دياب رداً على كنعان: يجهد ليرمي عن أكتافه تهمة تعطيل خطة التعافي الاقتصادي
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
أشار المكتب الإعلامي للرئيس الدكتور حسان دياب في بيان إلى أن "تفادينا مراراً الدخول في سجالات، على الرغم من حملات التجني التي تعرّضنا لها، وكنا نود أن نتجنّب الرد على بعض الأقاويل التي يرددها البعض، عفواً أو قصداً، من دون أن يكونوا عارفين بحقائق الأمور".
وجاء في البيان: "كذلك الأمر بالنسبة الى النائب إبراهيم كنعان الذي يجهد ليرمي عن أكتافه تهمة تعطيل خطة التعافي الاقتصادي التي أقرّتها حكومتنا، وكلما أورد صحافي أو محلل أو خبير حقيقة ما جرى في هذا الشأن، يحاول النائب كنعان الالتفاف على تلك الحقيقة بالتبرؤ من مسؤولية تعطيل تلك الخطة، تارة بالقول إن الحكومة لم ترسل خطة إلى مجلس النواب حتى يتم تعطيلها، وطوراً بالقول إن تباينات بالأرقام في الحكومة أدت إلى تعطيلها.
وأضاف: "وعليه، نجد لزاماً الرد على كلام النائب كنعان، لوضع الأمور في نصابها الصحيح، لأننا لسنا هواة استعراضات لا طائل منها. إن وقائع تعطيل خطة التعافي التي أقرتها حكومتنا، لا تحمل الاجتهاد في تفسيرها، وما أورده النائب كنعان مجافٍ للحقيقة، فما حصل آنذاك كان علنياً، حيث لعب النائب كنعان دوراً سلبياً، وتسبّب، وعن سابق إصرار، بوقف مسار عملية الإصلاح والتعافي التي كانت تتضمّن برنامجاً علمياً وعملياً، وحظي بتأييد صندوق النقد الدولي، والعديد من الهيئات الدولية، على الرغم من محاولات الشغب التي مورست، من النائب كنعان نفسه ومن غيره، لتعطيل تلك الخطة التي كان يمكن لها أن توفّر على اللبنانيين المعاناة المالية التي يرزحون تحت وطأتها، وأن تنقل لبنان من مرحلة الانهيار إلى مرحلة النهوض، بدل أن يبقى البلد يعيش على وقع سياسات متناثرة ومتخبطة ومن دون منهجية وخطة واقعية".
تابع:"أما كلام النائب كنعان عن تباين في لغة الأرقام في الحكومة مع صندوق النقد، فإن ما قاله صندوق النقد آنذاك، وما أكده مراراً وتكراراً، أن أرقام الحكومة كانت صحيحة وواقعية، وهو ما تأكد مجدداً في تقرير التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. بكل أسف، يحاول النائب كنعان التنصّل من المسؤولية عن إسقاط تلك الخطة، علماً أن القاصي والداني، يعلم تفاصيل الدور الذي لعبه لإسقاط تلك الخطة. أما قول النائب كنعان إن خطة التعافي أرادت شطب أموال المودعين، فهو أمر غريب جداً، لأن الخطة كان هدفها حماية أموال المودعين، وليس شطبها، أما تعطيل الخطة فهو الذي تسبب بخسارة المودعين أموالهم حيث مورست بحقهم "هيركات" حقيقية غير مقوننة، بسبب ما فعله النائب كنعان. فمن الذي تسبب بخسارة المودعين لأموالهم؟".
وجاء في ختام البيان: "نتمنى أن يتوقف النائب كنعان عن تشويه الحقائق، وأن يدافع عن نفسه بطريقة لا تعكس الوقائع الدامغة، وإلا فإننا سنضطر لوضع النقاط على الحروف وكشف المزيد من الوقائع".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: خطة التعافی تلک الخطة
إقرأ أيضاً:
(الإرهاب) تهمة سياسية يوظفها أهل (الباطل) على أهل (الحق)
طه العامري
تهمة (الإرهاب) والعقوبات الاقتصادية وحصار الدول والأنظمة ومعاقبتها بصورة فردية أو جماعية، كل هذه القوانين والتشريعات ابتكار أمريكي لا علاقة لها بالقانون الدولي ولا بأي من المواثيق الدولية المنظمة للعلاقات بين الأمم والشعوب، هذه التهمة انطلقت بها أمريكا واعتمدتها بعد انتهاء مرحلة الحرب الباردة وانتهاء النظام القطبي ثنائي التفاعل وسقوط الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي، حينها نصبت أمريكا من نفسها زعيمة لما أسمته (العالم الحر) عام 1990م.
