إسرائيل تطلق حملة إعلانية على غوغل لنشر ادعاءات تربط بين حماس ووكالة الأونروا الإغاثية
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
نشرت الحكومة الإسرائيلية حملة باستخدام غوغل آدز تهدف إلى نشر مزاعم إسرائيلية تجاه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. وتدعي تل أبيب بأن الوكالة تدعم حركة حماس حسبما ورد في تقرير مجلة ”وايرد“ الأميركية.
ووفقًا للمجلة التي تنشر شهرياً، دفعت السلطات الإسرائيلية أموالاً خصصت لإعلانات على غوغل لعمليات بحث مثل ”الأونروا“ و”الأونروا الولايات المتحدة الأميركية“ لتسليط الضوء على ممولي الوكالة وربطها بحركة حماس.
وقالت القنصلية الإسرائيلية في نيويورك إنها على علم بالتقرير دون أن تنشر ردا حول ما ورد فيه.
وتتهم إسرائيل والجماعات المؤيدة لها موظفي الأونروا بمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب منذ سنوات، خاصة عبر نظام التعليم الذي تديره الأونروا حسب الادعاء الإسرائيلي. وورد على صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية أن الجيش الإسرائيلي عثر على أسلحة لحماس في مواقع تابعة للأونروا خلال العدوان على غزة الذي بدأ في 2023.
وقالت مديرة "أونروا الولايات المتحدة" التي تعتبر من شركاء الأونروا في أميركا مارا كرونينفيلد للمجلة إنها لاحظت الحملة عندما بحثت عن اسم منظمتها غير الربحية، ووجدت مادة دعائية للمنظمة الإغاثية تُحوّل مستخدمَ الإنترنت إلى صفحة إلكترونية تشرح خلالها بالتفصيل ادعاءات إسرائيلية عن الوكالة.
أزيلت الإعلانات اللي عُنوِنَت ب ”الأونروا من أجل حقوق الإنسان“ في كانون الثاني/ يناير بعد أن قدمت الأونروا شكوى. وبالرغم من ذلك قالت غوغل إن الإعلانات لم تشكل انتهاكا لسياساتها. ولكن عادت الإعلانات مجددا في شهر أيار/مايو لاستخدام عناوين أكثر وضوحا كـ ”حيادية الأونروا تتعرض للخطر"، و“إسرائيل تكشف عن قضايا الأونروا”، و“إسرائيل تدعو إلى ممارسات إنسانية أكثر أمانًا وشفافية“.
Relatedدعوى قضائية: أطباء يابانيون يطالبون غوغل بتعويضات بسبب نشر "معلومات مضللة" نشطاء يعرقلون مؤتمر غوغل ويحتجون على العلاقات التجارية مع إسرائيل شكوى ضد غوغل بعد طردها موظفين احتجوا على تعاقدها مع إسرائيلوتتهم إعلانات أخرى على غوغل أن "الأونروا لا تنفصل عن حماس“، وأن الوكالة ”تواصل توظيف الإرهابيين“.
ووفقًا للتقرير الأميركي، ظهرت الإعلانات بنسبة 44% في الوقت المخصص لظهورها في الولايات المتحدة بين أيار/مايو و تموز/يوليو، وفقًا لتحليلات غوغل الخاصة بالأونروا في الولايات المتحدة الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت إعلانات "الأونروا الولايات المتحدة الأمريكية" في 34% فقط من عمليات البحث المعتمدة.
قالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لموقع مجلة "وايرد" إن الإعلانات تضر بسمعة الوكالة ويجب أن تتوقف، موضحة أن الإعلانات لها قوة تدميرية على الناس. وبينت أنه يجب محاسبة المسؤولين عن هذا التخريب، ويجب أن تجرى متابعة مكثقة مع شركات مثل غوغل بمجرد انتهاء العدوان. وأشارت إلى أن هناك أسئلة عديدة بحاجة إلى أجوبة.
