أوضحت كريستين زايدلر، رئيسة أبحاث الحوادث لشركات التأمينفي الرابطة الألمانية للتأمين أن خطر وقوع حادث مميت على الدراجة النارية يزيد بمقدار 20 مرة مقارنة بالسيارة اعتماداً على المسافة المقطوعة.

وترجع هذه الزيادة إلى أن قائدي الدراجات النارية لا تتوفر لديهم مناطق امتصاص الصدمات على غرار السيارات، فضلاً عن أنه لا يتم رؤيتهم بوضوح أو الانتباه لهم من قبل مستخدمي الطريق الآخرين.

ظروف الرؤية السيئة

وأشارت زايدلر إلى أن ظروف الرؤية السيئة تتسبب في وقوع الحوادث، ولذلك يتعين على المسؤولين تحسين البيئة التحتية لقيادة الدراجات النارية، وضمان الرؤية الواضحة عند تقاطعات الطرق وإزالة العوائق وتقليم الأشجار.
ولتقليل خطر الإصابة يجب أن تكون حواجز الحماية على جانبي الطريق مزودة بوسائل حماية سفلية، وأن يتم تحسينها بدرجة كبيرة.

السرعة غير المناسبة

وأضافت زايدلر أن الأمر اللافت للنظر أن حوادث الدراجات النارية تقع بسبب فقدان السيطرة على الدراجة النارية بسبب الطرق المتسخة أو غير المستوية أو المبتلة، وغالباً ما تكون هذه الحوادث مصحوبة بسرعات غير مناسبة.
وأشارت الباحثة في حوادث الدراجات النارية إلى أن الحد الأقصى المسموح به للسرعة لا يسري إلا في ظروف مناسبة، ولا يحدث ذلك في أغلب الأحيان، حيث يجب على قائد الدراجة النارية السير بسرعة أقل من المسموح به عند القيادة على الطرق المتعرجة أو المزدحمة مع ظروف الإضاءة السيئة وأحوال الطقس السيء.

عمر قائد الدراجة

ويلعب عمر قائد الدراجة النارية دوراً في وقوع الحوادث، حيث يكون الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، أكثر عرضة للحوادث بشكل خاص.
وعللت زايدلر ذلك بقولها: “غالباً ما يكون هؤلاء الشباب أقل خبرة في قيادة الدراجات النارية، علاوة على أنهم يقودون دراجاتهم بطريقة محفوفة بالمخاطر ويبالغون في تقدير أنفسهم ولا يتمكنون من تقييم مواقف القيادة بصورة صحيحة”.
وقد يصبح قائدو الدراجات النارية الأكبر سناً أكثر عُرضة للخطر أيضاً، عند قيادة الدراجات النارية بعد فترة طويلة من الانقطاع عن القيادة، ولذلك نصحت الخبيرة الألمانية زايدلر بضرورة إجراء تدريبات على القيادة بصورة منتظمة واتباع تدريبات السلامة والتدريب على مواقف القيادة المختلفة وعدم المبالغة في تقدير قدراتهم.

