هدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، اليوم الثلاثاء، باستمرار إقفال حقول النفط والغاز حتى عودة محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير إلى منصبه.

والاثنين، أعلن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، حالة القوة القاهرة على قطاع النفط بليبيا ووقف إنتاج وتصدير الخام؛ احتجاجا على ما اعتبره اقتحام لجنة تسليم واستلام مكلفة من المجلس الرئاسي لمقر المصرف المركزي بالعاصمة طرابلس؛ لتمكين إدارة جديدة للمصرف عوضا عن المحافظ الحالي.

وإعلان حالة القوة القاهرة إجراء قانوني يلجأ إليه طرف ما في عقد عندما يتعرض لظروف طارئة خارجة عن إرادته تمنعه من الوفاء بالتزاماته التعاقدية؛ ما يعفيه من المسؤولية المترتبة على ذلك، وقد تشمل تلك الظروف كوارث طبيعية أو حروبا أو أعمالا إرهابية أو أوبئة وأمراضا.

وفي تواصل لتلك الأزمة، قال صالح، في تصريحات صحفية نقلها مكتبه الإعلامي عبر منصة فيسبوك، اليوم، إن منع تدفق النفط والغاز سيستمر إلى حين رجوع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير لممارسة مهامه القانونية؛ حفاظا على ثروة الشعب الليبي من العبث والسرقة وصونا لمقدرات الوطن، على حد قوله.

وتوجد غالبية حقول النفط والغاز الليبية بمناطق سيطرة الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فيما تتولى المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس عمليات بيعهما، لتصب العائدات بحسابات خاصة للمصرف المركزي.

حكومة الدبيبة تنفي

وتنفي حكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة أي اتهامات لها بإهدار عائدات النفط، التي تمثل 90% من إيرادات البلاد، وتؤكد على الشفافية في عملية توزيعه.

واعتبر صالح، في تصريحاته الصحفية، أن تعيين محافظ المصرف المركزي ليس من اختصاص المجلس الرئاسي إطلاقا، وإنما اختصاص أصيل لمجلس النواب بالتشاور مع مجلس الدولة وفق الاتفاق السياسي الليبي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية عام 2015.

وكان المجلس الرئاسي برر قرار تعيين مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي بأنه يأتي لتعزيز قدرة المصرف على القيام بمهامه بكفاءة وفاعلية، بما يضمن استمرارية تقديم الخدمات المالية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

وطالب صالح النائب العام بتحريك دعوى جنائية ضد من ارتكب فعل اقتحام المصرف المركزي، والبدء فورا بإجراء التحقيقات، والإفادة بما تم اتخاذه من إجراءات وما أسفرت عنه التحقيقات والمتابعة الجنائية.

وكان الدبيبة استنكر، الاثنين، قرار حكومة حماد إقفال حقول وموانئ النفط في البلاد، مؤكدا ضرورة عدم السماح بإقفال هذه الحقول تحت حجج واهية.

كما أكد، بحسب بيان صادر عن حكومة الوحدة الوطنية، ضرورة محاسبة من يقوم بهذه الأفعال المشينة وإحالته لجهات الاختصاص.

ومنذ منتصف الشهر الجاري، تعيش ليبيا أزمة حادة بعد إصدار المجلس الرئاسي قرارا يقضي بعزل محافظ البنك المركزي الصديق الكبير وسط رفض من مجلسي النواب والدولة.

وفي حين تسببت الأزمة في تحشيدات مسلحة بين مؤيد ومعارض للقرار في طرابلس، تمكنت لجنة التسليم والاستلام المكلفة من الرئاسي الاثنين من دخول مقر المصرف المركزي، وتسليمه لمجلس الإدارة الجديد.

وإلى جانب تلك الأزمة، تعيش ليبيا منذ نحو 3 سنوات أزمة صراع على السلطة بين حكومة الدبيبة المعترف بها أمميا، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس (غرب) مقرا لها، ومنها تدير منها كامل غرب البلاد، وحكومة حماد المكلفة من مجلس النواب والتي تتخذ من مدينة بنغازي (شرق) مقرا لها حيث تدير من هناك كامل شرق البلاد ومدنا بالجنوب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المجلس الرئاسی المصرف المرکزی مجلس النواب المکلفة من من مجلس

إقرأ أيضاً:

«عقيلة صالح» يلتقي السفير الروسي لدى ليبيا

التقى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، السفير الروسي لدى ليبيا حيدر رشيد أغانين.

وتناول اللقاء “الأزمة الراهنة بمصرف ليبيا المركزي وسبل معالجتها، كما تناول اللقاء العملية السياسية في ليبيا بشكل عام وسُبل الدفع بها بما يفضي إلى إنهاء الأزمة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.

وأعرب السفير الروسي لدى ليبيا، حيدر رشيد أغانين، “عن إشادته وإعجابه بأعمال الإعمار والتنمية التي تشهدها مدينة درنه وعدد من المدن الأخرى”.

في سياق متصل، أكد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب “مصباح دومة ” في تصريح له، “على أن عدم وضوح المجتمع الدولي في خلاف مصرف ليبيا المركزي وخاصة بعد توحيد المصرف واعتماد ميزانية موحدة والتمسك بحكومة منتهية الولاية يعتبر عقبة أمام الانتخابات وفق قوانين 6+6”.

وأضاف “أن اتخاذ المجلس الرئاسي قرارات ليست من اختصاصه هو تعقيد للأزمة الليبية بتدخلات خارجية تدير الأزمة ولا تريد حلها، جاء هذا التصريح عبر تغريدة نشرها من خلال حسابه الرسمي عبر موقع اكس”.

مقالات مشابهة

  • الأوجلي: استمرار اللجنة المكلفة من الرئاسي لإدارة المركزي سيشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل البلاد
  • ممثل المجلس الرئاسي يتوقع عقد جولة مشاورات رسمية الأسبوع القادم بشأن أزمة المصرف المركزي
  • الرئاسي: المنفي بحث مع أعضاء من مجلس الدولة توحيد الجهود حول قضية المصرف المركزي
  • استئناف المباحثات الليبية لوضع صيغة نهائية لحل أزمة المصرف المركزي
  • «عقيلة صالح» يلتقي السفير الروسي لدى ليبيا
  • دغيم: “الرئاسي” يرحب بكل ما يتفق عليه مجلسا النواب والدولة حول محافظ المصرف المركزي
  • عقيلة صالح يلتقي ديكارلو.. تأكيد على حل أزمة المصرف المركزي ودعوات للانتخابات
  • «عقيلة صالح» يبحث مع وفد أممي سبل حلحلة أزمة المصرف المركزي
  • عقيلة صالح: المجلس الرئاسي يتحمل كامل المسؤولية على اقتحام المصرف المركزي
  • كرموس: نرفض أن يكون المجلس الرئاسي طرفاً في حوار يتعلق بأزمة المصرف المركزي