صحيحٌ أنّ ادّعاء إسرائيل أنّها شنّت "هجوماً إستباقيّاً" على "حزب الله" في الجنوب يوم الأحد الماضي، وإعلان "المقاومة الإسلاميّة" أنّها ردّت بشكل أوليّ ومدروس قد يكون كافياً على اغتيال القائد العسكريّ فؤاد شكر بإطلاق صواريخ وأسراب من الطائرات المسيّرة على أهدافٍ إسرائيليّة، جنّبا توسّع الحرب الدائرة في غزة إلى لبنان في الوقت الحاليّ، غير أنّ تمدّد النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى بعض الدول لا يزال قائماً بأيّ لحظة، مع تمسّك بنيامين نتنياهو بالمُغامرة حتّى النهاية في القطاع الفلسطينيّ المُحاصر لتحقيق كافة الأهداف وأبرزها "القضاء" على حركة "حماس" إضافة إلى الحدّ من قدرات "الحزب".



 

وبعد يومٍ واحد فقط عما جرى في جنوب لبنان وداخل فلسطين المحتلة، استهدفت إسرائيل سيارة في مدينة صيدا من دون سقوط شهداء، ما دفع "حزب الله" إلى قصف المقر المستحدث لقيادة الفرقة 146 في ثكنة ‏شراغا والمقرّ المستحدث للفرقة 91 في اييليت هشاحر لأوّل مرّة منذ 8 تشرين الأوّل. ويعني هذا الأمر أنّ "الحزب" وجيش العدوّ يعمدان كلّ فترة إلى تعميق رقعة الضربات المتبادلة وإدخال مناطق ومواقع عسكريّة جديدة ضمن "قواعد الإشتباك".

 

العودة إلى المناوشات اليوميّة بين "حزب الله" وإسرائيل تعني أنّ الأخيرة مُواظبة على استهداف القيادات في "حماس" وفي "حزب الله" أينما وُجدوا على الأراضي اللبنانيّة، وقد تشهد المنطقة كلّ فترة زيادة في التوتّر وترقبا لردٍّ جديد من "المقاومة" ومن إيران أو من حلفائهما، لأنّ تل أبيب لا تزال تُفشل المُفاوضات ليس فقط بشروطها وإنّما بعدم إهتمامها بعودة الرهائن واستهدافها شخصيّات الصفّ الأوّل في "محور المقاومة" في غزة وفي لبنان.

 

وبعد مرور أكثر من 10 أشهر على حرب غزة والمعارك عند الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة، لم يختر "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ توسيع رقعة النزاع، على الرغم من أنّ تل أبيب لا تزال تُوجّه تهديداتها بشكل يوميّ إلى "الحزب"، بأنّها جاهزة لشنّ عمليّة عسكريّة واجتياح الجنوب لإبعاد عناصره إلى شمال الليطاني وإعادة مستوطنيها المهجّرين والنازحين إلى بلداتهم الشمالية.

 

في المقابل، فإنّ المُغامرة الإسرائيليّة باستهداف أسماء بارزة في "حزب الله"، وقد تكون أهمّ من فؤاد شكر وهنا الحديث عن رتب ليست بالضرورة عسكريّة، كما حصل مع اغتيال رئيس المكتب السياسيّ في "حماس" اسماعيل هنية في طهران، قد يقلب المعادلة ويُنهي "قواعد الإشتباك"، في وقتٍ لا تزال فيه المحادثات الديبلوماسيّة غير ناجحة، والضغوطات الغربيّة على نتنياهو لم تدفعه إلى وقف إطلاق النار وإنهاء ملف المحتجزين الإسرائيليين.

