كتب نبيل بو منصف في" النهار": في حمأة الانشداد القلق إلى احتمال اندلاع حرب، عظة على جانب كبير من الدلالات المهمة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بفعل توقيت ضاع تحت حمأة رد حزب الله.
في سياق تناوله موضوع "المصالحة"، أسهب البطريرك الماروني في حديث نادر عن جانب بارز من جوانب عصر "المارونية السياسية"، من دون أن يتبنى هذه التسمية، وكان الأبرز من البارز فيها تقديمه ببراعة المؤرخ والرئيس
الديني المنفتح، واقع انفتاح لبنان عربيا ودوليا في ذاك الزمن على أيدي رؤساء الحكومة العريقين تحديدا الذين سماهم وعددهم بالأسماء.
منذ سنتين فقط، والذكرى صارت على الباب، بدا كأنه صار مكرسا أن لبنان ممنوع من النهوض والعودة إلى "الدولة" والجمهورية البرلمانية، وهذا أشد وأخطر بأشواط من الزج به في حرب بقرار أحادي يتخذه حزب أو فريق أو حتى طائفة من مكونات لبنان. ومنذ 11 شهرا، وذكرى السنة على الباب، أطاحت الـ"مينيحرب" أو "حرب المشاغلة" المستمرة في الجنوب، بقرار ذاتي خالص أحادي من "حزب الله"، كل أولويات الأزمات الداخلية وفي مقدمها تعطيل الدولة بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية.
بعد ساعات لا تربو على الـ72 منذ فجر الأحد الماضي، وإذ تنفس الناس الصعداء لأن الحرب المخيفة لم تندلع، أو أرجئت أو صارت بحكم المجمدة أو الملغاة، ارتفعت أصداء العودة بالوضع على أرض الجنوب اللبناني إلى ما قبل الأحد، أي إلى قواعد الحرب المضبوطة بخطوط حمر لم يعد ثمة شكوك، بعد واقعة الأحد، في أنها أكثر ثباتا مما ظن كثيرون.
والسؤال الذي يتعين أن يتردد بقوة الآن في الداخل ولا يزال مكتوما وممنوعا من البوح: لماذا تباح "عودة" خطوط حمر مع العدو في حرب القاتل والمقتول والساحق والمسحوق، ولا تظهر معالم تحرك واحد فعال لإعادة تحريك كارثة أزمات داخلية تنذر بنهاية كل معالم الدولة والنظام والهيكلية السياسية الدستورية للجمهورية اللبنانية؟ حتى "الخطوط الحمر" بين الخصوم الداخليين باتت أثرا بعد عين، ولم يعد هناك ما ينبئ بأن هذا البلد، الذي كان في زمن ما قبل الحرب والطائف منبع إلهام للانفتاح والتجربة الفذة لتسوية تاريخيّة كيانية، قد يغدو مؤهلا لإعادة إقناع فئات واسعة فيه بأن شراكة ميثاقية لا تزال ممكنة بعد كل هذا الاستقواء بغطرسة القوة المسلحة والقوة المتفردة الانقلابية وعامل الارتباط بالخارج وتعطيل النظام بميزان القوة ... وما قصروا فيه ممارسة يكمله نمط التخوين الجاهلي لكل الآخرين!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
للأسف قحت متفقة مع المليشيا على عدم إيقاف الحرب
أؤيد حديث البرهان وبشدة، للأسف قحت متفقة مع المليشيا على عدم إيقاف الحرب حتى يتم التفاوض معهم ويعودوا للسلطة.
هذه هي الحقيقة المرة مهما غلفوها بالاكاذيب وادعاء الحياد.
للأسف قحت تقتل الشعب السوداني، عمدا مع سبق الاصرار والترصد الايدولوجي، غاصت في دمائه الطاهرة حتى الركب، وتتحمل مسئولية كل ما جرى، كل شيء حتى سرقة المساجد والكنائس.
ويجب التعامل معها على هذا الأساس.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتساب