لعل حرب الإجرام والإبادة الجماعية على غزة- ومشاركة اليمن الفاعلة في مناصرة غزة والشعب الفلسطيني- مثلت أولوية مقنعة وطنياً وشعبياً، ومع ذلك لنا أن نتساءل: ماذا لو لم تحدث هذه الحرب العدوانية الإجرامية على غزة؟..
كيف كان علينا التعامل مع واقع ما بعد العدوان السعودي الأمريكي؟..
منذ حوارات الكويت، وأمريكا تنفذ ما هددت به وهي الحرب الاقتصادية والنظام السعودي يتطابق مع هذه الحرب وأهدافها في اليمن وإن يقل غير ذلك أحياناً على طريقة أنه مع الحل الواقعي والمنصف للمشكلة في اليمن، ولكن أمريكا وبريطانيا يرفضان ويفرضان ما يريدانه من تموضعهما الدولي وبما لديهما من صلاحيات ربطاً بقرارات دولية.
ما عرفت بالتهدئة والهدنة ووضع اللاسلم واللاحرب هو إلى مأزق الصعوبة ومستوى من العجز في التعامل مع مسألة الاقتصاد في ظل حرب أمريكية سعودية لمنع استقرار اليمن كاستقرار إيجابي في الجانب الاقتصادي تحديداً..
فهذه الحرب الاقتصادية هي بمثابة جريمة وهي بمثابة إبادة جماعية في استهدافها للشعب اليمني..
إذا أمريكا كانت واضحة في الإعلام خلال مفاوضات الكويت في تفعيل الحرب الاقتصادية كإبادة جماعية تجاه الشعب اليمني.. فأين نكون نحن قد أخطأنا في مواجهة ذلك..
في تقديري أننا أخطأنا بقبول هدنة مخطط لها أمريكياً- سعودياً لأن ذلك حقق سلماً وأمناً للسعودية وهي نقطة الضعف لأمريكا في موازاة إسرائيل وبالتالي فأمريكا والنظام السعودي سارا في أقصى وأقسى تفعيل للحرب الاقتصادية ولم يعد بمقدورنا الدفع إلى حل لواقع اليمن والشعب اليمني كحل سياسي ولا أن نطالب بالحقوق والتعويضات المشروعة والمستحقة من نظام آل سعود، وكأن المراد هو دفعنا لاستجداء تخفيف الحرب الاقتصادية..
عدم القبول بهدنة ممددة وممططة وعدم الانصياع لفرض أمر واقع “اللاسلم واللاحرب” هو أفضل ما كان سيوصل للحلول والحلحلة بالحد الأدنى من الإنصاف..
أمريكا التي هددتنا من الكويت بحرب اقتصادية لا تبقي ولا تذر تعترف بانكساراتها وعجزها بحرياً أمام اليمن لكنها تردد وتؤكد أن نقطة ضعف “الحوثي أو الحوثيين” هي الاقتصاد..
هذه هي الحروب الأمريكية الأهم وبالذات بعد انتهاء حرب غزة وكأنها تعد لانفجار شعبي ضد أنصار الله وضد حزب الله من متراكم حروبها الاقتصادية وهذا ما يفترض وضعه أمام أعيننا لنجد مخارج أو تكتيكات تعيننا..
عدونا المباشر في عدوان السنوات التسع وعدونا المباشر في الحرب الاقتصادية هو النظام السعودي حتى وإن قال ـ وسيقول ـ غير ذلك..
وفي هذا الصدد لا يعنينا مصالح أو سقف مصالح أكانت أمريكا أو حتى روسيا أو الصين أو غيرهما، لأن ما هو لنا كحقوق مشروعة يظل فوق قياسات ومقاسات هذه البلدان من منظور مصالحها..
لا نحتاج للارتكاز بالضرورة على الحروب والصراعات الداخلية وهي في صلب مخططات أمريكا والنظام السعودي معاً..
فالتصويب لخطأ أو خطيئة الهدنة الممططة لا يكون ولم يعد ممكناً إلا من خلال مواجهة مع النظام السعودي وأياً كانت وأياً جاءت النتائج ستظل أفضل من القائم وما يرتبط به في القادم، أكانت مواجهة الحروب الاقتصادية أو البناء أو التغيير كمسمى للحكومة، فكل ذلك يبدأ وينتهي بمواجهة النظام السعودي..
لقد أثبتت اليمن أنها على مدى بعيد وأبعد هي العمود الأهم في محور المقاومة ولكنه بدون مواجهة مباشرة وتصفية الحسابات مع النظام السعودي لن تكون كذلك فلا تتركوا للعداء والأعداء أن يعيدوا تركيع الشعب اليمني وواقع اليمن لألعابهم وأهوائهم واستراتيجية التغيير والبناء يفترض أن ترتكز على المواجهة المباشرة مع النظام السعودي وبدون ذلك سنظل في مأزق وفخوخ تلاحقنا وتتلاحق علينا من حيث ندري ومن حيث لا ندري..
