لبنان ٢٤:
2025-03-20@10:04:32 GMT

والداخل متى … هل تذكرون؟

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

والداخل متى … هل تذكرون؟

كتب نبيل بو منصف في" النهار": في حمأة الانشداد القلق إلى احتمال اندلاع حرب، عظة على جانب كبير من الدلالات المهمة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بفعل توقيت ضاع تحت حمأة رد حزب الله.

في سياق تناوله موضوع "المصالحة"، أسهب البطريرك الماروني في حديث نادر عن جانب بارز من جوانب عصر "المارونية السياسية"، من دون أن يتبنى هذه التسمية، وكان الأبرز من البارز فيها تقديمه ببراعة المؤرخ والرئيس

الديني المنفتح، واقع انفتاح لبنان عربيا ودوليا في ذاك الزمن على أيدي رؤساء الحكومة العريقين تحديدا الذين سماهم وعددهم بالأسماء.

ما تناوله البطريرك الراعي في هذا السياق لا ينفصل واقعيا ووجدانيا ومسيحيا ومارونيا فقط، عن حقيقة مفجعة باتت تطبع لبنان بأسوأ ما أصيب به في تاريخ الحرب والسلم، وهي أنه يذوي كبلد ذي قدرة على العودة إلى النهوض وإنهاض الدولة فيه إلى حدود اليأس.

منذ سنتين فقط، والذكرى صارت على الباب، بدا كأنه صار مكرسا أن لبنان ممنوع من النهوض والعودة إلى "الدولة" والجمهورية البرلمانية، وهذا أشد وأخطر بأشواط من الزج به في حرب بقرار أحادي يتخذه حزب أو فريق أو حتى طائفة من مكونات لبنان. ومنذ 11 شهرا، وذكرى السنة على الباب، أطاحت الـ"مينيحرب" أو "حرب المشاغلة" المستمرة في الجنوب، بقرار ذاتي خالص أحادي من "حزب الله"، كل أولويات الأزمات الداخلية وفي مقدمها تعطيل الدولة بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية. 

بعد ساعات لا تربو على الـ72 منذ فجر الأحد الماضي، وإذ تنفس الناس الصعداء لأن الحرب المخيفة لم تندلع، أو أرجئت أو صارت بحكم المجمدة أو الملغاة، ارتفعت أصداء العودة بالوضع على أرض الجنوب اللبناني إلى ما قبل الأحد، أي إلى قواعد الحرب المضبوطة بخطوط حمر لم يعد ثمة شكوك، بعد واقعة الأحد، في أنها أكثر ثباتا مما ظن كثيرون.

والسؤال الذي يتعين أن يتردد بقوة الآن في الداخل ولا يزال مكتوما وممنوعا من البوح: لماذا تباح "عودة" خطوط حمر مع العدو في حرب القاتل والمقتول والساحق والمسحوق، ولا تظهر معالم تحرك واحد فعال لإعادة تحريك كارثة أزمات داخلية تنذر بنهاية كل معالم الدولة والنظام والهيكلية السياسية الدستورية للجمهورية اللبنانية؟ حتى "الخطوط الحمر" بين الخصوم الداخليين باتت أثرا بعد عين، ولم يعد هناك ما ينبئ بأن هذا البلد، الذي كان في زمن ما قبل الحرب والطائف منبع إلهام للانفتاح والتجربة الفذة لتسوية تاريخيّة كيانية، قد يغدو مؤهلا لإعادة إقناع فئات واسعة فيه بأن شراكة ميثاقية لا تزال ممكنة بعد كل هذا الاستقواء بغطرسة القوة المسلحة والقوة المتفردة الانقلابية وعامل الارتباط بالخارج وتعطيل النظام بميزان القوة ... وما قصروا فيه ممارسة يكمله نمط التخوين الجاهلي لكل الآخرين!  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

صيادو صُور اللبنانية.. معاناة بسبب الحرب وما بعدها

صور منير قبلان- عاد حسن غانم من رحلته في بحر مدينة صور (جنوبي لبنان)، وها هو في ميناء الصيادين يخلّص شباكه، ليس من الأسماك الوفيرة، وإنما من النفايات العالقة، في مشهد يحكي معاناة الصيادين اليوميّة في جنوب لبنان، جراء واقع البحر المرير وانعكاسه سلبًا على معيشة الصيادين.

تراجع الثروة السمكية

يُجمع الصيادون الذين التقتهم الجزيرة نت في ميناء الصيادين في مدينة صور، على أن الثروة السمكيّة في تراجع كبير وخطير، إذ إن هناك أنواعًا مختلفة في البحر اللبناني باتت مفقودة، بسبب العوامل الطبيعية وتلويث البحر بشتّى أنواع الملوثات، فيما يؤكّد غانم على أنها انخفضت بنسبة 90%.

