لجريدة عمان:
2025-03-15@11:30:14 GMT

جدلية العلاقة بين الواقع والخيال

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

الجدل حول العلاقة بين الإبداع والواقع قديم جدا وليس وليد اليوم، ولم يقتصر هذا الجدل على نقّاد الأدب والإبداع (تشكيل وسينما ومسرح)، بل تجاوزهم إلى الفلاسفة الذين شُغلوا بهذا الأمر كثيرا، وقدم الكثير منهم رؤية خاصة لهذه العلاقة الجدلية بين الإبداع والواقع. وتباينت الأطروحات حول تلك العلاقة وزاوية رؤيتها، فبين من يرى الإبداع على أنه إعادة تمثيل للواقع كما كان طرح أرسطو، وبين من يرى أن الإبداع ما هو إلا محاولة للتحرر من الواقع عبر ابتكار أبعاد جديدة للتجربة الإنسانية كما هو طرح كانط على سبيل المثال، وبين من يرى أن الإبداع ما هو إلا طريقة لفهم الواقع، لا من خلال تمثيله أو الهروب منه، بل عبر إعادة تشكيله وفهمنا له.

يتعمق هذا الجدل ويتحول إلى نقاش فلسفي وفكري في اللحظة التي يستطيع فيها الإبداع والخيال تمثيل الواقع بشكل دقيق تجعلنا نشعر أنه نحن بكل أبعادنا وبكل تعقيداتنا ومشاعرنا وصراعاتنا الداخلية، وهنا تكمن عبقرية الخيال الذي يستطيع كشف الدواخل الإنسانية وتمثيلها أمامنا؛ حيث يتجاوز الكلمة المكتوب أو الصورة المشاهدة ليتحول إلى انعكاس لتجاربنا وعواطفنا التي لا يستطيع الجميع التعبير عنها أو تمثيلها ونقلها للآخرين.

لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذه اللحظة هل علينا أن نسائل هذا الإبداع والخيال إذا ما كشف عن أعماقنا وتسلل إلى تعقيداتها إلى الدرجة التي تشعرنا وكأننا أمام أنفسنا حدّ التماهي؟

إن مثل هذه المساءلة من شأنها أن تجرد الإبداع من مهمته ودوره في تشكيل الواقع وتفسيره أو حتى التحرر منه كما في طرح الفيلسوف كانط. إن الإبداع مهما كانت وسيلته يبني حيوات جديدة وينفخ فيها الحياة، فنراها إلى جوارنا وكأنها واقعنا الذي نستطيع فهمه أكثر وأدق عبر محاكاته وتمثيله، وحينها لنا أن نتحرر منه أو أن نعيد تشكيله بطريقة تمكننا من فهمه أو من التعايش معه أو حتى تكريسه في دواخلنا .. وفق مختلف الأطروحات الفلسفية التي تفسر العلاقة بين الواقع والخيال الإبداعي.

إن الإبداع الحقيقي يكمن في قدرته على إثارة كل هذه الأشياء فينا، وفي التقاط جوهرنا الداخلي ووضعه أمامنا مباشرة لنسائله فكريا وفلسفيا بالضبط كما نسائل التاريخ.. والأدب والإبداع العظيم لا يقلد الحياة فقط، إنما دوره أن يرتقي بها، أن يرينا إياها كما لم نرها من قبل، أن يساعدنا على أن ندرك حقيقة الواقع في مرآة المتخيل.. وهذا النوع من الإبداع يستحق أن نحتفي به؛ لأنه يقربنا من التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها وجمالياتها.

وفي جميع الأحوال فإن الجدل الحقيقي حول الواقع والخيال في التجربة الإبداعية ليس ساحة لبناء الفجوات الإنسانية وهدم التجربة الإبداعية نفسها، إنه مساحة لابتكار أبعاد جديدة للتجربة الإنسانية ومشاهدة تطورها في السياق الزمني الأمر الذي يسهل قدرتنا على فهم المستقبل وتوقع مساراته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هآرتس: إسرائيل لا تملك القدرة على فرض حاكم آخر على غزة

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس 13 مارس 2025، إنه "ما لم يتحقق خلال 17 شهرًا في غزة ، لن يتحقق خلال 17 شهرًا أخرى، وما لم يتحقق بأعنف قوة استخدمتها إسرائيل في تاريخها، لن يتحقق بالمزيد من العنف، و حماس باقية، وصحيح أنها تلقت ضربة عسكرية كبيرة، لكنها ستتعافى".

وأضافت الصحيفة، إنه "في النهاية، حماس بقيت، بعد 17 شهرًا من الدماء، ومئات الجنود القتلى، و-ارتقاء- الآلاف في غزة، والدمار والوعود الإسرائيلية لا حصر لها، حماس بقيت، ويجب الاعتراف بذلك واستخلاص العبر".