 

كذلك، فإنّ أكثر ما يُخيف الديبلوماسيين الذين يلعبون أدوار الوساطة بين إسرائيل و"حماس" من جهّة، وبين "حزب الله" وتل أبيب من جهّة ثانيّة هو الخروج عن "قواعد الإشتباك" في الجنوب، مع الإشارة إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ هو من يُخاطر في كلّ مناسبة في إشعال المنطقة بحربٍ كبيرة وموسّعة،  إمّا عبر  إستهداف المدنيين في لبنان وإمّا في فلسطين، وسط المُحاولات الإسرائيليّة بشمل الضفة الغربيّة بما يحدث في غزة وفي الجبهة الشماليّة.

 

وأمام ما ذُكِرَ، فإنّ خطر إندلاع الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل لا يزال إحتمالاً وارداً، لأنّ تل أبيب هي من تُبادر على إستفزاز "حماس" و"الحزب" وإيران عبر التصعيد وانتهاج سياسة الإغتيال، بينما "محور المقاومة" يتمسّك بضرورة وقف إطلاق النار للعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل 7 تشرين الأوّل 2023. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب

تعتمد سياسة كيان الاحتلال والداعمين له على التلاعب بالألفاظ والمصطلحات وهو أسلوب خطير يحرف الحقائق لصالح الإجرام والمجرمين، فمثلا يتعمدون اطلاق لفظ (الرهائن) على جنود الاحتلال الذين أسرتهم المقاومة؛ أما من يتم اقتيادهم من الشوارع والبيوت من الفلسطينيين، فيطلقون عليهم أسرى وحتى كلمة الأسرى لم تشفع لهم في تطبيق القانون الدولي والإنساني والاتفاقيات الدولية، فيمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب الذي يصل إلى الموت .
وتحتجز إسرائيل الأطفال والنساء وتحرمهم من الرعاية الطبية والطعام والماء ومن الزيارة ولديها قانون الاعتقال الإداري الذي لا يتقيد بزمن ودون اتهام أو محاكمة، ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أكثر من (10000)، حيث وصف مقرر الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما يتعرضون له (سلسلة من الانتهاكات للقانون الدولي).
وبعد شهر من بداية معركة طوفان الأقصى عرضت حماس هدنة تبادل للأسرى، لكن الحلف الصهيوني الصليبي رفض ذلك لأنه يريد تدمير غزة والقضاء على المقاومة فيها، وهاهم اليوم يرضخون للهدنة بعد فشل كل الأهداف التي أرادوا الوصول ‘ليها.
بنود الاتفاق حقق للمقاومة بعض شروطها مثل وقف الحرب والانسحاب من غزة وأجراء تبادل الأسرى وإدخال المساعدات –الإنسانية والطبية-وإيقاف تحليق الطيران التجسسي، لكن كعادة جيش الإجرام اليهودي لا يلتزم بعهد ولا ميثاق.
في بداية طوفان الأقصى اتفق صهاينة العرب والغرب على وصف أسرى الحرب لدى المقاومة بالرهائن وطالبوا بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط ووصل الأمر إلى تضمين قرارات مجلس الأمن كلمه (الرهائن)، إلا أن الإجماع الدولي (اختار جميع الرهائن)، حيث ساوى بين الضحية والجلاد، وكأنهم-أي الصهاينة – أبرياء لا علاقة لهم بالاحتلال واليوم قبلوا الخضوع لشروط المقاومة، مع أن أسرى المقاومة يعتبرون رهائن، لأنهم يدافعون عن انفسهم وأموالهم وأعراضهم وعزتهم وكرامتهم في مواجهة مجرمين ومحتلين استولوا على أرض فلسطين وطردوهم منها.
