لجريدة عمان:
2025-02-02@01:05:47 GMT

جدلية العلاقة بين الواقع والخيال

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

الجدل حول العلاقة بين الإبداع والواقع قديم جدا وليس وليد اليوم، ولم يقتصر هذا الجدل على نقّاد الأدب والإبداع (تشكيل وسينما ومسرح)، بل تجاوزهم إلى الفلاسفة الذين شُغلوا بهذا الأمر كثيرا، وقدم الكثير منهم رؤية خاصة لهذه العلاقة الجدلية بين الإبداع والواقع. وتباينت الأطروحات حول تلك العلاقة وزاوية رؤيتها، فبين من يرى الإبداع على أنه إعادة تمثيل للواقع كما كان طرح أرسطو، وبين من يرى أن الإبداع ما هو إلا محاولة للتحرر من الواقع عبر ابتكار أبعاد جديدة للتجربة الإنسانية كما هو طرح كانط على سبيل المثال، وبين من يرى أن الإبداع ما هو إلا طريقة لفهم الواقع، لا من خلال تمثيله أو الهروب منه، بل عبر إعادة تشكيله وفهمنا له.

يتعمق هذا الجدل ويتحول إلى نقاش فلسفي وفكري في اللحظة التي يستطيع فيها الإبداع والخيال تمثيل الواقع بشكل دقيق تجعلنا نشعر أنه نحن بكل أبعادنا وبكل تعقيداتنا ومشاعرنا وصراعاتنا الداخلية، وهنا تكمن عبقرية الخيال الذي يستطيع كشف الدواخل الإنسانية وتمثيلها أمامنا؛ حيث يتجاوز الكلمة المكتوب أو الصورة المشاهدة ليتحول إلى انعكاس لتجاربنا وعواطفنا التي لا يستطيع الجميع التعبير عنها أو تمثيلها ونقلها للآخرين.

لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذه اللحظة هل علينا أن نسائل هذا الإبداع والخيال إذا ما كشف عن أعماقنا وتسلل إلى تعقيداتها إلى الدرجة التي تشعرنا وكأننا أمام أنفسنا حدّ التماهي؟

إن مثل هذه المساءلة من شأنها أن تجرد الإبداع من مهمته ودوره في تشكيل الواقع وتفسيره أو حتى التحرر منه كما في طرح الفيلسوف كانط. إن الإبداع مهما كانت وسيلته يبني حيوات جديدة وينفخ فيها الحياة، فنراها إلى جوارنا وكأنها واقعنا الذي نستطيع فهمه أكثر وأدق عبر محاكاته وتمثيله، وحينها لنا أن نتحرر منه أو أن نعيد تشكيله بطريقة تمكننا من فهمه أو من التعايش معه أو حتى تكريسه في دواخلنا .. وفق مختلف الأطروحات الفلسفية التي تفسر العلاقة بين الواقع والخيال الإبداعي.

إن الإبداع الحقيقي يكمن في قدرته على إثارة كل هذه الأشياء فينا، وفي التقاط جوهرنا الداخلي ووضعه أمامنا مباشرة لنسائله فكريا وفلسفيا بالضبط كما نسائل التاريخ.. والأدب والإبداع العظيم لا يقلد الحياة فقط، إنما دوره أن يرتقي بها، أن يرينا إياها كما لم نرها من قبل، أن يساعدنا على أن ندرك حقيقة الواقع في مرآة المتخيل.. وهذا النوع من الإبداع يستحق أن نحتفي به؛ لأنه يقربنا من التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها وجمالياتها.

وفي جميع الأحوال فإن الجدل الحقيقي حول الواقع والخيال في التجربة الإبداعية ليس ساحة لبناء الفجوات الإنسانية وهدم التجربة الإبداعية نفسها، إنه مساحة لابتكار أبعاد جديدة للتجربة الإنسانية ومشاهدة تطورها في السياق الزمني الأمر الذي يسهل قدرتنا على فهم المستقبل وتوقع مساراته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

آبل تتراجع عن مشروع نظارات الواقع المعزز.. لماذا قررت إيقاف التطوير؟

خطوة مفاجئة، كشف عنها تقارير صحفية، وهي أن شركة آبل قررت إلغاء مشروعها الطموح لتطوير نظارات الواقع المعزز، في وقت يواصل فيه منافسوها، مثل شركة ميتا بقيادة مارك زوكربيرج، تعزيز استثماراتهم في هذا القطاع المتنامي.

تزايد المنافسة في سوق نظارات الواقع المعزز

يشهد سوق الواقع المعزز والواقع الافتراضي منافسة شرسة، حيث تضخ الشركات الكبرى استثمارات ضخمة لتطوير هذه التقنيات.

 ورغم أن آبل كانت تسعى إلى دخول هذا المجال بقوة، إلا أن التحديات التقنية والعملية دفعتها إلى اتخاذ قرار بإلغاء المشروع.

