تراجعت حدة التوتر في جنوب لبنان، من دون أن تنعكس هدوءاً شاملاً على الجبهة التي يتبادل من خلالها «حزب الله» وإسرائيل الهجمات منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. وازدادت القناعة السياسية في لبنان بأن الحرب «ستبقى على وضعها الحالي، بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات الهدنة في غزة».

ليس بعيداً من أجواء استبعاد الحرب جاءت مواقف تطمينية عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون عقب جولته في المنطقة، إذ قال "إن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما بعد تبادل إسرائيل و"حزب الله" اللبناني إطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً بدراستها توجيه ضربة لإسرائيل".

وقال براون لـ"رويترز" وهو على متن طائرة عسكرية أميركية بعد رحلة استغرقت 3 أيام لمنطقة الشرق الأوسط، رداً على سؤال عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن "إلى حد ما... نعم". وأكد براون أنه "مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار". وأضاف: "يريدون أن يفعلوا شيئاً يرسل رسالة، لكنهم أيضاً، كما أعتقد. لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع".
وقال مصدر نيابي في «حركة أمل»  لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجميع عاد إلى قواعد الاشتباك، وتراجعت حدة المواجهات بشكل ملحوظ في اليومين الأخيرين، بحيث يسجّل عدد قليل من عمليات (حزب الله) وقصف إسرائيلي محدود في الجنوب، معظمه في أماكن مفتوحة وليس في القرى أو الأحياء السكنية». ويشكك المصدر أيضاً فيما قيل إنها محاولة اغتيال قيادي في حركة «حماس» في صيدا، يوم الاثنين؛ مشيراً إلى أنه حتى إسرائيل التي اعتادت الإعلان عن تفاصيل أي عملية تقوم بها لم تفعل ذلك، مع العلم بأن إسرائيل أعلنت قبل ساعات تمديد إقامة النازحين من مستوطنات حدودية مع لبنان وغزة في الفنادق حتى نهاية العام، وهو ما عكس انطباعاً بأن الحرب ستستمر إذا ما بقي وضع المفاوضات متأرجحاً، كما هو اليوم.
‎ويقرّ المصدر النيابي بأنه باتت هناك قناعة لدى الجميع في لبنان بأن الحرب الموسعة لن تحصل، ووقف إطلاق النار بشكل نهائي سيبقى مرتبطاً بنتائج المفاوضات بشأن غزة، وهو ما يراهن عليه الجميع في موازاة استمرار الجهود السياسية التي يقوم بها المسؤولون في لبنان؛ لا سيما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لمواكبة الجهود السياسية المبذولة، متحدثاً عن حراك غير معلن في هذا الإطار.
‎دعا حزب «الكتائب اللبنانية» إلى «توقف العمليات العسكرية فوراً من جانبي الحدود، بعد الانتهاء من عمليات الرد والرد المضاد، وانكشاف نيات كل الأطراف المتصارعة بعدم الدخول في حرب واسعة، من نوع إبادة الطرف الآخر، كما درجت عليه التصاريح».
‎وقال «الكتائب» في بيان بعد اجتماع مكتبه السياسي: «إن حالة الحرب السائدة تستنزف لبنان واقتصاده وقدرة اللبنانيين على التحمّل، وتحرم أهالي الجنوب من العودة إلى أرزاقهم وممتلكاتهم، بعدما دمرها القصف وأحرقها الفوسفور، ناهيك من الضحايا الذين سقطوا عبثاً»، مؤكداً أنه «لا حل إلا بوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وعودة الهدوء إلى الحدود، والعمل على حل مستدام يسمح للبنان باستعادة مقومات الدولة، ومواكبة المساعي الدولية الهادفة إلى استقراره، وتطبيق القرارات الدولية؛ لا سيما 1559 و1701».
وحذَّر «الكتائب» في المقابل «من محاولة نقل المعركة إلى الداخل، واستعمال فائض القوة لصرفه بهدف تحقيق مكتسبات سياسية، كما حصل في أكثر من محطة، وتحويل عملية الردع الخارجي إلى حملة ردع داخلية، تستهدف أصحاب الرأي الحر والمعارضين لأداء (حزب الله) وتدخّل إيران في الشأن اللبناني»، مؤكداً أن «أي محاولة من هذا النوع لن يُسكت عنها، وسنواجهها متحدين مع كل اللبنانيين الأحرار، ولن نسمح لبلدنا بأن يسقط مجدداً تحت وطأة هيمنة من أي نوع كانت».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشرق الأوسط حزب الله

إقرأ أيضاً:

البنتاجون: حاملة الطائرات «روزفلت» غادرت الشرق الأوسط

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بشكل رسمي مغادرة حاملة الطائرات "روزفلت" منطقة الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر - في مؤتمر صحفي نقلته قناة (الحرة) الأمريكية - إن " حاملة الطائرات روزفلت غادرت الشرق الأوسط وتتجه الآن إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، موضحًا أن الولايات المتحدة تأخذ التهديدات الإيرانية بضرب إسرائيل على محمل الجد.

وتابع:" لقد أشارت إيران إلى أنها تريد الرد على إسرائيل لذلك سوف نستمر في التعامل مع هذا التهديد بجدية شديدة، وسوف نستمر في الحفاظ على وجود قوي في القيادة المركزية وفي مناطق العمليات التابعة للقيادة الأوروبية، ولن يتغير هذا وسوف نحافظ على قدراتنا وعلى زيادة القوات أو القدرات في أي مكان في العالم ونحن في حاجة إليها عند الضرورة".

اقرأ أيضاًأمريكا تهدد الشرق الأوسط بإرسال حاملة الطائرات إبراهام لينكولن والمجموعة المرافقة لها

حركة الحوثي تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور بصواريخ باليستية

مقالات مشابهة

  • اليس يمين بويز الأولى في لبنان وال 50 في الشرق الأوسط لأقوى قادة الرعاية الصحية
  • البنتاجون: حاملة الطائرات «روزفلت» غادرت الشرق الأوسط
  • وسط استبعاد لغياب التهديد الإيراني.. تيودور روزفلت تودع الشرق الأوسط
  • التصريحات لا تنهى حربًا
  • لبنان يستعد للحرب.. تجهيز 150 مستشفى للطوارئ على وقع تواصل المواجهات
  • هذا ما كشفته المواجهات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل
  • السودان: استمرار تراجع حزام المطر جنوبا وارتفاع لدرجات الحرارة
  • الشرق الأوسط في المناظرة الأمريكية.. اتهامات متبادلة بين هاريس وترامب
  • الحرب الكبرى لن تقع
  • التصعيد جنوباً يفاقم المخاوف.. غالانت: الحرب مع لبنان وشيكة