الاحتلال يرتكب مذابح بـ"المناطق الآمنة"..  والفلسطينيون يهربون من الموت إلى الموت

 

إسرائيل ترتكب 3 مذابح خلال 24 ساعة أسفرت عن استشهاد 33 فلسطينيا

أوضاع إنسانية قاسية في دير البلح بسبب زيادة أعداد النازحين وضيق المساحة

الإعلام الحكومي: الفلسطينيون لا يعرفون أين يذهبون بسبب الاستهداف المستمر

فلسطينيون: الاحتلال لم يترك لنا خيارا وأصبحت المقابر ملجأ الكثيرين

الأمم المتحدة توقف عملياتها الإنسانية بسبب أوامر الإخلاء المستمرة

"أونروا": آلاف الفلسطينيين مجبرون على الانتقال يوميا من مكان لآخر

الرؤية- الوكالات

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 326 يوما من العدوان العسكري الغاشم على القطاع المحاصر، مرتكبا العديد من المذابح اليومية في مختلف مناطق غزة، وخاصة مناطق النازحين التي أعلن عنها أنها مناطق "إنسانية" و"آمنة".

وبالأمس، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب 3 مذابح ما أسفر عن استشهاد أكثر من 33 فلسطينيا، كما أعلن مكتب الإعلام الحكومي أن الاحتلال ينفذ مجازر بالمناطق التي أعلنها آمنة.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "ندعو كل دول العالم للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات للقطاع، والاحتلال الإسرائيلي أخرج المناطق الشمالية وشمال غزة من المناطق الإنسانية، كما أنه ينفذ مجازر بالمناطق التي أعلنها آمنة، والمواطنون لا يعرفون أين يذهبون".

وأشار الدفاع المدني في غزة إلى أن الاحتلال ينتهج سياسة النزوح تحت الموت بحق المواطنين، مطالبا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والطفل بمنع الاحتلال من الاستمرار في هذه السياسة.

ولقد قلص الاحتلال الإسرائيلي مساحات المناطق التي أعلن أنها "آمنة" حتى باتت هذه المساحات غير كافية لعشرات الآلاف من النازحين إلى شرق وجنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأعلنت بلدية دير البلح بوسط قطاع غزة، الإثنين، عن تهجير قسري لنحو 250 ألف مواطن فلسطيني خلال 72 ساعة، بينما خرج 25 مركز إيواء عن الخدمة وعدد من المنشآت الخدمية الإنسانية؛ تحت وطأة قرارات الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة.

وقالت البلدية- في بيان- إن "قرارات التهجير الجديدة، التي يفرضها الاحتلال على أحياء الشمال الشرقي للمدينة (دير البلح)، ترتبت عليها معاناة جديدة ومأساة أخرى وكارثة تتعمق للأهالي الموجودين في دير البلح".

وبسبب أوامر الإخلاء المستمرة، اضطرت بعض العائلات الفلسطينية إلى نصب خيام داخل المقابر، بعد عجزها عن نصب الخيام في المناطق التي حددها للاحتلال ودفع الفلسطينيين إلى النزوح إليها.

وقال فلسطيني نازح إنه لجأ إلى مقبرة "السوارحة" بعد أن عجز عن إيجاد مساحة تمكنها من نصب خيمة بها؛ بسبب تضييق الاحتلال لمساحة المنطقة الإنسانية في المدينة.

وأضاف في تصريجات لـ"قدس برس": "هذا نزوحي السادس منذ بداية الحرب، كنت أسكن في المنطقة المعروفة بـقبان المصدر قادما من مدينة رفح التي غادرتها قبل ثلاثة أشهر، ومنذ أيام تفاجأت بتصنيف الاحتلال المنطقة التي أتواجد فيها ضمن المناطق الواجب إخلائها، فاضطررت لحمل أغراضي وخيمتي على دابة وسلوك طريق طويل للوصول لأحد المخيمات غرب المدينة".

