شبح الجفاف يُخيم على 6 مناطق شرقي العراق.. ومدينة البرتقال عينها على الأمطار المبكرة - عاجل
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
بغداد اليوم - ديالى
كشف مسؤول حكومي، اليوم الأربعاء (28 آب 2024)، عن ضرب ما وصفه بـ "شبح الجفاف" لـ6 مناطق شرقي العراق.
وقال قائممقام قضاء مندلي وكالة، مازن الخزاعي لـ"بغداد اليوم"، إن "مندلي أكبر وأشهر مدن الحدود شرق العراق، تعتمد بنسبة تصل الى 80% على الآبار الارتوازية في تأمين المياه لمختلف الاستخدامات، ومنها الزراعية، ما يجعلها الأكثر عرضة لأزمة الجفاف قياسا ببقية المدن العراقية الاخرى".
وأضاف، إنه "رصد انحسار في مستوى مياه الآبار الارتوازية في 6 مناطق حتى الان، لكنها لم تتجاوز الخطوط الحمراء قياسا بالموسم الماضي، الذي كان قاسيا والأكثر خطورة"، لافتا، إلى أن "تدفق السيول في موجاتها الأربع مع مطلع العام 2024، أسهم في انعاش خزين المياه الجوفية بكميات كبيرة، وهذا ما يفسر تجاوزنا الصيف دون أزمات قاسية".
وأشار الى أن "الجفاف يخيم على المناطق التي ذكرناها، لكن نأمل أن تسعفنا الأمطار المبكرة من أجل إنعاش المياه الجوفية قدر الإمكان".
وكلما انتصب الصيف على العراق، تدخل مدينة البرتقال موسما جافا يسجل تراجعا حادا في إيرادات المياه الآتية من إيران، ما ينذر بخطر كبير كل عام، يهدد سكانها البالغ عديدهم 1,6 مليون نسمة.
ويؤدي تراجع إيرادات المياه إلى المحافظة، والمتمثلة في السيول الآتية من إيران وقلة تساقط الأمطار، إلى انخفاض خزين بحيرة حمرين، التي تبلغ قدرتها التخزينية ملياري متر مكعب، مما أثر سلبا في القطاع الزراعي خلال العام الحالي، وأجبر العديد من السكان على ترك منازلهم في موجة نزوح جديدة، خصوصا أن معظم سكان المحافظة يعملون في الزراعة.
ويعتقد مختصون أن ثمة ضرورة لإجراء تفاهمات مع طهران، لكون 75 بالمئة من نهر ديالى تأتي من الجانب الإيراني، وللحصول على نسب معقولة من المياه في نهر ديالى".
ويعتمد العراق في تغذية أنهاره سنويا على المياه الآتية من تركيا وإيران، خصوصا في فصل الربيع، فضلا عن الأمطار والثلوج، بيد أن الموسم الحالي شهد انخفاضا كبيرا وغير مسبوق منذ سنوات. وبدا ذلك جليا من خلال انحسار مساحة نهري الفرات ودجلة داخل الأراضي العراقية.
وتحبس الدولة التركية بواسطة سد إليسو مياه نهر دجلة، في الوقت الذي تحبس فيه مياه نهر الفرات بواسطة سد أتاتورك وتمنع تدفقه إلى الأراضي السورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، حيث انخفض منسوب مياه الفرات إلى مستويات تاريخية، ما يؤثر على حياة الملايين من السكان في البلاد.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
تضاعف الجفاف الثلجي يهدد النظم البيئية في العالم
كشفت دراسة علمية جديدة أن وتيرة حدوث "الجفاف الثلجي" ستتضاعف 3 إلى 4 مرات بحلول عام 2100 مقارنة بفترة الثمانينيات، نتيجة تسارع الاحترار العالمي، مما يهدد الأمن المائي والنظم البيئية في العديد من المناطق حول العالم، خاصة تلك التي تعتمد على الثلوج كمصدر أساسي للمياه.
وتُعرَّف ظاهرة الجفاف الثلجي بأنها انخفاض كبير في المياه الثلجية مقارنة بالمعدل الطبيعي، ويحدث هذا إما بسبب قلة هطول الثلوج أو بسبب تحولها إلى أمطار نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، أو بسبب تسارع ذوبانها.
وتشير الدراسة، المنشورة في مجلة "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز" شهر أبريل/نيسان الجاري، إلى أن الجفاف الناتج عن الحرارة سيصبح النوع الأكثر شيوعا، إذ سيشكل 65% من حالات الجفاف الثلجي بحلول عام 2050، بينما سيتراجع الجفاف الناتج عن قلة الهطول بشكل ملحوظ.
وأفادت بأن السبب الأساسي لهذا التغيّر يعود إلى تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والتي أدت إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، مؤدية إلى تقليل نسبة الهطولات التي تتساقط على شكل ثلج، وزيادة معدلات ذوبان الثلوج في الشتاء والربيع.
الدول الأكثر تأثراوبحسب نتائج الدراسة، فإن المناطق الجبلية والمناطق ذات خطوط العرض المتوسطة والعالية ستكون الأكثر تعرضا للجفاف الثلجي المتكرر، خصوصا في ظل استمرار ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة.
إعلانوتشمل المناطق المتأثرة بالجفاف الثلجي أميركا الشمالية مثل ولايات الغرب الأميركي بالإضافة إلى أجزاء من كندا مثل كولومبيا البريطانية وشرق كندا، ودولًا في القارة الأوروبية مثل ألمانيا وأوكرانيا وإيطاليا وبولندا.
كذلك ستتأثر خلال السنوات المقبلة بالجفاف الثلجي هضبة التبت والمناطق المجاورة لها مثل شمال الهند ونيبال وبوتان، ما يعني تأثر الأنهار التي تعتمد على ذوبان الثلوج في تغذيتها مثل نهري الغانج واليانغتسي.
وبحسب النماذج المناخية التي حللتها الدراسة، ستتأثر جبال الأنديز في تشيلي والأرجنتين، والتي تعتمد على الثلوج كمصدر للمياه، كما أن آثار الظاهرة ستصل إلى دول مثل كازاخستان، أوزبكستان، وتركمانستان التي تعتمد على الجريان الثلجي في تغذية الأنهار والري الزراعي.
وتشير الدراسة إلى أن الجفاف الثلجي يحمل تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة.
فمع انخفاض كمية الثلوج وتغير توقيت ذوبانها، قد تواجه هذه المناطق صعوبات في تخزين المياه، وانخفاضا في تدفقات الأنهار خلال فصل الصيف، مما يؤثر على الزراعة وتوليد الطاقة الكهرومائية وإمدادات مياه الشرب.
كما حذر الباحثون من أن البنية التحتية لإدارة المياه في العديد من هذه المناطق لم تُصمم لمواجهة أنماط التغير الجديدة، مما يتطلب تحديثات عاجلة في السياسات وأنظمة التخزين والتوزيع.
وحذرت الدراسة من أن ذوبان الثلوج نتيجة الجفاف سيؤدي إلى فيضانات شتوية في المناطق المتأُثرة بسبب تدفق المياه بسرعة، كما سيسفر عن نقص حاد في المياه خلال الصيف بسبب عدم وجود مخزون ثلجي كاف.
وشدد الباحثون القائمون على الدراسة على أن خفض الانبعاثات للحد من ارتفاع درجات الحرارة هو الحل الوحيد لتجنب السيناريوهات الأسوأ.