الاسترخاء .. يعرف الأمريكيون بأنهم أحد أكثر الشعوب توتراً في العالم، فهم عرضة للإفراط في العمل، وصرحت أيريس موس، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا في بيركلي لمجلة "ذا تايم": "لا يتقن الأميركيون فن الاسترخاء". 

وبحسب مجة "ذا تايم"، لا تجد العديد من الثقافات الأخرى أي مشكلة في تخصيص بعض الوقت للاسترخاء والراحة كل يوم، وفيما يلى عدد من طرق الاسترخاء المعروفة من مختلف أنحاء العالم.

 

الاستحمام في الغابات باليابان

إن المشي المنتظم في الغابات ليس مجرد هواية في اليابان، بل هو شكل من أشكال الطب الوقائي المعروف باسم shinrin-yoku ، والذي يُنسب إليه تحسين جودة النوم والمزاج والمناعة.

 

وقال الدكتور تشينج لي، الباحث في مجال الاستحمام في الغابات والأستاذ المساعد في كلية الطب اليابانية في طوكيو ومؤلف كتاب الاستحمام في الغابات: كيف يمكن للأشجار أن تساعدك في العثور على الصحة والسعادة ، إن هذه الممارسة تعمل على فتح حواسنا الخمس للعالم الطبيعي، وتهدئة نظامنا العصبي كما تعز عمل الغدد الصماء. علاوة على ذلك، فإن استنشاق المبيدات النباتية ، أو المركبات العضوية التي تفرزها النباتات، يوفر فوائد مضادة للميكروبات وقد ثبت أنه يحفز نوعًا من خلايا الدم البيضاء المقاومة للأمراض.

 

التدليك الذاتي في الهند

صرح زوبينجي بيليموريا، وهو ممارس معتمد لطب الأيورفيدا، وهو نظام هندي قديم للطب، إن التدليك بالزيت قبل الاستحمام يوميًا كان أمرًا معتادًا في الهند لأجيال عديدة لبدء اليوم والشعور باليقظة والهدوء والتركيز. وبينما يجد معظمنا صعوبة في الالتزام بأي شيء قبل الساعة 6:30 صباحًا، فقد أظهرت الأبحاث أن ممارسة التدليك في هذا الوقت تؤتي ثمارها في تقليل التوتر عند القيام بها بانتظام، حتى لو كانت مرة واحدة في الأسبوع.

وقال بيليموريا إنك تساعد في مواجهة نمط الحياة الحديث المحفز للهواتف المحمولة والتلفزيون وألعاب الفيديو التي تجعل الناس قلقين وغير صبورين وغير قادرين على التركيز أو النوم، بينما تدعم أيضًا إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم.

 

ثقافة الساونا في فنلندا 

تعد الساونا في فنلندا -أسعد دولة في العالم سبع مرات متتالية، وفقًا لتقرير السعادة العالمي- طقس أسبوعي وجزء من الحمض النووي الثقافي للأمة، فالساونا متأصلة جدًا في المجتمع الفنلندي لدرجة أنها معترف بها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية ويتم الاحتفال بها في الأغاني والمعتقدات والفولكلور الفنلندي.

 يذهب حوالي 90٪ من الفنلنديين إلى ساونا عامة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وفقًا لوكالة التراث الفنلندي. تشمل الفوائد الصحية للتعرق في حرارة الساونا الجافة تحسينات في ضغط الدم، وانخفاض حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف، وزيادة الإندورفين، وفقًا لدراسة مراجعة في Mayo Clinic Proceedings . لجني هذه الفوائد، اجلس في الحرارة لمدة تتراوح من خمس إلى عشرين دقيقة في كل مرة، بالتناوب مع السباحة المبردة أو الاستحمام أو الاستراحة في الخارج.

 

 

طقوس التيمازال في المكسيك

في طقوس التيماسكال، وهي ممارسة قديمة للثقافات الأصلية في كل من أمريكا الشمالية والجنوبية، فإن التعرق أكثر من مجرد استرخاء أو تخفيف للألم. إنها ممارسة مقدسة يقودها معالج مدرب - نوع من العلاج. 

ويتعرق المشاركون في حجرات تشبه خلايا النحل بينما تُغطى أحجار الحمم البركانية الساخنة بالماء والأعشاب ويقودهم الدليل من خلال التأمل مع الطبول والمزامير والترانيم، مما يساعد على إطلاق المشاعر المكبوتة، كما تقول روزيليا فلاندز، مديرة المنتجع الصحي في كونراد بونتا ميتا في ريفييرا ناياريت، التي تنظم احتفالات التيماسكال للضيوف.