بدوره يشير نائب رئيس نقابة صيادي الأسماك في صور سامي رزق في حديثه للجزيرة نت إلى أن المواسم التي كان يُعتمد عليها في السابق لم تعد موجودة، "وقد دخلنا موسم الربيع لكن دون جدوى"، مرجعا السبب لعوامل طبيعية أدت إلى تغيّر أنواع الأسماك، حيث دخلت أسماك من البحر الأحمر، واختفت أنواع أخرى كان يعتمد عليها الصياد اللبناني، كذلك تلوُّث البحر بفعل البشر وبسبب الحرب ورمي القذائف والقنابل وحركة البوارج فيه.

المواسم السمكية التي كان يُعتمد عليها في السابق لم تعد موجودة (الجزيرة) الحرب الإسرائيلية فاقمت الأزمة

ولم يكن قطاع صيد الأسماك في لبنان بمنأى عن نتائج الحرب الحاصلة، فمنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بات هناك صعوبة للوصول إلى البحر، خاصة مع تحذيرات مستمرة كان قد أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي للصيادين والمواطنين لعدم نزولهم للبحر والشاطئ، فيما أطلقت مسيراته صواريخها على صيادين كانوا على شاطئ المدينة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وأدى ذلك لاستشهاد اثنين منهم.

إعلان

هذا الحظر البحري طوال فترة الحرب (التي توقفت نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024) وخاصة مع توسعها بعد 23 سبتمبر/أيلول 2024، أدى إلى تهجير الصيادين من الجنوب نحو بيروت، وبقيت مراكبهم فارغة لفترات طويلة، مما تسبب لهم بخسائر اقتصادية فادحة.

يشير النقابي رزق إلى أن الحرب قلّصت عمل الصيادين تدريجيًا حتى أصبح شبه مشلول، إلى أن وصل الأمر إلى 27 سبتمبر/أيلول 2024، حيث توقف الصيادون عن العمل لمدة 3 أشهر ونصف تقريبًا، حيث كان الوضع سيئًا للغاية، مما أرغم الصيادين على النزوح.

ويلفت رزق إلى أن أضرارا جسيمة لحقت بالزوارق، فقد توقفت عن العمل لفترات طويلة والآن هي بحاجة إلى الصيانة، إضافة إلى تلف الشباك بسبب تعرضها لأشعة الشمس، مما زاد من خسائرهم المادية، فضلا عن المصاريف التي أنفقوها بدل إيجار السكن وتوفير الطعام والتنقل خلال الحرب.

ويؤكّد الصياد عادل العابدي أن بعده عن البحر لمدة 3 أشهر تقريبا بسبب الحرب، ألحق به خسائر كبيرة، فهذه الأشهر أساسية بالنسبة له كصياد، فهو لا يملك أي مصدر آخر للعيش الكريم ويقول: أنا رب أسرة ولدي التزامات، تخيل منذ شهرين ونصف إلى 3 أشهر أنا بدون راتب، وهذا الراتب هو الأساس الذي أعتمد عليه، ولا يوجد لدي أي عمل آخر سوى البحر.

مصطفى شاهين وهو صياد وصاحب مسمكة في مدينة صور، يؤكّد على أن الحرب أثّرت على جميع الصيادين، ويشرح كيف تم منعه من الصيد في البحر بشكل نهائي بسبب التهديدات الإسرائيلية، ويلفت إلى أن البعض كان ينزل إلى الشاطئ فقط ليضع الشباك ويصطاد، علّه يعود ببعض الأسماك ليبيعها ويؤمن قوت يومه.

الصيد غير القانوني يتصاعد

ولطالما كان الصيد غير القانوني المشكلة الأبرز التي تتهدد الثروة السمكية في لبنان، إذ يلجأ بعض الصيادين الذين يضربون بقانون الصيد البحري عرض الحائط، والذي ينص على حجم فتحات الشباك المسموح باستعمالها، وكذلك يمنع استخدام السموم أو المتفجرات بعمليات الصيد، وذلك للحفاظ على هذه الثروة، إلا أن البعض يجد في الممنوعات فرصة ثمينة لحصد أكبر عدد ممكن من الأسماك عبر الشباك ذات الفتحات الضيقة أو استخدام المتفجرات التي تفتك بكل ما هو حي تحت سطح البحر.

الحرب أثرت على قطاع الصيد اللبناني (الجزيرة)

ويلفت الصياد غانم إلى أن مشكلة المتفجرات كبيرة جدًا، حيث يستغّل الصيّاد تجمّع الأسماك مع بعضها البعض، ويقوم برمي الديناميت عليها لتنفجر، وهذا يؤدّي إلى هلاك جميع الأسماك من كل الأحجام ويقول: "الديناميت يُستخدَم تحت الماء فيُدمِّر جميع الكائنات الحية، ويُصبح قاع البحر كالصحراء الخالية من الحياة، حتى الإسفنج الذي كان موجودا بكثرة، اختفى تمامًا بسبب هذه المواد التي تُلقى في البحر".

