الحرة:
2025-04-23@07:19:02 GMT

لماذا ينقسم حلفاء أوكرانيا بشأن ضرب العمق الروسي؟

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

لماذا ينقسم حلفاء أوكرانيا بشأن ضرب العمق الروسي؟

صعّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مناشداته للحلفاء لرفع جميع قيودهم على استخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف على الأراضي الروسية، بعد أن شنت موسكو أكبر هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة على أوكرانيا منذ فبراير 2022.

ووفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، فقد جعل زيلينسكي من أولوياته الدبلوماسية العليا إقناع واشنطن والعواصم الغربية الأخرى بالسماح لأوكرانيا بضرب القواعد الجوية والمواقع العسكرية الأخرى في عمق الأراضي الروسية التي تُستخدم لشن هجمات ضد أوكرانيا.

وقال الزعيم الأوكراني: "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والشركاء الآخرون لديهم القدرة على مساعدتنا في وقف الإرهاب".

وانقسم حلفاء كييف حول هذه القضية: المملكة المتحدة وفرنسا متحمستان للسماح لأوكرانيا بضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، بينما تعارض الولايات المتحدة وألمانيا ذلك.

وتمتلك أوكرانيا تمتلك حاليا صواريخ يصل مداها إلى 300 كم، مثل "أتامك" الأميركية و"ستورم شادو" البريطانية-الفرنسية، لكنها مقيدة باستخدامها داخل حدودها فقط. 

وتسعى كييف للحصول على أسلحة أكثر تطورا، خاصة صاروخ توروس الألماني بمدى 500 كم، وإذن لاستخدام مقاتلات F-16 لضرب أهداف داخل روسيا.

ويبرر الرئيس زيلينسكي هذه الطلبات بضرورة الدفاع ضد الهجمات الروسية ومنع تحركات قواتها. وتمشل المحتملة تشمل القواعد الجوية والمراكز اللوجستية ومراكز القيادة. 

ورغم نجاح أوكرانيا في استخدام طائرات بدون طيار محلية الصنع، إلا أن الصواريخ الغربية تتفوق عليها في السرعة والدقة وصعوبة اعتراضها وقدرتها على حمل حمولات أكبر، مما يجعلها أداة استراتيجية هامة في نظر القيادة الأوكرانية لتغيير مسار الحرب.

لماذا يتردد حلفاء كييف كثيرا؟

باختصار، لأن إدارة بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس، قلقان بشأن خطر التصعيد إذا أصابت الأسلحة الغربية روسيا نفسها.

وتقول أوكرانيا ومؤيدوها إن واشنطن وبرلين قد استخدمتا مرارا وتكرارا خطر استفزاز الكرملين لتبرير عدم إرسال صواريخ دقيقة ودبابات وطائرات مقاتلة F-16 إلى أوكرانيا. لكن في كل مرة تم فيها توريد تلك الأسلحة في النهاية، لم تتحقق تهديدات موسكو.

ومع ذلك، تصر واشنطن على موقفها. وقالت سابرينا سينغ، نائبة المتحدثة باسم البنتاغون، في وقت سابق من هذا الشهر: "بالطبع، نحن قلقون بشأن التصعيد. لذا فقط لأن روسيا لم ترد على شيء ما لا يعني أنها لا تستطيع أو لن تفعل ذلك في المستقبل."

ماذا عن بريطانيا وفرنسا؟

ومنذ أشهر، تدعو لندن واشنطن للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ستورم شادو ضد أهداف داخل روسيا.

ووفقا لمصادر مطلعة تحدثت لصحيفة "فاينانشال تايمز"، قدمت الحكومة البريطانية طلبا رسميا بهذا الشأن لكل من واشنطن وباريس، في وقت سابق من هذا الصيف.

ونفت إدارة بايدن حجبها الإذن، حيث صرح مصدر مطلع بأن "فكرة الفيتو مبالغ فيها". ومع ذلك، تقر داونينغ ستريت بضرورة وجود توافق بين الحلفاء الغربيين بشأن هذه القضية الحساسة، مؤكدة على أهمية العمل بشكل متناسق.

ثمة اعتبار إضافي يتعلق باحتمالية حاجة صواريخ ستورم شادو للوصول إلى معلومات استخباراتية ومراقبة واستطلاع أميركية في المناطق التي تشوش فيها روسيا على إشارات "GPS" المستخدمة في توجيه هذه الأسلحة.

في مايو الماضي، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه للضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية باستخدام الصواريخ الفرنسية، مصرحا: "علينا السماح للأوكرانيين بتحييد المواقع العسكرية التي تُشن منها الهجمات على أوكرانيا". لكنه أكد على عدم استهداف منشآت مدنية أو أهداف أخرى.

وعند الاستفسار عن استمرارية هذا الموقف الفرنسي، اكتفى متحدث باسم قصر الإليزيه بالإحالة إلى تصريحات الرئيس السابقة.

