صحيفة البلاد:
2024-09-13@21:59:59 GMT

الزيدان ثمرات قلم وفكر

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

الزيدان ثمرات قلم وفكر

…في حفل تكريمه باثنينية الأستاذ عبدالمقصود خوجه، التي أقيمت في منتصف عام 1403هجرية، تحدث الأستاذ محمد حسين زيدان -رحمه الله- عن نفسه قائلاً: [أتعرفون أوَّل من علَّمني القراءة؟ لقد علَّمني سوق (الحراج) وجريدة “ألف – باء”، كنت لا أقرأ الصحف، لأن الصحف لا تأتينا. قبل “العهد السعودي”، كنا نفتّش في الحراج، لنجد بعض الكتب التي يعرضها أصحابها للبيع، نتيجة الفقر والعوز والجوع الذي ألمَّ بهم، فيبيعونها بمبالغ زهيدة لا تتجاوز قيمة الواحد القرش أو القرشين، فأنقِّب عن كتاب ينفعني، فأشتريه وأقرؤه، ومن هنا تعلَّمت القراءة من هذا السوق، ثم تعلَّمت القراءة، في مكتبة مدرسة الجواهرجي، وكان ناظرها الشيخ عبد القادر، فقرأت أكثر ما فيها من الكتب، ثم أولعت بالقراءة الدائمة، كنت أبيت فيها لمدة لا تقل عن سنتين، فيها أمهات الكتب وكنت أقرؤها.

]

ولد الأستاذ محمد حسين زيدان عام 1327هجرية، في المدينة المنورة، بلد النور، والعطر والشذا، وعاصمة الحب والمحبة والمحبين، وفي المسجد النبوي الشريف، تعلَّم ودرس وتادَّب،، وفي مقدمة كتابه:” تمر وجمر”، الذي جمع فيه ماكان ينشره تحت هذا العنوان من مقالات في الصحف اليومية، ومنها جريدة “البلاد” و”الندوة” و”عكاظ”.

يصف -رحمه الله- طفولته الأولى قائلا: التمر والجمر والقراقيش زاد البدوي وعدّته، والبداوة أحن إليها، في بيت شَعَر، نشأت فيه، أرضعتني فيه أم، وحضنتني به جدَة، وأعزني خال، وحماني أب، وبكت علي عين عم، في يوم قاس، ولاعبت فيه أترابي في فنائه، ذلك البيت من الشَعَر، أعرف مكانه الان في حوش خميس في المدينة المنورة “

وعن أمه الحبيبة، التي غادرت حياته مبكراً، يقول -رحمه الله-: [لا أدري كيف وضعتني الوحدة على الوسادة، ساعة أن أرحت رأسي، أنطق الكلمة التي لم أنطق بها وأنا طفل:(يا أمي)، لقد كنت طفلاً، ماتت أمي، ولم أقل لها: (يا أماه)، لأنني لم أعرف معنى الأم، وإن كنت حظيت بحنان الأمومة، لم أقل: (يا أماه) في طفولتي الخضراء، وفي شبابي النضر، وفي كهولتي، فكيف أقولها اليوم في شيخوختي؟! وامتلكني حزنُُ، كأنما الشيخ قد عاد طفلاً جديداً، فالشيخوخة كما قلنا من قبل: طفولة مستجدة، أتحدث إلى المخدة، وأنا لم أكن قد تحدثت إلى أمي، كانت طفولتي خرساء، لا عن مرض، وإنما لأن أمي ماتت ولم تقل لي: (تاتى تاتى خطي العتبة)، أعجزني أن أمشي مبكراً المرض، الملاريا، ذات الجنب، حتى إذا مشيت، كانت هذه الأمراض التي تواكبت، وسيلة لأن أطلب الصحة. قاومت البعوض، تجنّبت لفحات البرد، أرتاح إلى الكي، وإلى كل وصفات العطّارين، فإذا الأمراض أعراض، وإذا الأعراض تكوّنت بها مقاومة.

لم أقل: (يا أمي)، الكلمة التي يفرح بها الطفل، وتفرح بها الأم. ونحن من جيل لا نعرف كلمة: (ماما)، إنما نعرف: (يا أماه).. (يا أمي).. (يا أم). أمّا هذه الأيام، فأطفالنا قد استعجموا، لا يقولون إلا (ماما). وكلمة الأب: (يا أبي)، قد قلتها آلاف المرات، لكني اليوم وإن استعذبت أن أقولها، فقد أمضّني الكرب إن لم أقل: (يا أماه).وكلمة:(يا حبيبتي)، لم أجرؤ أن أقولها لواحدة، أو لأي أحد، بل كنت أقول: (يا عزيزتي).. (يا سيدتي).. (يا غاليتي).. (يا فاغيتي)، كأنما كلمة الحبية قد سلبتني إياها كلمة:(يا أماه)، التي حرمتها.ولست جازعاً من هذا السلب، فالأم هي الحب، فكأنما هي حين ضاعت مني، أضاعت اسمها الثاني (الحب).. اسمها الثاني (الحبيبة).وانتصبت أبتعد عن المخدة، أطرد الفكرة الحزينة، أنادي إحدى بناتي: (تعالي يا أماه)، فالبنت أم أبيها، وفي شمائل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، ذكروا أنه كان ينادي ابنته فاطمة الزهراء بقوله الكريم وعاطفة الأبوة الراحمة: (يا أم أبيها)، كما كان يقول صلَّى الله عليه وسلم لحاضنته سيدتي أم أيمن: (يا أماه).

