(CNN) --  كشف تقرير أمريكي أن الرئيس جو بايدن أعطى إذنا بتشغيل الرصيف العائم الذي كان مخصصا لنقل المساعدات إلى غزة في حين حذر المسؤولون من أن الرصيف سيواجه تحديات منها الطقس في البحر الأبيض المتوسط ​​ومشاكل أمنية نظرا لوجوده في منطقة حرب نشطة.

ووفقا للتقرير الحكومي الصادر عن المفتش العام، خشي المسؤولون في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أن التركيز على الرصيف من شأنه أن يصرف الانتباه عن الجهود الأكبر لإعادة فتح المعابر البرية إلى غزة، والتي يُنظر إليها على أنها الأكثر كفاءة لنقل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.

ووجد التقرير أن الرصيف الذي تبلغ تكلفته 230 مليون دولار، والذي عانى من سوء الأحوال الجوية ومشاكل أمنية متكررة، عمل لمدة 20 يوما فقط على مدى شهرين، ولم يقدم سوى جزء بسيط من المساعدات، وبدلا من توصيل ما يكفي من الغذاء لـ500 ألف فلسطيني كل شهر لمدة 3 أشهر، لم يقدم الرصيف سوى ما يكفي من المساعدات لـ450 ألف شخص لمدة شهر واحد.

وقال نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، نائب الأدميرال براد كوبر، للصحفيين بعد إنهاء مهمة عمل الرصيف، إنه تم نقل 8831 طنا من المساعدات إلى غزة.

واعترف بايدن، الذي أعلن عن الرصيف خلال خطابه عن حالة الاتحاد في مارس/آذار، بأن الرصيف لم يرق إلى مستوى التوقعات، قائلا إنه "خاب أمله" خلال مؤتمر صحفي في يوليو/تموز، وأضاف: "كنت آمل أن يكون ذلك أكثر نجاحا".

وبدأ العمل بالرصيف في 16 مايو/أيار لكنه لم يستمر إلا لمدة أسبوع واحد قبل أن يتوقف جراء البحر العاصف، وهي المرة الأولى من عدة مرات أجبر فيها الطقس الرصيف على التوقف عن العمل.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تنوي استخدام الرصيف لمدة 3 أشهر قبل أن جعل البحر هذه الخطة غير قابلة للتنفيذ، حيث وجد التقرير أن "البحر الهائج والرياح العاتية بدأت قبل الموعد المتوقع"، مما قلص الفترة التي يمكن فيها استخدام الرصيف بشكل فعال.

وذكر التقرير أن الرصيف المؤقت لا يمكن أن يعمل بشكل فعال إلا في "موجات قصيرة ومتوسطة"، على الرغم من أن البحر الأبيض المتوسط ​​غالبا ما يكون به "رياح وأمواج كبيرة". 

وأضاف التقرير أن أحد خبراء وزارة الدفاع أثار هذه القضايا المتعلقة بالطقس في اجتماع بدء التخطيط لاستخدام الرصيف.

ولفت التقرير إلى أن حرب غزة كانت المرة الأولى التي تستخدم فيها "البنتاغون" الرصيف  لدعم الجهود الإنسانية في منطقة حرب نشطة تواجه تحديات أمنية كبرى.

وحتى عندما كان الرصيف يعمل، كانت الطرق المزدحمة والطرق البرية التي تتغير باستمرار تجعل من الصعب تشغيل الرصيف بشكل فعال.

 وكان الجيش الأمريكي على اتصال منتظم بنظيره الإسرائيلي، وكذلك برنامج الغذاء العالمي، الذي كان مسؤولا عن توزيع المساعدات بمجرد تسليمها إلى الشاطئ في غزة.

ووفقًا للتقرير، استشهد موظفو برنامج الغذاء العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بـ "حالات متعددة" لنهب قوافل المساعدات، والهجمات على مستودعات برنامج الغذاء العالمي، واحتجاز السائقين وإطلاق النار عليهم.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية البنتاغون الجيش الإسرائيلي الحزب الجمهوري الكونغرس الأمريكي جو بايدن غزة من المساعدات التقریر أن أن الرصیف إلى غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير للخارجية الأمريكية : الجزائر أكثر عزلة وإستبداداً والجيش يحكم قبضته على البلاد

زنقة 20. الرباط

يرسم تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023 صورة صارخة لنظام غارق في القمع، حيث يواصل الجيش الجزائري ترسيخ قبضته على البلاد من خلال إسكات الأصوات المعارضة بشكل ممنهج. ورغم صدور التقرير قبل عام، فإن التطورات الأخيرة، مثل اعتقال الكاتب الشهير بوعلام صنصال وتزايد حملات الملاحقة بعد الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2024، تُظهر استمرار التدهور الذي أكده التقرير: الجزائر اليوم دولة أكثر انغلاقًا واستبدادًا من أي وقت مضى.

في عام 2019، مثّل الحراك الشعبي نقطة تحول كبرى في المشهد السياسي الجزائري، حيث أجبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة بعد عشرين عامًا من الحكم. ومع ذلك، بدلًا من استغلال هذه الفرصة لفتح حوار ديمقراطي، سارع النظام العسكري إلى خنق الطموحات الشعبية. استغل النظام جائحة كورونا في عام 2020 كذريعة لفرض قيود صارمة على المظاهرات واعتقال قادة الحراك. وتشير تقارير منظمة العفو الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية إلى اعتقال مئات النشطاء والصحفيين والمتظاهرين السلميين بتهم فضفاضة مثل “تهديد أمن الدولة” أو “نشر أخبار كاذبة“.

اعتقال بوعلام صنصال، الكاتب والمفكر المعروف بانتقاده للنظام، يعدّ مثالًا صارخًا على هذه السياسة القمعية. فهو يمثل الوجه الأبرز لرفض النظام لأي شخصية قد تشكك في الوضع الراهن. ولم يتوقف الأمر عند المثقفين؛ فالصحفي إحسان القاضي حُكم عليه بتهم زائفة، والصحفي مصطفى بن جامعاُعتقل لمساعدته ناشطة على مغادرة البلاد. أغلقت السلطات وسائل إعلام مستقلة مثل راديو إم ومغرب إيمرجنت، بينما شددت القوانين التي أُقرت في عام 2023 من الرقابة على الإعلام، مما زاد من إحكام سيطرة الدولة على المجال الإعلامي.

فرض النظام مناخًا من الخوف لا يسمح بأي مجال للمعارضة. حُلّت جمعيات مدنية تاريخية، مثل الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وتجمع الشباب من أجل العمل (RAJ)، بشكل تعسفي. كما أصبح الاعتقال التعسفي والمحاكمات الصورية جزءًا من الحياة اليومية. التعديلات القانونية الأخيرة، لا سيما التوسع التعسفي في تعريف “الإرهاب”، أعطت للنظام أداة إضافية لملاحقة النشطاء والمعارضين في انتهاك صارخ للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

في حين كان يُفترض أن تكون الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2024 فرصة للتغيير، كرّست هذه الانتخابات الوضع القائم. جرت العملية في مناخ مشحون بالخوف والتضييق، ولم تمثل سوى إجراء شكلي لتثبيت النظام العسكري في السلطة. وكما أكدت منظمات حقوقية ومراقبون دوليون، فقد افتقرت الانتخابات إلى الشفافية والشرعية اللازمة.

من المغرب، لا يمكن تجاهل المفارقة الجزائرية: في الوقت الذي يخصص فيه النظام العسكري موارد هائلة لتأجيج عدائه المزمن تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية، يعاني الشعب الجزائري من تدهور اقتصادي واجتماعي مقلق. النظام يستخدم الصراع الخارجي كستار دخان ليخفي فشله الداخلي ويصرف انتباه شعبه عن الأزمات المتفاقمة.

إن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب التقارير المتكررة لمنظمة العفو الدولية، يشكل دعوة عاجلة للمجتمع الدولي للالتفات إلى الوضع في الجزائر. النظام العسكري الجزائري، الذي يواصل سياسته القمعية، لا يمكنه الاعتماد على الترهيب إلى الأبد. لقد أثبت التاريخ أن الأنظمة الاستبدادية مصيرها الفشل، وأن الخطر الحقيقي الذي يواجه الجزائر لا يأتي من الخارج، بل ينبع من الجمود السياسي والفساد وغياب الحريات الأساسية التي تخنق البلاد.

الجزائر اليوم عند مفترق طرق حاسم. أمام النظام خياران لا ثالث لهما: إما الاستماع إلى المطالب المشروعة لشعبه وفتح المجال أمام ديمقراطية حقيقية، أو الإصرار على سياسات القمع التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والفشل. في هذه الأثناء، يبقى الشعب الجزائري عالقًا في دائرة من القمع والغموض، ينتظر مستقبلًا تُصبح فيه العدالة والحرية والكرامة واقعًا ملموسًا وليس مجرد وعود فارغة.

الجزائرالخارجية الأمريكيةتقريرحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • تقرير صيني: السياسات الأمريكية وراء أزمة البحر الأحمر
  • الوضع السوري بين إدارة بايدن وترامب.. خلافات حول مستقبل القوات الأمريكية
  • تقرير: مسؤولو بايدن يسابقون الزمن للبحث عن وظائف
  • أحمد حسن يثير الجدل بشأن تريزيجيه
  • نائب:اختلاف سياسي داخل الإطار على تعديل قانون الانتخابات
  • تقرير للخارجية الأمريكية : الجزائر أكثر عزلة وإستبداداً والجيش يحكم قبضته على البلاد
  • تقرير أممي: غالبية الأسر باليمن ستواجه عجزاً متزايداً في الوصول إلى الغذاء
  • تقرير يكشف أن ربع الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر
  • الهيئة القومية لسلامة الغذاء تصدر تقريرها الأسبوعي الــ 47 لعام 2024
  • سلامة الغذاء: 202 ألف طن صادرات غذائية خلال أسبوع