وتابع قائلا: "كان الطريق طويلا ووعرا، لقد وصلت غرب المدينة بعد خمس ساعات من شدة الزحام، وأثناء سيري لم أجد مكانا ملائما يمكنني من نصب خيمتي، فكان خيار أبنائي أن نواصل السير حتى نصل لمكان يمكننا البيات فيه، دون أن نضطر لمغادرته خلال وقت قريب".

ويبين: "في أثناء سيرنا تصادفت بعائلات تنصب خيامها على السور الخارجي لمقبرة السوارحة في منطقة الزوايدة إلى الشمال الغربي من مدينة دير البلح... في البداية كان الأمر مفزعا لي، ولكن سرعان ما أدركت أن الخيارات المتاحة أمامنا ليست سهلة، وأننا لم نعد نمتلك رفاهية الاختيار، فأنزلت أغراضي ونصبت خيمتي حالي كحال العشرات من العائلات التي أجبرها الاحتلال على هذا الخيار رغم قساوته".

وعلى المستوى الإنساني، باتت أوضاع النازحين في دير البلح مأساوية بسب ضيق المساحة والافتقار للخدمات الأساسية والمياه والطعام والدواء.

 من جهته، نقل موقع "بلومبيرج" عن مسؤول أممي قوله إن الأمم المتحدة اضطرت لوقف عملياتها الإنسانية في غزة بعد صدور أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

كمات جدد مسؤولان في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التأكيد على أن الوضع في قطاع غزة "كارثي"، وأن المساحة التي تم حصر الناس فيها في القطاع "ضئيلة للغاية" في ظل تلقي مزيد من أوامر الإخلاء لمناطق في جميع أنحاء غزة على مدار الأسبوعين الماضيين.

وأفاد المسؤولان بأن مئات الآلاف من الناس مجبرون على الانتقال يوميا من مكان إلى آخر، بحثا عن ملجأ آمن.

وأوضحا أن سلسلة أوامر الإخلاء الأخيرة قلصت المنطقة الإنسانية التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي إلى 11% فقط من قطاع غزة بأكمله.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يضيّق الخناق على الخليل

الخليل - صفا

مركبات مكدسة على مرمى البصر، تنتهي بحاجز عسكري مجهز بأحدث أنظمة الأمن والمراقبة، وعلى جانبي الطريق جنود متربصون خلف سواتر اسمنتية، أصابعهم على زناد بنادقهم المشهورة في وجوه العابرين.

يروي سعود أبو كرش من مدينة الخليل، عن ساعات الانتظار التي يقضيها على حاجز "الكونتينر" الفاصل بين شمال الضفة وجنوبها، للوصول إلى مكان عمله في مدينة رام الله.

وتبدأ رحلة أبو كرش منذ ساعات الفجر، وتستغرق أضعاف وقت ومخاطر الطريق المعتادة قبل الإغلاقات التي فرضها جيش الاحتلال في الضفة عموماً بعد السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وفي الخليل على وجه الخصوص في أعقاب عمليتي التفجير المزدوجة وإطلاق النار في المدينة.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، ارتفع عدد حواجز الاحتلال العسكرية والإغلاقات في مدينة الخليل إلى أكثر من 157 حاجزاً، يفصل المحافظة عن محيطها ويعزلها عن بلداتها وقراها ومخيماتها، فضلاً عن عشرات الحواجز والإغلاقات الجديدة التي فرضها الاحتلال في مطلع الشهر الجاري.

وقال أبو كرش في حديثه لوكالة "صفا"، "يسلك سائق المركبة طرقاً ترابية جديدة في كل مرة، فالطريق التي نعبرها صباحاً يغلقها جيش الاحتلال بعد ساعة على أكثر تقدير".

وأضاف أن الطريق طويل، وعرٌ وشاق، يغلبه التوتر والإنصات لتسجيلات صوتية تصل إلى سائق المركبة العمومية من سائقين آخرين، حول أحوال الطرق والحواجز.