ومع هذا الإعلان الأمريكي صادرت أمريكا صلاحيات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، كما صادرت صلاحيات واختصاصات كل المنظمات الدولية التي أصبحت صلاحيتها تمارس من قبل مكتب العلاقات العامة بوزارة الخارجية الأمريكية، وهكذا هيمنت أمريكا على العالم وعلى القانون الدولي الذي استبدلته بقانونها الخاص وراحت بالتالي تخضع دول العالم لقوانينها ولهيمنتها المطلقة، فارضة قوانينها الخاصة على العالم، ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط وتحولت بالتالي أمريكا من دولة ليبرالية إلى أخرى إمبريالية، وإمبريالية متوحشة، أعادت بسلوكها مراحل الاستعمار الهمجي على العالم التي عرفها في القرون الوسطى ولكن هذه المرة بطرق أكثر تقنية وتطوراً، فقد استغلت أمريكا كل منجزات الثورة الصناعية وتقنية المعلومات وثورة الاتصالات لتوظفها من أجل الهيمنة على العالم وتطويعه بما يتسق مع مصالحها الاستعمارية ومصلحة حليفها الوحيد في الكون وهو الكيان الصهيوني الذي يعد بالنسبة لأمريكا بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة لها في المنطقة مثلها مثل أي حاملة طائرات أو مثل أي قاعدة من قواعدها المنتشرة في المنطقة والعالم والتي تفوق 850 قاعدة عسكرية تنتشر خارج الجغرافية الأمريكية..
وخلال هذه الفترة الممتدة من العام 1990م وحتى اليوم تعمل أمريكا على توظيف تهم (الإرهاب) ضد دول وأنظمة وشعوب وأفراد وجماعات وشركات ومؤسسات، وكل من يناهض سياستها ويختلف معها ويستقل بقراره ويعمل لصالح وطنه فهو بنظر أمريكا (إرهابي) وتمنحه التهمة وتفرض العقوبات عليه وتجبر أنظمة ودول العالم ومؤسساته على تنفيذ قرارها حتى وإن كان ضد رغبات وإرادة هذه الأنظمة والدول والمؤسسات التي تجد نفسها مجبرة على تنفيذ أوامر أمريكا ووزارة خزانتها المتحكمة بالاقتصاد الدولي بحكم هيمنة (الدولار) السلاح القاتل الذي تستخدمه أمريكا لتجويع شعوب العالم التي تخالفها ولا تسير في ركبها..!
إن أمريكا توظف تهمة (الإرهاب) (لإرهاب) دول وأنظمة العالم ومؤسساته بدون وجه حق، فقط بهدف الانتصار لمخططاتها الاستعمارية وفي سبيل إبقاء هيمنتها الجيوسياسية على العالم..!
تهمة ترعب بها أنظمة ودولاً وكيانات تقاوم هيمنتها وترفض الانصياع لأوامرها والتسليم لرغباتها، ومن كوريا الشمالية إلى روسيا والصين وإيران وسوريا وحزب الله والمقاومة في فلسطين، مرورا بالعراق سابقا وليبيا والسودان والصومال وفلسطين والمقاومة إلى حركة أنصار الله في اليمن، وهناك دول ومنظمات وحركات ثورية وتحررية ودول أمريكا الجنوبية التي تعاني من هذه السياسية الاستعمارية التي تمارسها أمريكا الإمبريالية، نذكر منها كوبا التي تعاني من حصار أمريكا منذ ستة عقود وفنزويلا، وكل نظام أو دولة أو جماعة أو حركة تحرر لم تخضع لمنطق أمريكا وترفض التسليم بسياستها، تجد نفسها تلقائيا متهمة بتهمة الإرهاب التي طالت حتى الأفراد، وهذا سلوك يعكس هيمنة وغطرسة القوة الأمريكية التي داست على القانون الدولي وصادرت مهام وصلاحيات واختصاصات المنظمات الدولية وأصبحت هي الأمم المتحدة وهي الجمعية العامة وهي مجلس الأمن وهي كل المنظمات الأممية وهي وحدها من تقرر وتصنف دول وشعوب العالم، ولا فرق بينها وبين أولئك المتطرفين دينيا الذين يمارسون الإرهاب بزعم نشر الدين والتوحيد والجهاد في سبيل الله ويرون أنفسهم وحدهم على حق والبقية على ضلال، وأمريكا ترى نفسها وحدها المثالية والبقية إرهابيين ومارقين ومن رابطة ( محور الشر)..
