دولار أمريكي لتوقيعه على العريضة”.

أظهر مقطع فيديو نشرته اللجنة السيد أينسورث جالسًا بجانب شيك كبير مزين بتصميم العلم الأمريكي، يشجع الآخرين على التوقيع.

صرح كاول، وهو ديمقراطي، بأن مكتبه “ملتزم بضمان أن تكون الانتخابات في ويسكونسن آمنة وحرة ونزيهة”.

مع تقاعد قاضٍ ليبرالي في المحكمة، سيحدد المقعد الشاغر حديثًا ما إذا كانت المحكمة ستميل نحو الليبراليين أم المحافظين، مما قد يُشكل قوانين الولاية لسنوات قادمة.

يُنظر إلى السباق الانتخابي على أنه مؤشر وطني على قوة حزب ترامب الجمهوري وأجندته، وقد استقطب إلى ويسكونسن تبرعات قياسية وشخصيات سياسية وطنية بارزة.

ينحصر السباق بين قاضية مقاطعة دان، سوزان كروفورد، المدعومة من الديمقراطيين، وقاضي مقاطعة واكيشا، براد شيميل، الذي يحظى بدعم الجمهوريين.

لطالما أيد ترامب ماسك شيميل على حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي.

سيلقي ماسك كلمة في الولاية يوم الأحد.

وقال ” إن الدخول يقتصر على الموقعين على العريضة المعارضة للقضاة النشطين”.

وقدّر مركز برينان للعدالة، وهو مركز أبحاث قضائي ذو ميول ليبرالية، أن إجمالي التبرعات التي جُمعت في ويسكونسن بلغ 81 مليون دولار، وهو رقم قياسي.

هذه ليست المرة الأولى التي يخضع فيها ماسك لتدقيق قانوني خلال الانتخابات.

خلال الحملة الرئاسية لعام 2024، تعهّد ماسك، الذي كان يدعم ترامب، بمنح مليون دولار يوميًا لناخب مسجل في الولايات المتأرجحة الرئيسية التي ستحدد نتيجة الانتخابات.

كان من المقرر اختيار الفائزين بطريقة القرعة من قائمة الأفراد الذين وقّعوا عريضة مع لجنة العمل السياسي الأمريكية (أمريكا باك).

أرسلت وزارة العدل الأمريكية، في عهد الرئيس السابق جو بايدن، رسالة إلى ماسك تحذره من أن المسابقة قد تنتهك قوانين الانتخابات الفيدرالية.

مقالات مشابهة

  • كيف سيستجيب البنك المركزي الأوروبي للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب؟
  • مارين لوبان في قفص الاتهام: هل ينهي القضاء طموحاتها الرئاسية بفرنسا؟
  • ترامب يشارك في إفطار رمضاني| رسالة محبة للمسلمين من البيت الأبيض.. ماذا قال؟
  • المدعي العام لولاية ويسكونسن يرفع دعوى قضائية لمنع إيلون ماسك من التبرع بمبلغ 2 مليون دولار في الانتخابات
  • تشكيك في دوافع ترامب من تعديل النظام الانتخابي الأمريكي.. كيف ذلك؟
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • رينو داستر 2020 بهذا السعر .. سوق المستعمل
  • كيف نزع ترامب القناع عن عملية التغليف التي يقوم بها الغرب في غزة؟
  • امرأة صينية ثالث شخص يعيش بكلية خنزير معدلة وراثياً
  • ترامب يقيم مأدبة إفطار رمضاني في البيت الأبيض