مساحة لعودة هوكشتاين إلى الوساطة.. ورائحة صفقة في الأجواء
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": لا يخلو اشتباك 25 آب من الغموض. فالطرفان المعنيان أطلقا خلاله كميات من الضجيج والدخان تفوق بكثير كميات الدمار والدم، لكن الغموض الذي يكتنف النتائج هنا وهناك يسمح بطرح احتمالات عدة في توصيف ما جرى وتوقع نتائجه السياسية:
-1- أن تكون مسيرات «الحزب قد فشلت فعلاً في بلوغ أهدافها، فلم يجد الإسرائيليون أن الأمر يستحق الرد العنيف الذي يلوحون به.
2- أن تكون المسيرات قد أصابت فعلاً أهدافاً استخبارية حساسة يمتنع الإسرائيليون عن كشفها، لكنهم فضلوا عدم الرد. وإذا ما صح هذا الاحتمال فهو يعني أن التهديدات المتمادية التي يطلقها الإسرائيليون ليست في
الواقع سوى فقاعات هوائية للضغط نفسياً على «الحزب».
-3- أن الإسرائيليين سيردون على «الحزب»، ولكن في التوقيت والمكان المناسبين». أي إن الرد القاسي قد يحصل فجأة، وفي أي لحظة.
-4- أن إسرائيل مستعدة عسكرياً لتنفيذ ردها التدميري فوراً، لكنها في الواقع قررت اعتماد تكتيك سياسي. فهي وجدت الفرصة مؤاتية لمساعدة «الحزب» على النزول عن شجرة التصعيد ومفاوضته حول تسوية تحقق فيها الأهداف المرتجاة مع لبنان، من دون الاضطرار إلى خوض حرب كبرى، إذا أمكن. ويذهب بعض المحللين إلى القول أن ما جرى الأحد هو سيناريو تم ترتيبه لفتح باب المفاوضات حول لبنان، في موازاة المفاوضات حول غزة. لكن آخرين يعتبرون أن
هناك مبالغة في الحديث عن سيناريو متوافق عليه. في أي حال، وبمعزل عن فرضية السيناريو المدبر»، من الوارد جداً أن يكون الطرفان المعنيان في صدد الاستفادة من الحدث العسكري للعودة إلى التفاوض. ولجوء كل منهما إلى تضخيم انجازاته العسكرية يراد منه رفع المعنويات بالمقدار الذي يؤهله القبول بالأخذ والرد. هذا لا يعني أن الإسرائيليين سيوافقون على تطبيع الوضع على حدود لبنان قبل ضمان أمن الشمال. كما لا يعني أن «حزب الله» سيوافق على وقف الحرب جنوباً إذا استمرت في غزة. إنها عودة إلى ستاتيكو» ما قبل اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفيه مساحة لعودة عاموس هوكشتاين إلى الوساطة، ورقص على حافة الهاوية. فإما الصفقة وإما الصفعة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
صحيفة : أطراف يمنية تكثف الاتصالات مع الخارج لعودة الحرب في اليمن
حيروت – صحف
قالت صحيفة لبنانية ، إن الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُعِدّ خططها في اليمن محاكاة للتحالف ضد “داعش”.
وذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في تحليل لها أن القوى الغربية وحدها لا تزال تعمل وفق مخططها القديم للسيطرة على المنطقة ومعابرها البحرية، حد قولها.
وأضافت أن بعض الدول الأوروبية تصر على معاودة عسكرة البحر الأحمر، على رغم إعلان جماعة الحوثي التزامها باتفاق غزة ووقف عملياتها المساندة للقطاع. وفي هذا الإطار، صوّت البرلمان الألماني، مساء السبت الماضي، على تمديد المشاركة في البعثة الأوروبية في البحر الأحمر والمعروفة باسم «أسبيدس»، حتى نهاية العام الجاري، وذلك بعد يوم واحد على إعلان إيطاليا إرسال فرقاطة جديدة لدعم البعثة.
وأفادت الصحيفة اللبنانية أن أنصار عودة الحرب على اليمن من القوى المحلية الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، (المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي وحزب الإصلاح) تجهد نفسها في إيجاد أرضية سياسية وميدانية لإشعال النيران في البلد من جديد، وهو ما يُجرون لأجله اتصالات مع الخارج، وخصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت “ومن غير المعلوم ما إذا كانت تلك الاتصالات تجري بغير علم كل من الرياض وأبو ظبي، أم أن العاصمتين تغضّان الطرف عنها انتظاراً للفرصة المناسبة؟ غير أن المعلوم والثابت أن الكلمة الفصل في هذا الإطار، هي للسعودية التي تحاذر استفزاز «الحوثيين» حتى الآن.
ووقالت الصحيفة أن الأطراف “المجلس الرئاسي”، ولا سيما “المجلس الانتقالي الجنوبي” وحزب “الإصلاح”، تنخرط في صراع جذري وإلغائي ضد صنعاء (الحوثي) ويقدّم فيه كل منهما نفسه كرأس حربة في أي مشروع غربي أو إقليمي استراتيجي للهجوم على الأخيرة، مستغلّين التغيّرات الإقليمية. كما ذكرت.
ووفق تحليل الصحيفة اللبنانية “يبدو التنظيمان مختلفين ومتصارعين في كل شيء، سوى مناصبة العداء للحوثيين وهما يحرّكان ماكيناتهما السياسية والإعلامية والعسكرية كأنهما في سباق مع الزمن لإقناع الدول الكبرى باستغلال الفرصة المتاحة، بحسب زعمهما، لضرب الجماعة في صنعاء وخصوصاً بعدما أعادت إدارة دونالد ترامب تصنيف الحركة منظمة إرهابية عالمية.