شطبت مفردة الرهائن التي أصروا على التمسك بها لإطالة أمد الحرب أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي- ولتبرير جرائمهم في غزة وفلسطين واليمن ولبنان وسوريا وايران، وثبت أنهم أسرى حرب جنود مدربون على القتل والإجرام، وثبت للعالم أجمع أن هناك رهائن فلسطينيين يتعرضون للقتل والإجرام على أيدي أقذر استعمار في العصر الحديث مدعوم ومسنود بتحالف عالمي ملطخة أياديه بدماء الشعوب العربية والإسلامية وغيرها .
أطلق سراح أسراهم ولم يمسسهم سوء، لم تُفقا أعينهم أو تبتر أطرافهم أو يعانون من الشلل أو فقدان الذاكرة بسبب التعذيب النفسي والجسدي ولم يقتل منهم أحد تحت التعذيب كما يفعل ذلك الصهاينة بالأسرى والمسجونين، لأنهم – أي الصهاينة- لا أخلاق لهم ولا مبادئ ولا قيم .
صمود غزة وقدرتها على المواجهة في وجود الحصار البري والبحري والجوي (الإنساني والدوائي)، يعد معجزة في تاريخ الحروب قديما وحديثا، فقد صمدت أمام تحالف عالمي يمتلك إمكانيات رهيبة ولديه نشاط استخباراتي وعملاء على الأرض وطائرات وأسلحة متطورة في البر والبحر والجو أمام مقاومة تمتلك الشجاعة والبسالة سطرت البطولات وسجلتها بالصوت والصورة وقدمت الإحصاءات التي لم يستطع المجرمون والمأجورون دحضها، مع أنهم لا يمتلكون أدنى مقومات الصمود كل هذه المدة .
السؤال الأهم الآن هو: هل سيقوم صهاينة (العرب والغرب) بعمليات التبادل بينهم وبين المقاومة بإطلاق سراح رجال حماس ومناصري القضية الفلسطينية من سجونهم بمناسبة عملية التبادل؟ فتطلق السلطات في السعودية والإمارات ومصر وبقية الدول العربية من تم سجنهم من كوادر حماس ومن الداعمين للقضية الفلسطينية من العلماء والاكاديميين، وهل ستقوم سلطات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبقية الدول الداعمة للكيان المحتل بإطلاق سراح المتظاهرين من الطلاب وغيرهم من المناصرين للقضية الفلسطينية؟ أم انهم سيظلون في إجرامهم وخيانتهم وعمالتهم إلى ما لا نهاية.
إن من أهم العوامل التي أدت إلى الاتفاق والهدنه تلك العناية الربانية التي أنجزت في أيام قليلة بضرب رأس الشر والإجرام والشيطان الأكبر، ما توعدوا به غزة وفلسطين من تدمير ثقة بما لديهم من أموال وسلاح ومجرمين فأتى الله بنيانهم من القواعد وذاقوا لفحة واحدة بعد أن استهزأوا برب العزة والجلال .
ما حصل في أمريكا وأستراليا وغيرها وما قد يحصل يمثل عظة وعبرة لكل متكبر جبار لا يؤمن بيوم الحساب، وهو ما جعل أمريكا تأمر اليهود ليقبلوا بالهدنة ولولا ذلك لاستمر إجرامهم إلى ما لا نهاية .
لم يدر في خلد الأمريكان ولا الصهاينة ولا صهاينة العرب والغرب أن قدرة الله لا يقف أمامها شيء.
صبوا جحيم إجرامهم على غزة واليمن وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان.
السيناتور الأمريكي –ليندسي غرهام –تحدث عن اتفاق وجهات نظر اليهود مع آل سعود –بن سلمان –(لا يتوقع من إسرائيل أبرام اتفاق لا يشمل تدمير كتائب حماس أو يسمح لها بالبقاء عسكريا؛ ولا أحد في إسرائيل سيقبل باتفاق قد يمنع تدمير كتائب وقدرات حماس في المستقبل)، ويأتي يهودي آخر ويقول “لولا بن سلمان لضاعت غزة”.
ولا تقل جهود قادة الإمارات ومصر وغيرها في دعمهم للقضاء على حماس والحركات الجهادية لأنها في نظرهم تشكل خطرا عليهم وعلى اليهود، حسب زعمهم.
