الثورة نت:
2025-03-31@07:10:05 GMT

استدامة الرضا الوظيفي

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

 

 

الرضا الوظيفي حالة معنوية إيجابية تجاه الوظيفة وما يرتبط بها من شعور جيد وتساهم عدة عوامل في حضورها، أهمها انتماء الموظف وعلاقاته بالإدارة وبزملائه والمحفزات المالية والمعنوية والأديبة وبيئة العمل المحيطة به، بما تمتاز به من ضوابط وانضباط وعدالة، الحقيقة أنه كلما استقر الموظف في وظيفته زادت إنتاجيته وقلت تكلفة الأداء، بل تزيد الكفاءة والوفرة المالية والنمو والمنافسة لمنظومة العمل مهما كان سواء حكومياً أو خاصاً، وكذلك يمثل حصيلة لمجموعة العوامل ذات الصلة بالعمل الوظيفي وتقاس في الأساس بقبول الفرد جميع أنواع الأعمال التي يكلف بها بعد التأهيل والتدريب والممارسة بارتياح معنوي وفاعلية في المخرجات النهائية .


فدائماً ما كنا نسمع عن الرضا الوظيفي من الموظفين والمدراء في منظومات الأعمال وغيرها ومن بعض الموظفين الذين قد يشكون من عدم ارتياحهم في العمل ومعاناتهم من ضغوطات عديدة مثل أسلوب المسؤول في التعامل معهم أو التسلط والتعسف والتنمر الذي يضايق الموظف ويجعله غير منسجم مع بيئة العمل، لأن مثل تلك الأسباب لا تنحصر في الإدارة فحسب، بل تشمل زملاء الموظف الذين لا يبدون التعاون والتفاهم ربما قد يسببون له مشاكل وضغوطاً تتعبه مهنيا ومعنويا وربما تؤدي به إلى التجميد والتقييد والمغادرة لتجربة جديدة من خلال السعي للبحث عن فرصة عمل أخرى يستطيع أن يمارس مهامه فيها بشكل افضل وسلس وتقييم عادل ينتج عنه ارتفاع قدراته واستقرار ذهني واستدامة للوظيفة وبالتالي استدامة واستقرار لمنظومة الأعمال.
السؤال هو: كيف يستديم الرضا الوظيفي في الوقت المعاصر وفي ظل شراسة التنافس؟ فاستدامة المنظومات مطلوبة، لأنها من جهة تدفع بالتطور والتطوير ومن جهة أخرى تنمو لتصبح ضمن محفزات المنافسة وفي نفس الوقت يجب أن تكون على مستوى عالٍ من العدالة والكفاءة سواء في التوصيف الوظيفي أو توزيع المهام الوظيفية لتوجد أرضية للجودة والمبادرة والإبداع الذهني والابتكار، مثل هذه العوامل من المؤكد أنها ستدفع بمنظومات الأعمال نحو التوسع والريادة مما يساهم في تكوين نموذج لموظفين وعمال من الملتزمين والمجتهدين والمتميزين في أداء الأعمال بمنظومة متسقة، فالرضا الوظيفي الإيجابي يرتقي بمنظومات الأعمال نحو الميزة التنافسية ومن جهة أخرى من الأهمية بمكان الجانب الإنساني في إدارة الموارد البشرية، لأن له دوراً فاعلاً في رفع مستوى حالة الرضا وزيادة الاجتهاد في بيئة عمل محفزة، كتمكين الموظفين من مهامهم المنوطة بهم بما فيها من توجيه وإرشاد لما هو مطلوب حتى تزداد مهاراتهم المهنية والمعرفية وتتراكم الخبرة.
وكما أن للجانب المالي في الوظيفة -مجمل (الدخل)- أثراً كبيراً في الرضا الوظيفي، خاصة إذا تحققت العدالة والإرشاد والتوجيه والتمكين في العمل مع الأداء المناسب مقابل التعويض المالي المناسب فلا ضرر ولا ضرار، اليوم ينظر الموظف للإنصاف فيما يؤديه من عمل أو أداء مقابل ما يستلمه من دخل, وقد برزت نظريات عديدة في هذا الجانب من هذه النظريات في علم السلوك وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم الإنسانية ذات العلاقة التي تعني أن قيمة العمل تقاس في النهاية بكمية العمل المبذول ونتائجه، مثل نظرية التوقع التي تفترض أن الموظفين سيدفعون لتقديم أداء جيد بشرطين، الأول هو عندما يعتقد الموظفون أن قدرا معقولاً من الجهد سينتج أداء جيداً، أما الثاني فهو عندما يكون الأداء الجيد مرتبطا بالنتائج الجيدة والأداء السيئ مرتبطاً بالنتائج السيئة، إن لم يتواجد أي من الشرطين في ادراك الموظفين فسيكون دافعهم للإنتاج ضعيفاً ومنخفضاً، ونظرية العدالة التي تبين أن تحقيق العدالة في العمل ليس بالأمر السهل والذي لا يقتصر على ترقية الموظفين بل يشمل جوانب كثيرة، منها تطبيق معايير واضحة في الأجور والرواتب والمكافآت والحوافز وغيرها من المميزات إضافة إلى توفير الاحتياجات والمستلزمات المكتبية والخدمات، أما نظرية الهدف فتشير إلى أن العمل الإداري يقوم بتحديد الأهداف بصورة جماعية لتحقيق اقصى إنجاز في فترة زمنية معينة وتوضح العوامل التي تعيق التوصل إلى الأهداف لتداركها وفي نهاية المدة المحددة، تتم مراجعة النتائج وتحليلها لتقويم أداء المرؤوسين وللابتعاد عن الأهداف غير الملائمة من خلال القيام بوضع أهداف أخرى بديلة يمكن تحقيقها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حاجة جمال رحمها الله جعلتني ولياً من الأولياء “الميعرفهومش الناس”: تور الخلاوي