هل سيُسمح لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى في روسيا؟

ومن المرجح أن تسمح الدول الغربية لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.

وخلال الأشهر الماضية، كانت بريطانيا وفرنسا سباقتين في تقديم دعم عسكري متقدم لأوكرانيا، متجاوزتين تردد الولايات المتحدة. فقد كانتا أول من قدم دبابات غربية وصواريخ كروز لكييف.

وسمحت بريطانيا منفردة لأوكرانيا باستخدام صواريخ ستورم شادو ضد أهداف روسية في القرم، محققة نتائج ملموسة رغم التحفظات الأميركية، بحسب الصحيفة.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن السياسة الأميركية، تميل للتطور تدريجيا، حيث تراجعت عن مواقفها السابقة بشأن الدبابات وصواريخ "ATACMS".

ومؤخرا، عدلت واشنطن موقفها للسماح بضرب أهداف روسية قرب الحدود الأوكرانية، خاصة بعد الهجوم الروسي على خاركيف.

واستخدمت أوكرانيا بالفعل أسلحة غربية، مثل صواريخ هيمارس ومركبات قتالية، في عمليات داخل الأراضي الروسية، وذلك ضمن الشروط المتفق عليها مع الدول الغربية المزودة لهذه الأسلحة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأراضی الروسیة ستورم شادو ضد أهداف

إقرأ أيضاً:

5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية

كييف- انقلب حال العلاقات الأوكرانية الأميركية رأسا على عقب منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وساد التوتر والجفاء بين الجانبين، لا سيما بعد اللقاء "الكارثي" -كما يصفه الأوكرانيون- الذي جمعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض نهاية فبراير/شباط الماضي.

منذ ذلك الحين، لم يزر أي مسؤول أميركي رفيع أوكرانيا، بينما تكثفت الاتصالات الأميركية الروسية، وتبادلت واشنطن وموسكو مرارا عبارات "الإطراء والتفهم"، حتى في أروقة الأمم المتحدة.

ولم يوقف التحول في سياسة واشنطن الحرب خلال 24 ساعة كما وعد ترامب، ولم يحقق أي نتيجة ملموسة على أراضي المعارك خلال 3 شهور حتى؛ لدرجة دفعت وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى التهديد بانسحاب بلاده من جهود الوساطة.

ما حقيقة ما يجري على الساحة الأوكرانية؟

لماذا تعثرت خطط ترامب لوقف الحرب سريعا بين أوكرانيا وروسيا؟

يعتقد كثير من الأوكرانيين أن خطط ترامب انتكست في حقيقتها، وأن سياسته أضعفت الغرب، ومنحت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة التفوق عليه.

وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر كونستانتين إليسيف، رئيس مركز "الحلول الجديدة" للدراسات، أن "تصرفات الزعيم الأميركي، وتحول سياسته الخارجية بعيدا عن أوروبا، وتصريحاته الودية للكرملين، وعداءه تجاه الرئيس الأوكراني؛ أمور دفعت بوتين للاعتقاد بأنه يمكن أن يتفوق على الغرب فعلا في أوكرانيا".

إعلان

وأضاف "بسبب ترامب، أصبح التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا هشا بشكل متزايد، وأصبح بوتين أكثر ثقة من أي وقت مضى بإمكانية نجاح خططه في أوكرانيا".

وتابع "هذا يعكس تعنتا في موقف بوتين من المفاوضات، وتمسك روسيا بشروط قاسية، من شأنها أن تحرم أوكرانيا بعد الحرب من أي سيادة".

كيف تداعت عودة وسياسات ترامب على أوكرانيا في حربها مع روسيا؟

الواقع الذي فرضته عودة ترامب وسياساته وضع أوكرانيا في مآزق عدة، فهو لم يفشل بوقف الحرب سريعا وحسب، بل يدفع كييف أيضا نحو اتفاقيات استثمارية مجحفة بعيون كثيرين، ونحو التخلي علنا عن حلم العضوية في حلف شمال الأطلسي.

وقالت صحف ومواقع غربية، بينها صحيفة وول ستريت جورنال، إن "الولايات المتحدة تقترح اعتراف أوكرانيا بشرعية السيطرة الروسية على أراضي جزيرة القرم".

كذلك تهديد واشنطن المتكرر بوقف الدعم العسكري الذي يلبي 40% من حاجة كييف، حيث علَّق زيلينسكي قائلا: "من دون الدعم الأميركي، ستتكبد أوكرانيا خسائر بشرية وإقليمية كبيرة".

زيلينسكي يتوسط قادة جيشه الذي بات التعويل عليه أكثر بظل انتكاسة الأوكرانيين من موقف واشنطن (الفرنسية) رغم عجزه عن تحرير الأراضي، هل يشكل جيش أوكرانيا عقبة أمام طموحات بوتين؟

وبين مطرقة الحرب وسندان الموقف الأميركي المتغير، سلَّمت كييف بعجزها عن استعادة كامل أراضيها بقوة السلاح، وباتت تبحث عن بدائل تُعزِّز قدراتها المحلية، وأخرى أوروبية تسد الفراغ الأميركي المتوقع.

