الحرة:
2025-03-25@17:36:11 GMT

كيف ستعيد ناسا رائدي فضاء عالقين في الفضاء؟

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

كيف ستعيد ناسا رائدي فضاء عالقين في الفضاء؟

أعلنت وكالة "ناسا" عن تأجيل غير متوقع لعودة رائدي فضاء من محطة الفضاء الدولية، مما يمدد مهمتهم من 8 أيام إلى ثمانية أشهر، بعد مشاكل تقنية في المركبة التي كان من المفترض أن تعيدهم إلى الأرض.

وواجهت مركبة  "بوينغ ستارلاينر"، صعوبات خلال رحلتها في يونيو الماضي، إثر اكتشاف ثلاث تسريبات للهيليوم وفشل في خمسة محركات تحكم أثناء اقترابها من محطة الفضاء الدولية، مما دفع ناسا لاتخاذ قرار بإعادة المركبة إلى الأرض بدون طاقم، مفضلة جمع مزيد من البيانات دون المخاطرة بسلامة الرواد، حسبما أفادت "فاينانشيال تايمز".

ووصف ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري في ناسا، القرار بأنه نتيجة "الحاجة إلى مستوى أعلى من اليقين لإجراء عودة مأهولة". 

وجاء هذا القرار بعد مناقشات وصفت بأنها "متوترة" بين ناسا وبوينغ، حيث اختلفت وجهات النظر بشأن مستوى الثقة في البيانات المتوفرة.

وقررت ناسا الاعتماد على مركبة "دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، المنافس الرئيسي لبوينغ في مجال الفضاء، لإعادة رائدي الفضاء وهو أحد أهم قراراتها منذ سنوات، وفقا لرويترز.

وأكدت جوين شوتويل، رئيسة ومديرة عمليات "سبيس إكس"، استعداد الشركة لدعم ناسا "بأي طريقة ممكنة".
ويمثل هذا التطور نكسة كبيرة لشركة بوينغ، التي تواجه بالفعل تدقيقا تنظيميا مكثفا بشأن جودة وسلامة طائراتها التجارية، خاصة بعد حادث انفجار لوحة باب في الجو على إحدى طائرات 737 ماكس في يناير 2024. 

كما يأتي هذا في وقت تعاني فيه وحدة الدفاع والفضاء في الشركة من خسائر مالية كبيرة، بلغت 1.7 مليار دولار في عام 2023.

ورغم هذه النكسة، من غير المرجح أن تتخلى ناسا عن شراكتها مع بوينغ، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن الوكالة، صممت برنامجها التجاري للطاقم، قبل عقد، بهدف ضمان وجود شركتين أميركيتين متنافستين لنقل رواد الفضاء، وذلك لتعزيز الابتكار وخفض التكاليف.

وأصبح رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني وليامز، أول طاقم يركب ستارلاينر في الخامس من يونيو عندما انطلقا إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة تجريبية كان من المتوقع أن تستمر ثمانية أيام.

لكن نظام الدفع في المركبة واجه سلسلة من المشكلات بدءا من أول يوم من انطلاقها إلى محطة الفضاء الدولية، مما أدى إلى تأخير عودتهما منذ أشهر.

ومن المقرر الآن عودة رائدي الفضاء إلى الأرض، في فبراير المقبل، على متن مركبة الفضاء "كرو دراغون" التابعة لشركة سبيس إكس، والتي ستنطلق الشهر المقبل.

وذكرت إدارة "ناسا"، أن كلا الرائدين يتمتعان بخبرة سابقة في الفضاء، حيث عملت ويليامز كقائدة لبعثة سابقة في المحطة، بينما قاد ويلمور رحلة مكوك الفضاء "أتلانتيس" إلى المحطة في عام 2009.

