صحيفة البلاد:
2024-09-13@22:00:16 GMT

صراع التقاليد في رواية

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

صراع التقاليد في رواية

رغم أنني لا أندفع في قراءة الروايات قبل أن أمحِّصها، وأعرف أهميتها، فإن رواية (ابنة ليليت) شدّتني إليها، كالثقب الأسود، الذي “يحاول أن يجذب الجميع إليه، منهم من يقاوم هذا الفخّ، ومنهم من يضعف أمام طغيانه، فيتورَّط بظلم الفئات المستضعفة”.

وقد كانت هذه الجملة التي زينت الغلاف الخلفي للرواية، هي ما دفعني إلى البدء بالقراءة على الأقل.

لكن هذه البداية، جرتني إلى مواصلة قراءة الرواية، حتّى وصلت إلى صفحتها الأخيرة (155) في نفس اليوم.

ذلك أن الرواية (التي كتبها الكاتب الكبير أحمد السماري، عن منشورات رامينا)، تتحدث عن مجموعة من القيِّم، والمنظومات الإجتماعية، وعن صراع الثقافات والتقاليد، التي خاضتها جواهر ابنة أم هندية الجنسية تزوجها والدها بعد وفاة زوجته الأولى، وبعد وفاته، حدثت مشكلات في توزيع الإرث؛ حيث استولى إخوتها على معظم ثروة أبيهم، ولم يعطوا جواهر ولا أمها سوى القليل.
وقد أدى هذا الحدث إلى هجرة جواهر (التي تخرجت في كلية الطب في جامعة الملك سعود)، إلى الولايات المتحدة، وأخذها الجنسية الأمريكية، حيث حققت هناك نجاحات طبية وعلمية كبيرة، بعد أن أصبحت إستشارية في جراحة القلب، وأصبح يشار إليها بالبنان. وهناك غيَّرت اسمها، وتزوجت من شخص أمريكي، وأنجبت ابنةً (ميلا كاستلو) حُرمت بعد مدة من لقائها بعد طلاقها.

وهنا يظهر في الرواية فروقات العادات والتقاليد بين الأم جواهر وابنتها وأمها الهندية، حين نكتشف بعض سلوكيات البنت ميلا التي لا تتذكر أمها، ولم تطأ قدماها مسقط رأس أمها ولا جدتها.

وتتوالى أحداث الرواية، التي تأخذ القارئ سطرًا سطرًا، ثم صفحة صفحة، عبر أحداث مترابطة يشدّ بعضها بعضًا، ولا ينتبه القارئ، إلا وقد وصل إلى الصفحات الأخيرة، لتفاجئه الأحداث بما لا يتوقعه.

أحداث متوالية ومتلاطمة، متسارعة حينًا، وبطيئة أخرى، وقد تكون متفائلة أحيانًا، لكنها كئيبة غالبًا، تنقل القارئ بين عدة مدن ودول، منها الرياض والخبر ونيويورك ولوس أنجلس ثم موريتانيا في عدد من مدنها ثم البحرين.

وفي الختام تكتمل الرواية بشخصية أمريكية (الدكتور عبد الله طالب)، تغيرت هويتها (عكس جواهر) من مادية بحتة، إلى عالم روحي صحراوي، حين اعتنق الإسلام، وتغيرت سلوكياته اليومية وقرر العيش في القاهرة قرب الأزهر الشريف.

واستطاع السماري عبر أحداث الرواية، من شدّ القارئ إليها، كي يتعرف على كيفية تحوُّل طبيبة، إلى مجتمع جديد، وتغيُّر بعض سلوكياتها، وحكمها على الأمور، في مقابل ابنتها التي ولدت، ولم تعرف شيئا عن بلد أو دين وعادات أمها وجدتها، وفي مقابل طبيب أمريكي تغير إلى اعتناق الإسلام.

yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

جواهر القاسمي تلتقي سيدة زنجبار الأولى و تبحث آفاق التعاون بين “القلب الكبير” ومنظمة”مايشا بورا”

أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة “مؤسسة القلب الكبير”، المناصرة الدولية البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن العمل الإنساني لم يعد مجرد استجابة للكوارث وتداعيات الصراعات والنزاعات، بل أصبح في جوهر العمل التنموي الدولي، وأداة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ووسيلة لتحقيق التوازن في المجتمعات وترسيخ علاقاتها، ومكونا أصيلا في ثقافة الأمم المتحضرة وفي شكل علاقاتها مع مجتمعات العالم، مشيرةً إلى أن الإنسانية والخير والعطاء، يجب أن تشكل العناوين العريضة لشكل الحياة في المستقبل بمجالاتها كافة.

جاء ذلك، خلال زيارة سمو الشيخة جواهر القاسمي، إلى زنجبار في جمهورية تنزانيا المتحدة، واستهلت سموها الزيارة بلقاء سعادة مريم مويني، السيدة الأولى، حرم فخامة رئيس إقليم زنجبار، في القصر الرئاسي، بحثت خلالها مع السيدة الأولى، سبل التعاون في مجال العمل الإنساني التنموي بين “مؤسسة القلب الكبير” ومنظمة “مايشا بورا” التي أنشأتها سعادة مريم مويني، بهدف تمكين النساء والشباب من الشراكة في تنمية ونهضة المجتمع من خلال مشاريع تنسجم مع الإطار التنموي المحلي، وتستثمر في الموارد والمصادر المحلية وبشكل خاص موارد الاقتصاد الأزرق نظراً لوفرة المواد الخام من الأحياء البحرية.

حضر اللقاء إلى جانب سموها، سعادة خليفة عبد الرحمن المرزوقي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية تنزانيا، وسعادة صالح الذيب الحميري القنصل العام لدولة الإمارات في إقليم زنجبار، وسعادة نورة النومان، رئيس المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وسعادة مريم الحمادي، مدير عام مؤسسة القلب الكبير.

وشارك في اللقاء معالي الدكتورة رزيقي بمبي، وزيرة التنمية المجتمعية والمساواة والطفل في زنجبار، وإيلين مكوندياسينكورو، عضو مجلس الأمناء في منظمة مايشا بورا، وفاطمة فونغو، الرئيس التنفيذي لمنظمة “مايشا بورا”، وعدد من ممثلي وزارة الخارجية والتعاون الدولي في زنجبار.

وأوضحت سمو الشيخة جواهر القاسمي، خلال اللقاء، أن “مؤسسة القلب الكبير” ومنظمة “مايشا بورا”، تشكلان نموذجاً بارزاً في العمل الإنساني غير التقليدي، وذلك من خلال التركيز على المشاريع التنمويّة ذات العائد طويل الأجل، والاعتماد على الثروة البشريّة الوطنية وتنمية مهاراتها وإشراكها في قيادة وتوجيه مسيرة النمو والتنمية، إلى جانب الاستثمار في الموارد المحلية.

وأشارت إلى أن هذا النهج التنموي المستدام يجسد رؤية دولة الإمارات تجاه العمل الإنسان العمل الإنساني المشترك، ويترجم توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، في دعم تطوير واقع المجتمعات المحلية والنهوض بقدراتها الذاتية.

وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي، إن العمل الإنساني الدولي شهد تحولاً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بات يركز أكثر على تحقيق الاستقلالية للمجتمعات من خلال توفير مقومات نهضتها ومواجهة تحدياتها.

وأضافت :”لم يعد كافياً أن نقدم المساعدة للمجتمعات ثم نمضي، هذا قد يحدث فرقاً في الحالات الطارئة والمساعدات المؤقتة. اليوم نحن بحاجة للوقوف إلى جانب المجتمعات المحلية حتى يتمكنوا هم أنفسهم من استكمال مسيرتهم وبناء تجربتهم التنموية الخاصة، وهذا يتجلى في المنهج الرائع الذي تتبناه منظمة (مايشا بورا) وفي المنجزات التي حققتها النساء والشباب من خلال مشاريعها المثمرة”.

وشهد اللقاء عرضاً تقديمياً شاملاً، يوضح رؤية ورسالة منظمة”مايشا بورا” المشتركة مع رؤية مؤسسة القلب الكبير، وتم تسليط الضوء على المشاريع الخيرية التنموية التي تركز في موردها البشري على النساء والشباب، وتستهدف الاستثمار في الموارد المتوفرة من أجل الارتقاء بجودة حياة السكان وترسيخ قيم الشراكة والمساواة، والبرامج والمبادرات المستدامة مثل دعم وتطوير قطاعات التعليم والرعاية الصحية، وتمكين الشباب والنساء من مهارات العمل وإنشاء مشاريع ومصانع إنتاجية لاستثمار المهارات المحلية ومكافحة الفقر والبطالة.

من جانبها، أشادت السيدة الأولى في زنجبار سعادة مريم مويني، بجهود سمو الشيخة جواهر القاسمي الإنسانية على المستوى الدولي.