وخلال هيمنتها، تسببت أمريكا في قتل ملايين الأطفال والشيوخ في كل قارات العالم ومنها وطننا العربي بفعل قرارات الحصار والمقاطعة التي فرضتها على أنظمة المنطقة في ليبيا والعراق والصومال واليمن وسوريا وإيران وفلسطين ولبنان، وكل هذا من أجل حماية كيانها اللقيط وبهدف تطويع الجميع لكي يخضعوا للمنطق الصهيوني الأمريكي..!
تهمة أرعبت دون شك أنظمة وحكاماً في العديد من دول العالم ممن أصبحوا عبيدا لأمريكا وأقنان في الاسطبل الصهيوني وكل هذا من أجل أن ترضى عنهم أمريكا ويرضى عنهم الكيان الصهيوني..
أمريكا التي جلبت أساطيلها للمنطقة لتحرير العراق من (النظام الديكتاتوري)، فعلت كذلك في (ليبيا) وفي فلسطين حين دفعت كيانها لمحاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وفعلت الأمر ذاته مع المقاومة في لبنان وارتاحت حين تم استهداف الشهيد حسن نصرالله وباركت اغتياله، كما باركت اغتيال رئيسي حركة حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وباركت وشاركت في حرب إبادة الشعب في فلسطين وقطاع غزة وباركت جرائم الصهاينة في لبنان وسوريا، وهي تهدد إيران وأخيرا وجهت سهامها نحو اليمن ممثلة لحركة أنصار الله الذين يتصدون لمخططها ويرفضون هيمنتها، فتراهم بنظرها مجموعة (إرهابية)، فيما لا ترى في سلوكها هذه الصفة التي تنطبق فعليا عليها وعلى كيانها الصهيوني اللذين يمارسان إرهاب الدولة المنظم وهو الأخطر من أي عمل إرهابي آخر..!
إن أمريكا هي بالأساس دولة إرهابية الهوية والهوى والسلوك ومنذ نشأتها على انقاض السكان الأصليين حيث أقدمت على إبادة أكثر من مائة مليون من سكان أمريكا الأصليين وآخرهم يعيشون داخل محميات في أمريكا حتى اليوم يعيشون حياة بدائة قاسية لدرجة أن من يشاهدهم لا يصدق أن هؤلاء يعيشون في أمريكا محرومين من أبسط الحقوق المدنية لا ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأطفالهم ولا مستشفيات، بل ولا يحملون حتى هويات شخصية، لأن الدولة الفيدرالية ترفض الاعتراف بهم ما لم يقبلوا الخدمة في جيشها..!
أمريكا التي خدعت شعوب أفريقيا حين ذهبوا إلى أوطانهم تغريهم بالعمل فيها مقابل رواتب مغرية ولسذاجة وبساطة الأفارقة صدقوا لكنهم وبعد أن تم شحنهم بالسفن وقبل أن يصلوا مضيق جبل طارق، كانوا قد تحولوا إلى (عبيد) تتقاسمهم شركات النخاسة التي باعتهم في أسواق أمريكا عبيدا وظلوا لقرنين من الزمن يعيشون حياة العبودية وكانوا في أوطانهم أحراراً..!
أمريكا التي قتلت الشعب الياباني بالقنابل النووية وهي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي ضد شعب أعزل ثم فرضت الوصاية عليه وحررت الألمان من (النازية) ثم فرضت الوصاية عليهم وكل شعب ساعدته أمريكا باسم تحريره عملت على فرض وصايتها عليه، حدث هذا في كوريا الجنوبية والفلبين وصولا إلى العراق وليبيا وسوريا ولبنان مؤخرا وفي كل بلد حررته أمريكا من حكامه المحليين فرضت عليه الوصاية واستعمرته واحتكرت سيادته وثرواته وقراره..!