مع ثقتي الكاملة بما طرحت وما ذهبت إليه فلعلي أتمنى أن أكون أخطأت ومثلما كنت أطرح حول الهدنة المطاطية الممددة “الزمن بيننا”، فإني لا أملك أن أقول عما طرحته إلا أن الزمن بيننا أيضاً.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قبائل اليمن تعلن النكف والنفير استعدادا لمواجهة أي تصعيد
شهدت الأسابيع الأخيرة الكثير من الوقفات القبلية المسلحة التي جاءت في إطار الموقف اليمني المتعاظم في مواجهة قوى الشر والاستكبار أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، والتي مثلت رسالة تحدي صريحة لكل طواغيت العالم.
القبائل اليمنية أعلنت من خلال تلك الحشود المسلحة المهيبة أنه لا يمكن للتهديدات والاستهداف الأمريكي الصهيوني للمنشآت والمقدرات في اليمن أن توهن من عزائم هذا الشعب الصامد وثباته في مواجهة كل الأخطار والمؤامرات.
الزخم القبلي تزامن مع الانتصار العظيم والتاريخي للمقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني، والذي كان لليمن قيادة وشعبا وجيشا شرف المشاركة فيه بقوة وعلى كافة المستويات، والذي مثل مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني وقبائله الأبية التي كانت وستظل في صدارة الموقف اليمني المساند لغزة وللقضية الفلسطينية.
عبر الخروج القبلي الكبير أيضا عن الرفض للقرار الأمريكي الإجرامي بحق أبناء يمن الإيمان والحكمة ومحاولة وصمهم بالإرهاب، واعتبره ورقة فاشلة ومحاولة مكشوفة للتغطية على الهزيمة المذلة التي لحقت بالبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر على أيدي أبطال القوات المسلحة.. مؤكدا في نفس الوقت أن أمريكا هي أم الإرهاب والإجرام ومصدر الشر في العالم بما اقترفته من جرائم بحق شعوب العالم.
لذلك أبدت قبائل اليمن الاستعداد التام للتحرك الشامل في مواجهة كل مخططات الأعداء التي تستهدف اليمن أو الأمة، وكذا الاستمرار في التعبئة والتحشيد والتدريب والتأهيل استعداداً لأي طارئ أو خيارات تتخذها القيادة الثورية في مواجهة أي حماقة قد يقدم عليها العدو.
وصدرت عن الوقفات والنكف القبلي التي عمت المحافظات اليمنية بيانات شديدة اللهجة أكدت الثبات على الموقف المبدئي في التصدي لأعداء اليمن والأمة، ومواصلة النصرة والإسناد لكل المظلومين وفي المقدمة الشعب الفلسطيني باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لأهل الحكمة والإيمان ولا يمكن التخلي عنها مهما بلغت التحديات.
وجددت تلك البيانات التفويض لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ أي خطوات تصعيدية لمواجهة قوى العدوان والاحتلال وخوض أي جولات صراع مقبلة مع العدو الصهيوني الأمريكي.
التحرك القبلي الملفت لقبائل اليمن، اعتبره قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تأكيدا على الموقف الصريح والواضح والقوي والثابت لهذه القبائل الأبية، مذكرا بالرصيد العظيم للقبيلة اليمنية على مدى التاريخ في ثباتها، وشجاعتها، ونخوتها، وشهامتها وإبائها، ودورها الجهادي المشرف والمشهود على مر التاريخ في التصدي للغزاة والطامعين.
ولأنها جزء أصيل من هذا الشعب الصامد الأبي خرجت قبائل اليمن بعدتها وعديدها لتجدد العهد للقيادة الثورية الحكيمة بأنها في أتم الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي تصعيد من قبل الأعداء الأمريكان والصهاينة، وانها ستظل كما عهدها الجميع الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات وأحلام الغزاة الطامعين.
عرفت القبائل اليمنية على مر العصور بصلابتها وقوة بأسها وعدم قبولها بظلم الأعداء مهما كلفها ذلك من تضحيات، بيد أنها اليوم أكثر وعيا وبصيرة بتحركات الأعداء وأكثر قدرة على تلقينهم الدروس القاسية.
وبفضل صمود وبأس القبائل اليمنية وما سطرته من ملاحم بطولية في مواجهة الغزاة، أصبح اليمن يسمى "مقبرة الغزاة" أي أن جباله وسهوله ووديانه وصحاريه كانت وستظل مقابر جماعية لجحافل الغزاة والمستكبرين في حال ارتكبوا أي حماقة أو فكروا بدخول اليمن.