خطابات البرهان: جنرال في متاهة..!
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
خطاب البرهان الأخير (مجرد هرطقة) تلحق بسابقاتها..وهو يتأسى (ويا بؤس التأسي) بأقوال هوجاء عديمة المعنى ظل يطلقها ياسر العطا عن "حرب المائة عام" وهو في هيئة كاريكاتورية بنياشين حمراء وعيون ذابلة وكأنه جنرال وهمي في روايات "غابرييل غارسيا ماركيز" يتسلّى بنتف ريش الديكة..بعد أن أضاع الحصان واعتبر بقاء السرج انتصاراً.
لم يخرج خطاب البرهان الجديد عما تعوّده الناس من خطاباته جميعها منذ انقلابه المشؤوم وقبله..! وهي مخاطبات فارغة تناقض الواقع وتخوض في عالم الأوهام..كما تخوض بغير دراية في بحور السياسة..!
والأسوأ أنها تستعدي طوائف المجتمع السوداني وتتحامل على مواطنين مدنيين لصالح مجموعة سياسية هي الكيزان بلا مواربة..! بل وتحمّل المواطنين المدنيين المناهضين للحرب أوزار الحرب وأوزار الكيزان وأوزار المليشيات وأوزار الانقلاب وجريمة تدمير الوطن وإزهاق أرواح بنيه وتشريدهم..وهي أوزار ينوء بها الانقلاب وجماعة الإنقاذ وحركتهم الإظلامية وأبواقهم والفلول ومؤيديهم من الحركات المسلحة التابعة وكتائب التطرف والإرهاب وثلة من أصحاب المصالح وآخرين من (نشطاء الفاقة) الذي ينتصرون لذواتهم على حساب الوطن ودماء الناس..!
هنا مكمن الخطورة..! أن تعادي قيادة جيش البلاد مجموعة من المواطنين وتستحل دماءهم..بينما تناصر فئة أخرى من المواطنين..! ولكن أي عقول تفقه هذه المخاطر فستفتي عقلها وتراجع ضميرها حتى يخاطبها الناس بمنطق العقل والضمير..؟! (وعلى مَنْ تتلو مزاميرك يا داؤود)..؟!
البرهان وياسر العطا ومناوي والناجي وفرقة الحرب سيحاربون على مدى مائة عام...! ولكن ألا يعلمون من هم ضحايا الحرب..؟! هل يخبرونا كم مات حتى الآن في هذه الحرب اللعينة من المدنيين مقارنة بمن مات من المحاربين حاملي السلاح..؟!
الناس يموتون كل يوم برصاص الدعم السريع وداناتهم وبالقصف العشوائي لطيران عساكر البرهان..!
كم هو خطر وعبثي أن يحاول البعض دخول التاريخ من باب إشعال الحرب ونشر الفوضى..!
حجة البرهان في استمرار الحرب هي تنفيذ مقررات جدة..وشرطه أن تخرج قوات الدعم السريع من البيوت..! ومعنى ذلك انه لا يستطيع إخراجها..ويريدها أن تخرج عبر اتفاق جدة..!
ولكن هل يمكن تطبيق بنود اتفاق جدة بغير مفاوضات تنتهي بإيجاد آليات تلزم المليشيات بالخروج من بيوت المواطنين..إذ من المعلوم أن اتفاق جدة ليس فيه "آليات تنفيذ" وقد تقرر أن يتم تحديد الآليات في مفاوضات لاحقة..؟!
وحتى إذا خرجت المليشيات من بيوت المواطنين..كيف السبيل إلى إخراجها من حاميات الجيش وفك حصار القيادة العامة والخروج من القصر الجمهوري والتصنيع الحربي..ومن المدن والولايات التي احتلتها..؟ هل يمكن حدوث كل ذلك بغير مفاوضات..؟!