وقال موظفو غوغل الذين تحدثوا إلى المجلة الأميركية إنهم يشعرون بالامتعاض تجاه استفادة شركتهم من التحركات الإسرائيلية المزعومة لإلقاء اللوم على الأونروا في الأزمة الإنسانية في غزة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت هذا الشهر أن تسعة من موظفي الوكالة ”من الممكن أن يكونوا متورطين“ في أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، موضحة أنه سيتم فصلهم من المنظمة بعد نحو 10 أشهر على إثارتهم لهذه المزاعم.
وقال مكتب خدمات الرقابة الداخلية، وهو هيئة مستقلة تابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة، في بيان صحفي مقتضب إنه أنهى تحقيقه مع 19 موظفاً في الأونروا، موضحاً أن المعطيات تدل في تسع حالات على أن موظفي الأونروا "ربما كانوا متورطين" في أحداث 7 أكتوبر.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مستوطنون يهاجمون مقر أونروا بالقدس ولازاريني يندد بـ"الترهيب والتخريب" المتعمّد بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئناف تمويل المنظمة الإغاثية تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتباط موظفين لدى الأونروا بحركة حماس إسرائيل تكنولوجيا حركة حماس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - أونروا غوغل الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فرنسا إسرائيل غزة لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جمهورية السودان فرنسا إسرائيل غزة لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جمهورية السودان إسرائيل تكنولوجيا حركة حماس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا غوغل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا إسرائيل غزة لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جمهورية السودان فلاديمير بوتين أزمة روسيا تكنولوجيا بكين تلغرام السياسة الأوروبية الولایات المتحدة یعرض الآن Next فی الأونروا
إقرأ أيضاً:
ترامب في مواجهة سميثسونيان.. حملة على التنوع وتاريخ الأميركيين المهمشين
تشهد مؤسسة "سميثسونيان" الثقافية في واشنطن، وهي واحدة من أعرق المؤسسات المتحفية والبحثية في الولايات المتحدة، حالة من التوتر المتصاعد بعدما باتت أحدث هدف لحملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الرامية إلى إعادة صياغة الثقافة والتاريخ الأميركيين، وفق رؤيته الخاصة التي تنتقد ما يسميه "الإيديولوجيا المثيرة للانقسام".
تأتي هذه الخطوة في إطار أمر تنفيذي وقّعه ترامب مؤخراً، يسعى من خلاله إلى "تطهير" المؤسسة من الأفكار التي يعتبرها "غير مناسبة" أو "مناهضة لأميركا"، بما في ذلك التوجهات التي تعزز التنوع العرقي والثقافي، وتلك التي تناهض العنصرية وتناصر حقوق مجتمع الميم، وهي توجهات باتت متجذرة في برامج متاحف سميثسونيان خلال السنوات الأخيرة.
اتهامات بإعادة كتابة التاريخفي إطار هذا التوجه، وجّه ترامب انتقادات مباشرة لعدد من متاحف المؤسسة، من بينها المتحف الوطني لتاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة، واتهمها باتباع "أيديولوجيا ضارة" ومحاولة لإعادة كتابة التاريخ الأميركي، لا سيما فيما يتعلق بمسائل العرق والجنس والهوية. وذهب الأمر التنفيذي إلى حدّ الإشارة إلى "حديقة الحيوانات الوطنية"، التي استقبلت مؤخراً زوجاً من الباندا من الصين، باعتبارها قد تكون بحاجة إلى "تطهير" من محتوى غير ملائم.
إعلانلكنّ هذه الإجراءات أثارت ردود فعل غاضبة من الأكاديميين والنشطاء في مجال الحقوق المدنية، الذين رأوا في خطوة ترامب محاولة لطمس التاريخ الحقيقي للولايات المتحدة، والعودة إلى سردية أحادية تتجاهل معاناة فئات كاملة من المجتمع.
وقال ديفيد بلايت، رئيس منظمة المؤرخين الأميركيين وأستاذ التاريخ في جامعة ييل، إن الأمر التنفيذي "إعلان حرب"، مشيراً إلى أن ما يحدث هو "تبجّح مشين" من قبل الإدارة، التي تسعى لفرض تصوّرها الخاص لما يجب أن يكون عليه التاريخ، "وكأنها الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد سردية البلاد".