نظام المكابح

وتساعد الحلول التقنية للسلامة على تجنب وقوع حوادث الدراجات النارية، مثل نظام المكابح المانع للانغلاق في المنعطفات ABS أو أنظمة الإضاءة الحديثة المزودة بضوء زينون وLED.
وأوضح نادي السيارات ADAC الألماني أنه يمكن لنظام المكابح المانع لانغلاق العجلات (ABS) العادي أن يمنع السقوط على الأرض بسبب انغلاق العجلات أثناء عمليات الكبح الطارئة عند السير بشكل مستقيم.
ويمنع نظام المكابح المانع لانغلاق العجلات في المنعطفات انتصاب الدراجة النارية عند السير في المنعطفات الشديدة وترك مسار السير، كما أنه يحول دون انزلاق العجلات، إلا أن هذه الخصائص تظل في نطاق الحدود الفيزيائية.
وهناك العديد من الأنظمة المتطورة الأخرى لرفع مستوى السلامة عند قيادة الدراجات النارية، مثل نظام Wheelie، الذي يحول دون رفع العجلة الأمامية عند الانطلاق بسرعة كبيرة، بالإضافة إلى نظام الزاوية الميتة، والذي يهدف إلى تحذير المركبات الأخرى عند تغيير المسار.
وأكدت زايدلر أن الأنظمة التقنية المتطورة لا يمكنها تعويض أداء القيادة الخاطئ بشكل كامل، ولذلك دائماً ما تنصح الخبيرة الألمانية بالتدريب على إجراءات السلامة وخاصة قبل بداية موسم القيادة بالدراجات النارية.
وبالنسبة للحوادث، التي يشترك بها آخرون، فإن الحوادث مع المركبات القادمة في الاتجاه المقابل تكون هي الأغلبية، وعادة ما تحدث عند محاولة تخطي المركبات، التي تسير في الأمام.
وأضافت زايدلر قائلة: “غالباً ما تقع الحوادث أثناء مناورات تجاوز المركبات الأخرى، حيث يتم التهوين من الموقف أو المبالغة في تقدير المهارات الشخصية لقائد الدراجة النارية”، وهنا نصحت الخبيرة الألمانية بقيادة الدراجة النارية بشكل حذر، وفي حالة الشك يجب الانتظار وعدم تخطي المركبات الأخرى.

مسافة الأمان المناسبة

وإلى جانب حالات تخطي المركبات الأخرى تعتبر مسافة الأمان غير الكافية من الأسباب التقليدية لحوادث الدراجات النارية.
وتنص القاعدة العامة على أن “نصف السرعة” هي مسافة الأمان المناسبة، فمثلاً عند قيادة الدراجة النارية بسرعة 80 كلم/س فإن مسافة الأمان المناسبة تكون 40 متراً على الأقل.

القيادة في المنعطفات

وهناك ظاهرة وقوع الحوادث عند الدخول أو الخروج من المنعطفات، حيث لا يلاحظ قائد السيارة، الذي يسير في الأمام أن قائد الدراجة النارية القادم من خلفه يرغب في تخطي سيارته، وفجأة ينعطف قائد السيارة إلى اليسار، أو لا يتم ملاحظة قائد الدراجة النارية القادم من الاتجاه المقابل عند الانعطاف جهة اليسار.
وأشار ميشيل جيبهارت، من نادي السيارات ADAC الألماني، إلى أنه من الأفضل القيادة بشكل حذر، وهو ما يعني عدم الإصرار دائماً على أولوية المرور، ولكن يجب التفكير فيما سيفعله مستخدمو الطريق الآخرون بعد ذلك، وبطبيعة الحال يجب الاستعداد بشكل دائم للقيام بالكبح.
ويمكن لشبكات المركبات، التي تعرف باسم اتصالات Vehicle-to-X، أن تساعد في منع وقوع الحوادث في المستقبل؛ حيث تعمل هذه الشبكات على اتصال الدراجات النارية مع السيارات مباشرة.
وأضافت زايدلر قائلة: “لا تتم هذه الاتصالات عن طريق الإشارة البصرية، ولكن من خلال الاعتماد على شبكة الواي فاي WLAN أو الاتصالات الهاتفية الجوالة”.
وفي المرحلة الأولى ستتمكن السيارات من التعرف على الدراجات النارية بسهولة أكبر، وسيتم الاستجابة لها تبعاً لذلك، ولكن هذه الشبكات لم تصل بعد إلى مرحلة طرحها في الأسواق.

