النفط يصعد مع حيرة المستثمرين بين التطورات الجيوسياسية ومخاوف الطلب
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
تكساس - رويترز
ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء بعد هبوط كبير في الجلسة السابقة أوقف سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، إذ تسود حالة من الحيرة بين المستثمرين وسط مخاوف من تراجع محتمل في الإنتاج من ليبيا والشرق الأوسط من ناحية، ومخاوف حيال الطلب العالمي على الوقود من ناحية أخرى.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 25 سنتا بما يعادل 0.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 17 سنتا أو 0.23 بالمئة إلى 75.70 دولار.
يأتي ذلك بعد انخفاض بأكثر من اثنين بالمئة يوم الثلاثاء أوقف سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام تجاوز مجموعها السبعة بالمئة، إذ أثرت المخاوف من تراجع أرباح التكرير على توقعات الطلب على الوقود وسط بيانات تشير إلى أن نمو الاستهلاك العالمي دون المتوقع هذا العام.
كما تلقت السوق دعما من بيانات صدرت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أظهرت انخفاض مخزونات الخام والوقود الأمريكية الأسبوع الماضي.
لكن لا تزال من أكبر المخاطر الخسارة المحتملة للإمدادات من ليبيا، إذ قد يتوقف إنتاج نحو 1.2 مليون برميل يوميا وسط نزاع سياسي وتصاعد حدة حرب إسرائيل في غزة بانخراط مسلحين في لبنان وقوات من إيران، وهي من المنتجين الرئيسيين في الشرق الأوسط.
وقال محللون من إيه.إن.زد في مذكرة "المخاطر الجيوسياسية لا تزال تخيم على السوق".
قال مهندسون بحقول نفطية لرويترز يوم الثلاثاء إن الإنتاج توقف في عدة حقول في شتى أنحاء ليبيا مع توسع في إغلاق الحقول وسط خلاف على قيادة البنك المركزي وإدارة عوائد النفط في البلاد.
ولم يصدر بعد تأكيد بشأن أي إغلاق من الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، والتي تعتمد بصورة رئيسية على إيرادات حقول النفط، أو من المؤسسة الوطنية للنفط التي تدير موارد النفط في ليبيا.
لكن مهندسين في حقلي آمال والنافورة النفطيين بجنوب شرق البلاد قالوا لرويترز إن الإنتاج توقف، بينما قال مهندسون في حقل أبو الطفل الواقع في الشرق أيضا إن إنتاج النفط تقلص.
واستمر القتال في قطاع غزة بين إسرائيل ومسلحي حركة حماس، وسط غياب أي مؤشرات على انفراجة ملموسة في محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة.
ويأتي عدم تحقيق تقدم في المحادثات في نفس الوقت الذي تبادلت فيه إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران إطلاق النار على الحدود اللبنانية مطلع الأسبوع.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السياسة النفطية لـ ترامب بين زيادة الإنتاج وخفض الأسعار
حل تسييس الطاقة على رأس جدول الأعمال خلال الحملة الانتخابية وفي الأسابيع القليلة الأولى من رئاسة ترامب.
تمثلت أهداف البرنامج في إعادة تأكيد هيمنة أمريكا على سوق الهيدروكربون العالمية (كانت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم منذ عام 2019) وضمان أسعار منخفضة للمستهلكين الأمريكيين.
وفي الممارسة العملية، تتجلى هذه الرغبة في زيادة إنتاج النفط والغاز الأمريكي بمقدار ثلاثة ملايين برميل من مكافئ النفط يوميًا، لإنتاج متوسط من النفط الخام يتجاوز 13 مليون برميل يوميًا في عام 2024، ولكن هل هذا الهدف واقعي؟
زيادة إنتاج النفط والغاز الأمريكييقول باسكال ديفو، كبير المحللين الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بنك بى إن بى باريبا، في مقال نشر على الموقع الرسمي للبنك، «إن هناك عاملين رئيسيين لابد من أخذهما في الاعتبار: أولاً، على عكس منتجي أوبك، فإن شركات النفط الأمريكية هي شركات خاصة ولديها مساهمون يدفعون، وثانياً، إن أسعار التعادل التي يدفعها المنتجون لحقول النفط الجديدة مرتفعة إلى حد ما (حوالي 65 دولاراً أميركياً للبرميل).»
وأضاف: على هذه الخلفية هناك تناقض واضح بين تشجيع الشركات الخاصة على الاستثمار وخطر الإضرار بأرباحها، وعلى هذا فإن النفوذ الحكومي تنظيمي في المقام الأول، وتأثيره في أفضل الأحوال متوسط الأجل (تطوير شبكة خطوط الأنابيب وفتح الوصول إلى الأراضي الفيدرالية الجديدة للحفر) أو هامشي نسبياً من الناحية الاقتصادية (خفض الرسوم التي يدفعها المنتجون لتحسين نقطة التعادل).
وتابع: هناك مسار عمل محتمل آخر، يعتمد بشكل مباشر على الرئاسة، وهو الاستفادة من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الأمريكية، ورغم أن مستواها الحالي أعلى من الحد الأدنى التنظيمي (90 يوما من واردات النفط الصافية)، فإن هذه الاحتياطيات عند أدنى مستوياتها منذ نحو أربعين عاما، وقد انخفضت بشكل حاد في عام 2022 استجابة لارتفاع الأسعار في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا، وبالتالي، فإننا حاليا في مرحلة إعادة تعبئة هذه الاحتياطيات، وقد تعهد الرئيس ترامب بمواصلة هذه السياسة خلال حملته الانتخابية.
