يا حبذا لو أن معلم المرحلة الابتدائية الحالي يتخذ من معلم المرحلة الأولية سابقآ قدوة ومثالا

ابننا المهذب الجنتلمان الأستاذ علي شندوق .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
من الفال الحسن ومما يبعث في النفس الأمل ورفع المعنويات هذه المختارات التي ترسلها عبر الأثير يعبق لها المكان بطيب الذكريات وتجدد الزمان ليظل فتيا نابضا بالحياة وقمة السعادة والتمازج مع تاريخ مفعم بالوطنية والألفة والتآلف والرغبة في مواصلة مسيرة الأجداد التي سطروها بحروف من نور وبهاء واشعاع طالما بدد دياجير الجهل والظلام .

كان المدرس في المدرسة الأولية باقة من المواهب فهو رياضي من الطراز الأول وأذكر أنه في مدرسة المسلمية الأولية ( ذات الرأسين ) تلقينا العلم علي اعلي مستوي من استاذنا طه عابديد وقد كان الكابتن لفريق اتحاد مدني واكيد أنه صال وجال مع الفريق القومي .
مدرس الأولية كان المطرب الصادح وكان الممثل البارع بكل مايحمل من موهبة .
وكان الصابر المحتسب يمكن أن يتم نقله من الخرطوم أو الجزيرة الي أحراش الجنوب أو دارفور فلا يشكو ولا يتبرم ويذهب بعيدا عن الأهل ويقدم خير ما عنده فالوطن عنده لا يتجزأ وشعاره ( كلهم أبنائي ) .
في ذاك الزمان كانت حصة ( الأعمال ) والرياضة إجبارية والمسرح من الأولويات والرحلات نشاط يجد الكثير من الاهتمام .
اظن واعتقد ولست ( متاكد ) أن هذه القصيدة التي خلدها تاريخ التعليم في السودان والتي طوف فيها الشاعر شتي ربوع السودان وعكس فيها مختلف سبل كسب العيش وتباين المناخات والكرم والثروات والموارد والعادات والتقاليد أظن أن هذه القصيدة التي تبدأ بنزول الشاعر ضيفا عزيزا عند الإنسان الصديق الصدوق صديق عبدالرحيم في القولد وواصل الشاعر تطوافه الميمون حتي وصل عند صديق عزيز في جنوبنا الحبيب هو منقو زمبيري في يامبيو وتناول معه البفرة التي حلوة في مذاقها شهية مثل الكسرة . أعتقد أن الشاعر هو مربي الأجيال نائب عميد معهد بخت الرضا واول وزير للمعارف بعد نيل الاستقلال أنه عبدالرحمن علي طه ابن ( اربجي ) واليوم تسمي ( عمارة الجعليين ) وتقع قرب مدينة الحصاحيصا وايام المستعمر كانت تتبع لمركز للمسلمية.
ومدرسة المسلمية الأولية التي تخرجنا فيها تخرج فيها أيضا الوزير عبدالرحمن علي طه وهذا مما كان يجعلنا دائما نحس بالغبطة والسرور والعز والفخار .
كان خريج المدرسة الأولية إذا لم يستطع لاي سبب من الأسباب أن يدخل للمرحلة الوسطي يمكن أن يتوظف ويكون أداؤه مرضيا لانه يجيد القراءة والكتابة مع الخط الجيد والمعلومات الوافرة والانضباط وحسن الخلق .
كثيرون هم الذين بدأوا كمدرسين بالمدرسة الأولية وانتقلوا الي المدارس الوسطي ومن ثم الي الثانوي الي أن نالوا من الشهادات العليا ودرسوا بالجامعات ومن هؤلاء الاستاذ محمد توم التيجاني وتوج كل إنجازاته في التدريس بكل المراحل إلى أن تبوأ عن جدارة واستحقاق منصب وكيل وزارة التربية وصار اول عميد لمعهد المعلمين العالي بل صار وزيرا للوزارة التي رعته منذ كان تلميذا صغيرا وعينته معلما في التعليم العام والجامعي مع شغل منصب الوكيل وتشرف بعمادة معهد المعلمين العالي وتشرفت به .
هؤلاء الذين استهلوا حياتهم العملية كمدرسين بالمرحلة الأولية شقوا طريقهم الي الدكتوراة ودرجة الأستاذية وشرفوا الوطن الحبيب بالداخل والخارج ونالوا ارفع الوظائف في شتي مناحي الخدمة المدنية والعسكرية .
من منا لا يذكر الراحل الأستاذ الدكتور محمد خير عثمان وقد بدأ كمعلم بالمرحلة الأولية وصار وزيرا للتربية في السودان وأسس أول جامعة في سلطنة عمان وظل معهم يعمل بكل اخلاص وجدية الي أن انتقل الى رحمة مولاه وقد بكته السلطنة وحزنت عليه بصدق وقد بادلته وفاءا بوفاء .
اتمني وارجو أن يواصل شباب المعلمين في المرحلة الابتدائية بالذات الدراسة والتحصيل ويحعلوا من الرعيل الأول قدوة لهم لنراهم في قاعات البحث وفي تطور وترقية لبلوغ أعلي سلالم التعليم خدمة للوطن وللانسانية جمعاء فالعلم يزداد بالاتفاق وبحر العلم لاساحل له .
شكرا ابننا الأستاذ علي شندوق وانت تضع أمامنا دائما الأهداف النبيلة والمشاريع العظيمة والثقة بالنفس وبذلها رخيصة من أجل إسعاد الآخرين .

عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل