ما تحديات مسارات تعليم اللاجئين والوافدين في مصر؟
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
القاهرة- تتنوع مسارات تعليم اللاجئين والوافدين في مصر، ولكن تزداد -في الآونة الأخيرة- مطالب العاملين في هذا الملف بضرورة اتخاذ القاهرة ما يلزم لضمان هذا الحق لأبناء اللاجئين في ظل ما يرونه من زيادة أعبائهم الاقتصادية.
وتسعى الحكومة المصرية إلى ترتيب أوضاع الوافدين واللاجئين في مهلة أخيرة طرحتها تنتهي في سبتمبر/أيلول المقبل، لضمان وصول الخدمات لهم.
ويبلغ عدد اللاجئين في مصر 675 ألف لاجئ، حسب الإحصائيات الأممية، ويمثل السودانيون النسبة الكبرى منهم، في حين تقدر الإحصاءات الرسمية لمفوضية اللاجئين عددهم بأكثر من 9 ملايين لاجئ.
مساراتفي حديثه للجزيرة نت، يوضح المحامي المعني بشؤون اللاجئين أشرف ميلاد روكسي، وهو موظف سابق بالأمم المتحدة، أن مسارات تعليم اللاجئين في مصر تنقسم إلى:
تعليم حكومي. تعليم خاص أو منزلي. مراكز تعليمية. مِنح تعليمية من الجامعات الأميركية بالقاهرة أو عن طريق هيئة الإغاثة الكاثوليكية بالقاهرة باعتبارها الشريك التنفيذي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمصر.ويشير إلى أن القاهرة أصدرت عام 2002 قرارا وزاريا بمعاملة السودانيين معاملة المصريين في المدارس الحكومية. وفي 2012، صدر قرار ثانٍ لصالح السوريين، باعتبارهم غالبية اللاجئين في ذلك الوقت، لكن مع أزمة "التكدس" في الفصول المصرية يواجه اللاجئون صعوبة في إلحاق أبنائهم بها إلا في الظروف الصعبة.
ويضيف روكسي أن الاتجاه إلى المدارس الخاصة لا يُقبل عليه إلا القادرون من اللاجئين، ويليه التعليم المنزلي عبر "المدارس المجتمعية" المسجلة رسميا كمدراس، ثم المراكز التعليمية المجتمعية التي لا يتم الاعتراف بها كمدرسة، ولكن كمركز تعليمي ينسق مع السفارة.
ووفقا له، فإن مسار هيئة الإغاثة الكاثوليكية أو الجامعة الأميركية بالقاهرة ذو تأثير محدود نظرا للأعداد المقبولة المحدودة طبقا لشروط معينة، آملا أن تتضافر الجهود الرسمية مع المعنيين بالأمر لتيسير تحصيل التعليم للطلبة اللاجئين.
وحسب بيانات رسمية، لا تقدم المفوضية أي منح للتعليم الجامعي، لكن في يونيو/حزيران الماضي أعلنت المفوضية إطلاق مبادرة تحت عنوان "جسر الأمل" لتمكين اللاجئين من المشاركة مع أكاديمية تعليمية تابعة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، لتوفير فرص المنح الدراسية لهم للحصول على درجة البكالوريوس.
أعباء إضافية
رصدت منصة اللاجئين في مصر (منظمة مستقلة) -في إفادة حقوقية اطلعت عليها الجزيرة نت- أنه مع بداية العام الدراسي الجديد، يجب على اللاجئين السوريين لتسجيل أبنائهم في المدارس الحكومية توفر بطاقة لجوء صالحة وإقامة سارية في إطار تغييرات جديدة أقرتها وزارة التربية والتعليم.
وأضافت أنه تم فرض رسوم جديدة قدرها 500 جنيه مصري لاستخراج ورقة "إلحاق وافد"، والتي تُعد شرطا أساسيا لعملية التسجيل، ويجب الحصول عليها من مقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبعُد عن القاهرة نحو 60 كيلومترا، مما يزيد من تعقيد الإجراءات على الأهالي، وفق المنصة.
وحسب المصدر ذاته، أصبح الطلاب السوريون غير المسجلين لدى المفوضية مضطرين للبحث عن بدائل للتعليم في المدارس الخاصة، التي تشترط توفر إقامة سنوية سارية للطالب وذويه كشرط للتسجيل إلى جانب الرسوم التي تختلف حسب المدرسة. وهو ما تعتبره المنصة "زيادة في أعباء العائلات المالية ويؤدي إلى تغييرات كبيرة في الخيارات المتاحة للتعليم في مصر".