وحتى موعد عودتهما المرتقب، سينخرط الرائدان في العمل مع الطاقم الدائم لمحطة الفضاء الدولية  التي تتلقى بانتظام إمدادات عبر مركبات فضائية مأهولة وغير مأهولة، حيث وصلت أحدث هذه المركبات إلى المحطة الشهر الجاري.

وتحدد ناسا خمسة مخاطر رئيسية تواجه رواد الفضاء: الإشعاع الفضائي، العزلة والحبس، البعد عن الأرض وتحديات الإمداد، التغيرات في الجاذبية وتأثيرها على الجسم، والحفاظ على النظم البيئية الآمنة في المركبات الفضائية.

ورغم طول مدة مهمة ويليامز وويلمور، إلا أنها لن تكون الأطول في تاريخ الرحلات الفضائية. في العام الماضي، أكمل الأميركي، فرانك روبيو، والروسيان سيرجي بروكوبييف، وديمتري بيتيلين، مهمة استمرت 371 يوما. 

ويحتفظ الروسي فاليري بولياكوف، بالرقم القياسي للوقت المتواصل في الفضاء، بـ 438 يومًا قضاها على متن محطة الفضاء الروسية مير في 1994-1995.

ويأتي هذا التطور في وقت يتزايد فيه الاهتمام بمهمات استكشاف القمر والمريخ، سواء من قبل وكالات الفضاء الحكومية أو الشركات الخاصة. 

وتبرز هذه الحادثة التحديات الهائلة التي تواجه مثل هذه المهمات البعيدة، حيث تتضاعف المخاطر والصعوبات التقنية واللوجستية، وفقا لفاينشال تايمز.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محطة الفضاء الدولیة

إقرأ أيضاً:

فيلم المقلاع.. الخيال العلمي يدخل رواد الفضاء في متاهة البحث عن الحقيقة

مغامرة تفضي إلى انكشاف هلوسة ما بعد السبات

كانت ولا تزال سينما الخيال العلمي تحمل إلى الجمهور العريض من المشاهدين قصصا مشوقة واستثنائية عن مغامرات غير مسبوقة في أزمنة وأماكن سحيقة وخاصة ذلك النوع الذي يتعلق بغزو الفضاء أو الانتقال عبر الزمن أو الدخول إلى كواكب ومجرات مجهولة.

ولعل نزعتَيْ الاكتشاف والمغامرة هما الركنان الأساسيان بالنسبة للشخصيات وهي تخوض في غمار عوالم مجهولة تستوجب المزيد من العمل المضني وتحمل العديد من المفاجآت والمواقف الصعبة وهو ما شهدناه منذ الفيلم الأول في بواكير السينما من هذا النوع وهو فيلم رحلة إلى القمر للمخرج الفرنسي جورج ميليه وذلك في العام 1902 وصولا إلى عشرات الأفلام التي خاضت ولا تزال تلك المغامرة المدهشة.

ويأتي هذا الفيلم للمخرج السويدي ميكائيل هافستروم ليضاف إلى تلك السلسلة الطويلة من أفلام الخيال العلمي المرتبطة بغزو الفضاء والرحلات الفضائية وحيث يكون الهدف في هذا الفيلم هو وصول المركبة الفضائية أوديسا 1 إلى كوكب المشتري ومن ثم خوض مغامرة ما يُعرَف بالمقلاع للوصول إلى تيتان وهو أحد أقمار كوكب زحل، فيما يكون المقلاع بمثابة عملية معقدة يتم فيها النفاذ عبر الزمان والمكان للوصول إلى الهدف دون المرور بمسار المجرة الطويل ولغرض الاستفادة من مخزون قمر تيتان من غاز الميثان الذي يعول عليه لغرض حل أزمة المناخ على كوكب الأرض.