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي لم أقل

إقرأ أيضاً:

10 سنوات على رحيل أحمد رجب.. ضحكة مصر وصاحب «نص كلمة»

يوافق اليوم الذكرى العاشرة على رحيل الكاتب الساخر أحمد رجب الكاتب الصحفي وصاحب العمود الشهير في جريدة الأخبار «نص كلمة» على مدار نصف قرن، إذ رحل في مثل هذا اليوم عن عمر ناهز 86 عامًا، وقال عنه الكاتب محمد توفيق صاحب كتاب «أحمد رجب.. ضحكة مصر»، أنه يجمع بين حكمة الفيلسوف، وخفة دم المضحك، وتواضع العالم، ورؤية المفكر، وشهامة ابن البلد.

محطات في حياة أحمد رجب

ولد أحمد رجب بالإسكندرية، في 20 نوفمبر 1928، وحصل علي ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وكانت بداية علاقته بالصحافة من خلال مجلة الجامعة التي أصدرها بمشاركة عدد من زملائه، والتي كانت سببًا للتعرف على مصطفى وعلي أمين، فعمل بمكتب أخبار اليوم في محافظة الإسكندرية، حسب ما ذكره الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

لم تكن احترافيته في كتابة «نص كلمة» من قبيل الصدفة، وإنما جاءت نتاجًا لسنوات طويلة من الجهد، تعلم خلالها اختصار مقال 40 صفحة في سطور داخل مؤسسة أخبار اليوم التي احتضنته منذ بداياته الأولى، وحقق شهرة واسعة ككاتب ساخر يتجنب المسؤولون السقوط تحت براثنه في عموده اليومي «نص كلمة».

عبدالباسط عبدالصمد.. أول مقال لـ أحمد رجب

أول مقال كتبه في «أخبار اليوم» كان عن القارئ عبد الباسط عبدالصمد، وأطلق عليه اسم «عبدالباسط براندو»، وكان يتحدث عن براعته في التلاوة، وحقق المقال شهرة دفعت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إلى نقله مُترجمًا.

ثم انتقل إلى القاهرة وتولى سكرتارية تحرير الجريدة، إلا أنَّ قلمه كان لاذعًا وموجعًا لعدد كبير من المسؤولين حينها، مما اضطر علي أمين إلى فصله بشكل ظاهري لإرضائهم، لكن ظل محتفظًا به داخل أروقة أخبار اليوم.

شكّل مع كاتب الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين، ثنائيًا رائعًا في إنتاج وتنفيذ الرسوم الكاريكاتورية الساخرة، والتي امتدت لنقد العديد من الشخصيات المسؤولة والوزراء الرؤساء، عمل بمكتب اخبار اليوم إلى وفاته

ابتكر أحمد العديد من الشخصيات الكاريكاتورية التي عبر من خلالها عن أفكاره وآرائه الكاريكاتيرية منها «فلاح كفر الهنادوة، ومطرب الأخبار، وعبده مشتاق، وكمبورة وغيرها.

على مدار أكثر من نصف قرن قدم الكاتب الراحل الصحفي أحمد رجب، «نص كلمة» على صفحات جريدة الأخبار بصحبة ريشة فنان الكاريكاتير مصطفى حسين.

كتب السيناريو والحوار لعدد من الافلام أهمها «شنبو في المصيدة» لفؤاد المهندس وشويكار، و«نص ساعة جواز» لشادية ورشدي أباظة، و«فوزية البرجوازية»، ومن مؤلفاته «يخرب بيت الحب».

مقالات مشابهة

  • هل تغير موقف ترامب من العملات المشفرة؟.. كلمة السر في أبنائه
  • بينما كانت تلقي كلمة عن انتشار السرقة في بلادها.. لص يسرق حقيبة وزيرة الشرطة البريطانية!
  • روضة الحاج: فداكَ نفسي أنا البنتُ التي احتشدتْ لمدحِكم فاعتراها الخوفُ والرَهَبُ وكلَّما قلَّبتْ طرفاً بسيرتِكُمْ تسربلتْ حزنَها تبكي وتنتحبُ
  • المديح النبوي.. أشهر القصائد التي تغنت بمدح الرسول
  • 10 سنوات على رحيل أحمد رجب.. ضحكة مصر وصاحب «نص كلمة»
  • بالأرقام.. موقع “غلوبس” الإسرائيلي يكشف الأضرار التي لحقت بمستوطنات الاحتلال الشمالية
  • خالد الجندي يحذر من المزاح حول أمور الدين: كلمة واحدة تتسبب في دخول النار
  • خلاف بين السويلم والرواس بسبب كلمة عواطف .. فيديو
  • تعليق ناطق “أنصار الله” على الغارات الأمريكية والبريطانية التي أسفرت عن ضحايا في مدرسة للبنات بتعز
  • السويد: جزى الله الظروف خيراً التي أجبرت مانشيني على التغييرات