وبيّن أبو كرش أن الطريق من الخليل إلى رام الله، كانت تستغرق نحو ثلاث ساعات قبل الإغلاقات التي فرضها الاحتلال مؤخراً، وباتت تستغرق أكثر من خمس ساعات.

وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة لوكالة "صفا"، إن قوات الاحتلال فرضت حصاراً على محافظة الخليل، وأغلقت كافة مداخلها والطرق التي تربطها بالقرى والبلدات المحيطة بها.

وأضاف أن المدينة أصيبت بالشلل التام، وتحولت شوارعها إلى مكاره صحية وبيئية بسبب إعاقة أعمال البلدية في نقل النفايات إثر إغلاق المدينة، مبيّناً أن حجم النفايات المتراكمة بلغ نحو 1500 طن.

وأشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال يعرقل أعمال البلدية في المناطق المغلقة ومحيط المسجد الإبراهيمي على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن الأهالي القاطنين في تلك المناطق عاشوا ظروفاً قاسية جداً، شملت منع التجول والتنكيل والتضييق منذ بدء الحرب على غزة.

وأفاد منسق لجنة المدافعين عن حقوق الأنسان عماد أبو شمسية لوكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال تواصل إغلاق مدخلي الخليل الشمالي والجنوبي في معظم الأوقات، وتنغص على المواطنين وتتحكم في نمط معيشتهم وأوقاتهم.

وقال "إن قوات الاحتلال تسمح بمرور المركبات لفترة وجيزة جداً، يتبعها إغلاق يمتد لساعات، ناهيك عن التنكيل بالمواطنين وتفتيش مركباتهم وتدقيق هوياتهم".

وأضاف أبو شمسية أن الإغلاقات ألحقت أضراراً جسيمة باقتصاد المحافظة، إذ حالت دون وصول أهالي القرى والبلدات المجاورة إلى الأسواق المركزية في المدينة، وأعاقت حركة البضائع سواء الخارجة أو الداخلة إلى المحافظة.

وحول أوضاع المناطق المغلقة ومحيط المسجد الإبراهيمي وسط الخليل، بيّن أبو شمسية أن المنطقة من الأساس تشهد تضييقاً غير مسبوق منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وأوضح أن اللجنة وثّقت عدة حالات تحرش بالأطفال والنساء من قبل الجنود المتركزين على الحواجز، إلى جانب الاحتجاز لساعات ومنع المواطنين من الوصول إلى منازلهم في كثير من الأحيان.

وأشار إلى أن تصاعد الانتهاكات في حق المواطنين على الحواجز العسكرية المنتشرة في أزقة وحارات المناطق المغلقة، يأتي في سياق الانتقام والعقاب الجماعي للكل الفلسطيني في أعقاب عمليات المقاومة الأخيرة في المدينة.

مقالات مشابهة

  • "الأحرار": لجوء الاحتلال لاستهداف المجاهدين بالطيران يؤكد فشله بالوصول إليهم
  • القاهرة الإخبارية: غارة إسرائيلية تستهدف مدينة دير البلح وسط قطاع غزة
  • مسئول أممي: صعوبات كبيرة في الاستجابة الإنسانية للوضع بغزة
  • قوات الدعم السريع ترحب بتمديد مهمة لجنة تقصي الحقائق الأممية وتدعو اللجنة لزيارة المناطق التي تسيطر عليها
  • بلينكن: من الضروري حماية عمليات الإغاثة والمراكز الإنسانية في غزة
  • الأغذية العالمي: العمليات الإنسانية في قطاع غزة أصبحت أكثر صعوبة
  • شديد: اغتيال المقاومين بالطائرات دليل على فشل الاحتلال في مواجهتهم على الأرض
  • الاحتلال يضيّق الخناق على الخليل
  • الأغذية العالمي : العمليات الإنسانية في غزة أصبحت أكثر صعوبة
  • وزير الخارجية يبحث مع مديرة منظمة “ميرسي كور” المشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها في اليمن