مختصون: إعداد نظام ضرائب فعال يسهم بإعادة توزيع الدخل بين طبقات المجتمع
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
يشكّل تنويع مصادر الإيرادات غير النفطيَّة وتعظيمها في الموازنات العامَّة، “التحدي الأكبر”، في ظلِّ وجود رغبة حكومية نحو تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإنهاء الحالة الريعية النفطية.
أبرز تلك الخطوات إعداد إصلاحات ضريبية تسهم بزيادة الإيرادات وتنشيط القطاعات الإنتاجية، بالشكل الذي يتناسب مع حجم الأعمال في دورة الاقتصاد العراقي والفرص المتاحة.
ويرى مختصون في الشأن الاقتصادي أنَّ إعداد نظام ضرائب فعال يسهم بإعادة توزيع الدخل بين طبقات المجتمع، كما يساعد الحكومة على تعزيز الخدمات المختلفة في عموم البلاد، مشيرين إلى أنَّ النظام الضريبي الحالي يتصف بالجمود.
وقال المختص في الشأن الاقتصادي الدكتور عبد الكريم العيساوي، في حديث لـ”الصباح” تابعته "الاقتصاد نيوز"، إنَّ “الاقتصاد العراقي يتصف بالريعية المطلقة تماماً، إذ تهيمن الإيرادات النفطية بنسبة 96 بالمئة على إيرادات الدولة الإجمالية بالمقابل فإنَّ الإيرادات غير النفطية تمثل الجزء الأصغر”، مشيراً إلى أنَّ “ذلك يعود إلى السياسات الاقتصادية الخاطئة”.
وأضاف أنَّ “النظام الضريبي الحالي يتسم بالجمود والتخلّف فضلاً عن الفساد الإداري والمالي كذلك صعوبة تحديد القاعدة الضريبية مما يؤدي إلى زيادة التهرّب الضريبي نتيجة عدم العدالة في فرض الضريبة”.
وذكر العيساوي أنَّ “الضرائب في ظلّ ذلك لا تؤدي دوراً كبيراً في الإيرادات غير النفطية، كما لا تلعب دوراً مؤثراً في إعادة توزيع الدخل بين الطبقات الغنية والطبقات الفقيرة التي تنتظر من الحكومة الخدمات الاجتماعية المختلفة”.
ويرى الخبير أنَّ “عملية فرض الضرائب هي مسؤولية وطنية لابد من المكلف القيام بدفعها حين يخضع إلى ضوابطها، بل أنَّ الواجب الوطني يحتم على المواطن دفع الضريبة عن طبيعة الأعمال التي يقوم بها من خلال الإفصاح والتحاسب السنوي، وعندما تمتلك دولة ما نظاماً ضريبياً متوازناً وشاملاً تتحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية من خلال تعظيم المنافع للدخل المحلي”.
من جانبها، أوضحت الأكاديمية والمختصة في الشأن الاقتصادي الدكتورة وفاء المهداوي، أنَّ “الاستدامة المالية تتطلب نظاماً يكون فيه معدل الضرائب المدفوعة يساوي معدل التكاليف لكلّ مواطن بما في ذلك حصة معينة من البنى التحتية المستقبلية ذلك لكي تبقى مستويات الخدمة على نفس المستوى”.
وأضافت أنَّ “الدعوة إلى معدلات ضريبية أعلى تأتي من أجل المحافظة على المستويات الموجودة أصلاً”، مشيرة إلى أنَّ “الحصول على مقاييس لصافي التأثير المالي لنمو السكان في الحكومات المحلية وحكومات البلدان يعد أمراً صعباً”.
وبيّنت المهداوي أنَّ “الإعفاءات الضريبية الممنوحة للمشاريع الاستثمارية في مناطق معينة يمكن أن تتسبّب في تآكل الوعاء الضريبي”.
وكان مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، قدأكد أمس الأول أنَّ “الخطوة الأولى التي اتخذتها الحكومة الحالية في تعظيم الإيرادات غير النفطية بدأت باعتماد منهج جديد للإصلاح الضريبي”.
يذكر أن مجلس الوزراء قد أقرَّ في وقت سابق من هذا العام 8 حزم جديدة لإصلاح النظام الضريبي في البلاد، يتقدمها مبدأ توسيع الأوعية الضريبية، لاسيما تلك الأوعية المتخفية أو المتهربة أو المهملة عن التحاسب الضريبي السنوي.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الإیرادات غیر
إقرأ أيضاً:
بعد حديث الرئيس السيسي.. خبير يقدم روشتة للإصلاح الاقتصادي
تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس خلال الاحتفال بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، عن خطة الاصلاح الاقتصادي، مرحبًا بجميع الآراء التي من شأنها وجود حلول ومقترحات تصب في صالح الدولة، موجهًا رسالة لكل من يتحدث في الاقتصاد قائلا:" نرحب بكل من لديه خطة أو رؤية ولكل من يتحدث في الاقتصاد ويقول إن لديه "روشتة طيبة للحل ومعي حلولا وأفكارا، فإنني أقول له .. أنا معك في أي حل أو مقترح نحن نراه لأننا أصحاب مصلحة في حل هذه المسألة.
