أكدت جمعية واجب التطوعية، أن المرأة الإماراتية لها دور رفيع في المجتمع الإماراتي، كما لها دور بارز في المجتمع الدولي.

وقالت مريم محمد الأحمدي، أمين السر، عضو مجلس إدارة جمعية واجب التطوعية، إن احتفال الوطن بيوم المرأة الإماراتية، تحت شعار “نتشارك للغد”، يأتي إدراكاً لقيمة التشارك، وتأكيداً على أهمية دورها التعاوني الفعّال، واعترافاً بصنعها واقع أفضل للمستقبل.

وأضافت أن انخراط المرأة الإماراتية في العمل التطوعي، يعدّ ترسيخاً لما تقوم به من منجزات جليلة غير مسبوقة في مناحي الحياة كافة، معتبرةً المواطنة الإماراتية، رئة الحياة والشريك الأساسي في مسيرة الاستدامة، حيث سطرت قصص نجاح مُلهمة، وأثبتت أنها على قدر عالٍ من الكفاءة والمسؤولية.

وأعربت الأحمدي عن فخرها بالخطوات التي اتخذتها جمعية واجب التطوعية لتمكين المرأة وريادتها في العمل التطوعي، مثمنةً في هذا الإطار إرشادات معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة الجمعية، والتي تتسم بإعلاء شأن الإنسان، انسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة في استلهام قِيم الخير وصون كرامة الإنسان وإسعاد المجتمع.

وذكرت أن فتاة الإمارات ستبقى مؤهلةً للقيام بأدوار تشاركية من أجل غدٍ أفضل، خاصةً في ظل مبادرة “عام الاستدامة” 2024، والتي تدفعنا إلى بذل مزيد من العطاء والإنجاز؛ سعياً لبناء مستقبل أكثر استدامة، حفاظاً على المكتسبات والمقـدّرات التي تحققت في ملف دعم وتمكين المرأة، حتى تبوأت الإمارات، صدارة العديد من المؤشرات الدولية، وأصَّـل من مكانتها عالمياً.
ورفعت الأحمدي، بهذه المناسبة الوطنية، ونيابةً عن رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، أسمى آيات التهاني إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، نظير عطائها وجودها المستمر لبنت الإمارات التي أضحت بصمة إنسانية متفرّدة في العمل الإبداعي والمتألّـق حتى غدت قصة نجاحها تجوب العالم أجمع.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: واجب التطوعیة

إقرأ أيضاً:

فاطمة أحمد إبراهيم: “حج” فاطمة بت باشتيل الأدروبي إلى مسيدها التقدمي

عبد الله علي إبراهيم
(12 اغسطس 2017)

(قيل عن الفنار إنه لا يلاحق السفن يهديها سواء السبيل. فهو يشع فتهتدي به. وهذه حكاية عن فنار شيوعي).