وها نحن مع ثلاث شخصيات سوف تظهر تباعا وهم كل من: جون (يقوم بالدور الممثل كيسي أفليك) ثم الكابتن فرانكس (يقوم بالدور الممثل لورانس فيشبورن)، بينما الثالث هو ناش (يقوم بالدور الممثل تومير كابون)، وهؤلاء الثلاثة يسعون من خلال مهمتهم إلى العثور على مصدرٍ جديدٍ ووفيرٍ للطاقة المُتجددة. ولغرض الوصول إلى وجهتهم، عليهم القيام بمناورة بالغة الصعوبة تتضمن استخدام جاذبية كوكب المشتري لدفعهم بقوة إلى أقصى مدى فضائي ممكن.

وللحفاظ على الموارد على طول الرحلة الممتدة لسنوات، عليهم تحمّل سلسلة من دورات النوم المفرط المرهقة أو السبات الطويل، كل منها تجعلهم أقل يقينًا من أن ما يرونه ويسمعونه ويتذكرونه حقيقي.

من هنا سوف يدخل الطاقم في سبات ويخرج منه في كل مرة لإتمام الرحلة؛ فهم يستيقظون كل ثلاثة أشهر للتأكد من أنهم لا يزالون على المسار الصحيح. وبطبيعة الحال، يؤدي هذا إلى حالة مستمرة من التشتت في الزمان، بل وفي المكان حرفيًّا.

تبرز هنا شخصية جون الذي يخرج من السبات لوحده ليعاني من تشتت شديد ما يلبث أن يزداد تعقيدا عندما يلتقي مع ناش الذي يتجه اضطرابه باتجاه العودة إلى الأرض فيما يعيش جون يوميات وذكريات مع زوجته وهو بمثابة خط سردي متكامل يرتبط به فهو أكثر اتزانا ولكنه أشد عاطفة فهو يعيش حنينا جارفا إلى حياته السابقة إلى درجة اكتظاظ كثير من المشاهد بذكريات سابقة وخاصة بداية علاقته مع زوجته روزي (تقوم بالدور الممثلة إيميلي بيتشام)، لكن تلك الذكريات الرومانسية ما تلبث أن تتطور إلى ركام من المواقف يختلط فيها ما هو حقيقي وما هو متخيل أو ما هو مرتبط بهلوسات ما بعد الاستيقاظ من السبات.

وفي هذا الصدد يقول الناقد جوردان مينتزير في موقع هوليوود ريبورتر "يعتمد هذا الفيلم على الكثير من العناصر السردية والمنعطفات المفاجئة بدلًا من الاتكاء على المعجزات أو الغرائب الكونية ولهذا تبدو النتيجة أن هذا الفيلم هو أقرب إلى فيلم الإثارة والتشويق فضلا عن كونه من أفلام الخيال العلمي، وقد ارتقى به طاقم تمثيل جيد ونص بلمسات ذكية لم يهتم كثيرًا بواقع السفر بين النجوم، بقدر ما ركز اهتمامه على حالة جون النفسية المتدهورة مع توغله في النظام الشمسي".

أما الناقدة روس مكلندو في موقع سلانت السينمائي فتذهب إلى أنه "نظرًا لأنه فيلم إثارة في معظمه، فإن "المقلاع" لا يعنى ببنية القصة التي ننتظرها أو نتوقعها بنهاياتها السعيدة بل إنه يتجه إلى الابتعاد أحيانا عن الحبكة الرئيسية لتقديم لمحات من حياة جون على الأرض كأحد الحلول الإخراجية.

من الواضح أن الإيقاع المُتكرر عمدًا والذي يرتبط غالبا بشخصية جون، يهدف إلى جذب الجمهور وإلى شعور الرجل المُتزايد بتعقيدات المهمة ومصاعبها، وتزيد لقطات الاستذكار هذا الشعور القاسي بالوحدة والدوران في دوامة بلا نهاية.

في الأخير، يجد الفيلم طريقةً ممتازةً لتجسيد ذلك السؤال المحوري المرعب حول كيفية تنقلنا في عالمٍ كوني فضائي مبهم لا نستطيع إدراكه إلا من خلال قدراتنا الذاتية المعرضة غالبا إلى الاستنتاج الخطأ".