من الأرشيف
في مناسبة عيد الأم عادني من المرحومة الحاجة جمال أنها اعتقدت أنني رجل من الصالحين. وبالطبع سبقتها أنا إلى ذلك قبل مدة. وتلك قصة أخرى. ولما لم تر مني ظاهر عبادة من مستحقات الأولياء قالت رحمها الله لمن حولها: "هو من الأولياء الميعرفهومش الناس". وهي عبارة منسوبة إلى الشيخ عبد الله كمبو من صُلاح مدينة نيالا حي الوادي. وكانت زارت نيالا في السبعينات أيام اختفائي بين كادر الحزب الشيوعي المتفرغ تسأله شأني وخلاصي. فقال لها العبارة أعلاه عني. ووقعت لها في جرح. وكانت تلحن ب"المايعرفهومش" تعزز حجتها.
ربما كنت أفكر دائماً في صلاحي عملاً بسعة الحديث النبوي القائل "تفكر ساعة خير من قيام ليل". وهو مروي ومضعف. وأنا ممن يسعده أن يدخل في باب المتفكرين ساعة بعد ساعة. وبان نقائي هذا لي يوم كنت أبحث في حي المعمورة عن منزل صديقي مبارك حمد الإسلامي الأشم. فأوقفت عربة مرت لأسألها عنه. فوجدت فيها من سلم عليّ بحرارة وبمعرفة. وقدم لي نفسه كعثمان الهادي الجار الجنب لمبارك. وسمعت بالطبع عنه. ولكنه فاجأني بقوله: "والله يا عبد الله نفعتنا شديد في تصميمنا لمناهج الخلاوي". ولم أصدق أذنيّ. فأضاف: "لقد قرأنا كتابك عن بخت الرضا من النسخة التي أهديتها لشيخ علي عثمان محمد طه. ووجدنا أن فكرتك عن تطوير تعليم الخلاوي مناسبة واشتغلنا عليها". وتواعدنا لأقف على دقائق هذه "الكرامة" للماركسي الذي طور تعليم الخلاوي. ولم نلتق بعدها.
كنت تناولت موضوع الخلوة في كتابي مرتين. في المرة الأولى ثمنت حركة إصلاح الشيخ علي بيتاي في شرق السودان التي مدارها تعليم الخلاوي. وقلت إننا سنخسر إشراقة هذا الإصلاح (والتعليم جزء منه) لو ظللنا نعتقد أن الخلوة تقع خارج نطاق التعليم العام وأن من يريد اكتسابه خلع الخلوة. وزدت بأن تبعة التربوي أن يراعي تنوع التعليم ومؤسساته وأن "يتوئم" بينها بحيث يتوافر لكل خريج مؤسسة أن ينال شهادتها القومية المأذونة. أما المرة الثانية فذكرت رأي البروف عبد الله الطيب من أن تعليم الخلوة للغة والثقافة-الدين كان أذكى من تعليم بخت الرضا. ولا نفصل خشية الإثقال.
وتحققت الكرامة. فأصدرت وزيرة التعليم العام منذ أيام قراراً لم أقف على محتواه بعد، ولكنه اعترف بقوام مستقل لتربية الخلوة ودمجها بصورة من الصور في التعليم العام. ويلقى هذا القرار نقداً من الحداثيين ربما كان له ما يبرره إلا أن يكونوا حكموا فيه حزازتهم في أن تعليم الخلاوي موضة قديمة. ولم يكن لصلاحي أن "يتبين" لولا شيخ علي، من حاجة جمال خالته، الذي بثه بين تربويّ الدولة فاستعانوا به ما وسعهم لتأصيل التعليم. وكانوا اكتفوا من نقد بخت الرضا ب"القرشي مريض في المستشفى" بحسبانها طعناً في أفضل البشر.
رحم الله جمال فقد استثمرت ثقافتها لتبؤاني منها مقاماً كريماً.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • وزير قطاع الأعمال: مشروعات توسعية لتنمية صناعة الأسمدة وتعزيز القدرات الإنتاجية
  • نائب:العدالة في رواتب الموظفين تحتاج إلى “توافق سياسي”
  • الشرقية.. تهيئة أكثر من 250 ساحة ومسجدًا لعيد الفطر المبارك
  • متى يحرم الموظف من أجره عن مدة الإجازة.. قانون العمل يجيب
  • أجر مضاعف لهؤلاء الموظفين خلال إجازة عيد الفطر
  • حاجة جمال رحمها الله جعلتني ولياً من الأولياء “الميعرفهومش الناس”: تور الخلاوي
  • دراسة: المشكلات النفسية المرتبطة بالإجهاد الوظيفي آخذة في الارتفاع
  • أنقرة: أردوغان أكد هاتفيا لبوتين أهمية العمل معا لوقف الأعمال التي تغذي العنف الطائفي في سوريا
  • خطيب المسجد الحرام يؤكد أهمية مداومة الأعمال الصالحة حتى بعد رمضان
  • الديمقراطي الكوردستاني يدين الإقصاء الوظيفي في كركوك: 7 تعيينات فقط للكورد