إقرأ أيضاً: هذا ما تضمنته - أنباء عن جولة جديدة من صفقة التبادل والهدنة في غزة

وتابعت "أما سياسيًا وأيديولوجيًا، فقد ازدادت قوة خلال الحرب، بعدما أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كانت إسرائيل والعالم يحاولان طمسها. حماس باقية، وإسرائيل لا تستطيع تغيير ذلك".

وأكدت "هآرتس" أن "إسرائيل لا تملك القدرة على فرض حاكم آخر على غزة، ليس فقط لأن البديل غير واضح، لهذا فإن الحديث عن "اليوم التالي" بعد حماس هو مجرد وهم. لا يوجد "يوم بعد حماس"، لأن حماس هي الجهة الحاكمة الوحيدة في غزة، على الأقل في ظل الواقع الحالي الذي يصعب تغييره. لذا، "اليوم التالي" سيكون يومًا مع حماس، ويجب التعايش مع ذلك".

إقرأ أيضاً: ترمب: لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة

وأشارت إلى أن "النتيجة الأولى لهذا الواقع هي أن استئناف الحرب لا طائل منه. والحرب ستقتل آخر الأسرى وآلاف المدنيين في غزة، وفي النهاية، ستبقى حماس. لكن حتى في ظل هذا الواقع الصعب، لا تزال هناك فرصة لإحداث تغيير، وإذا أدركت إسرائيل والولايات المتحدة أن حماس أثبتت قدرتها على البقاء. وحماس منظمة عنيدة وقاسية، لكنها بلا بديل حقيقي".

وقالت إن "كل المقترحات الأخرى مجرد أوهام: حكم عشائري، أو إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة بدعم الدبابات الإسرائيلية، أو "حكومة تكنوقراط" مصطنعة، كلها أوهام، حماس هي الحاكم الفعلي لغزة، ولن يُفرض بديل عليها، حتى لو كان محمد دحلان ، بغض النظر عن كاريزميته. أما السلطة الفلسطينية، التي تحتضر في الضفة الغربية، فلن تستعيد فجأة قوتها في غزة".

إقرأ أيضاً: إسرائيل تقرر إجراء تغيير جوهري على توزيع المساعدات في قطاع غزة

وأوضحت أن "حماس هي الواقع، سواء قبلنا بذلك أم لا. قد لا يكون ذلك مصدرًا للتفاؤل، لكن يجب الاعتراف بحدود القوة، وهو أمر يصعب على إسرائيل والولايات المتحدة تقبله. وبدلًا من شن حرب جديدة لـ"إسقاط حكم حماس"، يجب التعود على وجودها. وبالتالي، يجب بدء حوار معها، حتى بعد 7 أكتوبر، بل بالأحرى بسبب 7 أكتوبر".

وأكدت "هآرتس"، أنه "لو كانت إسرائيل تفي بوعودها كما فعلت حماس، لكان اتفاق وقف إطلاق النار قد دخل مراحله المتقدمة، ولو كان لدى إسرائيل قائد ذو رؤية وشجاعة، وهو أمر يبدو مستبعدًا، لكان قد بدأ حوارًا مباشرًا مع حماس، علنًا، سواء في غزة أو في القدس . وكما غفرت إسرائيل لألمانيا، يمكنها أن تفكر في التعامل مع حماس، حيث أن المخاطرة في الحوار مع حماس أقل بكثير من خوض حرب أخرى مجنونة من القصف والدمار."

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هذا ما تضمنته - أنباء عن جولة جديدة من صفقة التبادل والهدنة في غزة إعلام عبري: وفد التفاوض الإسرائيلي بالدوحة يمدد إقامته إسرائيل تقرر إجراء تغيير جوهري على توزيع المساعدات في قطاع غزة الأكثر قراءة إجراءات عسكرية إسرائيلية في الأقصى بأول جمعة من شهر رمضان منح دراسية لطلبة فلسطين في رومانيا - رابط التقديم خطبة الجمعة الأولى من رمضان 2025 مختصرة - ملتقى الخطباء ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وحش الإبداع وصل .. مراجعة Apple Mac Studio M4 Max
  • الشيباني من بغداد: إدارة الشرع تريد تعزيز العلاقة مع العراق
  • القصة الكاملة لـ صلح مرتضى منصور وأحمد شوبير ..هل انتهت الخلافات؟
  • نورهان: الزواج القائم على المصالح مصيره الفشل .. فيديو
  • 25 أبريل.. "شنب شرقي منقرض" على مسرح نهاد صليحة بأكاديمة الفنون
  • نجم النسر الواقع
  • مقتطفات إيمانية.. لقاء لخالد الجندي في الصالون الثقافي بقصر الإبداع الفني
  • هآرتس: إسرائيل لا تملك القدرة على فرض حاكم آخر على غزة
  • مدير تعليم الفيوم: القائد الناجح له بصمة مميزة في المجتمع.. صور
  • 7 علامات تخبرك بأن الوقت قد حان لإنهاء علاقة عاطفية