ليس الطلاب السوريون وحدهم رهينة تلك التحديات، كما تؤكد عطيات عبد الرحيم حمزة الصحفية السودانية المقيمة بالقاهرة والناشطة في المجتمع المدني السوداني، إذ "تشعر بإحباط وخيبة أمل من مستقبل مسارات التعليم في مصر بالنسبة للسودانيين".
وتقول للجزيرة نت إن "مستقبل تعليم السودانيين في مصر أصبح مظلما حتى بالنسبة للجالية السودانية الموجودة منذ أكثر من 70 سنة"، بسبب "توقف اتفاقية (الحريات الأربع) وحرمان أولادهم من التعليم الحكومي والإصرار على الدفع بالعملة الأجنبية (الدولار) في الجامعات الحكومية، مع أن السودانيين يتقاضون مرتبات ومعاشات بالجنيه مثل أي مواطن مصري".
وتنص هذه الاتفاقية الموقعة بين القاهرة والخرطوم عام 2004 على "حرية الإقامة دون قيود والتنقل المتبادل بدون تأشيرة، وحرية العمل، وتملك الأراضي والعقارات"، لكنها مجمدة.
وحسب عطيات، فإن "التعليم الخاص الدولي هو الذي يعمل حاليا في مصر للقادرين، وأسعاره من 20 إلى 25 ألف دولار، إلى جانب بعض المراكز التعليمية التابعة لدولة جنوب السودان، والتي تكون الدراسة فيها باللغة الإنجليزية، وبالتالي توقفت دراسة معظم الطلاب اللاجئين السودانيين إلى حين ترتيب الأوضاع".
وتوضح الناشطة عطيات أن بعض هؤلاء الطلاب يلجأ للدراسة عن بعد في دورات تدريبية، وأن بعض طلاب الجامعات السودانية التحق بفرع الجامعة في القاهرة بأعداد قليلة بسبب الرسوم الباهظة، في حين يتابع البعض الآخر دراسته عن بُعد مع جامعته في ولايات السودان الآمنة.
وتطالب القاهرة بمراعاة ظروف الحرب وقبول الطلبة السودانيين في المدارس والجامعات الحكومية، مع مراعاة أوضاع اللاجئين وأبناء الجالية القديمة والرجوع لاتفاقية "الحريات الأربع".
وبرأي اللاجئ اليمني وليد علي الزريقي، رئيس مبادرة "وجود" التي تعنى بشؤون وحقوق اللاجئين والمهاجرين، فإن الإقامة هي بوابة المشاكل والحل معا للاجئين في مصر، لأنها تأشيرة التعليم والصحة والمساعدات وكافة الخدمات، وبالتالي "يجب النظر في تقديم تسهيلات في نظامها".
ويقول للجزيرة نت إن "اللاجئ في مصر يصبر على الجوع والفقر، ولا يصبر على عدم تعليم أولاده، فهذه مصيبة"، مبينا أن مبادرته -وأغلب المبادرات اليمنية- لا تمتلك مدارس خاصة، وإنما مراكز مجتمعية للدورات التدريبية لبعض المهارات واللغات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اللاجئین فی فی المدارس فی مصر
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: الحفاظ على هيبة المعلم وحقوقه على رأس أولويات الوزارة
عقد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، اليوم، لقاءً مع ٣٧٣ معلما من المرشحين للالتحاق بالدورة الثانية ضمن المبادرة الرئاسية "١٠٠٠ مدير مدرسة"؛ وذلك للاستماع إلى رؤاهم ومناقشة مقترحاتهم لأحداث التطوير المنشود خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك بحضور الدكتور أيمن بهاء نائب الوزير، والدكتور أحمد المحمدى مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والأستاذة نادية عبدالله رئيس الإدارة المركزية لشئون المعلمين.
وفى مستهل كلمته، وجه محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المديرين المرشحين ضمن المبادرة الرئاسية "١٠٠٠ مدير مدرسة" بأهمية دورهم فى المرحلة المقبلة، وأهمية البرنامج التدريبى الملتحقين به علميا وعمليا ، وضرورة تحقيق الاستفادة القصوى من التدريبات المقدمة لهم، ونقل رسالتهم العظيمة بكفاءة إلى الطلاب داخل المدارس، قائلا: "أوصيكم بنقل صورة حضارية ومشرفة علميا وأخلاقيا عن معلمى مصر".