 

وأكدت ماريلي سامايوا مونزون، وهي طبيبة تقود الطقوس في عيادتها في لوس كابوس بالمكسيك، وكذلك في منتجع وان آند أونلي بالميلا ووايت لودج: "إنها مثل الكنيسة، لكنها ليست دينًا". تقول مونزون إن الحرارة تجبر الناس على الانطواء على أنفسهم وغالبًا ما تثير ذكريات ومشاعر تم تدريبها لمساعدة المشاركين على معالجتها. وتقول إن عشاق العافية الذين يتزايدون في شعبيتهم غالبًا ما يعودون شهريًا أو حتى أسبوعيًا إلى تيمازكال لتخفيف الضيق البدني والعقلي.

 

فريلوفتسليف في النرويج

يستمتع النرويجيون بقضاء الوقت في الطبيعة في جميع أنواع الطقس، وهو مفهوم يُعرف باسم friluftsliv، ويعني هذا المصطلح تقدير الطبيعة والتواصل معها، سواء بالسير على الجليد أو التنزه عبر حقل من الزهور البرية الربيعية. وقد ثبت أن قضاء الوقت في الطبيعة يخفض ضغط الدم ويحسن الصحة العقلية، ووجد تحليل أجري عام 2019 لـ 84 دراسة سابقة أن تجارب الطبيعة الغامرة قدمت فوائد واضحة لتقدير الذات والكفاءة الذاتية والمرونة والأداء الأكاديمي والإدراكي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاسترخاء طرق الاسترخاء قضاء الوقت فن الاسترخاء الثقافات حمم البركان فی الغابات

إقرأ أيضاً:

مستوى قياسي للحرائق وانبعاثات الكربون بغابات الأمازون

شهدت غابات الأمازون المطيرة خلال عام 2024 موسم حرائق الغابات "الأكثر تدميرا" منذ أكثر من عقدين من الزمن بسبب الظواهر المناخية المتطرفة والنشاط البشري، رغم تباطؤ إزالة الغابات بشكل عام.

وتوصلت دراسة جديدة أجراها مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية إلى أن الحرائق أثرت على 3.3 ملايين هكتار (33 ألف كيلومتر مربع) من غابات الأمازون العام الماضي وحده.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دعوى ضد مجموعة "كازينو" الفرنسية بتهمة إزالة غابات بالأمازونlist 2 of 4البرازيل تعلق إجراء مهما لحماية غابات الأمازون المطيرةlist 3 of 4كيف تغذي الصحراء الكبرى القاحلة غابات الأمازون المطيرة؟list 4 of 4البرازيل تحقق مع شركات متهمة بإزالة غابات بالأمازونend of list

ويقول الباحثون إن هذا أدى إلى إطلاق مستويات قياسية من انبعاثات الكربون وتدهور النظام البيئي، مما كشف عن "الهشاشة البيئية المتزايدة" في المنطقة.

وباستخدام البيانات من نظام مراقبة الغابات الاستوائية الرطبة وتصفية الإشارات الخاطئة الناجمة عن الحرائق الزراعية أو الغطاء السحابي، يقول العلماء إنهم تمكنوا من اكتشاف وإثبات تدهور الغابات الناجم عن الحرائق "بمستوى جديد من الدقة".

ووجد الباحثون أن حرائق عام 2024 أطلقت نحو 791 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما يعادل تقريبا كمية الانبعاثات التي تنتجها ألمانيا في عام كامل.

ويمثل هذا زيادة قدرها سبعة أضعاف عن متوسط ​​العامين السابقين، وهي المرة الأولى التي يتفوق فيها التدهور الناجم عن الحرائق على إزالة الغابات باعتباره المحرك الرئيسي لانبعاثات الكربون في الأمازون.

وحذرت الدراسة من أن "تصاعد الحرائق، بسبب تغير المناخ والاستخدام غير المستدام للأراضي، يهدد بدفع منطقة الأمازون نحو نقطة تحول كارثية".

وكان الانتشار الجغرافي للحرائق أيضًا مصدر قلق بين الباحثين، حيث شهدت البرازيل أعلى مستوى من الانبعاثات الناجمة عن تدهور الغابات على الإطلاق.

وفي بوليفيا، أثرت الحرائق على 9% من الغطاء الحرجي السليم المتبقي في البلاد، وهو ما وصف بأنه "ضربة دراماتيكية" لمنطقة كانت لمدة طويلة بمثابة خزان حيوي للتنوع البيولوجي ومصرف للكربون.