النائب أيمن محسب: برنامج الإصلاح الاقتصادي ساهم في حل المشاكل الهيكلية بالاقتصاد المصري وزير الخارجية يؤكد مواصلة مصر تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي فاتورة الاستيرادوتابع الرئيس السيسي:" وعندها سنكون بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في مكانة أخرى، لسببين، الأول أن نقلل فاتورة الاستيراد، والسبب الآخر هو أنه لو هناك فرصة في أن انتج وأصدر فسوف أقوم بالتصدير". .
الاقتصاد المصريوفي السياق قال محمد محمود عبد الرحيم الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، إن أزمة الاقتصاد المصري تتطلب إجراءات ابتكارية وخارج الصندوق ولابد عند تقديم أي طرح أو مقترح مراعاة بعد التكلفة وإمكانية التطبيق على ارض الواقع وبعيدًا عن النظريات.
مفهوم الاستثماروطالب محمود في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد" بالتركيز على مفهوم الاستثمار الحقيقي لتحقيق قيمة مضافة عن طريق الاستثمار في تعميق التصنيع المحلي والتصدير الصناعي بمكون محلي بنسبة معقولة، موضحًا أن ذلك يتطلب إزالة العوائق والروتين لجذب استثمارات جديدة.
أزمة الدولاروكشف الباحث الاقتصادي،أن أزمة الدولار أوضحت أنه لا يمكن أبدًا الاعتماد على الأموال الساخنة فقط وذلك لضمان عدم تكرار الأزمة مرة أخرى، على جانب آخر لابد من زرع ثقافة الاستثمار بدلا من بدائل أخرى قد تسبب ضرر للاقتصاد الوطني وللشخص نفسه كمراهنات الرياضية على سبيل المثال، وبالتالي لابد من حملات توعية مدروسة للاستثمار في البورصة لتوسيع ثقافة الاستثمار في المجتمع.
الصادرات المصريةوأشار عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، إلى ضرورة دعم الصادرات المصرية الصناعية بشكل مطلق وبكل الصور الممكنة ، مشيرًا إلى أن المعيار الأهم ليس هو رفع قيمة الصادرات فقط بل يجب أن النظر الى هيكل الصادرات من حيث التنوع والقيمة الاقتصادية المضافة، فتصدير بعض المواد الخام والحاصلات الزراعية قد يؤدي الى نتائج عكسية بالنظر الى تكلفة الفرصة البديلة وإمكانية تعميق الصناعة المحلية.
منظومة دعم الصادرات الجديدةوأكد محمد محمود، أن تطوير منظومة الصرف سيكون حافز مهمًا للغاية لزيادة قيمة الصادرات المصرية، قائلا" منظومة دعم الصادرات الجديدة لا تتماشى أبدا مع الطموحات المصرية في تحقيق نمو مستدام وكبير في الصادرات فهناك بعض الإجراءات ستقلص في النهاية مستحقات المصدرين عن المبادرات القديمة في دعم الصادرات.
المعضلة الرئيسية لدى المصدرينوتابع الباحث الاقتصادي: المعضلة الرئيسية لدى المصدرين هي المنافسة الشرسة في الأسواق الدولية مع المنتجات من الدول الصناعية والصين والتي تتميز بالجودة والسعر المناسب، وبالتالي فأن دعم الصادرات يساهم بشكل كبير في توازن التكلفة وتحقيق ربحية مرضية للمصدرين، وتحقيق تدفق دولاري مستدام للدولة ناتج عن عمليات اقتصادية حقيقة.
المنتجات البتروليةوطالب عبد الرحيم بإيجاد آلية تمنع تحمل المستهلك النهائي نسبة الزيادة بمفردة مع مراعاة عجز الموازنة العامة للدولة، مشيرًا إلى ضروة التفكير في دراسة انشاء صندوق لتمويل فروق أسعار المنتجات البترولية لمزيد من التحوط وتخفيض الآثار السلبية على الموازنة العامة للدولة دون تحمل المواطن هذه الفروق، أو على الأقل تحميله بشكل نسبي مع مراعاة عجز الموازنة العامة للدولة وأعتقد أن هذا الشكل هو الأنسب للحالة المصرية والتي لا تتحمل الزيادات المستمرة، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة البحث عن اكتشافات بترولية جديدة تساهم في سد الفجوة الاستيرادية لضبط الطلب والعرض.