وأشاد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالمبادرة الرئاسية "١٠٠٠ مدير مدرسة" والتى تأتى فى إطار رؤية مصر ٢٠٣٠، وتحظى برعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لاختيار ١٠٠٠ مدير مدرسة من المعلمين الكفء والمتميزين، وتستهدف تعزيز الإدارة المدرسية بالخبرات الشبابية المبدعة، ويتم منح من يجتاز منهم هذا البرنامج دبلومة فى القيادة التربوية والأمن القومى، والتى تمهد بدورها لمن يجتاز تولى إدارة مدرسة.
وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن استراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تهدف إلى تعزيز الإدارة المدرسية بالكفاءات والقيادات الشابة المبدعة، كما أثنى الوزير على الجهود المبذولة من مديرى المدارس والمعلمين، مؤكدًا نجاح الوزارة فى مواجهة تحدي مشكلة الكثافة الطلابية، والعجز فى المعلمين، وعودة الطلاب إلى المدارس وارتفاع نسب الحضور خلال العام الدراسى الحالى.
وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبداللطيف أن مديرى المدارس هم القادة الأساسيون داخل المؤسسة التعليمية، وهم يملكون آليات الإدارة من خلال الالتزام باللوائح والقرارات المنظمة لضمان تحقيق الانضباط داخل المدارس، مشيرا إلى أن المدير القوى الناجح هو من يفرض القوانين لتحقيق العدالة والانضباط والنظام بحزم؛ لتحقيق بيئة تعليمية مستقرة داخل المدرسة.
وتابع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني مؤكدا حرصه على عقد لقاءات دورية وجلسات نقاشية مع مختلف أطراف المنظومة التعليمية، مؤكدًا أنه لا يتم بناء أى قرار داخل الوزارة إلا من خلال هذه الجلسات النقاشية والحوارات المباشرة، مشيرًا إلى أنه تم عقد العديد من اللقاءات مع أكثر من ١٧ ألف مدير مدرسة لوضع الحلول المناسبة ومعالجة التحديات التى تواجه العملية التعليمية، نظرا لدورهم المباشر في إدارة العملية التعليمية، والتواصل مع الطلاب وأولياء الأمور.
كما أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني حرص الدولة على الارتقاء بالمنظومة التعليمية بكافة جوانبها، وكذا تقدير الوزارة لدور المعلمين وجهودهم من أجل بناء مستقبل أبنائنا الطلاب، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هيبة المعلم وحقوقه تأتي على رأس أولويات الوزارة.
وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات لجذب الطلاب للحضور بالمدارس ومنها أعمال السنة ونظام التقييمات، والواجبات المدرسية، وكراسة الحصة، بما يتماشى مع معايير التعليم الدولية فى مختلف دول العالم.
وتناول اللقاء أيضا التحديات التي تواجه المعلمين ومديري المدارس واستمع لمقترحاتهم حول الحلول لمختلف المشكلات التى تواجههم أثناء العملية التعليمية، كما تمت مناقشة العديد من الموضوعات ومنها تطوير الأداء التعليمي لطلاب الدمج، وتدريب المعلمين، وتطوير المبنى المدرسى، وتحقيق الاستفادة المثلي من معلمي الحصة، وتطوير لائحة الانضباط المدرسي والتحفيز التربوى والأنشطة المدرسية، وتأسيس نظام إلكتروني موحد للمعلمين، فضلا عن البنية التكنولوجية بالمدارس، ومستوى القرائية والحساب بالمدارس.
ومن جانبهم، أعرب مديرو المدارس عن تقديرهم للجهود المبذولة وما تم إنجازه وتنفيذه على أرض الواقع لتحقيق الانضباط فى العملية التعليمية، وإعادة دور المدرسة وتحقيق الانضباط خلال العام الدراسى الحالى، والزيارات الميدانية لمختلف المدارس، واللقاءات الدورية مع مختلف أطراف العملية التعليمية، والتقييمات الأسبوعية للطلاب، وعودة أعمال السنة، ومختلف القرارات التى أحدثت تحولًا إيجابيًا داخل المدارس.