إعلان

بفضل رطوبتها العالية وهطول الأمطار المنتظمة، كانت غابات الأمازون مقاومة للحرائق تاريخيًا، لكن في أعقاب الجفاف وموجات الحر الشديدة في عامي 2023 و2024 تقلصت موارد المياه السطحية في المنطقة وانخفضت رطوبة التربة، وكلاهما يزيد من احتمال اندلاع الحرائق وشدتها.

تتم إزالة الغابات المطيرة لإفساح المجال أمام تربية الماشية وزراعة فول الصويا وزيت النخيل والمطاط (شترستوك)رئة العالم في خطر

ويقول الباحثون إن "الزيادة غير العادية" في نشاط الحرائق من المرجح أن تكون ناجمة عن الجفاف الشديد، وتتفاقم بسبب تغير المناخ وتجزئة الغابات، حيث تنقسم الغابات الكبيرة المستمرة إلى قطع أصغر بسبب النشاط البشري وسوء إدارة استخدام الأراضي.

ويشمل ذلك ما تعرف بـ"حرائق الهروب"، وهي تقنية يقوم فيها رجال الإطفاء بإشعال حريق أصغر حجما عمدا في منطقة آمنة لإنشاء رقعة قاحلة من الأرض للتراجع إليها عند اقتراب حريق غابات أكبر، فضلاً عن الحرائق التي يشعلها أشخاص من أجل توسيع المساحات لتربية الماشية أو زراعة فول الصويا أو زيت النخيل وغيرها من المحاصيل.

ويسلط التقرير الضوء على دور الحرائق في تآكل الغابات دون إزالتها بالضرورة، مشيرا إلى أن "الغابات المتدهورة قد تبدو سليمة من الأعلى، ولكنها تفقد جزءًا كبيرًا من كتلتها الحيوية ووظيفتها البيئية".

ودعا الباحثون إلى "اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة" للمساعدة في الحد من استخدام الحرائق، وتعزيز سياسات حماية الغابات، ودعم جهود الإدارة المحلية والأصلية.

وكانت بيانات حكومية برازيلية قد أظهرت أن غابات الأمازون المطيرة شهدت أعلى عدد من الحرائق منذ 17 عامًا في عام 2024، بعد أن عانت المنطقة من أشهر من الجفاف الطويل، وتم اكتشاف أكثر من 140 ألف حريق من خلال التصوير بالأقمار الصناعية على مدى العام، وفقًا للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء.

وتسبب الجفاف في تراجع التساقطات بمنطقة الأمازون منذ منتصف عام 2023، مدفوعًا بتغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان وظاهرة الاحتباس الحراري في تهيئة الظروف للحرائق الهائلة.

وتعد غابات الأمازون رئة العالم، إذ تحتوي على نحو 400 مليار شجرة. ويُقدر العلماء عمرها بنحو 55 مليون سنة، وهي تغطي نحو 6% من سطح الكرة الأرضية.

وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 5 ملايين كيلومتر مربع، وتمتد في أراضي 9 دول في أميركا الجنوبية، بينها 60% في البرازيل. وهي تمتص نحو 1.5 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

لكن إزالة الغابات وزيادة معدلات الحرارة والحرائق الطبيعية والمفتعلة حوّلت بعض مناطقها إلى مصدر للكربون الذي تخزنه الأشجار، مما يفاقم تغير المناخ العالمي.

مقالات مشابهة

  • التوسع في زراعة الكاكاو يدمر الغابات الاستوائية في ليبيريا
  • كاتب إسرائيلي: وقف إطلاق النار لن يلغي مقاطعة الاحتلال في العالم
  • صورة .. حارس المغرب يستخدم زجاجة محمد أبو جبل في المونديال
  • التعلُّم من الدول والقيّادات التي تُغلب مصالِح شعوبها
  • التعادل يؤجل تأهل البرتغال لكأس العالم
  • البرتغال تؤجل حسم التأهل إلى «مونديال 2026»!
  • منتخب قطر يتأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بعد هزيمة الإمارات في الملحق الآسيوي
  • سوء فهم.. سر شهرة حمدي الوزير بلقب "أشهر متحرش في السينما"
  • وزير الصناعة: مهلة 6 أشهر للمشروعات الصناعية التي أنجزت أكثر من 50% من الإنشاءات
  • مستوى قياسي للحرائق وانبعاثات الكربون بغابات الأمازون