جميلة إسماعيل: من الذي يصنع رؤية التعليم للدولة؟
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
قالت الدكتورة جميلة إسماعيل، رئيس حزب الدستور، وعضو مجلس أمناء الحركة المدنية، إن لم تكن هذه فكرة رومانسية ولا مجرد معجزة يتجاوز بها فاقد البصر إصابته بسبب الجهل، ولكن التعليم هو بالفعل الأساس لبناء دولة تتقدم ويسعد سكانها وتجد مكانًا بين الأمم الرفيعة.
وأضافت، خلال كلمتها في ندوة، أن التعليم هو الوسيلة التي يمكن للشعب بها أن ينتصر فيها على الثلاثي المرعب؛ الفقر والجهل والمرض، متابعة: بفقدان الحق في التعليم الجيد يضيع من المواطن العادي فرص الخروج من الفقر وتضيع من المجتمع فرص الترقي.
وأشارت، إلى أن بفقدان التعليم يحكم الأكثر جهلًا ويبتلع الشاطر في صنع الثروات كل فرص الحياة الجيدة، مشيرة إلى أن اليوم في الحركة يناقشون أحد أهم قضايا التغيير والديمقراطية والحياة الجيدة في مصر، وملف التعليم الذي يتحول عامًا بعد عام إلى كوارث متتالية وفقدان كل إمكانية في مستقبل أفضل.
وتابعت: "يأتي مؤتمر اليوم في إطار اهتمام الحركة المدنية وأحزابها بالتعليم، وبعد صدور قرارات وزير التعليم الجديد والذي كان تعيينه علامة على نظرة الحكومة للتعليم، لكن هذا ليس موضوعنا، موضوعنا هو طرح عدد من الأسئلة الهامة:
١. كيف تفكر الدولة في التعليم؟
٢. من الذي يصنع رؤية التعليم بالنسبة لخطط الدولة خاصة بعد اختفاء المركز القومي لتطوير المناهج والمواد الدراسية في ظروف غامضة؟
٣. من أين تسقط خطط التعليم؟
٤. كيف يدافع الناس عن حقهم في التعليم؟
٥. لماذا تتحول مصر إلى “بلد شهادات” مدفوعة مسبقًا وبلا ثقافة ولا كفاءة؟
٦. لماذا يتخرج الطلاب أكثر جهلًا بالعلوم والفلسفات والأفكار؟
إلى أين يؤدي بنا هذا الوضع الكارثي للتعليم؟
وأردفت: "هذه بعض من أسئلة استهدفنا نقاشها اليوم مع ضيوفنا من خبراء التعليم ومن الزملاء مسؤولي ملف التعليم في الأحزاب، إضافة إلى ممثلين اختارتهم ورشحتهم أحزاب الحركة المدنية لحضور نقاشات الحوار الوطني، وفي انتظار المناقشات والأفكار الملهمة والثرية".
واستطردت: "أعيد الترحيب بالمهتمين بأخطر ملفات مستقبل مصر وضيفنا اليوم الأستاذ الدكتور حسام بدراوي وكل الزملاء من رؤساء أحزاب الحركة وممثليها في ملف التعليم بالحوار الوطني".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور حزب الدستور ملف التعليم وزير التعليم الجديد الحق في التعليم الفجر السياسي
إقرأ أيضاً:
إسماعيل عبدالمعين (2-10): وإذا تفرّق شمل قومك فأجمعن..!
كان إسماعيل عبدالمعين كما هو معلوم مبدعاً غاية الإبداع في تلحين وأداء أناشيد وأهازيج النضال الوطني والتطلّع للانعتاق من ربقة الاحتلال:
صه يا كنار وضع يمينك في يدي (الصاغ محمود أبوبكر)
صرخة روّت دمي (محي الدين صابر)
للعلا...للعلا (خضر حمد)
يقول عبدالمعين عن "صه يا كنار": (سنة 37 ظهر مؤتمر الخريجين..سمع صاحبي مصطفى خليل بأنو الصاغ محمود أبوبكر عمل "صه يا كنار"..شالا وجاني في عطبرة لابس طرطوره وجبته العسكرية..وهو كان شاويش في المدرسة الحربية..قال لي: في هبّة في أم درمان..لحِّن الكلام دا نلحق بيهو الهبّة..أول ما كنا قاعدين في شاطي النيل جاني اللحن دا..رجعت البيت فتشت اللحن في العود..لقيت محلو..ربّيتو وسكّنتو في العود..كان نبداهو ونقول:
صفدونا ليه..صفدونا ليه..؟
غربونا ليه..غربونا ليه..؟
يا بلادي آه.. يا بلادي آه..
يا بلادي ليه؟.. يا بلادي ليه..؟ قبل ما نخش في "صه يا كنار وضع يمينك في يدي".. ولامن لاقيت الصاغ محمود أبوبكر قال لي: دا اللحن الكنت بدوِّر عليهو زمن..وما لاقيهو)..!
ودّع بدمعك من تحب فإنما..
أنا إن دعوتك لن تعيش إلى غدِ
وألحق بقومك في القيود فإنني
أيقنتُ ألا حر غير مقيّدِ..!