انعقد المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للدراسات السودانية في 2004 بجامعة مدينة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا. وكان محوره مسألة المرأة في السودان. وكانت مساهمتي فيه هي عرض منزلة “مجلة صوت المرأة" في تنمية حركة المرأة كحركة اجتماعية تمثلت في الاتحاد النسائي السوداني. وقد أملي على هذه الخطة عاملان. أولهما أن العام القادم عام انعقاد المؤتمر (2005) يصادف الذكري الخمسين لصدور المجلة التي تأسست في 1955 وترأست تحريرها الأستاذة المربية فاطمة أحمد إبراهيم. أما العامل الثاني فهو أني بقدر ما قرأت أو استمعت إلى الباحثين في موضوع المرأة السودانية في أمريكا لم أجد منهم إشارة ولو عارضة إلى هذه المجلة. وقد أستثني الدكتورة فاطمة بابكر في كتابها "المرأة الأفريقية بين الإرث والحداثة" (2002). وهذا إهمال لا أدرى كيف ساغ لهؤلاء الباحثين والباحثات ممن يلقون بالأحكام حول الاتحاد النسائي بغير تقليب لمجلته الوحيدة الغراء. واستعنت في تقديم هذه المجلة كمصدر لا غني عنه للباحث على أرشيف ناقص دب فيه الفساد مودع بدار الوثائق القومية. وكنت دعوت في وقت سبق، وفي مناسبة عودة الأستاذة فاطمة للسودان، أن تسهر الناشطات في الاتحاد النسائي على استكمال أرشيف المجلة وإيداعها الإنترنت عوناً للباحثين حتى لا يخبطوا خبط عشواء.
بدا لي بعد دراسة مادة المجلة بعد صيتها وحسن ظن الناس فيها. فقد وقفت تبشر بالمعاني الذكية لجنس مهضوم لا حس له ولا وجود. وأسرت هذه المعاني جماعات من الناس وجعلوا المجلة قبلة ثقافية وسياسية لهم. وهذا ما يجازي به الناس مراكز الإشعاع وبؤر النهضة. وقد تذكرت بذلك كلمة علقت بها على تحقيق من كسلا قام به الشيخ درويش في سبعينات القرن الماضي. قال إنه سأل طفلاً عن ما يعرفه عن الخرطوم. فقال "دار الإذاعة". وعلقت أن على الإذاعة (وكان ذلك عيدها الأربعين) أن تفخر بأنها قد أصبحت عاصمة بمعني ما. وقد ركزت انتباهي خلال قراءتي لأعداد صوت المرأة على كيف أنها أصبحت عاصمة ما. عاصمة للتقدم يأوي إليها المسهدون به العاملون من أجله.
وأسرتني من بين كل رحلات هؤلاء المسهدين رحلة للمواطن باشتيل إبراهيم في نحو نوفمبر 1963 إلى دار صوت المرأة. وباشتيل من البجة وعامل بالسكة الحديد بمحطة هيا. وقد جاء إلى المجلة بصحبة طفلة في السابعة من عمرها حلوة هادئة، دقيقة التقاطيع. وقدمها للمحررة وقال إنها ابنته واسمها فاطمة. وقال إنها محور صراع دائر في أسرته. فقد أراد لها باشتيل أن تتعلم وألحقها بالمدرسة الأولية. ولم تقبل والدتها بذلك وقالت إن المدرسة مفسدة. ومال والده لصف زوجته. وتدخل الأهل لإثنائه عن خطته. وجادلهم بالحسنى وقال إن دخولها المدرسة من إكمال الدين حتى تعرف ربها معرفة وثقى. ولم يتراجع عن عزيمته قيد أنملة. وتعرض للأذى من أهله. فقد فتحوا فيه بلاغاً عند الشرطة بتهمة انتزاع البنت عنوة من أمها. ونجح في توضيح الأمر للشرطة وشطب البلاغ. وظل يقف يومياً بنفسه على تعليم فاطمة. فهو يسرح شعرها، ويعد لها ملابسها المدرسية، يحميها خلال رحلتها للمدرسة، ويذاكر معها درس اليوم في المساء.
وكانت خشية باشتيل الكبرى أن تنتكس بنته وتهجر الدارسة تحت تأثير بيئة البيت الكارهة للتعليم، ومعارضة الأم التي سكنت معها. ولهذا قرر أن ينتهز فرصة إجازته السنوية ليأتي بها إلى الخرطوم لتري بنفسها المتعلمات وجهاً لوجه حتى يرسخ حب التعليم في نفسها. وقد جاء بها برغم أنف أمها. وفي الخرطوم اصطحبها إلى الحدائق العامة، والمطار، والإذاعة، والمتحف، وبعض المدارس. وقال إنه كان يشرح لها على الطبيعة كيف شكل التعليم كل ما يدور حولها. وعندما زار صوت المرأة بدأ يحدثها عن المجلة والمحررات وصنعتهن التي هي بعض تعليمهن.
لم يحتطب باشتيل ليلاً حين غشي صوت المرأة. كان يعرف أنها الصوت الذي ما فتر يذكر الناس والدولة بضرورة تعليم المرأة. كانت افتتاحيات أساتذتنا فاطمة أحمد إبراهيم تتحدث عن وأدنا للبنات بحرمانهن من التعليم. وكانت إحصائيات نقص تعليمهن صافية لا لبس فيها. وكانت المجلة تستبشر بكل تصميم على التعليم. فحيت المجلة ناظرة مدرسة في بلدة مسمار لترغيبها الدمث لنساء البجة في التعليم. وحيت سيدة باسم عطامنو وأباها الشيخ الذي علمها في مدرسة القرية مع الأولاد، ثم جاء بها للخرطوم ليدخلها المدرسة الوسطى. فقبلتها الأحفاد مجاناً. رصدت صوت المرأة كل ذلك وبالصور التي كان زنكغرافها يكلف الشيء الفلاني. ولا بد أن باشتيل قرأ وشاهد كل ذلك. وألهمه ذلك توكلاً مضيئاً ليدفع مستحق التقدم. وقد صورته المجلة وابنته الحلوة الدقيقة التقاطيع شاهداً على حجه المبرور لمنارة من منارات التقدم، صوت المرأة.

"من كتابي "فاطمة أحمد إبراهيم: عالم جميل" من دار عزة، 2012

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • جمعية إحسان تنتخب مجلس إدارة جديد
  • جمعية رجال أعمال إسكندرية تستقبل سفير اليابان
  • الاحتلال يتسلم شحنة قنابل “إم كيه 84” التي أوقفتها إدارة بايدن
  • رئيسة المجلس القومي للمرأة تشارك وفد وزاري وعربي رفيع المستوى لمتابعة جهود دعم فلسطين
  • “الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب” تتسلم 8000 استبيان من القطاع الخاص
  • فاطمة أحمد إبراهيم: “حج” فاطمة بت باشتيل الأدروبي إلى مسيدها التقدمي
  • جمعية “الاتحاد الجزائري” ترفع دعوى قضائية ضد ساركوزي الابن
  • “اغاثي الملك سلمان” يحتفي باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم بمخيم الزعتري بالأردن
  • "بيورهيلث" توسِّع نطاق برنامج "مسيرة المرأة الإماراتية"
  • «المرأة العاملة» تستحوذ على 1.039 مليون وظيفة