الوطن:
2024-09-14@00:35:16 GMT

عبدالحميد أسامة يكتب: الحوار الوطني والهوية المصرية

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

عبدالحميد أسامة يكتب: الحوار الوطني والهوية المصرية

لقد كان قرار القائمين على الحوار الوطني بإفراد لجنة كاملة للثقافة والهوية المصرية ضمن المحور المجتمعي للحوار الوطني صائبًا ورسالة مهمة بأن الحوار الوطني لا يعني فقط حوارًا في قضايا السياسة أو الاقتصاد أو التكافل الاجتماعي أو العمل المدني فحسب، بل هو حوار وطني شامل يسعى للخروج بتوصيات في كافة المجالات، وفي القلب منها مجال الهوية الوطنية.

تبرز أهمية قضية الهوية الوطنية في ظل حاجتنا الشديدة في مصر إلى صياغة أو بناء الشخصية المصرية المنشودة. ولعل الكثير من علماء الاجتماع والسياسة وغيرهم قد تحدثوا عن الشخصية المصرية، أبرزهم على الإطلاق الدكتور جمال حمدان في موسوعته الأشهر «شخصية مصر» من زاوية تميل إلى المناخ والموقع، والدكتور ميلاد حنا من خلال «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» من زاوية الحضارات التي مرّت على مصر عبر تاريخها الممتد.

إلا أن الهوية الوطنية والشخصية المصرية مرّتا بهزّات عنيفة، فليس من الطبيعي أن يمرّ على شعب أو أمة «ثورتان» في أقل من 3 سنوات، يعقبهما تحولات عالمية وحروب واضطرابات دولية وإقليمية وتشكُّل لعالم جديد، كل ذلك بالتأكيد كان له بالغ الأثر على عمق الشخصية المصرية وصفاتها وسماتها النفسية، وهو ما يكسب الحديث عن الهوية الوطنية في الحوار الوطني بعدًا جديدًا وهامًا، ألا وهو الحاجة الشديدة للتوافق على تلك الهوية وأهم ركائز تلك الشخصية.

ومن خلال مشاركتي في الحوار الوطني، متحدثًا ومستمعًا، أجد أن هناك إجماعًا كبيرًا على ضرورة الحديث عن الهوية الوطنية، ولكن هناك انقسامًا في الرأي حول ماهية تلك الهوية، بين من يراها عربية أو قبطية أو رومانية أو فرعونية، وهكذا. وهنا يحضرني وصف دقيق للهوية المصرية بأنها تُشبه إلى حد كبير «السبيكة»، حيث تتألف أي سبيكة من عدة معادن مختلفة، لكنك لا يمكنك فصل تلك المكونات عن بعضها البعض، ليشكّل المزيج من تلك المكونات «منتجًا نهائيًا» أخيرًا ومميزًا وفريدًا.

إذًا ما علينا فعله من خلال جلسات الحوار الوطني في قضية الهوية هو التأكيد على تصالحنا الكامل مع كل الحضارات التي مرّت بمصر، وعبرت على تلك الأرض الطيبة، تعلمنا منها وتأثرنا بها، ولكننا أيضًا أثرنا فيها وأضفنا لها. وما نحتاجه حقيقةً هو البناء على عناصر القوة في كل حضارة مرّت بنا، وما نحتاج إليه حقيقةً أيضًا هو أن ننظر إلى المستقبل بمثل اهتمامنا بالنظر إلى التاريخ.

فإذا تصالحنا مع الماضي وتعلمنا منه وبنينا عليه، ثم نظرنا إلى المستقبل واستشرفنا احتياجات الزمن القادم، يمكننا أن نصوغ الشخصية المصرية التي تنطلق من جذور حضارية ممتدة عبر آلاف السنين، ولكنها لا تُهمل الحداثة والتطور، بل تنهل من نبع علوم المستقبل على اختلافها، لتصنع مواطنًا صالحًا مُنتِجًا يُكمل مسيرة أجداده عبر آلاف السنين ويرسم مستقبلًا باهرًا لمصر التي تستحق دائمًا الأفضل.

عبدالحميد أسامة

أمين لجنة الثقافة والهوية الوطنية بحزب الإصلاح والنهضة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوار الوطني الهوية المصرية الإصلاح والنهضة الشخصیة المصریة الهویة الوطنیة الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

برلماني: طرح قضية محو الأمية على الحوار الوطني يدعم جهود الدولة في هذا الملف

كتب - نشأت علي:

أكد المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، أن الحوار الوطني أصبح مرآة حقيقية للمجتمع المصري، من خلال تناول كافة القضايا التي يعاني منها المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مشيرا إلى أن إعلان مجلس أمناء الحوار الوطني طرح قضية محو الأمية علي مائدة الحوار خلال الفترة القادمة، يعكس حرص إدارة الحوار على دعم جهود الدولة المصرية في هذه القضية لما لها من أهمية في ترسيخ ركائز الجمهورية الجديدة، التي تؤمن بحق الجميع في التعليم.