بين التنوع والرقابةتضم مؤسسة سميثسونيان شبكة تضم 21 متحفاً و14 مركزاً بحثياً وتعليمياً وحديقة حيوانات، وتُعد مرجعاً وطنياً لعرض تاريخ الولايات المتحدة بكل تنوعه العرقي والثقافي والاجتماعي. وقد أسهمت على مدى عقود في توسيع مفهوم "ما يعنيه أن تكون أميركياً"، من خلال التركيز على قصص السود والنساء والمهاجرين والمهمشين. ويقول الخبراء إن المؤسسة باتت أكثر تنوعاً وتعددية، وهو ما جعلها هدفاً لمحاولات التضييق.
مارغاريت هوانغ، رئيسة مركز "ساذرن بوفرتي لوو سنتر" المعني بمكافحة خطاب الكراهية، اعتبرت أن خطوة ترامب تمثّل "محاولة فاضحة لمحو التاريخ"، مضيفة: "تاريخ السود هو تاريخ الولايات المتحدة. تاريخ النساء هو تاريخها. وهذا التاريخ، رغم ما فيه من بشاعة، هو أيضاً رائع ويستحق أن يُروى بالكامل".
السردية الثقافيةويقول روبرت ماكوي، أستاذ التاريخ في جامعة ولاية واشنطن، إن سميثسونيان "نشأت في منتصف القرن التاسع عشر، وتحولت كما تحولت ثقافتنا"، مشيراً إلى أن محاولات ترامب للسيطرة عليها تعكس رغبة في فرض سردية رسمية واحدة. ويحذر ماكوي من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى استقالات جماعية في صفوف القائمين على المؤسسة، وإلى تقويض رسالتها التي تقوم على تمثيل كل أطياف المجتمع.
إعلانويستند تمويل المؤسسة إلى الموازنة الفدرالية التي تغطي نحو ثلثي نفقاتها السنوية البالغة نحو مليار دولار، فيما يأتي الباقي من الهبات والتبرعات والاشتراكات. ورغم وجود نائب الرئيس الأميركي ضمن مجلس إدارتها، فإن المؤسسة كانت تُدار حتى وقت قريب بعيداً عن الاستقطاب السياسي، خلافاً لمراكز ثقافية أخرى مثل "مركز كينيدي" الذي سبق أن استهدفه ترامب أيضاً.
ويضيف ماكوي: "حين نفقد هذه المساحة المشتركة، نبدأ في تهميش الكثير من المجموعات. وهذه المؤسسات لا تنقل التاريخ فقط، بل تمنح الناس إحساساً بالمعنى والانتماء".
ملامح "تطهير ثقافي"ويبدو أن ما يصفه مراقبون بـ"الحرب الثقافية" التي يشنّها ترامب، لا تقتصر على مؤسسات ثقافية بعينها، بل تنطوي على سعي أوسع لبسط سيطرة على الهوية الأميركية ذاتها، عبر طمس الأبعاد التي تعكس التعددية والانفتاح.
وتشير تحليلات أكاديمية إلى أن خطوات ترامب تُحاكي أنماط السيطرة التي تلجأ إليها الأنظمة الاستبدادية لترويض الثقافة وتوجيه المؤسسات التي تمنح المجتمعات الإحساس بالذات والانتماء. فالأمر لم يعد مقتصراً على المؤسسات السياسية أو الاقتصادية، بل بات يمتد إلى "المتاحف والمراكز التي تروي الحكاية الجماعية للأمة".
ويختم ديفيد بلايت بالقول: "ما هو على المحك ليس فقط متحفاً أو نصباً تذكارياً، بل هو الحق في رواية القصة الأميركية كما هي، بكل تعقيداتها وتناقضاتها وإنجازاتها وإخفاقاتها. وحين تُصادر هذه القصة، نفقد شيئاً جوهرياً من هويتنا الجماعية".