السحب الداكنة فوق كركوك: مخاوف الإقصاء تشعل فتيل التصعيد
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
28 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: تشهد محافظة كركوك في شمال العراق حالة من التوتر والاضطراب السياسي في أعقاب تشكيل الحكومة المحلية الجديدة، وهو ما أثار حفيظة بعض الأطراف السياسية في المنطقة، مما أدى إلى خروج تظاهرات ليلية واشتباكات محدودة مع قوات الأمن. هذه الأحداث تعكس مدى تعقيد المشهد السياسي في كركوك، وتبرز التحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار والتوافق بين مختلف المكونات في المحافظة.
وتتسم محافظة كركوك بتركيبتها السكانية المتنوعة، حيث تتعايش فيها مكونات عربية، تركمانية، كردية، ومسيحية.
وهذا التنوع كان دوماً مصدر تحديات سياسية واجتماعية، خاصة في ما يتعلق بتوزيع السلطة والموارد.
وتشكلت الحكومة المحلية الجديدة بعد جلسة في بغداد، أثارت انتقادات واسعة بسبب ما وصفه المعارضون بـ”التهميش” و”الإقصاء” لبعض المكونات الأساسية، مثل التركمان والعرب.
تصاعد التوترات والاحتجاجات
وخرجت احتجاجات حاشدة يقودها التحالفان العربي والتركماني رفضاً لتعيين المحافظ الجديد ورئيس مجلس المحافظة.
وتركزت التظاهرات أمام مكتب المحافظ في وسط المدينة، حيث عبر المتظاهرون عن رفضهم للقرارات التي اتخذت في اجتماع تشكيل الحكومة. هذا التوتر لم يكن مجرد تعبير عن استياء شعبي، بل حمل في طياته رسائل سياسية واضحة حول رفض الإقصاء وتعزيز المطالب بالمشاركة العادلة في السلطة.
البعد القانوني والسياسي
ومن الناحية القانونية، قدمت قوى سياسية من العرب والتركمان والكرد طعوناً بشأن شرعية جلسة الانتخاب التي عقدت في بغداد، مشيرين إلى تجاوزات قانونية فيما يتعلق بتوزيع المناصب.
وهذه الطعون تعكس حالة من عدم الثقة المتبادلة بين المكونات السياسية، وتشير إلى أن الأزمة ليست مجرد خلاف على المناصب، بل هي أعمق بكثير، ترتبط بمفاهيم الشراكة والعدالة في إدارة المحافظة.
و في محاولة لاحتواء الأزمة، تم طرح مبادرات تقترح تقاسم السلطة بشكل دوري بين المكونات المختلفة، بحيث يتم توزيع المناصب بشكل متوازن. هذه المقترحات تهدف إلى تهدئة الأوضاع وتجنب تصاعد التوترات، إلا أن تطبيقها يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل عدم الثقة القائمة بين الأطراف المختلفة.
والتوترات في كركوك لها دلالات عميقة تتجاوز حدود المحافظة، فهي تعكس صعوبة التوفيق بين المصالح المختلفة في منطقة غنية بالنفط ومتنوعة عرقياً ودينياً. التصعيد الأخير يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة، خاصة إذا ما تصاعدت الأوضاع إلى مواجهات أكثر حدة.
وأحداث كركوك الأخيرة تؤكد أن التوصل إلى توافق سياسي شامل بين جميع المكونات هو المفتاح لتحقيق الاستقرار.
ويتطلب ذلك مقاربة شاملة تشمل ضمان التمثيل العادل لكل المكونات وتعزيز الثقة المتبادلة، إلى جانب تجنب القرارات الأحادية التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الانقسام.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
كركوك: التعداد السكاني يسير بانسيابية عالية ونسبة الإنجاز وصلت إلى 90%
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكدت لجنتا الإعلام والإحصاء للتعداد في كركوك، الخميس، أن التعداد العام للسكان يسير بانسيابية وانضباط كبير، فيما أشارتا الى أن نسبة الإنجاز وصلت الى 90 %.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية للتعداد فرع نقابة الصحفيين في المحافظة، مروان إبراهيم العاني، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "عمليات التعداد العام للسكان في كركوك تسير بانسيابية عالية وانضباط كبير، من دون تسجيل أي مشكلات أو خروقات تُذكر".
وأوضح، أنه "تم تقديم تسهيلات كبيرة للصحفيين والإعلاميين بالتعاون مع هيئة الإعلام والاتصالات ونقابة الصحفيين وإدارة المحافظة"، منوها بأن "التسهيلات، لم تقتصر على منح الباجات فقط، بل تضمنت تعميم برقيات من قيادة العمليات لتسهيل عمل الصحفيين".
وأشار، إلى أن "محافظ كركوك ورئيس اللجنة المركزية، ريبوار طه مصطفى، قام بجولات ميدانية شملت ثلاثة أحياء تمثل التنوع السكاني في كركوك، وهي: حي القدس ذو الأغلبية التركمانية، وحي واحد حزيران ذو الأغلبية العربية، والمنطقة الواقعة خلف مستشفى آزاد ذات الأغلبية الكردية".
وأضاف، أنه "خلال الجولات، زار المحافظ العائلات وتابع جهود الباحثين الميدانيين برفقة نواب المحافظة وممثل وزير التخطيط أحمد خليلي، بالإضافة إلى كوادر الإحصاء والتخطيط في المحافظة".
ولفت، الى أن "تطبيق حظر التجوال يتم بشكل جيد، وسط التزام وتعاون كبير ما بين المواطنين والقوات الأمنية، بما في ذلك قيادة العمليات وقيادة الشرطة"، مشيرا الى أن "المحافظة لم تُسجل أي مشكلات أو خروقات، والحملة مستمرة بانسيابية كبيرة".
وأكد، أن "التعداد يُعد مشروعاً تنموياً مهماً يخدم مستقبل المحافظة، خاصة في المجالات التجارية، الاقتصادية، الزراعية، الصناعية، والخدمية، علاوة على أنه يُعد إنجازاً مهماً ضمن البرنامج الحكومي وخطة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجهود نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط محمد تميم".
من جانبه، أكد مدير إحصاء كركوك، مصطفى أكرم، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، أن "نسبة إنجاز التعداد العام في كركوك لغاية الان وصلت الى 90 %"، لافتا الى أن "الفرق الميدانية مستمرة في العمل حتى الساعة الأخيرة من وقت التعداد".
وأكمل، أن "مديرية الإحصاء لم تسجل أي مشاكل في العمل وهنالك تعاون كبير من قبل المواطنين لإنجاح العملية إضافة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الأمنية لتأمين حماية الفرق الميدانية".