وقال "صبور"، إن قضية التعليم تأتى في صدارة القضايا الاجتماعية التي تناولها الحوار الوطني في مرحلته الأولى، حيث حظيت باهتمام كبير من قِبل رئيس الجمهورية، وأسفرت المناقشات عن الخروج بمجموعة من التوصيات لتطوير منظومة التعليم قبل الجامعي، وضمان توفير تعليم جيد وعادل لجميع أبناء الوطن، فضلا عن توصية بإنشاء المجلس الوطني الأعلى للتعليم والبحث والابتكار، والتي لاقت استجابة سريعة من مجلس الوزراء وصدر قرار بالموافقة على مشروع قانون إنشاء هذا المجلس في مايو الماضي، ليكون هناك مظلة توحد وتضع سياسات شاملة للتعليم في جميع تخصصاته ومراحله، وتحقق التكامل بينها، وتراقب تنفيذها، بهدف تعزيز جودة التعليم وتطوير مخرجاته بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل على المستوى المحلي والدولي.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن ارتفاع معدلات الأمية في القري والوجه القبلي تهدد بعرقلة خطط التنمية التي تتبناها الدولة ، لذلك هناك حاجة مُلحة بتضافر الجهود بين مؤسسات وأجهزة الدولة من أجل القضاء علي الأمية في المجتمع المصري، وإعلان مصر خالية من الأمية في 2030، الأمر الذي سيلعب دورا مهما في معالجة العديد من القضايا المجتمعية من بينها الزواج المبكر والهجرة غير الشرعية والبطالة وزيادة معدلات العنف، داعيا كافة أطياف المجتمع المصري للتفاعل مع هذه القضية من أجل صياغة رؤية متكاملة للتعامل معها، ودعم سياسات الدولة للارتقاء بالتعليم ورفع مستويات الوعي لدي المواطنين.

وأشار النائب أحمد صبور، إلى أن الدولة وضعت خطة استراتيجية لإعلان مصر خالية من الأمية بحلول عام 2030، فضلا عن توجيه جهودها إلى القري ومحافظات الصعيد من أجل محو الأمية، بالإضافة إلى ربط الدعم النقدي للأسر بمنع أطفالهم من التسرب التعليمي، لافتا إلى فوز مصر بجائزة اليونسكو عام 2021 حيث إنها من أفضل سته دول طبقت أفضل برامج لمحو الأمية، كذلك إنشاء الهيئة العامة لتعليم الكبار، وهي منصة الكترونية لتعليم الكبار عن بُعد، باستخدام بعض التطبيقات التكنولوجية المختلفة وإتاحتها للدارسين، بالإضافة إلى تنظيم محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية بمحافظات الجمهورية، مشددا على أن قضية محو الأمية من القضايا الهامة والتي تسعى مصر في القضاء عليها وقد تم إدراجها ضمن رؤية مصر 2030.

مقالات مشابهة

  • الفنان أيوب طارش يواجه انتقادات واسعة بعد قرار صادم يخص النشيد الوطني والأغاني الوطنية
  • النائب طارق رضوان: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وُضعت بمراحل تنفيذ واضحة
  • د.حماد عبدالله يكتب: "مأساة" هجرة العقول المصرية !!
  • جمعية الصحفيين تنظم جلسة “تعزيز الهوية الوطنية في الإعلام الرقمي”
  • «الصحفيين الإماراتية» تنظم جلسة «الهوية الوطنية في الإعلام الرقمي»
  • حزب المصريين: الحوار الوطني عزز دور المرأة والشباب في صناعة القرار
  • دعما لحملة مكافحة ” الذباب الالكتروني “..جمعية الصحفيين الإماراتية تنظم جلسة حوارية بعنوان ” تعزيز الهوية الوطنية في الإعلام الرقمي “
  • اختتام جولة المشاورات المجتمعية لمشروع الهوية الوطنية الترويجية الموحدة
  • وثائقي «سيرة الفن» يكشف محاولة الإخوان الاعتداء على الهوية المصرية
  • برلماني: طرح قضية محو الأمية على الحوار الوطني يدعم جهود الدولة في هذا الملف