غزة واليمن ولبنان واجهت الإجرام الصهيوني والخذلان العربي والأممي، إلا قليل من الأحرار الذين كان لهم شرف التصدي والمواجهة وما قاله المجاهد أبو عبيدة في خطابه بمناسبة الهدنة واتفاق التبادل، حيث أشاد باليمن بقيادة السيد العلم قائد الثورة والمسيرة القرآنية عبدالملك بن بدرالدين الحوثي ولبنان بقيادة السيد الشهيد حسن نصرالله والمجاهدين من حزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة في العراق وأحرار الأردن .
لقد هب قيادات الخليج (ملوكا وأمراء) لنجدة اليهود والنصارى وقدموا العون والمدد للمجرمين في الأراضي المحتلة وفي أوكرانيا والآن سيتكفلون بتعويض المتضررين من الحرائق في أمريكا وسيدفعون التعويضات لهم دون انتظار الشكر والتقدير، فقد جاء من سيأخذ الجزية منهم وهم صاغرون، كما غرد كوهين اليهود.
غزه ولبنان واليمن كشفت الخذلان والخيانة والعمالة في العصر الحديث وسجلت عنوان الشموخ والتصدي للإجرام والمجرمين .
الاتفاق والهدنة يمثل مكسبا لمحور المقاومة التي استطاعت أن تطور قدراتها وتعيد بناء ذاتها أثناء الحرب وهو ما جعل وزير الخارجية الأمريكي (بلينكن) يعترف بذلك -وفقا لمصادرهم أن المقاومة استعادت قدراتها مما يعني أن الحرب بلا نهاية، تم تعيين قيادات بدل الشهداء من الشباب برغم الحصار والحرب والتجويع .
ويتفق معه رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل الذي رأى أن الخطورة كامنة في عدد الأطفال الأيتام الذين عايشوا إبادة أهاليهم أمام أعينهم، مما يعني انهم سيكونون (يحيى السنوار وحسن نصر الله) ويصل الأمر به إلى وصفهم بـ (المجرمين والاشرار) ويحذر الحلف الصهيوني الصليبي وكل الأنظمة التي شاركت في إبادتهم ويدعو ضمنا إلى القضاء عليهم قبل أن يكونوا الخطر القادم وهي ذاتها توجهات قادة كيان الاحتلال، انه لا أبرياء في غزة ويجب القضاء على الجميع.
الخذلان والتآمر على غزة وغيرها ليس وراؤه ذرة من إيمان وهو ما يؤكده العلامة السيد عمر بن حفيظ (هناك من يقول أن ما يجري في غزة ليس بجهاد في سبيل الله، بل مواجهة روافض و و و.. ومن يقول هذا الكلام يقف في صف الكافر والمعتدي والباغي والظالم والغاصب على حساب إخواننا المسلمين وكل ذلك بسبب عدم توافقهم مع صاحب الطائفة أو مع سياسة صاحب المذهب أو مع الدولة أو الحزب الذي ينتمون إليه، فإذا وقف هؤلاء مع الكفار ووالوهم على حساب المسلمين فماذا بقي من الإيمان؟؟.
إن مسيرة الجهاد التي أنهت الاستعمار وأسقطت الإمبراطوريات السابقة هي ذاتها ستؤدي إلى زوال الاحتلال وتحرير أرض فلسطين وستحرر القرار العربي والإسلامي من صهاينة العرب والغرب الذين أعانوا الإجرام والمجرمين على حساب عزتهم وكرامتهم.

مقالات مشابهة

  • الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب
  • آخر اعتراف إسرائيليّ بشأن حزب الله.. تقريرٌ جديد
  • “هآرتس”: مشاهد عودة الفلسطينيين عبر نتساريم تهدم وهم الانتصار الإسرائيلي
  • ركام الحرب معضلة تربك لبنان
  • بعد الغارتين.. الجيش الإسرائيلي يكشف ما تم استهدافه
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حماس ستظلّ تشكّل تحديا لنا
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار
  • إسرائيل تفشل في الحرب وتعلن الاستسلام .. صياح وذعر في تل أبيب بعد مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين
  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل