نفى مسؤول سوداني رفيع أن تكون بلاده قد هددت بإنهاء عمل البعثة الأممية في السودان، واتهم قوى إقليمية بدعم العدوان على حكومة السودان، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار القتال سيزيد من خطر التدخل الأجنبي، وقد يؤدي إلى تفتت البلاد.

وردا على تصريحات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الرافضة لأي منع أو تهديد قد يستهدف مسؤولي الأمم المتحدة، قال المندوب السوداني الحارث إدريس الحارث إن بلاده لم تهدد رسميا أو خطيا بإنهاء عمل البعثة الأممية، لكنه شدد على أنها ترفض التعامل مع المبعوث الأممي فولكر بيرتس.

وخلال جلسة مخصصة للسودان وجنوب السودان عقدت أمس الأربعاء، نددت السفيرة الأميركية -التي تتولى بلادها طوال أغسطس/آب الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي- بغياب فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان.

وقالت المندوبة الأميركية متوجهة إلى نظيرها السوداني "ما نفهمه الآن هو أن الحكومة السودانية حذرت من أنه إذا شارك الممثل الخاص للأمين العام في هذا الاجتماع فإن هذا الأمر سيضع حدا لبعثة الأمم المتحدة في السودان".

تصريحات سابقة

وفي وقت سبق جلسة مجلس الأمن أمس الأربعاء، قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية السودانية للجزيرة إن بلاده تتعامل مع بعثة الأمم المتحدة، لكن موقفها مبدئي في عدم التعامل مع فولكر بيرتس بعد أن تم تصنيفه شخصا غير مرغوب فيه.

وشدد المسؤول السوداني على أن جلسة مجلس الأمن لم تقدم أي مخرج محدد تجاه السودان، سواء أكان ذلك بشكل بيان رئاسي أو صحفي، معتبرا ذلك نجاحا للدبلوماسية السودانية.

ويونيو/حزيران الماضي، ندد بيرتس بأعمال عنف في دارفور قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية"، لكن الخرطوم قررت اعتباره شخصا "غير مرغوب فيه"، متهمة إياه بالتحيز.

وأمس الأربعاء، دافع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق عن بيرتس قائلا إنه "لا يزال الممثل الخاص للأمين العام" أنطونيو غوتيريش، من دون أن يؤكد اتهامات الولايات المتحدة.

"تدخل إقليمي"

وبشأن التدخل الإقليمي في الصراع الجاري، اتهم المندوب السوداني الحارث إدريس الحارث قوى إقليمية بدعم ما سماه العدوان على حكومة بلاده.

وقال الحارث إن الصراع في بلاده "ليس اشتباكا عسكريا بين طرفين، بل هو ترهيب تدعمه قوى إقليمية. وقد ذكرتُ على وجه الخصوص أن هناك دولة أرسلت حوالي 6 آلاف مقاتل للقتال ضد الجيش السوداني".


وأضاف الحارث "لقد أعلنا أيضا من قبل أن هذا الصراع ليس ثنائيًا أو بين طرفين. فهو ينطوي بالفعل على عملية استبدال ديموغرافي في السودان. يُبعدُ السودانيون قسرا من منازلهم لتحلتها قوات الدعم السريع والمليشيات التي تستخدم السودانيين دروعا بشرية".

ونظرا لغياب بيرتس، تلت مساعدة الأمين العام المكلفة بشؤون أفريقيا مارثا أما بوبي تقريرا عن "النزاع في السودان (الذي) لا تزال تداعياته هائلة على البلد وشعبه الذي يعيش معاناة لا يمكن تصورها". وشجبت "أعمال عنف جنسية واسعة النطاق ومقتل أطفال إما ضحايا وإما بالزج بهم في القتال".

وقالت بوبي إن استمرار الحرب سيزيد خطر التشرذم والتدخل الأجنبي وفقدان مستقبل السودان، داعية طرفي الصراع للتفاوض من أجل إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن. كما حذرت من أن أعمال العنف الوحشية في الجنينة وسربا أمر مقلق للغاية وقابل للاتساع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: غارات الاحتلال على تدمر هي “على الأرجح” الأسوأ في سوريا

اعتبرت مسؤولة بالأمم المتحدة الخميس أن غارات الاحتلال التي أودت الأربعاء بالعشرات في مدينة تدمر هي “على الأرجح الأكثر فتكا” في سوريا حتى الآن، معربة عن قلقها البالغ من تصاعد العنف في البلاد.

وقالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن الدولي “مرة أخرى، ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق”.

وأضافت “أمس (الأربعاء)، قُتل عشرات الأشخاص في غارة قرب تدمر، هذه الضربة هي على الأرجح الأكثر فتكا حتى الآن”.

واستهدفت غارات الاحتلال الأربعاء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ثلاثة مواقع في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي ضمّ أحدها اجتماعا “لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني”.

وقتل في الغارات 79 مقاتلا موالين لإيران، وفق أحدث حصيلة اوردها المرصد، بينما أحصت وزارة الدفاع السورية مقتل 36 شخصا وإصابة أكثر من خمسين جراء هذه الغارات على المدينة الواقعة في البادية السورية.

وأضافت رشدي “تقول “إسرائيل” إن ضرباتها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران أو حزب الله أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني. لكننا مرة أخرى نشهد سقوط ضحايا من المدنيين، من ضمنهم جراء غارات ضخمة على مناطق سكنية في وسط دمشق”.

كما اعربت عن قلقها حيال “الوضع المتفجر” في الجولان المحتل، وأعمال العنف الأخرى “في العديد من مواقع العمليات الأخرى”، خصوصا في شمال غرب البلاد.

وحذرت من أن “هذا العام يتجه ليكون الأكثر عنفا منذ 2020، وأن خطر حدوث دمار أكبر يلوح في الأفق”.

واندلع النزاع في سوريا في العام 2011 إثر احتجاجات بدأت سلمية قبل أن يقوم النظام بقمعها.

وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين وتدمير اقتصاد البلاد والبنية التحتية.

وتابعت رشدي “من الواضح أن الأولوية الملحة بالنسبة لسوريا هي وقف التصعيد. فالبلاد تشهد عواصف متواصلة ناتجة من نزاع إقليمي وموجات متزايدة للنزاع على أراضيها”.

واشارت إلى أنه “مع تضاؤل المساعدات الإنسانية وتكثيف الخطابات والأعمال العدائية، يضطر السوريون إلى العيش في ظروف صعبة وغير محتملة على نحو متزايد”.

المصدر أ ف ب الوسومالأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي سوريا

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة ويلاحق عناصر الدعم السريع
  • وزير الخارجية السوري يلتقي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا في دمشق
  • جوتيريش عن التعهدات المالية بـ "اتفاق باكو" للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود
  • جوتيريش عن التعهدات المالية بـ اتفاق باكو للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود
  • توجيه من السوداني بشأن إرسال المساعدات إلى غزة ولبنان
  • باحث سياسي: قرار المحكمة الجنائية الدولية غير مسبوق في تاريخ الصراع
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
  • الأمم المتحدة: غارات الاحتلال على تدمر هي “على الأرجح” الأسوأ في سوريا
  • الأمم المتحدة: غارات إسرائيل على تدمر "الأكثر فتكاً"
  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن