سودانايل:
2024-09-14@00:45:57 GMT

من الذي يصنع تاريج السودان الجديد؟

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن تجارب التاريخ في العصر الحديث خاصة في بناء الدول لا تؤسسها فكرة جماعية، تجلس مجموعة من السياسيين إن كان ذلك من داخل مؤسساتهم الحزبية ، و المدنية و الأكاديمية أو غيرها، هي أنما تكون فكرة فردية يقتنع بها البعض و يحملونها حمل الجد في التطبيق.. أمريكا يعتبر جورج واشنطن هو الذي أسسها و حررها من قبضة بريطانيا 1786م.

. و لينين كان مفكرا و سياسيا و انتصر على الحكم القيصري في روسيا من خلال حزب العمال البلاشفيك و أسس في 25 أكتوبر 1917 الاتحاد السوفيتي.. و ماو سيتونج مؤسس الصين الحديث من خلال الثورة الثقافية.. و الصين الصناعية ذات الاقتصاد الحر هي فكرة دنغ شياو بينغ الذي يطلق عليه " المهندس العام" و رئيس البرازيل لويس ايناسيو لولا هو الذي نهض بالاقتصاد البرازيلي و جعلها من دول مقدمة العالم. و مهاتير محمد في ماليزيا مؤسس الدولة الحديث. كلها أفكار فردية وجدت دعم قوي من الشعب، و نهضت تلك الشعوب.. لكن القادة تمسكوا بالشفافية و النزاهة و النهضة..
أن هؤلاء الزعماء المفكرين الذين نهضوا بدولهم و هي الآن على قمة الحضارة الإنسانية، كانت أفكارهم تجد القبول من الشعب، و لم يحصروا النهضة في قطاع محدد من المجتمع، فكانوا حريصين أن على وحدة القوى التي تؤيدهم، لذلك نجحوا في غاياتهم... الأسئلة التي تطرح نفسها: هل نحن في السودان حريصين على وحدة وطنية ترتبط بفكرة النهضة، أم أن الأحزاب جميعها ذات خطابات محدودة في آطار عضويتها و تخلق صراعا مع الأخر يتسبب في إجهاض الأفكار؟ أم أن الخطأ كان في منصة التأسيس " مؤتمر الخريجين 1938م" حيث بدأ هناك تحالف المثقفين مع الطائفية، و التي خلقت الإنقسامات و الصراع الصفري المستمر حتى اليوم؟ هو نفسه الصراع الذي بدأ بعد سقوط الإنقاذ بين رؤيتين، الأولى تؤسس نفسها على الحق، و تهدف من أجل نجاح عملية التحول الديمقراطي بشروط الديمقراطية نفسها؟ و الفئة الثانية تبنى مشروعها على القوة فكانت ترفع شعارات الديمقراطية، و في نفس الوقت كانت تكرس مجهودها من أجل السلطة.. و الذي يجعل هدفه فقط السلطة، يكون قد أختار طريق الصراع المستمر الذي لا يضمن نتائجه..
ماذا كان ينادي شباب الثورة عندما اعتصموا بساحة القيادة العامة للقوات المسلحة ؟ لماذا صنعوا كل تلك اللوحات والجداريات؟ هل كان الهدف أن يظهروا أنهم مختلفين في كل شيء عن أجيال التي لم تورث البلاد إلا العجز؟ هل القيادات السياسية كانت على قناعة أن ثورة ديسمبر كانت ثورة شبابية؟ و أن تعبيرهم عن الثورة الذي استخدم فيه اسلوبا مختلفا و أدوات مختلفة متنوعة من الخطاب و الريشة و الموسيقى و الشعر و غيرها، أن تعدد انواع الخطابات تنبيء أن هناك عقل جديد بدأ يبرز و يؤسس ذاته على الخلق و الإبداع.. لماذا القيادات السياسة لم تفطن لهذا التحول و تخضعه للدراسة؟.. كان هؤلاء الشباب يريدون أن يتجاوزوا حتى الأسئلة التي طرحت من قبل الثورة.. الهوية و توزيع الثروة و السلطة و غيرها من أسئلة المجتمعات التي تعاني من أختلالات مجتمعية و سياسية و ثقافية.. كان شارع الشباب أكثر وعيا و إدراكا بالهدف، فهل بالفعل تأمرت عليه قبائل السياسيين و العسكر لكي يهزموا العقل الجديد؟.. أما أن العقل التقليدي الذي وصفه الدكتور منصور خالد بالفشل خاف أن يغادر محطاته و يضيع..
أن الحرب رغم أنها شردت ملايين الناس من مناطقهم و منازلهم بسبب نهب ثرواتهم و ممتلكاتهم و الاعتداء عليهم بالاغتصاب و القهر و الجوع و فقدان الصحة و غيرها، إلا أنها سوف تكون مرحلة جديدة و مشوار جديد لإعادة التفكير في عملية التعمير و البناء و الخلق و الإبداع.. سوف يتجاوز فيه الناس إعادة طرح الأسئلة القديمة التي فشل العقل التقليدي الإجابة عليها، و ذلك أن مئات الآلف من الشباب استجابوا لدعوة الاستنفار و المقاومة الشعبية، و هؤلاء الذين قاتلوا جميعهم في كل مناطق السودان جنبا إلي جنب جاوبوا على سؤال الهوية تماما بامتزاج دمهم مع بعضهم البعض بهدف " وحدة السودان" و ماداموا يؤمنون بسودان واحد يكونوا قد تجاوزوا الجهوية و المناطقية و الأثنية و مستعدين أن يقدموا أرواحهم رخيصة من أجل أن تسود روح الأخاء بينهم، و أيضا سوف لن يعجزوا في الإجابة على اسئلة كيفية توزيع الثروة و السلطة لآن هدفهم أن يكون الوطن أولا..
أن العقل التقليدي قد فشل أن يحقق للمواطنين استقرارا سياسيا و اجتماعيا و أمنيا في البلاد.. و سبب فشل العقل التقليدي أنه لم يستفيد من التجارب السابقة في فشله، و فشل العقل التقليدي أن يغير طريقة تفكيره و انانيته.. فشل أن يستوعب رؤية الشباب الجديد في تجاوز أدوات الماضي، كلما نظر إليه بعد نجاح الثورة هو توقيع اتفاقية "سيداو و المثليين وإرجاع المريسة و غيرها " فالعقل الذي يفكر في صغائر الأشياء لا يستطيع أن يدير أزمته بنجاح.. و كان المطلوب أن النخب السياسية تعمل لخلق بيئة صالحة أن يؤسس فيها حوارا وطنيا و تتبادل فيها الأفكار لكنها ملأت الساحة بخطابات الحماس و الصراع الصفري و دعوات الإقصاء، و تبنت طريق السلطة ثم بعد ما خسرته بدأت تصرخ.. أن الثورات الناعمة في أوروبا ضد الأنظمة التي حكمت أكثر من سبعة عقود مارست فيها كل انتهاكات الحقوق و القتل حتى خارج بلدانها تطارد معارضيها.. عندما أنتصر دعاة الديمقراطية لم يمارسوا الاقصاء على خصومهم، بل جعلوهم يقدموا انفسهم للشعب من خلال صناديق الاقتراع.. كانت النتيجة أن الأحزاب الشيوعية جاءت في مؤخرت الأحزاب التي دخلت البرلمان.. الفائدة كانت استمرار الديمقراطية و الاستقرار السياسي و الأمني في بلادهم.. أن العقليات التي ساهمت في إفشال الثورة لن تكون مفيدة في أي عمل سياسي أخر.. و هي تعرف ذلك، و لذلك تراهن على الخارج أن يشكل لها رافعة للسلطة... أن القوى الجديدة التي جاوبت على سؤال الهوية بالتلاحم في ساحات القتال؛ أولئك هم الذين سوف يصنعون تاريخ السودان الجديد، و يحققون للوطن استقراره السياسي و الاجتماعي و الأمني، حتى تستطيع الأجيال الجديد أن تقدم إبداعاتها و تصوراتها من جديد من خلال تعدد ادواتهم... نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