آبل تتخلى عن مشروع نظارات الواقع المعزز.. تفاصيلتحديث iOS 18.3 من آبل يفعّل ميزة ذكاء اصطناعي «خطيرة» افتراضيًالكي تحافظ على بطارية آيفون.. آبل تحذرك من هذا التصرفتنافس آبل .. أفضل ساعات ذكية في الأسواق في 2025 والسعر بسيط جدا| شاهدلأول مرة منذ إطلاق iOS 18.. آبل تكشف عن أرقام تبني المستخدمين للنظام الجديدمشروع آبل N107.. طموح لم يكتمل

وفقًا لتقارير وكالة بلومبرج، كان المشروع الذي تعمل عليه آبل يحمل الاسم الرمزي N107، وهو عبارة عن نظارات واقع معزز مصممة لتشبه النظارات التقليدية، ولكن مع شاشات مدمجة في العدسات لتوفير تجربة اتصال مباشرة بأجهزة ماك.

وكانت الفكرة تعتمد على تقديم تجربة عرض افتراضي، مشابهة لما توفره نظارة Vision Pro، ولكن بتصميم أكثر نحافة وسعر أقل، ما كان سيشكل نقلة نوعية في السوق.

التحديات التقنية وراء إلغاء المشروع

رغم الرؤية الطموحة، واجهت آبل تحديات كبيرة، أبرزها تحقيق توازن بين الأداء العالي والتكلفة المقبولة.

وكان من المفترض أن تعمل النظارة عبر الاتصال بهاتف آيفون، لكن استهلاك الطاقة المرتفع شكَّل عقبة رئيسية، حيث لم يتمكن الهاتف من تشغيلها بكفاءة.

حاولت آبل أيضًا ربط النظارة بأجهزة ماك، ولكن هذه الفكرة لم تحقق النجاح المتوقع في الاختبارات الداخلية، مما أدى إلى قرار إلغاء المشروع بالكامل.

آبل والتحديات المستمرة في مجال الواقع المعزز

يأتي إلغاء هذا المشروع؛ بعد أن أوقفت آبل مشروعًا آخر للنظارات في عام 2023، مما يثير تساؤلات حول استراتيجيتها في قطاع الواقع المعزز. 

كما أن العمل على الجيل الثاني من نظارة Vision Pro لا يبدو على المسار الصحيح، حيث قد تركز الشركة على تطوير نسخة أقل تكلفة بدلًا من محاولة إطلاق نموذج متطور جديد.

ميتا تواصل ريادتها في سوق النظارات الذكية

في الوقت الذي تتراجع فيه آبل؛ تستمر ميتا في توسيع وجودها في سوق النظارات الذكية، حيث حققت نظارات "Ray-Ban" الذكية نجاحًا كبيرًا، مع مبيعات تجاوزت مليون وحدة.

وأطلقت ميتا أيضًا نموذجًا أوليًا من نظارات "Orion" العام الماضي، والتي تعتمد على شاشات Micro LED وسوار تحكم عصبي، كما تخطط الشركة لإطلاق إصدار أكثر تطورًا من نظارة Ray-Ban الذكية مزودًا بشاشة عرض، ما يعكس التزامها العميق بهذا المجال.

شركات أخرى تدخل المنافسة بقوة

مع استمرار نمو هذا القطاع، شهد معرض CES 2025 استعراض مجموعة واسعة من النظارات الذكية، مما يعكس اهتمام الشركات الكبرى بهذه التكنولوجيا.

 وقد دخلت جوجل رسميًا المنافسة من خلال نظام Android XR، في حين أعلنت سامسونج عن "مشروع موهان" لتطوير نظارة واقع معزز، مما يزيد من الضغط على آبل.

هل تخسر آبل سباق الواقع المعزز؟

مع انسحابها من مشروع N107، تجد آبل نفسها في موقف صعب، خاصة في ظل التقدم السريع لمنافسيها.

 يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الشركة ستتمكن من إعادة صياغة استراتيجيتها والمنافسة بمنتج جديد، أم أنها ستتراجع أمام تصاعد الابتكارات في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • آبل تتراجع عن مشروع نظارات الواقع المعزز.. لماذا قررت إيقاف التطوير؟
  • تحدي الصعاب .. رحلة بين الحقيقة والخيال في راويات إيهاب ملاك مع ريهام الصيرفي
  • على هامش صلة الشباب بالمشهد الثقافي الخليجي
  • محمد الطويان.. شيخ الدراما السعودية ومسيرة نصف قرن من الإبداع
  • آبل تتخلى عن مشروع نظارات الواقع المعزز.. تفاصيل
  • جامعة القاهرة تواصل فعاليات برنامج جامعة الطفل لتعزيز الإبداع لدى النشء
  • ركن الخط العربي في جناح الأزهر.. نافذة على الإبداع والجمال
  • الخازن: انتبهوا حكومة الأمر الواقع!
  • مؤسسات محمد بن خالد تعزز الإبداع والاستدامة 
  • القراءة بين الإبداع والاستهلاك