القدرات الإدارية و«اللهو الخفي»
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
يقول نيتشه:” لا تقع ضحية المثالية المفرطة، وتعتقد بأن قول الحقيقة سوف يقرّبك من الناس. الناس تحبّ وتكافئ من يستطيع تخديرها بالأوهام، فمنذ القدم والبشر لا تعاقب إلاّ من يقول الحقيقة، إذا أردت البقاء مع الناس شاركها أوهامها. الحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل”.
قد تأخذك المقولة السابقة في اتجاهات متعددة، فهل هي تحفز على إذكاء تجارة الوهم؟ أم إسماع الناس ما يريدون سماعه حتى وإن كان مخالفًا للمنطق؟ وهل هي مدح أم ذم في قول الحقيقة؟ ولكن الحقيقة هي أن من مميزات الإداري الناجح قدرته على التعامل مع رؤسائه ومرجعياته وأقرانه وموظفيه حتى وإن كان رئيسًا تنفيذيًا، فعليه أن يستطيع التعامل مع الملاك ومجلس الإدارة واللجان؛ لتحقيق ما يريدونه وما يريد أن ينجزه هو أيضًا، وتلك إحدى فنون الإدارة التي لا يتقنها جميع الإداريين، حتى الرؤساء التنفيذيين، والحقيقة أن هناك فرقًا بين إدارة الشركة العائلية وإدارة شركة مدرجة، ولديها أعلى درجات الحوكمة، أو أن تدير شركة / ناديًا رياضيًا، يعتبر جزءًا من مشروع دولة ضخم جدًا.
الحقيقة الواضحة من المشهد الحالي أن إدارات الأندية أصبحت كرفيق التمارين للاعبين الكبار، مثل لاري هولمز البطل الكبير مع الأسطورة محمد علي كلاي، وفرانكو كولومبو مع أرنولد شوارزنيجر، وهذا الأمر ليس تقليلًا من هؤلاء الرياضيين، أو من رؤساء الأندية، فحتى إن لم تكن لديهم الصلاحيات المطلقة التي كانت لدى من سبقوهم أو توقعوها، فكان من المتوقع أن يكون لديهم المهارة الخاصة بالتعامل مع مسيري المشروع (رغم التخبط وانعدام الوضوح الذي نراه منهم) لذلك نرى أن بعضهم أكثر سلاسة إداريًا من الآخرين الأسرع استسلامًا.
بُعد آخر..
يقولون إن هناك (لهوًا خفيًا) يدير كرتنا، وأنا أقول: إن هناك جهات رقابة بإمكان من يزعم ذلك الذهاب إليها، فنحن لسنا جمهورية موز، ولكن الحقيقة كما قال دوستويفسكي:” الإنسان يحب أن يخدع نفسه بنفسه، ويستمتع بذلك كثيرًا”.
@MohammedAAmri
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: محمد العمري
إقرأ أيضاً:
هل المرض بعد المعصية عقاب إلهي حتى بعد التوبة؟ أمين الفتوى يكشف الحقيقة
طرح أحد المتابعين سؤالًا لدار الإفتاء المصرية عبر قناتها على "يوتيوب"، جاء فيه: "أُصبت بمرض بعد أن تبت وتركت المعاصي، فهل هذا ابتلاء أم عقوبة على ما فعلته في الماضي؟" وقد أثار هذا السؤال اهتمامًا كبيرًا، خاصةً أن الكثير من الناس يتساءلون عن العلاقة بين التوبة وما يعقبها من محن.
وفي ردٍ وافٍ، أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى يحب عبده التائب، مؤكدًا أن التوبة تمحو الذنوب كما لو أن الإنسان لم يرتكبها من الأساس.
واستشهد بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وأشار الدكتور وسام إلى أن المرض أو البلاء ليس بالضرورة عقوبة، بل قد يكون اختبارًا من الله سبحانه وتعالى.
وبيَّن ذلك من خلال الحديث الشريف الذي قال فيه النبي: "لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة." وتابع: "الله يفرح بعبده عندما يعود إليه، كما يفرح الإنسان الذي يجد بعيره المفقود في الصحراء بعد أن يئس منه."
أفطرت أياما من رمضان في شبابي ولا أتذكر عددها.. دار الإفتاء توضح الحل هل أقطع صلاة قيام الليل إذا رفع أذان الفجر.. أمين الفتوى يوضح هل النوم عذر لترك صلاة الفجر وأدائها في الصباح.. أمين الفتوى يجيب أخطاء شائعة تمنع استجابة الدعاء .. تعرف عليها واجتنبهاوأكد وسام أن المرض يُعد امتحانًا للعبد، ليُظهر مدى صدقه في التوبة ويقوي إيمانه ويثبته على طريق الحق.
وأوضح أن البلاء يرفع درجات الإنسان عند الله، وهو جزء من حكمة الله في اختبار عباده.
أفضل دعاء لشفاء المريض
كما تحدث أمين الفتوى عن الأحاديث النبوية التي تحمل أعظم الأدعية للمريض، مشيرًا إلى أن الدعاء هو وسيلة مهمة لطلب الشفاء واللجوء إلى الله.
ومن أبرز هذه الأدعية: "أذهب الباس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا."
وأضاف أن قراءة القرآن على المريض لها أثر عظيم، حيث يمكن قراءة سورة الفاتحة التي تُعرف بأنها "الشفاء"، بالإضافة إلى سور الإخلاص والمعوذتين، التي تقي من الشرور وتمنح الطمأنينة.
واستشهد بالآيات الكريمة التي تدعو المسلم إلى التمسك بالذكر وطلب العون من الله.
واختتم الدكتور محمد وسام حديثه بتأكيده على أن التوبة نعمة عظيمة من الله، وأن البلاء الذي قد يصيب العبد التائب هو دليل على محبة الله له ورغبته في رفع درجاته وتقوية صلته به.