يوتيوبر يصنع "أكبر وأضخم" هاتف آيفون في العالم

قام اليوتيوبر البريطاني الشهير، "آرون مايني" Arun Maini بصنع أكبر هانف ذكي في العالم، وبلغ ارتفاع الجهاز الضخم 6.74 قدمًا (2.054 مترًا)، ويزن ما يصل إلى 200 كجم.

وكان مايني وعد مشاهديه بأنه سيصنع أكبر هاتف آيفون، إذا تجاوز عدد المشتركين في قناته على اليوتيوب عدد المشتركين في قناة آبل، وهم 19.3 مليون مشترك، بينما تجاوز مايني هذا العدد ليصل إلى 19.4 مليون مشترك.

 



ومن المثير للدهشة أن الرجل جعل الجهاز يعمل بكل طاقته، مع شاشة تعمل باللمس وتطبيقات وكاميرا فعالة ومصباح يدوي بقوة 400 واط، ومنفذ شحن، وحطم بهذا الإنجاز الأرقام القياسية في موسوعة غينيس، وفق "ديلي ميل".

 

 


ويحتوي الهاتف، الذي يزيد حجمه عن 12 ضعفًا عن الهاتف الأصلي على شاشة قابلة للتمرير، ويمكنه إرسال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، فضلاً عن فتح التطبيقات، ويتميز بتلفزيون OLED مقاس 88 بوصة لعرض الشاشة، والذي يعمل بكامل طاقته كشاشة تعمل باللمس تمامًا مثل أي هاتف ذكي.
ويمكن إجراء مكالمات هاتفية ومكالمات فيديو وتشغيل مقاطع الفيديو، والاستماع إلى الموسيقى، وحتى صور السيلفي.

 

 


ووفقاً لمايني فإن نظام الكاميرا في iPhone العملاق قادر على جودة فيديو وتكبير أفضل، بالإضافة إلى مجال رؤية أوسع، ويقول: "الفائدة الأخرى لامتلاك هاتف بحجم شخصين هي أن كاميرا السيلفي الخاصة بك يمكنها رؤية الشارع بالكامل".
وعرض اليوتيوبر ابتكاره هذا خارج متجر آبل في لندن، كنسخة مكبرة من iPhone 15 Pro Max، وجربه أفراد من الجمهور ببضع جولات من Flappy Bird، لعبة الهاتف المحمول الشهيرة.
وبدأ مايني في تحميل المحتوى على يوتيوب في عام 2011، ومنذ ذلك الحين حشد عددًا كبيرًا من المتابعين بفضل مراجعاته التقنية، من غير الواضح ما الذي سيحدث لإبداعه الضخم الآن، على الرغم من أنه بالتأكيد لن يظهر على الأرفف في أي وقت قريب.

مقالات مشابهة

  • أحمد عمر هاشم عن مؤسسة تكوين: "لم أخشى منها"
  • هل تزيد أسعار الشرائح في العداد مسبق الدفع عن التقليدي؟.. «الكهرباء» تجيب
  • استعادة المطبخ التقليدي
  • سينما – فيلم ( سودان يا غالى ) !
  • أميرة الفاضل: صنعنا “حميدتي” .. وتمدده مسؤولية حكومة الثورة
  • الصور الأولى للسفينة التي كانت متجهة إلى مصر وقصفتها روسيا
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ (1-3)
  • عريس مغربي يطلق زوجته ليلة الزفاف بسبب الزي التقليدي الأمازيغي
  • محمد المكي ابراهيم الذي أتى من اقصى واحة البشيري يسعى
  • يوتيوبر يصنع "أكبر وأضخم" هاتف آيفون في العالم