إعلان لا تعويضات حتى الآن

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي لما يزيد عن 3 أشهر، ومع عودة الصيادين إلى مراكبهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا القطاع، فإن هؤلاء لم يتلقوا أي مساعدة من الدولة اللبنانية، مما فاقم من تداعيات الأزمة عليهم، وقد يدفعهم ذلك إلى ترك البحر والبحث عن مصدر رزق آخر.

وفي هذا السياق، يشير النقابي رزق إلى تواصل النقابة مع الدولة ومع الهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب والمؤسسات خاصة لكن دون جدوى، ونوّه إلى أنه في كل الحروب التي مرّت على لبنان في العام 1996 و2006 قُدمت المساعدات للصيادين من الدولة والجهات المعنية، أما اليوم فلم يسأل أحد عن حال الصيادين.

وناشد الصياد غانم الدولة أن تولي الصيادين والبحر الاهتمام اللازم، كون 70% إلى 80% من الصيادين توقفوا عن العمل، ويقول: "انظروا إلى المراكب فلن تجدوا أحدًا، وفي البحر لن تجدوا أسماكًا، وعلى الدولة أن تدعمنا وتساندنا، وأن تلاحق المخالفين الذين يتسببون بتلويث البحر والذين يصطادون بالمتفجرات، لكي ننقذ بحرنا مصدر عيشنا من هذه المصائب، فنحن باستطاعتنا أن نؤمّن السمك للسوق المحلي إذا استطعنا حماية البحر ودعم الصيادين، عوضًا عن دفع المبالغ الطائلة لاستيراد الأسماك من الخارج".

وزارة الزراعة

مدير التنمية الريفية والثروات الطبيعية في وزارة الزراعة اللبنانية شادي مهنّا وفي حديث خاص للجزيرة نت، لفت إلى تشدّد وزارة الزراعة في تطبيق القوانين وعلى رأسها قانون الصيد البحري لحماية الثروة البحرية، لكن لا يخفي مهنّا أن هناك نقصًا كبيرًا في عدد حرّاس الأحراش والصيد لدى الوزارة، وعددهم الفعلي اليوم 140 من أصل 360، وهذا العدد لكل لبنان، وبهذا تصعب عملية المراقبة في ظل هذا النقص الكبير.

وزارة الزراعة تعمل على توفير الدعمٍ المُناسب بالتّعاون مع الجهات المانحة لجميع القطاعات الزراعية (الجزيرة)

ويضيف مهنّا: "نحن نتعاون مع القوى الأمنية والجيش اللبناني من أجل قمع المخالفات التي تحصل في البحر وهم يقومون بمهام كبيرة في هذا السياق، ونأمل أن نصل إلى ملء الشواغر في هذه المراكز وتمكين المراقبين، لكي يقوموا بهذه المهام في القريب العاجل".

إعلان

وحول التعويضات للصيادين جراء الحرب شدّد مهنّا على ضرورة تعويض الخسائر الناتجة عن الحرب، سواء في المراكب أو في الشباك، مع الإشارة إلى أنّ هناك 8 صيّادين استُشهِدوا خلال الحرب، مؤكّدا على أن الوزارة تعمل على توفير الدعمٍ المُناسب بالتّعاون مع الجهات المانحة لجميع القطاعات الزراعية، وليس فقط قطاع الصيد، لأنها تدرك أهمّيّة هذا القطاع.

وختم مهنا بالتأكيد على أن وزارة الزراعة لديها مشاريع لتطوير قطاع الصيد، وهناك مشاريع تقدِّم شباكا جديدة مطابقة للمواصفات لمنطقتي صور والجنوب، وتعمل الوزارة أيضًا مع البنك الدولي وجهات مانحة أخرى على تقييم الاحتياجات المُلِحّة، لتوفير الدعم السريع للصيادين.

مقالات مشابهة

  • هل تعود الحرب على لبنان؟
  • نثق بعون وسلام.. هكذا ردّ ويتكوف على خبر لقائه بمسؤول لبناني
  • مخاتير قضاء الهرمل يناشدون الدولة: للإهتمام بأمن المنطقة وحمايتها
  • عن سلاح حزب الله.. إقرأوا ما قاله تقريرٌ أميركيّ
  • بالجرم المشهود... توقيف سارق دراجات في الروشة
  • كرم: البيان الوزاري واضح.. لا سلاح خارج الدولة
  • السجن المؤبد لمستنفر مع  الدعم السريع
  • خلفيّات استئناف الحرب على غزة.. ماذا عن جبهات الإسناد؟!
  • هل تتوسع الحرب لتطال لبنان؟
  • صيادو صُور اللبنانية.. معاناة بسبب الحرب وما بعدها