هذه الأرضية من العلاقات الهادئة بين رواد الفضاء الثلاثة ما تلبث أن تشهد تشنجا ثم مواجهات تصاعدت بالتدريج في موازاة التباس في عامل الإحساس بالزمن وركود في التفاعل مع الحاضر، فبينما يكون جون شبه مخدر ولديه إحساس متناقض بين الحاضر والماضي، فإن الأمر بالنسبة لناش يتعلق بسلامته الشخصية وسعيه للخروج من المربع الذي وجد نفسه فيه وهو ما يخالف توجهات الكابتن فرانكس الذي لا يتردد في اتخاذ أي إجراء من أجل إكمال المهمة.

هذه البنية السردية القائمة على سلسلة من التعارضات وظفها المخرج بحذر وتماسك باتجاه التصعيد الدرامي الذي أفضى لاحقا إلى مواجهة شديدة الشراسة بين الأطراف الثلاثة حتى أدمت وجوههم وبينما تكون المركبة الفضائية قد خرجت بسلام من مقلاع المشتري فإن اهتزازات في المحركات وانبعاث أدخنة تزيد من الصراع بين الشخصيات الثلاث وحيث كل واحد منهم يسعى باتجاه هدفه الخاص.

يتم خلال ذلك إدخال مزيد من استذكارات جون وخاصة عن بدايات علاقته بزوجته وكيف تعرف عليها وهو ما يخفف عنه الوحشة والإحباط الذي بدأ يسيطر عليه لكن الأمر ما يلبث أن يتطور إلى نوع من الهلوسات واللامنطق إلى درجة أنه يتخيل أن الزوجة موجودة هنا في داخل المركبة الفضائية.

لكن السؤال الذي هو بمثابة انقلاب درامي حاسم يتمثل في: ماذا لو كانت كل تلك الأحداث بما فيها المواجهات الدامية دخل المركبة كلها تتسرب من تشظيات خيال جون وهلوساته والآثار الجانبية المترتبة على استسلامه لحالة العجز التي أثّرت عليه بسبب طول ساعات السبات والانقطاع عن العالم الخارجي؟ فماذا لو كان جون في تلك الرحلة الفضائية لوحده يمضي بالمهمة إلى نهاياتها دون مساعدة من أحد وأن لا وجود لزميليه اللذين أمضى زمنًا في خوض نزاع معهما؟

..

إخراج: ميكائيل هافستروم.

سيناريو: سكوت آدامز، ناثان باركر.

تمثيل: كاسي افليك في دور جون، لورنس فيشبورن في دور الكابتن فرانكس، ايميلي بيتشام في دور زوي، تومير كابون في دور ناش.

مدير التصوير: بار ايكبيرغ.

موسيقى: ستيفين ثام.

مقالات مشابهة

  • بعد الانتكاسة الأخيرة.. كبسولة ستارلاينر تواجه مصيرا مجهولا
  • سباق الفضاء يشتعل .. هل تقترب الصين من كسر هيمنة سبيس إكس؟
  • 1000 يوم فى الفضاء.. أطول رحلة فى العالم| ما القصة؟
  • القمر يُظلم الشمس جزئيا.. كيف سيبدو كسوف 29 مارس من الفضاء؟
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس وما الدول العربية التي تراه
  • فندق كبسولة الفضاء في برلين.. حين تلتقي الأحلام بالواقع
  • ناسا تنشر صورا مدهشة لغروب الشمس من سطح القمر
  • فيلم المقلاع.. الخيال العلمي يدخل رواد الفضاء في متاهة البحث عن الحقيقة
  • لربح الوقت والجهد.. CNAS تُوفر خدمات رقمية جديدة
  • المنابر السودانية الإسفيرية: بين ضرورة التطوير ومعضلة الإعلانات المزعجة