**
فإذا وجدت من الفكاك بوادراً
فابذل حياتك غير مغلول اليدِ
وإذا سفرت فكن وضيئاً نيّراً
مثل اليراعة في الظلام الأسودِ
وإذا تبدّد شـمل قومك فاجمعن
وإذا أبوا..فاضرب بعزمة مُفـردِ
صه يا كنار ملحمة نغمية من العيار الثقيل ومن الأعمال الطليعية التي تعبّر بصورة إجمالية خالصة عن الشعور الوطني والاستنهاض عامة بطابع قومي خالص.
في هذه القصيدة العجيبة يتحوّل تحوّل الصاغ محمود أبوبكر إلى "فلكي" حيث يقول إنه أصبح يعرف (أخلاق النجوم):
أنا يا كنار مع الكواكب ساهدٌ... أسرى بخفق وميضها المُتعددِ
وعرفت أخلاق النجوم فكوكبٌ... يهب البيان وكوكبٌ لا يهتدى
وكويكبٌ جمّ الحياءِ وكوكبٌ... يعصى الصباح بضوئه المتمردِ..!
**
وهناك تسجيل رائع لهذه الأغنية الوطنية الباذخة شارك فيه عمالقة من الفنانين: (عبيد الطيب/ أبو داؤود/ احمد المصطفي /عثمان الشفيع /سيد خليفة /صلاح مصطفي/ محجوب عثمان /عبد الماجد خليفة/ يوسف السماني/ وعبدالقادر سالم).
**
وقع في يدي مقال عن "سيد درويش" في ذكراه السادسة والتسعين.. ذلك الموسيقار العجيب الذي يضعه إخوتنا المصريون في عداد بيتهوفن وباخ وموزارت وقبيلهم من الجهابذة الذين أحدثوا انقلابات عبقرية في مسيرة الموسيقى والألحان..فتذكرت كيف نتناسى نحن هنا في بلادنا عبقرياتنا العابرة لحواجز السائد..ونشبعهم سخرية وإهمالاً ونحن جلوس في (ضل الضحي)..!
كان عبدالمعين موسيقاراً بحق...فهو يغرف من الإيقاعات والألحان والميلوديات الشعبية ويخرج بها إلى الدنيا (يأخذها من أفواه (الحبوبات) والرعاة والمزارعين والسواقين والمساعدية والمراكبية والصنايعية والشغيلة والعتّالة، ومن الجلالات والمارشات والفولكلور، ويلتقط الشوارد من صميم البيئة المحلية ويمزجها بأصول الموسيقى وعلومها الحديثة مع إتقان عجيب للعزف والتلحين..!
كل ذلك مع مقدرة فائقة في تلمّس المزاج الشعبي والإفادة الواعية من تنوّع البيئات اللحنية السودانية، مع معرفة وشغف كبير باستلهام التراث ودمج مخرجاته مع العلم الموسيقى والإبتكار الفني، وتوظيف خصائص الآلات الموسيقية بصرامة، ولكن مع رحابة كبيرة في اكتشاف طاقاتها الكامنة..! ولهذا لم يكن من الغريب أن تلفت ألحانه وتوزيعاته وتنويعاته الموسيقية انتباه الآخرين من العوالم الشرقية والغربية..!
**
ما يماثل سيد رويش عندنا وربما يتفوّق عليه هو إسماعيل عبدالمعين..ويقول المصريون عن سيد درويش إن ما فعله بالموسيقى الشرقية هو ذات مافعله (برومثيوس) بالنار، في إشارة لسرقة برومثيوس للنار رمز الحياة والمعرفة من جبال الأولمب حسب الأسطورة..! وقد خطف درويش الموسيقى ووضعها على قائمة الحياة اليومية للشعب، وشيّد بناء الموسيقى المصرية الحديثة وتغني مثل عبدالمعين بالأهازيج الوطنية وأغاني العمل، وعَبَرت موسيقاه وأغانيه وأهازيجه وأوبريتاته وموشحاته وأدواره وطقاطيقه إلى العمال والفلاحين ونساء الحقول والبرّادين والحدادين والسقايين وجرسونات المقاهي وعمال اليومية والتراحيل..!
لا ينقضي النهار إلا وتكون على ألسنة الأهالي في كل مكان؛ غناءً وسمراً..فما أسرع أن تصبح افتتاحيات أغنياته في كل الأفواه، أشجان وتنغيمات وهتافات وطنية..وقد كان عبدالمعين على ذات النسق من حيث واستلهام الهموم الشعبية والوطنية والأنغام التراثية التي تتعدد فيها الأصوات والخطوط اللحنية والهارموني..إلخ
أين عبدالمعين من ها الاعتبار.. وسيد درويش في المناهج وفي تماثيل الميادين والساحات، واسمه على المسارح والقاعات و الشوارع والأحياء والحدائق وذكراه تتردد كل يوم في الأفلام والبرامج والحوارات والمنتديات .؟!
**
ومثلما كان سيد درويش تعبيراً فنياً عن مناخات ثورة 1919 الشعبية في مصر، كان عبدالمعين في بعض جوانب إبداعه تعبيراً عن الحركة الوطنية التي كان يمثلها آنذاك (مؤتمر الخريجين)...!
أما دعوة إسماعيل عبدالمعين الفنية الموسيقية الغنائية إلى (الهوية السودانية الجامعة) فهذا معترك آخر..كان فيه عبدالمعين الحادي الأمين..والفارس الذي لا يدرك مسابق غبار فرسه..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com