وقالت: “سعيدة جداً لاستقبال سمو الشيخة جواهر القاسمي والوفد المرافق وفريق عمل القلب الكبير هنا في زنجبار، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتطلع إلى تعزيزها عبر مؤسساتنا الإنسانية التي نسعى من خلالها إلى تحسين جودة حياة ومستقبل المجتمع لأنهم يستحقون ذلك، ونأمل أن يكون هنالك شراكات قريبة وفعالة مع مؤسسة القلب الكبير التي تقودها سمو الشيخة جواهر القاسمي، تخدم مساعينا جميعاً لتنمية واقع المجتمع في زنجبار”.

وزارت سمو الشيخة جواهر القاسمي مع السيدة الأولى لزنجبار، أحد مواقع مشروع مزارع الطحالب التابعة لمبادرات منظمة مايشابورا، التي تركز على تمكين النساء والشباب من خلال استخراج الطحالب من البحر ومعالجتها، والاستفادة منها في تحضير عدد من المنتجات مثل الأغذية ومستحضرات العناية بالبشرة، حيث ساهم المشروع في فتح أسواق خارجية جديدة لمنتجات الطحالب، وعزز الاقتصاد المحلي ودعم فرص تمكين المجتمع وتحسين الواقع المعيشي للمجتمعات.

كما نجح المشروع في تجاوز عدد من التحديات التي يواجهها الاستثمار في محاصيل الطحالب، والتي تتجسد في انخفاض الجودة والإنتاجية، والخسائر العالية بعد الحصاد، وقلة المهارات في ريادة وإدارة الأعمال، وقلة توفر المعدات للمزارعين، وانخفاض قدرة التبني للتقنيات الجديدة، وقلة مشاركة الشباب والرجال في الإنتاج، وارتفاع تكلفة نقل الطحالب من المزارع إلى مناطق التجفيف.

وحول القيمة الاستثنائية للمشاريع التنموية المستدامة، قالت سمو الشيخة جواهر القاسمي :” من المفيد جداً أن نرى هذا التنوّع في المشاريع التنموية المستدامة، وأن نرى كيف تغطي هذه المشاريع مساحات احتياجات المجتمعات المحلية، وبشكل خاص الاستثمار في مشاريع توفر الفرص الحقيقية للارتقاء بالمرأة وقدراتها المهنية والمالية، لأن ذلك يقدّم رسالة مفادها أن العمل الإنساني واع ومخطط له وليس عشوائياً، وأن تأثيره على الاقتصادات والمجتمعات إيجابي وكبير ومستدام”.

وبحث الجانبان خلال الزيارة مستقبل التعاون في مجال العمل الإنساني التنموي، بين “القلب الكبير” و”مايشا بورا”، مؤكدين أن المؤسستين تمتلكان تجارب استثنائية ثرية في التنمية المجتمعية على أسس التعاون والشراكة بين السكان المحليين، الأمر الذي يبشر بتعميم هذه التجربة وتجسيدها بمشاريع مبتكرة تستجيب للحاجات الخاصة لكل مجتمع وتستثمر في موارده وطاقاته المتاحة.وام


مقالات مشابهة

  • حميد النعيمي يستقبل القارئ ناصر القطامي ضيف برنامج “المسجد العامر” في عجمان
  • حميد بن راشد يستقبل القارئ ناصر القطامي ضيف برنامج «المسجد العامر» في عجمان
  • حميد بن راشد يستقبل القارئ ناصر القطامي ضيف برنامج «المسجد العامر»
  • حميد بن راشد يستقبل القارئ ناصر القطامي ضيف برنامج “المسجد العامر” في عجمان
  • الرواية الحوثية بشأن قتل زوجة عاقل حارة على يد ‘‘سمية العاضي’’
  • جواهر القاسمي تلتقي سيدة زنجبار الأولى وتبحث آفاق التعاون بين «القلب الكبير» ومنظمة «مايشا بورا»
  • جواهر القاسمي تبحث التعاون بين "القلب الكبير" ومنظمة "مايشا بورا"
  • جواهر القاسمي تلتقي سيدة زنجبار الأولى و تبحث آفاق التعاون بين “القلب الكبير” ومنظمة”مايشا بورا”
  • الشيخة جواهر: النهج التنموي المستدام يجسد رؤية الإمارات تجاه العمل الإنساني المشترك
  • ناطق الحوثيين ينفي الرواية السابقة بشأن ‘‘الغارات الأمريكية’’ على مدرسة في تعز