لقد كانت بيوت الناس محتلة..ومع ذلك شاركتم في مفاوضات سابقة مع الدعم السريع في (جدة الأولى والثانية) وشاركتم في جولة "هيئة الايغاد" وشاركتم في جولة جنيف وشاركتم في جولتي المنامة وأديس أبابا..وغيرها من الجولات السرية والعلنية...؟!
ألم يكن من بيم مقررات الاتفاق الامتناع عن التصعيد وتأجيج الصراع واحتجاز الهاربين من السجون..!
هل استطاع البرهان "إعادة الفارين من السجون"..حتى يقول انه قد قام بتنفيذ ما يليه من اتفاق جدة..؟!
هل يستطيع البرهان إعادة قادة الكيزان إلى السجون التي هربوا منها (أو تم تهريبهم) وهم تحت طائلة الاتهام الصريح بتقويض النظام الدستوري والنهب والسرقة وإهدار الموارد وارتكاب جرائم حرب و(جرائم إبادة وخيانة عظمى)..؟!
إلى كم سوف تستمر "حرب المائة عام" ونحن في العام الثاني منها..وآخر أخبار انتصارات عساكر البرهان وحكومة بورتسودان أنهم يتقدمون في محور "حي الدوحة" المجاور لمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم..وأنهم نجحوا في تأمين موكب "ندى القلعة"..وهي مطربة شعبوية من (قونات الحرب) اللواتي يرقصن على دماء السودانيين..وهي بخاصة مطربة تفتقر للاحترام الشعبي خاصة بعد أغنيتها "الشريف مبسوط مني"..التي اعتبرها الشعور السوداني العام (وصمة مسيئة) لا تليق برسالة الفن..و(لطعة ذات دلالات مشينة) بحق المجتمع والذوق العام... الله لا كسّبكم..!!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: اتفاق جدة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: حان وقت إنهاء الحرب بغزة وألّا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة
قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الخميس، 26 ديسمبر 2024، إنه حان الوقت لوضع حد لهذا الكابوس بإنهاء الحرب في غزة ، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، مقابل عودة كافة الرهائن.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس مستعدا لهذا الأمر، مشيرة إلى أن نتنياهو أعلن في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع، أنه لن يوافق على "صفقة رهائن تنهي الحرب طالما بقيت حماس في السلطة في غزة".
وتابعت: "فضلاً عن ذلك، هناك نقاط خلاف إضافية قد تؤدي إلى نسف حتى الاتفاق الجزئي: الانسحاب الكامل من معظم ممر فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر)، ومسألة مروان البرغوثي (القيادي بحركة فتح والمعتقل في إسرائيل) وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، لذا فإن الالتزام الذي يعبر عنه نتنياهو ليس أكثر من مجرد كلام".
وتابعت: "في الواقع عاد فريق التفاوض الإسرائيلي من قطر، وما زالت عائلات الرهائن تتساءل عما إذا كانت المحادثات قد انهارت، أو ما إذا كان عليهم وأحبائهم الذين يقبعون في الأسر أن يستمروا في المعاناة حتى يؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل".
وأردفت الصحيفة: "في كل مرة تظهر فيها أي آمال ملموسة في التوصل إلى اتفاق، تظهر متغيرات جديدة، سواء كانت ممر فيلادلفيا أو تنصيب ترامب، التي تبرر المزيد من التأخير".
واعتبرت الصحيفة "السبب الحقيقي وراء عدم رغبة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق هو خوفه من أن يؤدي (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش إلى تحطيم ائتلافه" أي إسقاط الحكومة الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أنه "يجب علينا أيضًا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس".
وقالت: "أظهر نتنياهو أنه عندما يريد حقًا التوصل إلى اتفاق، فإنه سيفعل ذلك حتى على حساب إنهاء الحرب والعودة إلى الوضع الراهن قبل الحرب، حتى لو كان بعيدًا عن المثالية، كما فعل مع لبنان".
المصدر : الأناضول