يقول الخبير العسكري ميكولا بيليسكوف: "أوكرانيا تتبع نهجا براغماتيا يضع الجيش في المقام الأول، وهذا لا يروق للروس، حتى وإن حصلوا فعلا على 20% من أراضي البلاد"، في إشارة إلى زيادة قوائم الجيش من 250 ألفا في بداية الحرب إلى نحو 800 ألف حاليا، وتزويده بطائرات وآليات ووسائل متطورة تقدمها الدول الغربية.

إعلان

وأضاف للجزيرة نت "الجيش الأوكراني هو الضمان الرئيسي لأمن البلاد، لقد أصبح عقبة هائلة أمام طموحات بوتين الإمبريالية".

ويتصدر الجيش -حسب بيليسكوف- مكانا بارزا في مجال صناعة واستخدام الطائرات المسيرة، وصناعات الدفاع الأوكرانية تشهد تطورا كبيرا، لا سيما بعد تدافع الاستثمارات الغربية بشكل عام، والأوروبية خاصة، وفق بيليسكوف.

إضافة لقدرات جيشها تراهن أوكرانيا على المد الأوروبي والغربي لسد الفراغ الأميركي (الفرنسية) مع تراجع الثقة، هل تشهد أوروبا ثورة دفاعية لسد الفراغ الأميركي في القارة؟

لأن واشنطن لم تعد شريكا موثوقا أو مريحا بالنسبة للكثير من العواصم على ما يبدو، ولأن الدعم الأميركي لم يعد مضمونا بالنسبة لكييف وباقي حلفائها، تشهد القارة الأوروبية "ثورة مواقف" إن صح التعبير.

الأمر لا يتعلق هنا بنوايا إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا في إطار ما يسمى "تحالف الراغبين" فقط، وحديث حول حماية الأجواء الأوكرانية، بل بموجة إعادة تسليح لم تشهدها القارة منذ عقود.

ويعلق على ذلك الخبير كونستانتين إليسيف قائلا للجزيرة نت "في الأسابيع المقبلة، يستعد الاتحاد الأوروبي لإقرار حزمة كبيرة من الإجراءات لدعم الإنفاق الدفاعي، وتعتزم دول معينة، بينها ألمانيا، زيادة ميزانية الدفاعية جذريا".

ويضيف أنه من المرجح أن يذهب جزء كبير من الإنتاج العسكري الأوروبي لصالح أوكرانيا، و"في نهاية المطاف، يدرك الزعماء الأوروبيون جيدا أن أوكرانيا درع يحميهم، وأنه إذا ضعفت المقاومة الأوكرانية، فقد تكون دولهم، أو بعضها، هدفا لاحقا للروس" حسب إليسيف.

وفي الإطار ذاته، دعا سفير أوكرانيا السابق لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، برلين إلى تزويد بلاده بـ150 صاروخا من طراز "توروس" بعيد المدى، ونقل 30% من طائرات ومروحيات وآليات الترسانة الألمانية إلى بلاده، لتتمكن من القتال بقوة حتى العام 2029، وفق ميلينك.

بين سعي أميركي وتشدد أوروبي.. ما فرص التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا؟

أمام كل ما سبق، تتضاءل آمال انتهاء الحرب والوصول إلى أي سلام، وتزداد الشكوك حول نجاعة جهود الولايات المتحدة لترسيخ وقف شامل لإطلاق النار في العاصمة لندن الأسبوع المقبل.

إعلان

ويرى الخبير ميكولا بيليسكوف أنه بعد شهرين من "الآمال الكاذبة والهدن الفاشلة"، واضح أن الطريق إلى تسوية دائمة للحرب لا يزال طويلا، ويقول: "الولايات المتحدة أصبحت إلى حد ما جزءا من المشكلة لا الحل مع الأسف".

مقالات مشابهة

  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • المترجم سامر كروم: لماذا ينبض الأدب الروسي بحب العرب؟
  • عضو حزب البتريوت الأوكراني: الرأي العام في أوكرانيا ضد الأمريكي بالوقف المشروط للحرب
  • بوتين: الأسلحة المرسلة لأوكرانيا تظهر في السوق السوداء
  • 5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية
  • الجيش الروسي يواصل تقدمه في شرق أوكرانيا ويسيطر على 3 بلدات
  • «مطروح للنقاش» يسلط الضوء على انعكاس الدور الروسي على مباحثات واشنطن وطهران
  • أوكرانيا: تسجيل 127 اشتباكا قتاليا مع القوات الروسية خلال يوم
  • تعرّف على القدرات الخارقة لـ«أنظمة الدفاع الجوي الروسية»
  • ارتفاع سوق الأسهم الروسية على خلفية المقترحات الأمريكية بشأن أوكرانيا