وبشكل غير مباشر كما أشارت التصريحات الأخيرة، قد يضغط ترامب على أوبك لإعادة النفط إلى السوق، وهذا من شأنه بطبيعة الحال أن يؤثر في المقام الأول على المملكة العربية السعودية، المنتج الذي يمتلك أكبر طاقة احتياطية، وفي الأمد القريب، يبدو هذا الاحتمال غير مرجح، ما لم نفترض أنه جزء من مفاوضات اقتصادية وجيوسياسية أوسع نطاقا كجزء من إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية.
المملكة العربية السعوديةوأكمل: من الناحية الاقتصادية، ليس لدى المملكة العربية السعودية أي مصلحة في خفض الأسعار، حتى من أجل اكتساب حصة في السوق، وتواجه المملكة احتياجات مالية كبرى كجزء من خطتها للتحول الاقتصادي، والمستوى الحالي لأسعار النفط يجعل من المستحيل تلبية هذا المتطلب التمويلي، وفي عام 2025، لن تتمكن الحكومة السعودية من موازنة ميزانيتها إلا إذا تجاوز سعر النفط 90 دولارا للبرميل.
وأردف: إذا نظرنا إلى آفاق سوق النفط العالمية في عام 2025، فقد نميل إلى القول إن أفضل طريقة لترامب لخفض سعر برميل النفط هي عدم التصرف، لأن السوق ستتولى الأمر. في السيناريو المركزي لدينا، من المقرر أن ينخفض سعر برميل النفط: من المرجح أن ينمو الطلب بشكل معتدل فقط، ولا يزال متأثرًا سلبًا بالتباطؤ الصيني، في حين سيستمر المنتجون من خارج أوبك+ في زيادة إنتاجهم، مما يمنع منتجي أوبك+ من إعادة دخول السوق، لأن هذا من شأنه أن يخاطر بخفض الأسعار بشكل كبير.
هذا ومن المتوقع أن يبلغ العرض الزائد في السوق حوالي 0.5 مليون برميل يوميًا في عام 2025. بعد الارتفاع في بداية العام نتيجة للعقوبات الأمريكية ضد الناقلات الروسية والطقس الشتوي القاسي، من المتوقع أن ينخفض سعر برميل برنت من 77 دولارًا أمريكيًا للبرميل الحالي إلى 70 دولارًا أمريكيًا للبرميل على مدار العام، وهو مستوى يبدو مقبولًا لرئاسة الولايات المتحدة.
ورغم أن سياسة ترامب قد يكون لها تأثير على أسعار النفط، إلا أنها سوف تكون أكثر تأثيرا على العلاقات الدولية والجبهة الجيوسياسية، وبتأثير صعودي، ومن شأن إدراج المنتجات الهيدروكربونية في الزيادات في الرسوم الجمركية ضد كندا والمكسيك (اللتين تصدران 4 ملايين و0.5 مليون برميل يوميا على التوالي إلى مصافي التكرير الأميركية) أن يستلزم ارتفاع أسعار البنزين بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، وعلاوة على ذلك، فإن تطبيق عقوبات إضافية على صادرات النفط من إيران وفنزويلا من شأنه أن يدفع أسعار النفط الخام إلى الارتفاع في الأسواق العالمية.
أثر وقف إطلاق النار في أوكرانيا على النفطوعلى العكس من ذلك، فإن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والذي من شأنه أن يسمح برفع العقوبات المفروضة على النفط الروسي تدريجيا، من شأنه أن يخلف تأثيرا هبوطيا على الأسعار العالمية، ومع ذلك، في ظل سياسة أوبك+ الثابتة، فإن التأثير ربما يكون محدودا، نظراً لأن روسيا تنتج بالفعل بمستوى يتوافق مع حصتها في أوبك+.
وأشار ديفو إلى مقال افتتاحي عن الدولار نُشر في 21 يناير تحت عنوان «هل يستطيع ترامب خفض قيمة الدولار؟»، فإن تصريحات الرئيس ترامب بشأن سياسته النفطية مليئة بالتناقضات، حيث لا يتطابق هدف الإدارة مع هدف المنتجين، في حين تتعارض أهداف السياسة المحلية (بما في ذلك خفض الأسعار للمستهلكين) مع السياسة الخارجية التي تشكل مصدرًا للضغوط التضخمية، لذلك، سيكون من المهم مراقبة توقيت السياسة الأمريكية عن كثب. فالتسرع المفرط قد يؤدي إلى توترات في سوق النفط وارتفاع أسعار الوقود.
واختتم: التنسيق الأفضل، سواء بين المنتجين الرئيسيين (وهو أمر غير مرجح)، وكذلك بين الأهداف المحلية والخارجية للسياسة الأمريكية (وهو الأمر الأكثر ترجيحًا)، من شأنه أن يتجنب العديد من مصادر التقلب في عام 2025.
اقرأ أيضاًسعر الذهب في عمان اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025
سعر الذهب الآن في مصر.. ارتفاع جديد يضرب المعدن الأصفر
طريقة استرداد رسوم الحج السياحي 2025 لغير الفائزين بالقرعة
مجاني وبعائد 8.75%.. شروط فتح أحدث حساب توفير بـ «البنك الأهلي المصري»