ملابس واقية

وأشارت باحثة الحوادث الألمانية إلى أن الإصابات الخطيرة غالباً ما تحدث في الرأس والصدر، والتي ينجم عنها عواقب تدوم مدى الحياة أو قد تكون إصابات مميتة، ولذلك تنصح الخبيرة الألمانية بوجوب ارتداء الخوذة مع ارتداء الملابس الواقية الخاصة بالدراجات النارية مثل الأحذية والقفازات والسترات والبدلات المزودة بالواقيات.
وأضافت زايدلر: “يجب اختيار الملابس ذات الألوان الزاهية والملفتة للأنظار وخاصة أثناء قيادة الدراجة النارية في الغسق، حيث تعمل هذه الملابس على ملاحظة قائد الدراجة النارية بشكل أفضل من قبل مستخدمي الطريق الآخرين، ولا يتم تجاهله في أفضل الأحوال”.
بالإضافة إلى توافر وسادات هوائية لقائدي الدراجة النارية، والتي تكون مدمجة في الجواكت أو السترات.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: قیادة الدراجات الناریة حوادث الدراجات الناریة قائد الدراجة الناریة المرکبات الأخرى فی المنعطفات مسافة الأمان وقوع الحوادث إلى أن لا یتم

إقرأ أيضاً:

بالأرقام.. احصائية مخيفة لضحايا الحوادث المرورية في اليمن خلال شهر أكتوبر فقط

أوقعت الحوادث المرورية أكثر من 300 شخصاً بين قتيل وجريح في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبزيادة طفيفة عن الشهر السابق له.

وأفاد مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، في إحصائية أصدرها الأحد، إن 319 ضحية سقطوا بين قتيل وجريح جراء 357 حادثة مرورية شهدتها المحافظات الواقعة ضمن نفوذ الحكومة خلال الفترة بين 1 و31 أكتوبر 2024.

ووفق الإحصائية، فإن الخسائر البشرية للحوادث المرورية في أكتوبر الماضي هي المعدل الأعلى في الأشهر الأربعة الأخيرة، وتمثٌل زيادة بنسبة 1% عن الشهر السابق له الذي سقط فيه 316 شخصاً (58 قتيلاً و258 مصاباً).

وأضاف المركز أن الحوادث المرورية في أكتوبر الفائت أودت بحياة 62 شخصاً، فيما أصيب 257 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة؛ بينهم 115 وصفت إصابتهم بـ"البليغة"، والباقين بين متوسطة وطفيفة، فيما بلغت الخسائر المادية الناجمة عن الأضرار بالمركبات فقط 89 مليون ريال، بحسب تقارير إدارات شرطة السير بالمحافظات.

وأشار إلى أن الحوادث المرورية الشهر الماضي تنوعت بين 228 حادثة صدام مركبات، و86 حادثة دهس مشاة، و29 حادثة انقلاب، و9 حوادث سقوط من على مركبات، إضافة إلى 3 حوادث ارتطام مركبات بجسم ثابت، ومثلها حوادث حريق.

وكشفت إحصائية سابقة وزعتها وزارة الداخلية اليمنية عن أن 10 أشخاص على الأقل يقعون ضحايا للحوادث المرورية كل يوم في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً خلال الربع الثالث من العام الحالي، ووصفت ذلك بأنها حرب خفية يواجهها المجتمع.

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة تكشف عن عنصر غذائي يلعب دوراً في الوقاية من السرطان
  • حبس عصابة سرقة الدراجات النارية بالمعادي
  • سقوط عصابة سرقة الدراجات النارية في المعادي
  • ضبط تشكيل عصابى تخصص في سرقة الدراجات النارية بالبحيرة
  • تعرف على إرشادات الوقاية من حوادث الطرق أثناء هطول الأمطار
  • خلال أكتوبر الماضي.. وفاة وإصابة 319 شخصا بحوادث سير في المحافظات المحررة
  • كاتب صحفي: نائب الرئيس الأمريكي لا يلعب دورا في تحديد سياسة الدولة
  • الإعلام يلعب دورا حاسما في تشكيل آراء الجماهير وتوجيه الناخبين «فيديو»
  • عبدالله آل حامد: الإعلام يلعب دوراً إيجابياً في تعزيز التعاون بين الدول
  • بالأرقام.. احصائية مخيفة لضحايا الحوادث المرورية في اليمن خلال شهر أكتوبر فقط