مشهدية رباعية... هذا ما فهمته تل أبيب
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
أربعة مشاهد تحكمّت بمسرى تطورات الساعات الأخيرة، سواء تلك التي سبقت ردّ "حزب الله" على عملية اغتيال أحد أهم قادته الميدانيين الحاج فؤاد شكر، أو تلك التي تلته، من ضمن سلسلة من المشاهد المتكاملة حلقاتها وفصولها، إذ أن لكل مشهد خصائصه وظروفه وملحقاته وأدبياته وأصوله والتزاماته الآنية والمستقبلية، مع أن لكل مشهد من هذه المشاهد الأربعة دلالاته الطبيعية، والتي لا يمكن فصل أي مشهد ممّا سبقه من مشاهد أخرى وما سيليه بعد أن يجلو الجو من دخان الردّ والردّ المقابل.
المشهد الأول الطاغي على مجمل ما تلاه من مشاهد مكمّلة تمثّل بطبيعة الحال بردّ "حزب الله" بعد 26 يومًا من عملية الضاحية الجنوبية لبيروت، وما نتج عنه من ملحقات وتتمات. المشهد الثاني كان لافتًا في مضمونه وتوقيته، وهو الكلام الذي توجّه به الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد ساعات من الردّ والردّ المضاد. وقد استحوذ ما جاء في كلامه بالقسط الأكبر من التفنيد والتشريح في مقالات كثيرة، وذلك نظرًا إلى ما فيه من دلالات واستنتاجات وخلاصات قد تبدو للبعض طبيعية ومترافقة مع ما سبقها من كلام على مدى العشرة أشهر ونيف من حرب المساندة والإشغال. المشهد الثالث لم يأتِ منفصلًا عن المشهدين الأولين، حيث جاءت الاحتفالات في الضاحية الجنوبية من بيروت بما حققّه ردّ "حزب الله" تعبيرًا عن "حالات تنفيسية" بعد هذا الكمّ من الضغط النفسي، الذي سبق الردّ المنتظر. المشهد الرابع كان في مكان آخر، حيث دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى اجتماع وزاري عاجل في منزله لمواكبة ما يمكن أن يستجدّ من تطورات ومفاجآت غير متوقعة.
في هذه المشاهد الأربعة قاسم مشترك وخطّ بياني واضح يمكن لأي مراقب، سواء أكان قريبًا من الحدث المشهدي أو بعيدًا عنه، أن يكون على بيّنة من طبيعة ردّ "حزب الله" وما رافقه من معلومات متضاربة بالنسبة إلى ما قامت به إسرائيل من ضربة مخابراتية استباقية لم يتمّ تأكيدها أو نفيها، مع كثرة شائعات زادت الأمور غموضًا وبلبلة.
المهم في ما ترافق مع هذه المشاهد أن "حزب الله" قد حسم أمره، وهو الذي لم ينفكّ عبر أكثر من وسيلة من التأكيد أن الردّ على التطاول الإسرائيلي حتمّي، وأن ما بعد 25 آب لن يكون كما كان الوضع في السابق. وهذا ما فهمته تل أبيب. وهذا ما سيكون عليه التعاطي الميداني مع أي اعتداء يخرج عن السياق المألوف، أي بمعنى أن الذهاب إلى خيارات حاسمة في ما له علاقة بـ "توسعة" الحرب" سيتمّ التعامل معها بما يتناسب مع كل حالة بحالتها وفق ما تقتضيه ظروف الردّ. وما بين سطور كلام السيد نصرالله من تلميحات قد يكون أهمّ من الكلام الواضح الذي قاله، وهو تعمّد اللجوء إلى الالغاز بالنسبة إلى صواريخه الباليستية انطلاقًا من تكتيك اعتمده "حزب الله" طيلة 26 يومًا قبل أن يحدّد ساعة الصفر لعملية الردّ لكي يبقي العدو متوترًا وفي حال انتظار وترّقب لما هو آتٍ.
أمّا في ما يتعلق بالمشهدية الاحتفالية التي عمّت البيئة الحاضنة لـ "حزب الله" فإنها تنمّ، وفق بعض علماء النفس، عن حال تعويضية لما كان منتظرًا أن يحقّقه الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية. وهذا الأمر ترك انطباعًا لدى الإسرائيليين مفاده أن هذه البيئة لا تزال فاعلة على رغم ما قدّمته وتقدّمه من تضحيات، بشرًا وحجرًا، وأنها مستعدة لبذل المزيد من التضحيات لأنها مؤمنة بأن ما تقوم به "المقاومة الإسلامية" يصبّ في خانة الدفاع عن كل لبنان.
وتوازيًا، استنفر الرئيس ميقاتي كل الوزارات المعنية بخطّة الطوارئ تحسبًا لأي تطوّر دراماتيكي لتقديم ما يمكن تقديمه في محاولة للتخفيف قدر الإمكان من أضرار ما قد ينتج عن أي عمل عدائي قد تقدم عليه إسرائيل ضد لبنان، إضافة إلى تكثيف اتصالاته الخارجية سعيًا إلى ممارسة القوى الدولية الفاعلة أقصى أنواع الضغط على إسرائيل لمنعها من ادخال لبنان في حرب لن تقتصر مفاعيلها السلبية عليه وحده، بل ما ستكون عليه من مفاعيل شديدة السوء على دول المنطقة جمعاء. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.